ذات صباح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    ذات صباح

    ذات صباح

    باغتته في غفلة من الزمن ، همسة روح من عينيها ، غمزة داعبت جفونها ، فاهتز لها قلبه ..
    غمز لها بدوره ، ترك مكان عمله ، غادر مكتبه الرث ، ومضت هي وراءه ، فعلت مثله ، ولم تنسى أن تضرب كرسيها بقدمها ، تلفظ معها العمل ، والناس ، والإحساس بالزمن ..
    - أتحبني يا أحمد
    أمام دكان أبي ماجد الذي لم يفتح من سنوات ، بسبب المشاكل المتواصلة بالحارة ، كانا يجلسان ..
    على مصطبة صغيرة ، جلست ، واقترب منها أحمد حتى لامس حدود جسدها ، فارتجفت ثنايا جسده وكأن تياراً من ألف فولت سرى في عروقه ..
    - مثل النجوم التي في السماء .
    - ولسوف تحارب من أجلي ..
    - حتى تتوقف الدنيا عن الحياة ..
    أمسكت بيديه ، أحست بحرارتهما ، مال رأسها جانباً ، تعانقت عيناهما :
    - وان رأوك معي ..
    - سأحارب كل الكون لأجلك ..
    - ولو قتلوك ..
    - سأموت إذن .. فكيف سأحيى دونك ؟
    ها هي هناك .. لقد رأيتها يا عماه ..
    صرخ شاب بهذا ، هرول إلى والدها ..
    استل الأشيب ذو الشارب سيفاً من حائط منزله ، ناوله للشاب/أيمن ، ومن على كتفيه استل بندقيته العتيقة ..
    كل من بالشارع ، تحلقوا ليشاهدوا الحدث ، قفزت منال من مكانها قفزت، لا زالت ممسكةً بيد أحمد ..
    يهربان ، من شارع إلى شارع ، عبر المساحات الضيقة في الحارات ، والأزقة .. يحارب أحمد كي يظل محتفظاً بصمته ، يستطيع الصراخ ، بأعلى ما يملك من صوت ، فتستجيب الحارة المجاورة / حارته / لنداء استغاثته ، فتكون الضحية منال أو والدها ، تلك خسارة في الحالتين ..
    ماذا فعلتِ يا منال .. ؟ أي ذنب ..!
    - لأني أحبك .. ولن أتزوج غيرك ..
    ذلك ذنب لا أعرف غيره .. ماذا أفعل لو كنا أعداء ..
    ما ذنبي كي أتزوج دون مشاعر أو إحساس ..
    من خلفهما ، دوت رصاصة ، ثم أخرى ، جعل أحمد منال أمامه تماماً ، حتى لا تصاب ، صرخت ، لا قدرة بعد على الحراك ..
    حملها ، وكأنها عروسه ، شعر بجسدها بين ذراعيه ، تمنى لو كانت ملكه ، لو كان يهرب بها إلى بيته ، وفراشه ، لتكون له زوجة ، يحارب من أجلها ما بقيت الحياة ، ما امتلك من دماء ، حتى يموت أو تموت .
    شارع جانبي آخر ، رصاصة تمزق ذراعها ، يقفز قفزاً ، يفتح بقدميه باب بيت كان موارباً ، يدخل ، يغلق الباب خلفه ..
    أبو ماجد .. الرجل العجوز الطيب ..
    دخلا ، خلفه مسرعين ، إلى غرفة جانبيه ، مزق أحمد قميصه ، ليصنع منه كمادات يوقف بها الدماء المتفجرة من ذراع منال ..
    مسح الدماء عن صدرها ، أبعد خصلات شعر ثائرة قفزت أمام عينيها ..
    سقط على ظهره بجوارها وقد أنهكه التعب ..
    أغمض عينيه ..
    يا رب ..
    صوتٌ يدوي في عالمه كله ..
    يا رب ..
    ترمش عيناه قليلاً ..
    يرى أبو ماجد ، الطيب ، يتسلل على أطراف أصابعه ، يضع بندقية ما –برائحة دماء - بين ذراعيه ..
    يحاول أن يبتسم ، فلا يستطيع ..
    لكني لن أدخل المعركة يا طيب ، تلك ليست معركةً رابحةً أبدا ..
    صمتٌ مرة أخرى ..
    يحيط بالمكان ...
    يا خالق الأكوان ...
    يرى السماء ، ببزتها الجميلة ، تكفهر فجأة ، وتمتلئ بالدخان ..
    داخل السحب ، تبزغ عينا منال ، تشرقان ..
    تملآن عالمه ..
    تقفز الدقائق ، كحبات عقد منثور ..
    إلى صباح ما ...
    حين نهض ..
    لم تكن منال بجواره ..
    فقد تزوجت أيمن ..
    ولم يجد البندقية التي نامت في حضنه ..
    فقد صودرت يوم قتل أبو ماجد ..
    ولم يجد فراشه / عالمه / فقد كان محاطاً بالأسوار من كل مكان .


