[align=center]حديث الساعة
ثم ماذا حدث ..؟ أخبرني ...
نظرت بإمعان إلى الساعة المعلقة على الجدران، وأرهفت السمع إلى دقاتها الرتيبة المتلاحقة بانتظام، فخيل إلي أني أنظر إلى قلب من القلوب، وأنصت إلى نبضاته المتوالية، ثم سرعان ما تحولت تلك التوقيعات الزمنية في مخيلتي إلى وقع قدمي إنسان يقترب مني، لكن هذه الصورة المتخيلة لم تدم طويلا، فقد حل مكانها مشهد عابر سبيل أخذ منه التعب الجهد الكثير من كثرة السفر وتوالي الترحال، إذ تراءى لي وهو يسم بأثر قدميه المرهقتين رمال صحراء مترامية الأطراف، وحتى هذا المشهد غدا سرابا شبيها بالسراب السائح في رحاب تلك الصحراء ...
ثم ماذا حدث بعد ذلك ..؟
كنت أتأمل الأرقام المثبتة على وجه الساعة الماثلة أمامي، وكأنها جزر متقاربة، وأخذت أتأمل العقارب الثلاثة التي تتوسطها، وكأنها سفن تبحر في ما بينها، متنقلة من رقم إلى رقم ...
حاولت أن أنفذ بسمعي إلى عمق ذلك النبض المنبعث من تلك الساعة، والذي يحاكي نبض قلوب الناس .. حاولت ثم حاولت، إلا أن ما حاولته لم يكن بالأمر السهل ولا الهين، إذ خلص سعيي إلى انتظار دائم وترقب قائم على جسر ممتد بين تأمل البصر وتدبر السمع، لكن ثمة أمر تبادر إلى ذهني الآن وأنا أحدثك، وهو أن لتلك الساعة حديثا، لكنه ليس حديث ساعة، بل هو حديث كل ساعة ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]
ثم ماذا حدث ..؟ أخبرني ...
نظرت بإمعان إلى الساعة المعلقة على الجدران، وأرهفت السمع إلى دقاتها الرتيبة المتلاحقة بانتظام، فخيل إلي أني أنظر إلى قلب من القلوب، وأنصت إلى نبضاته المتوالية، ثم سرعان ما تحولت تلك التوقيعات الزمنية في مخيلتي إلى وقع قدمي إنسان يقترب مني، لكن هذه الصورة المتخيلة لم تدم طويلا، فقد حل مكانها مشهد عابر سبيل أخذ منه التعب الجهد الكثير من كثرة السفر وتوالي الترحال، إذ تراءى لي وهو يسم بأثر قدميه المرهقتين رمال صحراء مترامية الأطراف، وحتى هذا المشهد غدا سرابا شبيها بالسراب السائح في رحاب تلك الصحراء ...
ثم ماذا حدث بعد ذلك ..؟
كنت أتأمل الأرقام المثبتة على وجه الساعة الماثلة أمامي، وكأنها جزر متقاربة، وأخذت أتأمل العقارب الثلاثة التي تتوسطها، وكأنها سفن تبحر في ما بينها، متنقلة من رقم إلى رقم ...
حاولت أن أنفذ بسمعي إلى عمق ذلك النبض المنبعث من تلك الساعة، والذي يحاكي نبض قلوب الناس .. حاولت ثم حاولت، إلا أن ما حاولته لم يكن بالأمر السهل ولا الهين، إذ خلص سعيي إلى انتظار دائم وترقب قائم على جسر ممتد بين تأمل البصر وتدبر السمع، لكن ثمة أمر تبادر إلى ذهني الآن وأنا أحدثك، وهو أن لتلك الساعة حديثا، لكنه ليس حديث ساعة، بل هو حديث كل ساعة ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]