انبعاث من الرماد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يزيد ديرية
    • 14-03-2010
    • 2

    انبعاث من الرماد

    انبعاث من الرمادِ



    لم يعرفوني ، في عُتمةِ شعركِ التي
    تغسلُ جُرحي المُسافر في قدح ِ قهوتي
    أشربُها على مهلٍ..
    لكيْ أحسنَ ترتيبَ معْرضِي..


    أحمرٌ يتوردُ في الأفق البعيدِ
    وشارعٌ يجيدُ الإصغاءَ الى البحر
    وفوقهُ تحلقُ نوارسَ حاملة ذكرياتِ
    تناظرُ خُطايَا على الرّصيف


    ولمْ ألاحظ في وحدتي، غير عوْدتي
    ولم أسمع غير نبضي
    ولم أشاهد غير شحوب
    يلتصقُ بوجهي..وهروب
    يخطف صوْتي


    وكنت قد تركتُ ظلّي المُنكسر
    معلقاً على شبح ِالمدينة
    وبدأتُ أوشوشُ زنجارَا لنفسي:
    إلى متى سأظلّ مشاهداً لمَ أريد..
    وما كانَ للمرادِ الهاوي على الارض، إلا خنجر؟
    وإلى متى سأظلّ انشقاقاً في جبتهي
    ينزلُ منهُ الليل وينتشر..إلى متى.؟


    كلّ أنهاري تصبُّ في الأمنية
    تجفُ الأشياء في ذاكرتي
    وكل السبل أصبحت تؤدي
    إلى اللاوجودِ والعدم.
    وكأنّي أزحفُ بين وداعيْن طويليْن
    في زجاجةٍ من غير فوهةٍ..
    مليئة ٌباللاهواءِ والألم.


    يتصدّعُ من جسدي وردة ٌوقلم
    وعيونٌ يحرقها الملحْ.
    ويقفز من وراءِ جلدي آمالٌ نقية
    ليس لها بعد الكدّ الا الذبحْ.


    ويتصدّعُ من أسوار قلبي
    أنتِ..
    فراشة ٌ جناحاها, ذهبْ
    وإني..
    أحبكِ وأحبكِ حدّ التعبْ
    وأنتِ..
    في ظلّ لحن ٍأعزفهُ على العود
    ممنوعة ٌحدّ الإنتحابْ..

    فلا تسكُبي بحركِ في الرّيح ِ
    دعيني الريحُ.. للريح ِ
    فأنا حروفٌ صلّبتْ قبل الولادةِ
    أنا للونٍ الأسود في الليل ِ
    انا الريحُ .. وللريح ِ


    اذهبي..
    اذهبي، وابحثي عن أيّ فضاء
    يستوعبُ القمر..
    واستردي الغيم والسماء
    من اي مطر..
    ولكن ليسَ في محيطاتي التي بلا ميناء.
    فهذا الجسدُ ليسَ لي..
    وانا لم أعرف الإنتهاء..


    لم أملك سوى حفنة أحلام طفولية..
    تسلَّقَ جُدْرانها الشلل، كالنباتاتِ البدائية..
    وقليلٌ من الملحِ عاد ليذوب
    بعد أن ترسّبَ على وجنتي الرماديّة.
    ما الذي تنتظرين!


    سأجرحُ لونَ مائِنا..وغادريني بهدوء
    غادريني ..
    اجمعي تدرج نارٍنا..واتركيني الرمادُ
    وللريح دعيني
    على مهلٍ تُبَعْثِرُنِي..


    سأرضى أن تدعيِ بحرا آخر..
    ينتحرُ على ركبتيكِ
    لكن دع ِ لي انبعاثٌ من الرمادِ
    ودع ِ لي صوتي الذي افتقدهُ..
    أخاطب به ثِقل هواجسي وأقول:
    تمرّد في سيْرك يا ذئبُ واستمر
    واتبعه يا هدهدُ..وانقش
    رائحة مائنا على شحوب القمر..
    لربما الأرض الى نصفين، يوماً تنشطر..
    نصف مريض يذوب في الأسودِ
    ونصفُ فضيّ يتلألأ في الأبيض ِ
    وان انهكني الوقت وصار لي ساعة هشة
    فيا ذئب.. كُن جسدي
    وأنت يا هدهد.. كن جسدي

    وأنا سأصير يوماً جسدَ الذئب والهدهدِ

    وإنْ صارتْ سماءٌ يوماً ، ملئِ يديكِ!
    فلا تنسيني..
    فلا تنسيني..
    فلا تنسيني..


    بعض من محبرة صدري!
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق الايهمي; الساعة 15-03-2010, 20:11.
  • سحر الخطيب
    أديب وكاتب
    • 09-03-2010
    • 3645

    #2
    استاذ يزيد اول قصيده دخلت فيها بعمق المشاعر
    تشبيهات رائعه بكل فقره خطتها محبره صدرك

    تحياتى لاول ابداع
    الجرح عميق لا يستكين
    والماضى شرود لا يعود
    والعمر يسرى للثرى والقبور

    تعليق

    • يزيد ديرية
      • 14-03-2010
      • 2

      #3
      اشكر مرورك الجميل..~

      ارجو من اصحاب الخبرة التقييم ادبيا؟

      تعليق

      يعمل...
      X