[align=center]
[/align]
ضَجيجُ الصّمت.
تلاقيْنــــــا، فلفَّ الكونَ صمتٌ،
به ضجّتْ جميــــــعُ الذّكرياتِ.
وبــــــاحَتْ كلّ جـــارحةٍ لديْنا،
بِمــــــا لاقتهُ في زمَن الشّتــاتِ
صَمَتْنا والهوى يشكو اضطِرامًا
وترْتجِفُ المفـــاصلُ في انبتاتِ
وقال القلبُ للقلبِ : (التقينــــــا،
ولكنّــــا بقـــــــايا من فُتـــــاتِِ)
***
سرى بين الشّفـــــاهِ دبيبُ نملٍ،
يحـــاول سَدّ أروِقة النّجــــــــاةِ
وكاد الشّوق يُرديـــــنا سقوطا،
ويُنزِلنا إلى رُتبِ العُصــــــــاةِ
تَخــــالفتِ الدّروبُ بِنا فتُهنـــا،
وأوغلنا بِغابــــــــــــاتِ الفلاةِ
وهـــــا إنّا ، وبعد مُضِيّ عُمْرٍ
تَوَاجَهْنَا، فقُمنا من سبــــــــاتِ
أيا أيّامُ ، مــــــا أنصفتِ عِشْقًا،
ومــا قَصّرْتِ في بَتْرِ الصِّلاتِ
***
وقفنـــــا عِند بهوِ الدّارِ نُصغي
إلى نبْضَيْن، في نـــــسق الأناةِ
ضجيجُ الصّمتِ أنســــــانا بِأنّا
على مرأى العَوازِل والوُشـــاةِ
وأنقذني من الإغمـــاء صوتٌ:
( أبي ، سلّمْ على أمّ الفتــــــــاةِ
تَحَمّـــــلتِ التّرمُّلَ ذات قصفٍ
وقارعتِ الخطوبَ ، وفي ثباتِ
لِتجعلني، أبـــاهي الكونَ عشقي
وتُعطي البنْتَ من أرقى الصّفاتِ
أبي ، سلّمْ على أمّ الفتــــــــــاةِ
وأكرِمْها ، كخير الأمّهــــاتِ )
***
وعاد الصّمتُ ، يُبْلِي مهجتيْنــا
ويُسقى من دمــــــــاءٍ ساخناتِ
تلعثمنــــا ، وأرْبَكنا اضطرابٌ
كأطفال ، بمُقتبل الحيـــــــــــاةِ
وهبّ العِشقُ مُنتفِضـــاً ، كسَيْلٍ
يصُبّ النّيل في مجرى الفُراتِ
(أنا القبسُ المُضيءُ ، بِلا جِدالٍ
أنا في الكون من أعتى الطّغاةِ
إذا أحرقتُ ، لا يخبو لهيــــبي
ولوْ سدّدْتُ ، أسخر بالرّمــــاةِ)
***
تصافحنا ،
فأزهرت الرّوابي ...
وعاد الانتِشاءُ إلى النّباتِ...
سِهام العِشْق
لا تَخْتصّ طورًا...
ولا تُعنَى بِتصْنيفِ الفِئاتِ...
هي الأنوارُ
تسري في ذُرانا...
هي الآمالُ
من أحلى الهباتِ...
[/align]
تعليق