يا أمَّ مُختار ; مُختار سيِّد صالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مختار السيد صالح
    مهندس معلوماتية | شاعر
    • 05-06-2008
    • 144

    يا أمَّ مُختار ; مُختار سيِّد صالح

    يا أُمَّ مُختار
    شِعر : مُختار سيِّد صالح
    [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    لولا الهَوى و النَّوى ما كانَ يشجيني = عامٌ من العُمرِ يُطوى ثُمَّ يطويني
    يا أُمَّ مُختارَ .. يا أُمِّي , و أُمَّ دَمِي = و حَشْرجاتِ حَنيني و هْوَ يُبْكيني
    لقد لها بي طُموحي و هْوَ بَعْدُ فتًى = لَهْوَ الرِّياحِ بأعوادِ الأفانينِ
    و قد تغرَّبتُ يا أمِّي! , قد انشغلتْ = شُهُورُ عُمريَ تشريناً بتشرينِ!
    حتَّى إذا عدتُ للدَّار التي احتضنتْ = طفولتي .. لم أجدْ لو فِلْمَ كرتونِ!
    كأنَّ جُدرانها ما كُنَّ مَملكتي = و لا شَبابيكُها كانتْ دواويني (1)
    أو أنَّ بعضَ الأمانيْ جدُّ عاتيةٌ = رياحُها و شَبابي كَوْمُ (فلِّينِ)!
    *
    يا أمَّ مُختارَ .. هل ما زلتِ متعبةً = من "العَجاجِ" الذي بالحَمْدِ مَقرونِ ؟
    و كيفَ محمودُ يا أمِّي ؟ أَيَذكُرُني ؟ = تُراهُ يلعبُ عند البابِ بالطِّينِ ؟ (2)
    و كيفَ حالُ أبي ؟, للآنَ نظرتُهُ = أيقونةٌ في فضائي جِدُّ تغريني
    مَرَرْتُهُ قبلَ حينٍ , كانَ يأخذني = لِحيثُ يمضي , يُباهي بي , و يُعْليني
    ألومُهُ كُنتُ -في قلبي- أقولُ لهُ: = وا خَجْلتي ! حينَ تدري كَمْ طواحيني (3)
    لم أنتبِهْ -يومها- كمْ قالَ : يا ولدي! = مُجَرَّدُ الأملِ الموعودِ يكفيني
    *
    أمَّاهُ -عفواً- و ما أخبارُ جارتنا ؟ = ياما ارتضتْ نظرةً من فوقِ (بَلْكُونِ)
    كانتْ إذا جئتُ و الأحلامُ غافيةٌ = دفاتراً في يميني مع تَدَاويني
    تكادُ أطرافها تَنْحَلُّ من ولهٍ = حتَّى كأنَّ دِماها في شراييني!
    و حينَ وجنتُها تحمرُّ من خجلٍ = يضجُّ كُلُّ نداءٍ في الفساتينِ!
    *
    و ها أنا الآن .. شاختْ أحرفي وجعاً = و ربَّ مُكتهلٍ و هْوَ ابنُ عشرينِ!
    نظرتُ للكُتُبِ البَكماءِ , شاحبةٌ = أوراقُها , كنتُ أهجوها فتهجوني
    أقولُ :ها مَرَّ عُمري! , هل أضفتِ لهُ = غيرَ الهُمومِ التي وهماً تُمَنِّيني ؟!
    تجيبُ : يا أحمقَ الأحلامِ .. أيُّ مدًى = بينَ الدَّواوينِ أو بينَ المَلايينِ!
    هذا زمانٌ - تعالى الله خالقهُ - = يُعلَّبُ الفِكْرُ فيهِ مثلَ (سَرْدينِ)!
    هذا زمانُ الأغانيْ و هْيَ هابطةٌ = كلامُها و الأمانيْ محضُ (مُرْفِينِ)!
    *
    أمَّاهُ -عُذرَاً- حنيني ضجَّ يبكيني = في يومِ عيدكِ عيدِ العطفِ و اللِّينِ
    و أنتِ في البالِ دنيا كيف أبلغها ؟ = بيني و بينَ عُلاها ألفُ فرعونِ
    كأنَّها حكمةُ الرَّحمنِ أنَّ هنا = لا تُشعَلُ النَّارُ إلَّا في الرَّياحينِ !
    لكنْ و عينيكِ يا أمَّاهُ إنَّ يداً = ربَّيتِها أنتِ لن تمتدَّ للدونِ
    *
    أُجِلُّ عيدكِ يا أمَّاهُ عن وجعٍ = يا أجملَ الخلقِ , يا أمني , و تطميني
    رعى الإلهُ جميعَ الأمهاتِ , و لا = غابتْ عن القلبِ ذكراهنَّ في حينِ[/poem]

