المبدول
صور تراثيه شعبية من وحي القرية القديمة
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
والمبدول : هو طفل من أطفال الجن يضعه الجن ، والقوى الخارقه للعادة ، بدل طفل الأنس ، ويأخذون طفل الأنس عند الولادة بعملية من عمليات العداء التقليدي الانتقامية بين أبينا آدم عليه السلام وإبليس اللعين لعنه الله ، فيما لم تسَمِّ القابلة والنساء ، ويذكرن اسم الله عند الولادة ..!!
وقد يتم الاستبدال إذا وقع الطفل على الأرض ولم يُسَمِّ احد ويذكر اسم الله سبحانه وتعالى ...!!!
ذلك لأن الأرض مليئة بسكان الجن الذين يترصدون أخطاء الأنس ونسيانهم ذكر الله الذي يقيهم من شرور الجن ، وعند السقوط وكثيرا ما يسقط الأطفال ، يستوجب ذكر اسم الله تعالى ، ورش الماء والملح أو البصاق مكان الوقوع لزجر الجن عن استبدال الطفل .. !!
وقد يكون الطفل رجل عجوز بهيئة طفل ، لأن الجن يعمرون طويلا ، وقلما تظهر عليهم بصمات الزمن كما نحن ...!!!
ويٌعرَف الطفل المبدول بمواصفات ، حيث يكون (نحيف معصلج مثل العصاه وأسنانه يتساقطن وعينيه بخوّفِن وثمه كبير مثل لِمغاره الله يعافينا) ...!!!
ولا يستطيع الحبو ولا الزحف ولا الجلوس ، ومهما أكل لا يشبع ...!!!
وقد يحدث الاستبدال بعد تعرض الطفل لحالة شديدة من الخوف .. وتتم معالجته بعدة طرق ، حيث لكل طفل مبدول طفل جني خاص يحتاج لطريقة علاج تتناسب مع الحالة ، ومن هذه الطرق :
إحضار فأس ووضعها بالنار حتى تصبح بلون الجمر ، ثم يصب عليها الماء ، فيتصاعد البخار وهنا يتم تعريض الطفل للبخار الحار ، حيث يضطر الجن لأخذ ابنهم وإعادة ابن الإنس !
وهناك طريقة أخرى حيث يتم حفر حفرة ووضع جسد الطفل بها ، وتغطية رأسه بسلة ، ويطلقون النار فوق رأس الطفل وهم يهتفون : خذ ابنكم وهاتوا ابننا ، والممارسة السحرية هنا بالعلاج بوضعه في الحفرة تقريبه لأهله الجن سكان أسفل الأرض ، والطخ واطلاق النار هو لتخويف الجن وإرهابهم بقوة السلاح ، وعملية من عمليات التهديد واستعراض القوّة واظهار العين الحمراء ...!!!
وهناك طريقة أخرى إذا لم تفلح طريقة الفأس ودفن الطفل في الحفرة ، وهي احضار طحين من سبعة بيوت في القرية ، ومن البيوت التي تتجه أبوابها ناحية الشرق ، ويصنع من كل تلك الكمية من الطحين رغيف كبير يُجعَل في منتصفه ثقبا بحجم الطفل المبدول ، ويتم جر الطفل من داخل الثقب وإخراجه وإدخاله ، فإذا كان الجن يحبون ابنهم يقومون بإرجاع الطفل المبدول إلى أهله ويأخذون طفلهم ...!!!
وهناك طريقة أخرى من أساليب المعالجة وهي :
غسل الطفل بوزن المصحف من الماء ، ولم يذكر الدكتور حجم المصحف ، فهنك مصاحف كبيرة الحجم وهنك مصاحف صغيرة الحجم تحمل بالجيب ، ومن المؤكد أن زمن تلك الطرق و الممارسات لم يكن هناك أداة صغيرة الحجم ..!!
وهناك طريقة أخرى حيث يؤخذ الطفل المبدول إلى المسجد يوم الجمعة ، وبواسطة ميزان القب وهو يتكون من كفتين ، تربطان بحبال رفيعة بواسطة ثقوب موجودة على أطراف الكفتين المتساويتين بالحجم والوزن ، ثم تربط الكفتان بعصا طويلة ، وبمنتصف العصا هناك يد ، أو ممسك عند رفع الميزان تتساوى الكفتان ، وهناك يوضع الطفل المبدول في كفة ، وتوضع أحذية وصرامي المصلين في كفة أخرى ، وتستمر العملية حتى تتساوى الكفتان ، وترجح كفة الأحذية ، والعملية بمثابة إهانة للجن لا يستطيعون احتمالها ، فيقومون بإرجاع الطفل الآدمي إلى ذويه ، وأخذ ابنهم ...!!!
ويروي المرحوم الدكتور نمر سرحان عن المرحومة أمه أن هناك امرأة اسمها (عائشة المقلد) تغيرت ، وتم وزنها بالأحذية حتى عادت إلى سيرتها الأولى ومن يومها صار لقبها (أم الصرامي) حتى ماتت ، وأخبرته أمه أنها شهدت في حقبة الستينيات من القرن الماضي وزن طفل اسمه موسى بالأحذية للشك بأنه تم إبداله أمام مسجد الكردي بالقرب من مخيم اربد ...!!!
تعليق