[align=justify] صرخة قوية يملؤها الرعب شقت سكون الليل .. حفر الرعب خطوطه العريضة على وجهها الصغير .. أرعدت فرائدها فاصطكت ببعضها البعض وكادت تلامس ركبتاها الأرض عندما لمست يد جسدها .. جذبها فى قوة من ملابسها حتى تمزقت
تحلق حولها ثلاث ذئاب بشرية تلمع عيونهم بانعكاسات الأضواء الباهرة الآتية من القصر المشيد البادى من بعيد .. فبدا فيهم شر مجسدً قد رأتهٌ قبل ذلك فى حكايات البنات اللاتى مررن بما يحدث لها الآن .. فهوى قلبها محطماً إرادة المقاومة لديها .. فزاغت عيناها وسابت مفاصلها وارتسمت على محياها أمارات الرعب الممزوج بالاستسلام والرجاء .. أخذت فى البحث فى أعينهم عن أى شئ من الرحمة فرأت أعينا متحجرة لا ينفذ منها إلا الشهوة والجوع
لمست أيديهم أماكن العفة عندها صرخت صرخة فهبت فى أعصابها إرادة ظنت أنها تلاشت, فنشبت أظافرها فيهم تدافع عن شرفها فوق استطاعتها.
حفرت أخاديد فى وجوههم ورقابهم وسواعدهم .. لم تلنْ ولم يتراجعوا .. طرحوها على الأرض .. أوقفوايديها ورجليها عن الحركة .. كمم فمها .. جلس أكبرهم جلسة المتمكن منها.. دب فى جسدها الواهن حرارة أشعلته فتحرك فى عنف جسدها المقيد .. قضمت أصبع اليد المكممة فاها .. صرخ متألما .. بادلته صرخة جعلت فيها كل قوتها الباقية .. صرخ الجالس عند قدميها صرخة مكتومة .. تناثر دمه النافر من رقبته على وجهها .. خر صريعاً بجوارها
تشابك صراخاتها مع صرخات زميلى الذئب المقتول وهم يهجمون على هذا المغيث الذى انشقت الأرض عنه .. لمحت وجه المغيث فعرفت فيه فتى صغيراً رأته أكثر من مرة متشرداًمعها أو حولها .. وأطلقت لساقيها العنان ولم تطلق لعقلها الخيال كلما تناها إلى مسامعها صوت تأوهاته المكتومه .. لم تتوقف الا بعد أن أنهكها التعب .. فألجأها هووالخوف إلى ذلك القصر الذى كان يأتيها منذ قليل نوره من بعيد وحسبت أنها فى كنفه فى أمان .. دارت حول القصر .. وقفت خلفه .. وجدت فرجة فى غابة الأشجار التى صنعت شابكها سوراً عالياً يحيط القصر .. أغرتها ليونة الحشائش الخضراء .. أنسلت إلى الداخل زحفاً على يديها وقدميها حتى لجأت إلى شجرة كبيرة أسندت ظهرها إليها .. فردت قدميها .. أتكأت على مرفق يدها اليسرى .. وما هدأت أنفاسها حتى ألقى النوم بثقله على جفنيها اللذين لم يستطيعا الصمود أمامه فأستسلم له وراحت فى نوم عميق .. ولم تشعر بمن تحلق حولها من حراس القصر أو بصاحب القصر المشيد وهو يتم الحلقة حولها فأصبحوا كالسوار حول المعصم .. ولا وهم يحملونها ثم يضعونها على فراش من الديباج والحرير فما مر بها من لحظات رعب قد استنفذ كل طاقتها ووضع ستاراً بينها وبين الحياة فغابت عنها فى هذا النوم العميق الذى يشبه الموت.