    دمشق
    16/3/2010
    هوامش :
    1 - كان -في صباه- يعلِّق قصائده على نوافذ غرفته , و كانت توبِّخُهُ على ذلك.
    2 - محمود : أصغر إخوانه.
    3 - إشارة إلى (دون كيشوت).
    يُحاول
  • مهند حسن الشاوي
    عضو أساسي
    • 23-10-2009
    • 841

    #2
    أخي الشاعر
    مختارالسيد صالح
    قصيدة رائعة رغم ما فيها من سردية لتفصيلات الحياة اليومية
    ذكرتني بقصيدة شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري
    حييتُ سفحك عن بعدٍ فحييني = يا دجلة الخير يا أمِّ البساتينِ
    لا سيما في هذا البيت الذي تقول فيه:
    لقد لها بي طُموحي وهْوَ بَعْدُ فتًى = لَهْوَ الرِّياحِ بأعوادِ الأفانينِ
    ذكرني ببيته البديع:
    وأنتَ يا قارباً تلوي الرياح بهِ = ليَّ النسائم أطراف الأفانينِ
    القصيدة تنم عن شاعرية متدفقة
    وفيها أبيات رائعة بالفعل
    أثبتها لنرى رأي الأدباء فيها
    مع خالص الود
    أخوك
    مهند حسن الشاوي
    [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

    تعليق

    • مختار السيد صالح
      مهندس معلوماتية | شاعر
      • 05-06-2008
      • 144

      #3
      أستاذي ((مهند حسن الشاوي))

      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

      قراءتك للقصيدة جميلة كما أنت

      همسة : الجواهري مدرسة شعريّة كبيرة و لكن -أعتقد و الله أعلم- أن لغتي أحدث نوعاً ما .

      شكراً لك
      التعديل الأخير تم بواسطة مختار السيد صالح; الساعة 20-03-2010, 22:31.
      يُحاول

      تعليق

      • محمد عبد السلام عثمان
        عضو الملتقى
        • 14-03-2010
        • 74

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة مختار السيد صالح مشاهدة المشاركة
        يا أُمَّ مُختار

