[align=center][align=center]ليلة ممطرة
لم تعد تفصله عن السنة الميلادية الجديدة سوى خمسة أيام وأربع ليال بالتمام والكمال، وبانقضائها وتوليها سيطوى سجل كل الأحاديث التي هدي إلى كتابتها تباعا على مر أيام وليالي السنة الموشكة على الإنتهاء، والتي لن يتردد منها في ما سيستقبله من الزمان سوى أصداء ذكريات ما عاشه طيلة السنة ...
في هذه الليلة الممطرة صار يخطو بطيب الكلام على الورق، ويتأمل حبر القلم كيف ينسج للكلمات رداءها، وهمه الوحيد أن يبعث الدفئ في قلبه ويسمو بروحه ...
كان يجلس وحيدا في مقامة انفرادية، وهو يحاول بما أوتي من حول وقوة أن يحافظ على بسمته بين شفتيه وبانشراحه على محياه، وفي ذات الحين تذكر ثورته التافهة وغضبه السخيف، وتذكر تلك الومضات الهادئة الدافئة، التي كانت تطل عليه من تلك العيون الرحيمة، والتي كانت تفصح عن شفقة موءودة في الأنفاس، وترشح بالأسى اللاسع والحسرة القارسة، وهي تعصر القلوب أكثر مما تدمي النفوس ...
ومما ردده همسا في نفسه، وخطه حروفا على خد الورقة البيضاء الماثلة أمامه: سأذكر جيدا ما كانا يقابلان به جهلي مما صقل عقليهما من تجارب، وما كانا يقابلان به قصر نظري من بعد وعميق نظرهما، وما كانا يقابلان به اضطرابي من توازنهما، وما كانا يقابلان به ضيق صدري من رحابة صدرهما، سأذكر لهما ما حييت تصحيح أخطائي وتثقيف سيرتي، وتجاوزهما عن زلاتي وسقطاتي ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align][/align]
لم تعد تفصله عن السنة الميلادية الجديدة سوى خمسة أيام وأربع ليال بالتمام والكمال، وبانقضائها وتوليها سيطوى سجل كل الأحاديث التي هدي إلى كتابتها تباعا على مر أيام وليالي السنة الموشكة على الإنتهاء، والتي لن يتردد منها في ما سيستقبله من الزمان سوى أصداء ذكريات ما عاشه طيلة السنة ...
في هذه الليلة الممطرة صار يخطو بطيب الكلام على الورق، ويتأمل حبر القلم كيف ينسج للكلمات رداءها، وهمه الوحيد أن يبعث الدفئ في قلبه ويسمو بروحه ...
كان يجلس وحيدا في مقامة انفرادية، وهو يحاول بما أوتي من حول وقوة أن يحافظ على بسمته بين شفتيه وبانشراحه على محياه، وفي ذات الحين تذكر ثورته التافهة وغضبه السخيف، وتذكر تلك الومضات الهادئة الدافئة، التي كانت تطل عليه من تلك العيون الرحيمة، والتي كانت تفصح عن شفقة موءودة في الأنفاس، وترشح بالأسى اللاسع والحسرة القارسة، وهي تعصر القلوب أكثر مما تدمي النفوس ...
ومما ردده همسا في نفسه، وخطه حروفا على خد الورقة البيضاء الماثلة أمامه: سأذكر جيدا ما كانا يقابلان به جهلي مما صقل عقليهما من تجارب، وما كانا يقابلان به قصر نظري من بعد وعميق نظرهما، وما كانا يقابلان به اضطرابي من توازنهما، وما كانا يقابلان به ضيق صدري من رحابة صدرهما، سأذكر لهما ما حييت تصحيح أخطائي وتثقيف سيرتي، وتجاوزهما عن زلاتي وسقطاتي ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align][/align]
تعليق