نمت يوما كاملا ، لا أحد أيقظني ، فركت عيوني ، وأجلت نظري في الغرفة لا أحد هنا .
السكون يلف المكان ..نهضت بتثاقل ، اتجهت صوب الحمام ، غسلت وجهي
عرجت على المطبخ ؛ فالتهمت بقايا طعام من الثلاجة ، وعدت حيث كنت .. إنه الليل ؛
ويبدو أن كل أفراد العائلة نيام ، هل أصبحت شفافة الى هذه الدرجة ، ولم ينتبه لي أحد ، أم تراهم لا يرغبون برؤيتي .
فكرت فى الدخول لغرفة النوم ، حيث ينام .
تراجعت ..لن أذهب إليه ، لن أبدأه بالكلام .كان عليه أن يعتذر مني ، يبرر لي ما حدث ، أم تُراه يريدني أن ألحق به ، وأحاول ارضاءه؟
هو من سجنني واحتقرني ، وأغلق الغرفة .يحبسنى متى يشاء ، ويفتحها متى يشاء ..
مرت ساعات الليل كأثقل ما يكون ، وأطل الصباح ومعه حركة في البيت الصامت. لم أنهض ، شعرت به يمر بجانبي ، دون أن يحييني ، كأنه لا يعيرنى اهتماما ، ابنتى قالت لي صباح الخير ، ببرودة كالثلج ..وابنى لم يسلم علي ما به ! لست أدري ، ربما لا يزال يتذكر مشهد العراك أمام البيت ، وتجمع الجيران وأبنائهم علي .
قلت في تلعثم ظاهر ، وأنا أدعي رصانة : مابك؟
أجابني : لا شيئ مام لاشىء . ونصرف .
فى تلك اللحظات الحرجة التي وقفت فيها على واقع الأسرة ، انتابتنى رعشة اهتز لها كل جسدي ، وبركان من الغضب تغذيه رغبة في الانتقام ، ممن نسف أحلامى ، وجعلنى محل سخرية حتى من أبنائي .
جاءني صوته من الغرفة المجاورة ، يأمرني بتجهيز الفطور له ...شعرت أنى كرهته حد التقزز ، لكنى لا أملك غير العصيان ؛ هذا العصيان والعناد الذي يكسر ظهرى فى كل مرة ، ولا زلت به .
تركته ينادى ، ويصيح ويرعد، ويزبد ، وأنا أتلذذ بتجاهله ؛إلى أن أظلمت عيني من الخوف ، حين أطل من الباب ، كأخر محاولة له ؛ لتعديل ما كان .
كنت أود أن أقوم له ، وبسرعة ، لكنى شعرت بشىء يهوى على رأسي .
انقضت مدة العلاج في المستشفى ، ووجدت نفسي خارجة ، أنظر بعينين ملهوفتين إلى المارة وطوابير السيارات وإشارات الوقوف الحمراء والصفراء، أشحت بوجهى ، واشرت إلى تاكسي ، ركبتها . انطلقت إلى حيث أسكن ، نزلت فى أول الشارع ، وسلكت طريقي ، أصارع النفس بين العودة للبيت وبين الذهاب إلى حيث لا أدري !
وبينما الفكر فى شرود ، إذ بيد باردة ليس فيها حرارة اللقاء ، تلامس يدي ، وصوت رقيق يداعب سمعي : حمدا لله على سلامتك .. أوحشت بيتك و أهلك !
السكون يلف المكان ..نهضت بتثاقل ، اتجهت صوب الحمام ، غسلت وجهي
عرجت على المطبخ ؛ فالتهمت بقايا طعام من الثلاجة ، وعدت حيث كنت .. إنه الليل ؛
ويبدو أن كل أفراد العائلة نيام ، هل أصبحت شفافة الى هذه الدرجة ، ولم ينتبه لي أحد ، أم تراهم لا يرغبون برؤيتي .
فكرت فى الدخول لغرفة النوم ، حيث ينام .
تراجعت ..لن أذهب إليه ، لن أبدأه بالكلام .كان عليه أن يعتذر مني ، يبرر لي ما حدث ، أم تُراه يريدني أن ألحق به ، وأحاول ارضاءه؟
هو من سجنني واحتقرني ، وأغلق الغرفة .يحبسنى متى يشاء ، ويفتحها متى يشاء ..
مرت ساعات الليل كأثقل ما يكون ، وأطل الصباح ومعه حركة في البيت الصامت. لم أنهض ، شعرت به يمر بجانبي ، دون أن يحييني ، كأنه لا يعيرنى اهتماما ، ابنتى قالت لي صباح الخير ، ببرودة كالثلج ..وابنى لم يسلم علي ما به ! لست أدري ، ربما لا يزال يتذكر مشهد العراك أمام البيت ، وتجمع الجيران وأبنائهم علي .
قلت في تلعثم ظاهر ، وأنا أدعي رصانة : مابك؟
أجابني : لا شيئ مام لاشىء . ونصرف .
فى تلك اللحظات الحرجة التي وقفت فيها على واقع الأسرة ، انتابتنى رعشة اهتز لها كل جسدي ، وبركان من الغضب تغذيه رغبة في الانتقام ، ممن نسف أحلامى ، وجعلنى محل سخرية حتى من أبنائي .
جاءني صوته من الغرفة المجاورة ، يأمرني بتجهيز الفطور له ...شعرت أنى كرهته حد التقزز ، لكنى لا أملك غير العصيان ؛ هذا العصيان والعناد الذي يكسر ظهرى فى كل مرة ، ولا زلت به .
تركته ينادى ، ويصيح ويرعد، ويزبد ، وأنا أتلذذ بتجاهله ؛إلى أن أظلمت عيني من الخوف ، حين أطل من الباب ، كأخر محاولة له ؛ لتعديل ما كان .
كنت أود أن أقوم له ، وبسرعة ، لكنى شعرت بشىء يهوى على رأسي .
انقضت مدة العلاج في المستشفى ، ووجدت نفسي خارجة ، أنظر بعينين ملهوفتين إلى المارة وطوابير السيارات وإشارات الوقوف الحمراء والصفراء، أشحت بوجهى ، واشرت إلى تاكسي ، ركبتها . انطلقت إلى حيث أسكن ، نزلت فى أول الشارع ، وسلكت طريقي ، أصارع النفس بين العودة للبيت وبين الذهاب إلى حيث لا أدري !
وبينما الفكر فى شرود ، إذ بيد باردة ليس فيها حرارة اللقاء ، تلامس يدي ، وصوت رقيق يداعب سمعي : حمدا لله على سلامتك .. أوحشت بيتك و أهلك !
تعليق