        شِعر : مُختار سيِّد صالح
        [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
        لولا الهَوى و النَّوى ما كانَ يشجيني = عامٌ من العُمرِ يُطوى ثُمَّ يطويني
        يا أُمَّ مُختارَ .. يا أُمِّي , و أُمَّ دَمِي = و حَشْرجاتِ حَنيني و هْوَ يُبْكيني
        لقد لها بي طُموحي و هْوَ بَعْدُ فتًى = لَهْوَ الرِّياحِ بأعوادِ الأفانينِ
        و قد تغرَّبتُ يا أمِّي! , قد انشغلتْ = شُهُورُ عُمريَ تشريناً بتشرينِ!
        حتَّى إذا عدتُ للدَّار التي احتضنتْ = طفولتي .. لم أجدْ لو فِلْمَ كرتونِ!
        كأنَّ جُدرانها ما كُنَّ مَملكتي = و لا شَبابيكُها كانتْ دواويني (1)
        أو أنَّ بعضَ الأمانيْ جدُّ عاتيةٌ = رياحُها و شَبابي كَوْمُ (فلِّينِ)!
        *
        يا أمَّ مُختارَ .. هل ما زلتِ متعبةً = من "العَجاجِ" الذي بالحَمْدِ مَقرونِ ؟
        و كيفَ محمودُ يا أمِّي ؟ أَيَذكُرُني ؟ = تُراهُ يلعبُ عند البابِ بالطِّينِ ؟ (2)
        و كيفَ حالُ أبي ؟, للآنَ نظرتُهُ = أيقونةٌ في فضائي جِدُّ تغريني
        مَرَرْتُهُ قبلَ حينٍ , كانَ يأخذني = لِحيثُ يمضي , يُباهي بي , و يُعْليني
        ألومُهُ كُنتُ -في قلبي- أقولُ لهُ: = وا خَجْلتي ! حينَ تدري كَمْ طواحيني (3)
        لم أنتبِهْ -يومها- كمْ قالَ : يا ولدي! = مُجَرَّدُ الأملِ الموعودِ يكفيني
        *
        أمَّاهُ -عفواً- و ما أخبارُ جارتنا ؟ = ياما ارتضتْ نظرةً من فوقِ (بَلْكُونِ)
        كانتْ إذا جئتُ و الأحلامُ غافيةٌ = دفاتراً في يميني مع تَدَاويني
        تكادُ أطرافها تَنْحَلُّ من ولهٍ = حتَّى كأنَّ دِماها في شراييني!
        و حينَ وجنتُها تحمرُّ من خجلٍ = يضجُّ كُلُّ نداءٍ في الفساتينِ!
        *
        و ها أنا الآن .. شاختْ أحرفي وجعاً = و ربَّ مُكتهلٍ و هْوَ ابنُ عشرينِ!
        نظرتُ للكُتُبِ البَكماءِ , شاحبةٌ = أوراقُها , كنتُ أهجوها فتهجوني
        أقولُ :ها مَرَّ عُمري! , هل أضفتِ لهُ = غيرَ الهُمومِ التي وهماً تُمَنِّيني ؟!
        تجيبُ : يا أحمقَ الأحلامِ .. أيُّ مدًى = بينَ الدَّواوينِ أو بينَ المَلايينِ!
        هذا زمانٌ - تعالى الله خالقهُ - = يُعلَّبُ الفِكْرُ فيهِ مثلَ (سَرْدينِ)!
        هذا زمانُ الأغانيْ و هْيَ هابطةٌ = كلامُها و الأمانيْ محضُ (مُرْفِينِ)!
        *
        أمَّاهُ -عُذرَاً- حنيني ضجَّ يبكيني = في يومِ عيدكِ عيدِ العطفِ و اللِّينِ
        و أنتِ في البالِ دنيا كيف أبلغها ؟ = بيني و بينَ عُلاها ألفُ فرعونِ
        كأنَّها حكمةُ الرَّحمنِ أنَّ هنا = لا تُشعَلُ النَّارُ إلَّا في الرَّياحينِ !
        لكنْ و عينيكِ يا أمَّاهُ إنَّ يداً = ربَّيتِها أنتِ لن تمتدَّ للدونِ
        *
        أُجِلُّ عيدكِ يا أمَّاهُ عن وجعٍ = يا أجملَ الخلقِ , يا أمني , و تطميني
        رعى الإلهُ جميعَ الأمهاتِ , و لا = غابتْ عن القلبِ ذكراهنَّ في حينِ[/poem]

        دمشق
        16/3/2010
        هوامش :
        1 - كان -في صباه- يعلِّق قصائده على نوافذ غرفته , و كانت توبِّخُهُ على ذلك.
        2 - محمود : أصغر إخوانه.

        3 - إشارة إلى (دون كيشوت).
        الشاعر مختار سيد صالح
        جميل ماجاد ت قريحتك به في مناسبة أراها وافدة علينا نحن الذين نحتفي بأمهاتنا كل يوم .
        تمنيت لوقلت أفيون بدلا من (مرفين) لأدت الغرض دون عناء
        كما أن كلمة فلم بحاجة لقوسين أيضا .
        تمتعت بقراءة نص جميل فتقبل إعجابي مع أطيب الأمنيات.

        تعليق

        • سمير سنكري
          أديب وكاتب
          • 19-03-2010
          • 183

          #5
          الشاعر مختار السيد صالح
          مع كل هذه الطفولة اللفظية إن صحَّ التعبير تمتلك ناصية الشعر وتعرف كيف تصل إلى أعماق البعد الإنساني من خلال التجول في تفصيلات التصرفات والسرد الذي يجب علينا جميعاً أن نبتعد عنه لأنه يُذهب الحالة الشعرية .. بالرغم من امتلاككَ لها فالقصيدة جميلة الإحساس والوجدان ..
          أرجو أن أراك متألقاً دائماً

          تعليق

          • د. نديم حسين
            شاعر وناقد
            رئيس ملتقى الديوان
            • 17-11-2009
            • 1298

            #6
            شاعرنا الكريم مختار السيد صالح
            أحاسيسُكَ الصادقةُ وحِسُّكَ المُرهفُ سكبا على القصيدة ماء الشعر الأصيل الجميل .
            شكرًا لكَ .

