يا أُمَّ مُختار
شِعر : مُختار سيِّد صالح
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]شِعر : مُختار سيِّد صالح
لولا الهَوى و النَّوى ما كانَ يشجيني = عامٌ من العُمرِ يُطوى ثُمَّ يطويني
يا أُمَّ مُختارَ .. يا أُمِّي , و أُمَّ دَمِي = و حَشْرجاتِ حَنيني و هْوَ يُبْكيني
لقد لها بي طُموحي و هْوَ بَعْدُ فتًى = لَهْوَ الرِّياحِ بأعوادِ الأفانينِ
و قد تغرَّبتُ يا أمِّي! , قد انشغلتْ = شُهُورُ عُمريَ تشريناً بتشرينِ!
حتَّى إذا عدتُ للدَّار التي احتضنتْ = طفولتي .. لم أجدْ لو فِلْمَ كرتونِ!
كأنَّ جُدرانها ما كُنَّ مَملكتي = و لا شَبابيكُها كانتْ دواويني (1)
أو أنَّ بعضَ الأمانيْ جدُّ عاتيةٌ = رياحُها و شَبابي كَوْمُ (فلِّينِ)!
*
يا أمَّ مُختارَ .. هل ما زلتِ متعبةً = من "العَجاجِ" الذي بالحَمْدِ مَقرونِ ؟
و كيفَ محمودُ يا أمِّي ؟ أَيَذكُرُني ؟ = تُراهُ يلعبُ عند البابِ بالطِّينِ ؟ (2)
و كيفَ حالُ أبي ؟, للآنَ نظرتُهُ = أيقونةٌ في فضائي جِدُّ تغريني
مَرَرْتُهُ قبلَ حينٍ , كانَ يأخذني = لِحيثُ يمضي , يُباهي بي , و يُعْليني
ألومُهُ كُنتُ -في قلبي- أقولُ لهُ: = وا خَجْلتي ! حينَ تدري كَمْ طواحيني (3)
لم أنتبِهْ -يومها- كمْ قالَ : يا ولدي! = مُجَرَّدُ الأملِ الموعودِ يكفيني
*
أمَّاهُ -عفواً- و ما أخبارُ جارتنا ؟ = ياما ارتضتْ نظرةً من فوقِ (بَلْكُونِ)
كانتْ إذا جئتُ و الأحلامُ غافيةٌ = دفاتراً في يميني مع تَدَاويني
تكادُ أطرافها تَنْحَلُّ من ولهٍ = حتَّى كأنَّ دِماها في شراييني!
و حينَ وجنتُها تحمرُّ من خجلٍ = يضجُّ كُلُّ نداءٍ في الفساتينِ!
*
و ها أنا الآن .. شاختْ أحرفي وجعاً = و ربَّ مُكتهلٍ و هْوَ ابنُ عشرينِ!
نظرتُ للكُتُبِ البَكماءِ , شاحبةٌ = أوراقُها , كنتُ أهجوها فتهجوني
أقولُ :ها مَرَّ عُمري! , هل أضفتِ لهُ = غيرَ الهُمومِ التي وهماً تُمَنِّيني ؟!
تجيبُ : يا أحمقَ الأحلامِ .. أيُّ مدًى = بينَ الدَّواوينِ أو بينَ المَلايينِ!
هذا زمانٌ - تعالى الله خالقهُ - = يُعلَّبُ الفِكْرُ فيهِ مثلَ (سَرْدينِ)!
هذا زمانُ الأغانيْ و هْيَ هابطةٌ = كلامُها و الأمانيْ محضُ (مُرْفِينِ)!
*
أمَّاهُ -عُذرَاً- حنيني ضجَّ يبكيني = في يومِ عيدكِ عيدِ العطفِ و اللِّينِ
و أنتِ في البالِ دنيا كيف أبلغها ؟ = بيني و بينَ عُلاها ألفُ فرعونِ
كأنَّها حكمةُ الرَّحمنِ أنَّ هنا = لا تُشعَلُ النَّارُ إلَّا في الرَّياحينِ !
لكنْ و عينيكِ يا أمَّاهُ إنَّ يداً = ربَّيتِها أنتِ لن تمتدَّ للدونِ
*
أُجِلُّ عيدكِ يا أمَّاهُ عن وجعٍ = يا أجملَ الخلقِ , يا أمني , و تطميني
رعى الإلهُ جميعَ الأمهاتِ , و لا = غابتْ عن القلبِ ذكراهنَّ في حينِ[/poem]
دمشق
16/3/2010
هوامش :
1 - كان -في صباه- يعلِّق قصائده على نوافذ غرفته , و كانت توبِّخُهُ على ذلك.
2 - محمود : أصغر إخوانه.
3 - إشارة إلى (دون كيشوت).
16/3/2010
هوامش :
1 - كان -في صباه- يعلِّق قصائده على نوافذ غرفته , و كانت توبِّخُهُ على ذلك.
2 - محمود : أصغر إخوانه.
3 - إشارة إلى (دون كيشوت).
تعليق