هي محاولة أولى، رصدت فيها ما كنا نتعرض له في المدارس حتى أواخر القرن الماضي.
أرجوا منكم تقييمها وإفادتي بالآراء والنقد..
آلهة الرقص على الطبول
الجو غائم ومشمس، مزيج لذيذ من الضوء والظل، من النهار والليل، من البرد والصيف: إنه ربيع آخر..
العصافير تنبثق من منابت النور، وبكثرة. ليكاد يلمسها بيده اليسرى مداعباً، كلما مرت من فوق رأسه.
يرتفق بيده اليمنى، مغمض العينين، محلقاً مع النسمات المداعبة لوجهه. النظارات السميكة تحجب الهواء عن عينيه، فيرفعها بيده اليسرى، لتستقر على جبهته العريضة.
إنه منتبه لسرحانه..
يومئ للجميع بالصمت. "يبتسم في حلمه". يخلع ساعته، ثم يضعها على الطاولة بهدوء تام. يطوي كمّي ثوبه، بعناية فائقة. يتقدم نحوه بحذر المولع، فتلتف الرؤوس، هي الأخرى، بحذر والع: دون أن يعي شيئاً من ذلك.
ينتبه.. لا يتذكر أين هو، ومن هؤلاء الذين يضحكون.. لحظات أخرى، ليستوعب من هو، ومن هم، وما حدث!
وجهه ككرة مربعة الألوان.. تتدحرج على كتفي مهرج!
يتحرك ببطء نحو أنقاض نظارته، يلمّها، ويعود حيث كان.
يلعن الجميع "في خياله" ويغمغم في وجه الأرض.
إنقضت الساعات العجاف..
خرج عائداً، يلعن الزمن الذي فرض عليه رحلة يومية، لمكان كل ما فيه بائس وملعون.
"إنهم طبول": هكذا كانوا يقولون لهم دائماً:
"قم يا طبل".. "أجب يا طبل".. "إجلس يا طبل"......
كان المدرس إلهاً.. لا يرد عليه إلا من ثكلته أمه، ولا يخطئ في حقه إلا من يئس من الدنيا؛ فأراد توديعها. بل، ولا يسلم منه إلا من لا تطاله العصا. وأيّهم لا تطاله غضبة إله! وقد أمر من إبليس: "خذوهم لحماً.. وأرجعوهم عظماً"..
يحسبونهم طبولاً، كلما لعنتهم الدنيا وزوجاتهم، أرادوا الرقص، فعزفوا عليهم.
أرجوا منكم تقييمها وإفادتي بالآراء والنقد..
آلهة الرقص على الطبول
الجو غائم ومشمس، مزيج لذيذ من الضوء والظل، من النهار والليل، من البرد والصيف: إنه ربيع آخر..
العصافير تنبثق من منابت النور، وبكثرة. ليكاد يلمسها بيده اليسرى مداعباً، كلما مرت من فوق رأسه.
يرتفق بيده اليمنى، مغمض العينين، محلقاً مع النسمات المداعبة لوجهه. النظارات السميكة تحجب الهواء عن عينيه، فيرفعها بيده اليسرى، لتستقر على جبهته العريضة.
إنه منتبه لسرحانه..
يومئ للجميع بالصمت. "يبتسم في حلمه". يخلع ساعته، ثم يضعها على الطاولة بهدوء تام. يطوي كمّي ثوبه، بعناية فائقة. يتقدم نحوه بحذر المولع، فتلتف الرؤوس، هي الأخرى، بحذر والع: دون أن يعي شيئاً من ذلك.
ينتبه.. لا يتذكر أين هو، ومن هؤلاء الذين يضحكون.. لحظات أخرى، ليستوعب من هو، ومن هم، وما حدث!
وجهه ككرة مربعة الألوان.. تتدحرج على كتفي مهرج!
يتحرك ببطء نحو أنقاض نظارته، يلمّها، ويعود حيث كان.
يلعن الجميع "في خياله" ويغمغم في وجه الأرض.
إنقضت الساعات العجاف..
خرج عائداً، يلعن الزمن الذي فرض عليه رحلة يومية، لمكان كل ما فيه بائس وملعون.
"إنهم طبول": هكذا كانوا يقولون لهم دائماً:
"قم يا طبل".. "أجب يا طبل".. "إجلس يا طبل"......
كان المدرس إلهاً.. لا يرد عليه إلا من ثكلته أمه، ولا يخطئ في حقه إلا من يئس من الدنيا؛ فأراد توديعها. بل، ولا يسلم منه إلا من لا تطاله العصا. وأيّهم لا تطاله غضبة إله! وقد أمر من إبليس: "خذوهم لحماً.. وأرجعوهم عظماً"..
يحسبونهم طبولاً، كلما لعنتهم الدنيا وزوجاتهم، أرادوا الرقص، فعزفوا عليهم.
تعليق