            تعليق

            • مختار السيد صالح
              مهندس معلوماتية | شاعر
              • 05-06-2008
              • 144

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبد السلام عثمان مشاهدة المشاركة
              الشاعر مختار سيد صالح
              جميل ماجاد ت قريحتك به في مناسبة أراها وافدة علينا نحن الذين نحتفي بأمهاتنا كل يوم .
              تمنيت لوقلت أفيون بدلا من (مرفين) لأدت الغرض دون عناء
              كما أن كلمة فلم بحاجة لقوسين أيضا .
              تمتعت بقراءة نص جميل فتقبل إعجابي مع أطيب الأمنيات.

              الأستاذ المبدع محمد عثمان سلام الله عليك و رحمته و بركاته
              الأم هي عيد العمر بالتأكيد أستاذي لكن الموضوع رمزي كما تعلم .

              بالنسبة لأفيون هي فعلاً أسلس و تحقِّق الجِدَّة التي أبحث عنها لذا سأغيرها و سأتعلّم من ملحوظاتك


              شكراً لك .
              يُحاول

              تعليق

              • مختار السيد صالح
                مهندس معلوماتية | شاعر
                • 05-06-2008
                • 144

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سمير سنكري مشاهدة المشاركة
                الشاعر مختار السيد صالح
                مع كل هذه الطفولة اللفظية إن صحَّ التعبير تمتلك ناصية الشعر وتعرف كيف تصل إلى أعماق البعد الإنساني من خلال التجول في تفصيلات التصرفات والسرد الذي يجب علينا جميعاً أن نبتعد عنه لأنه يُذهب الحالة الشعرية .. بالرغم من امتلاككَ لها فالقصيدة جميلة الإحساس والوجدان ..
                أرجو أن أراك متألقاً دائماً
                الأستاذ سمير سنكري
                السلام عليكم

                قد لا أكون بكل هذا البهاء قبل تواجدي معكم

                شكراً لك و تعليقك هذا دفعني للأمام و حمّلني مسؤوليّة الارتقاء لمستواه
                يُحاول

                تعليق

                • مختار السيد صالح
                  مهندس معلوماتية | شاعر
                  • 05-06-2008
                  • 144

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. نديم حسين مشاهدة المشاركة
                  شاعرنا الكريم مختار السيد صالح
                  أحاسيسُكَ الصادقةُ وحِسُّكَ المُرهفُ سكبا على القصيدة ماء الشعر الأصيل الجميل .
                  شكرًا لكَ .

                  د.نديم حسين .. السلام عليكم

                  أحاسيسي سكبت "ماء الشِّعر" و ردّك سكب ماء الذّهب .. فهنيئاً لي من شاعر و هنيئاً لها من قصيدة !

                  شكرا
                  يُحاول

                  تعليق

                  • إسماعيل صباح
                    أديب وكاتب
                    • 16-05-2007
                    • 304

                    #10
                    [align=center]
                    أخي الفاضل

                    يكفيني من القصيدة الرائعة

                    هذا البيت:ــ

                    لكـنْ و عينيـكِ يـا أمَّــاهُ إنَّ يــداً = ربَّيتِهـا أنـتِ لــن تمـتـدَّ لـلـدونِ

                    نعم ليت المربيات اليوم يربين صغارهن على مثل هذه القيم

                    رائعة حروفك لكل الأمهات في كل حين وبدون مناسبة لاتمت لديننا بصلة

                    عيد الأم من اختراع من لا يفطنون لأمهاتهم إلا يوما في السنة؟
                    [/align]
                    التعديل الأخير تم بواسطة إسماعيل صباح; الساعة 25-03-2010, 06:37.

                    تعليق

                    • مزاحم الكبع
                      شاعر سوري
                      • 27-03-2010
                      • 27

                      #11
                      [align=center]و ها أنا الآن .. شاختْ أحرفي وجعاً ..... و ربَّ مُكتهلٍ و هْوَ ابنُ عشرينِ![/align]
                      عزيزي مختار:

                      لو لم يكن في القصيدة سوى هذا البيت لكفاها.... مع تأكيد إعجابي بباقي الأبيات..

                      يسعدني أن يكون أوّل ظهور لي في هذا المنتدى الشامخ من خلال رائعتك هذه

                      مودتي وأمنياتي
                      التعديل الأخير تم بواسطة مزاحم الكبع; الساعة 27-03-2010, 10:35.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X