روما - بعد عشرة أشهر !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حارث عبد الرحمن يوسف
    عضو الملتقى
    • 23-02-2010
    • 344

    روما - بعد عشرة أشهر !

    روما – بعد عشرة أشهر

    بين رحيق الحب وعسل الشهوة غشاء رقيق كالقشرة التي تحمي بياض البيضة من صفارها .
    ومتى خرجت الشهوة من نواتها لوّنت كل ما يحيط بها بلونها فيصبح الحب شهوة وتصبح الشهوة حبّاً
    فيبدع هذا الخليط بالعطاء ..............
    عندما رفع النادل الأنيق بكفوفه البيضاء الغطاء الفضّي عن طبق "الأومليت" الخاص الذي طلبته حبيبتي هذا الصباح لاحظت لكم هو مفعم بالطاقة الخلاّقة , ولكم رائحته المغرية مشبعة باللّذة كثدي الأنثى الشبقة , ولكم لونه البرتقالي الغافر للذنوب قادرٌعلى رسم السعادة على شفاه العاشقين
    كلّ هذه الأفكار زارتني بومضةٍ من الوقت حين رأيت الرضى رطوبةً على شفتيها وقرأت في عينيها سعادةً أكبر من سعادة "بانوراما" روما من شرفة غرفتنا العالية في " الفندق الكبير "
    وصلنا مساء أمس !
    كان هذا بناءً على قرار اتخذناه ظهر أمس في باريس مباشرةً بعد أن تعرّفت عليها في مقهى لا أعرف ما اسمه ,
    دخلت إليه عندما رأيت من زجاج النافذة شعرها , حيث وقفت مذهولاً !
    فلو لم تكن زوجتي ماتت منذ عشرة أشهر , لأقسمت أن تلك المرأة هي زوجتي .......

    كانت تطلب شيئاً ما من النادل عندما انتبهتْ أنني أتفحصها كمن سحرته لوحة فائقة الروعة في متحف "اللوفر".
    أنساني جمالها كلّ شيء حتّى حزني على زوجتي , فجمال زوجتي أصبح شاحباً عندما انتبهت إلى الحياة النابضة بجمال تلك المرأة .
    لم أستأذنها ولم أسمع النادل وهو يسألني إن كنت أرغب بطلب شيء ما كما لم أكترث لذهولها من وقاحتي باقتحام عالمها الصغير والجلوس مقابلها محدّقاً بإعجابٍ حزين يعينيها الرائعتين وكأنني أعاتبها على غيابها الذي طال عشرة شهور .
    لقد كان هذا أغرب موقف قمت به في حياتي.
    نظرت إلى النادل المدهوش وابتسمت له قائلاً بعد بغض الصمت :
    نفس الشيء !
    فابتسمت كما يبتسم عبّاد الشمس عند ظهور الشمس !
    وترقرقت عيناي بالدموع للشبه الكبير بين بسمتها والبسمة التي فقدتها منذ عشرة شهور .


    باريس - منذ عشرة أشهر
  • سعاد عثمان علي
    نائب ملتقى التاريخ
    أديبة
    • 11-06-2009
    • 3756

    #2
    الأستاذ حارث عبد الرحمن يوسف
    تهاجمنا الذكرى فتضج منها الحياة
    ويتنغص العيش لحلواتها الفائتة -أو لشقائها الذي لن يُنسى
    لم اتبين هل هي كانت ذكرى
    أم قصة من الخيال؟
    لو كانت ذكرى لمن ذهبت منذ عشر سنين رحمة الله عليها
    هل كنت ستظل تحبها مثل اليوم؟
    او مثلنا
    لم نعرف قيمة الشيء إلا بعد أن نفقده
    -هي ذكرى رائعة وتصورات راقية
    والم يحاول ام يلملم صورة الماضي
    تحياتي


    حين كــــان الليــل يغفـــو حولنــا فـي سكون هادئ حلو الحنين
    حين كــــان الليــل يزجـي حلما مشـرقا يهمس وضاح الجبــين
    يبـعــث الآمـــال يثــري عيشنـا بـرؤى المقبل من حلـــو السنين
    لم يكن يسكن في البيت سوى ذلــك الظــل مـن الـحب المتين (ص 19 من الديوان مأمون فريز
    ثلاث يعز الصبر عند حلولها
    ويذهل عنها عقل كل لبيب
    خروج إضطرارمن بلاد يحبها
    وفرقة اخوان وفقد حبيب

    زهيربن أبي سلمى​

    تعليق

    • حارث عبد الرحمن يوسف
      عضو الملتقى
      • 23-02-2010
      • 344

      #3
      لو تعرفين يا أختي لكم أستمتع بأحداث الخيال
      لو تعرفين يا عزيزني سعاد لكم أنا لا أعترف بأحداث الواقع
      لو تعرفين لكم أجد الدموع أصفى حين يرسلها السراب
      لو تعرفين أنني قد جئت من رحم الفراغ
      لو تعرفين لكم أنا سعيد بشعوري أنك هنا قريبة وعزيزة

      تعليق

      يعمل...
      X