قبل أن تفتح عينيها حكت أنفها رائحة قذرة فشاب نفسها ارتياح وحدثتها نفسها أن ما حدث بالأمس ما هو إلاحلم مزعج زارها وكثيرة تلك الأحلام .. لكن استرعى انتباهها ليونة مرقدها وملمسه الناعم ففتحت عينيها على آخرهما فصدمها ذلك الشخص العارى تماماً الذى يرقد بجوارها وتفوح من فمه رائحة الخمر العفنة .. تلفتت حولها .. كل ما حولها مزخرف وجميل .. نظرت إلى انعكاس صورتها فى المرآة التى أمامها .. راعها منظرها .. رفعت الغطاء من فوقها صعقها منظر جسدها العارى .. عرفت ما غاب عنها .. صرخت بكل قوتها صرخة تنبىء أنها لم تعد طفلة
عمرو العزالى - مصر[/align]
صرخة
تحلق حولها ثلاث ذئاب بشرية تلمع عيونهم بانعكاسات الأضواء الباهرة الآتية من القصر المشيد البادى من بعيد .. فبدا فيهم شر مجسدً قد رأتهٌ قبل ذلك فى حكايات البنات اللاتى مررن بما يحدث لها الآن .. فهوى قلبها محطماً إرادة المقاومة لديها .. فزاغت عيناها وسابت مفاصلها وارتسمت على محياها أمارات الرعب الممزوج بالاستسلام والرجاء .. أخذت فى البحث فى أعينهم عن أى شئ من الرحمة فرأت أعينا متحجرة لا ينفذ منها إلا الشهوة والجوع
لمست أيديهم أماكن العفة عندها صرخت صرخة فهبت فى أعصابها إرادة ظنت أنها تلاشت, فنشبت أظافرها فيهم تدافع عن شرفها فوق استطاعتها.
حفرت أخاديد فى وجوههم ورقابهم وسواعدهم .. لم تلنْ ولم يتراجعوا .. طرحوها على الأرض .. أوقفوايديها ورجليها عن الحركة .. كمم فمها .. جلس أكبرهم جلسة المتمكن منها.. دب فى جسدها الواهن حرارة أشعلته فتحرك فى عنف جسدها المقيد .. قضمت أصبع اليد المكممة فاها .. صرخ متألما .. بادلته صرخة جعلت فيها كل قوتها الباقية .. صرخ الجالس عند قدميها صرخة مكتومة .. تناثر دمه النافر من رقبته على وجهها .. خر صريعاً بجوارها
تشابك صراخاتها مع صرخات زميلى الذئب المقتول وهم يهجمون على هذا المغيث الذى انشقت الأرض عنه .. لمحت وجه المغيث فعرفت فيه فتى صغيراً رأته أكثر من مرة متشرداًمعها أو حولها .. وأطلقت لساقيها العنان ولم تطلق لعقلها الخيال كلما تناها إلى مسامعها صوت تأوهاته المكتومه .. لم تتوقف الا بعد أن أنهكها التعب .. فألجأها هووالخوف إلى ذلك القصر الذى كان يأتيها منذ قليل نوره من بعيد وحسبت أنها فى كنفه فى أمان .. دارت حول القصر .. وقفت خلفه .. وجدت فرجة فى غابة الأشجار التى صنعت شابكها سوراً عالياً يحيط القصر .. أغرتها ليونة الحشائش الخضراء .. أنسلت إلى الداخل زحفاً على يديها وقدميها حتى لجأت إلى شجرة كبيرة أسندت ظهرها إليها .. فردت قدميها .. أتكأت على مرفق يدها اليسرى .. وما هدأت أنفاسها حتى ألقى النوم بثقله على جفنيها اللذين لم يستطيعا الصمود أمامه فأستسلم له وراحت فى نوم عميق .. ولم تشعر بمن تحلق حولها من حراس القصر أو بصاحب القصر المشيد وهو يتم الحلقة حولها فأصبحوا كالسوار حول المعصم .. ولا وهم يحملونها ثم يضعونها على فراش من الديباج والحرير فما مر بها من لحظات رعب قد استنفذ كل طاقتها ووضع ستاراً بينها وبين الحياة فغابت عنها فى هذا النوم العميق الذى يشبه الموت.
قبل أن تفتح عينيها حكت أنفها رائحة قذرة فشاب نفسها ارتياح وحدثتها نفسها أن ما حدث بالأمس ما هو إلاحلم مزعج زارها وكثيرة تلك الأحلام .. لكن استرعى انتباهها ليونة مرقدها وملمسه الناعم ففتحت عينيها على آخرهما فصدمها ذلك الشخص العارى تماماً الذى يرقد بجوارها وتفوح من فمه رائحة الخمر العفنة .. تلفتت حولها .. كل ما حولها مزخرف وجميل .. نظرت إلى انعكاس صورتها فى المرآة التى أمامها .. راعها منظرها .. رفعت الغطاء من فوقها صعقها منظر جسدها العارى .. عرفت ما غاب عنها .. صرخت بكل قوتها صرخة تنبىء أنها لم تعد طفلة
عمرو العزالى - مصر[/align]
تعليق