    ******

    مارس 2010
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]
  • العربي الثابت
    أديب وكاتب
    • 19-09-2009
    • 815

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
    ذات صباح


    باغتته في غفلة من الزمن ، همسة روح من عينيها ، غمزة داعبت جفونها ، فاهتز لها قلبه ..
    غمز لها بدوره ، ترك مكان عمله ، غادر مكتبه الرث ، ومضت هي وراءه ، فعلت مثله ، ولم تنسى أن تضرب كرسيها بقدمها ، تلفظ معها العمل ، والناس ، والإحساس بالزمن ..
    - أتحبني يا أحمد
    أمام دكان أبي ماجد الذي لم يفتح من سنوات ، بسبب المشاكل المتواصلة بالحارة ، كانا يجلسان ..
    على مصطبة صغيرة ، جلست ، واقترب منها أحمد حتى لامس حدود جسدها ، فارتجفت ثنايا جسده وكأن تياراً من ألف فولت سرى في عروقه ..
    - مثل النجوم التي في السماء .
    - ولسوف تحارب من أجلي ..
    - حتى تتوقف الدنيا عن الحياة ..
    أمسكت بيديه ، أحست بحرارتهما ، مال رأسها جانباً ، لتتعانق عيناهما :
    - وان رأوك معي ..
    - سأحارب كل الكون لأجلك ..
    - ولو قتلوك ..
    - سأموت إذن .. فكيف سأحيى دونك ؟
    ها هي هناك .. لقد رأيتها يا عماه ..
    صرخ شاب بهذا ، هرول إلى والدها ..
    استل الأشيب ذو الشارب سيفاً من حائط منزله ، ناوله للشاب/أيمن ، ومن على كتفيه استل بندقيته العتيقة ..
    كل من بالشارع ، تحلقوا ليشاهدوا الحدث ، بينما من مكانها قفزت منال ، لا زالت ممسكةً بيد أحمد ..
    يهربان ، من شارع إلى شارع ، عبر المساحات الضيقة في الحارات ، والأزقة .. يحارب أحمد كي يظل محتفظاً بصمته ، يستطيع الصراخ ، بأعلى ما يملك من صوت ، فتستجيب الحارة المجاورة / حارته / لنداء استغاثته ، فتكون الضحية منال أو والدها ، تلك خسارة في الحالتين ..
    ماذا فعلتِ يا منال .. ؟ أي ذنب ..!
    - لأني أحبك .. ولن أتزوج غيرك ..
    ذلك ذنب لا أعرف غيره .. ماذا أفعل لو كنا أعداء ..
    ما ذنبي كي أتزوج دون مشاعر أو إحساس ..
    من خلفهما ، دوت رصاصة ، ثم أخرى ، جعل أحمد منال أمامه تماماً ، حتى لا تصاب ، صرخت ، لا قدرة بعد على الحراك ..
    حملها ، وكأنها عروسه ، شعر بجسدها بين ذراعيه ، تمنى لو كانت ملكه ، لو كان يهرب بها إلى بيته ، وفراشه ، لتكون له زوجة ، يحارب من أجلها ما بقيت الحياة ، ما امتلك من دماء ، حتى يموت أو تموت .
    شارع جانبي آخر ، رصاصة تمزق ذراع منال ، يقفز قفزاً ، يفتح بقدميه باب بيت كان موارباً ، يدخل ، يغلق الباب خلفه ..
    أبو ماجد .. الرجل العجوز الطيب ..
    دخلا ، خلفه مسرعين ، إلى غرفة جانبيه ، مزق أحمد قميصه ، ليصنع منه كمادات يوقف بها الدماء المتفجرة من ذراع منال ..
    مسح الدماء عن صدرها ، أبعد خصلات شعر ثائرة قفزت أمام عينيها ..
    سقط على ظهره بجوارها وقد أنهكه التعب ..
    أغمض عينيه ..
    يا رب ..
    صوتٌ يدوي في عالمه كله ..
    يا رب ..
    ترمش عيناه قليلاً ..
    يرى أبو ماجد ، الطيب ، يتسلل على أطراف أصابعه ، يضع بندقية ما –برائحة دماء - بين ذراعيه ..
    يحاول أن يبتسم ، فلا يستطيع ..
    لكني لن أدخل المعركة يا طيب ، تلك ليست معركةً رابحةً أبدا ..
    صمتٌ مرة أخرى ..
    يحيط بالمكان ...
    يا خالق الأكوان ...
    يرى السماء ، ببزتها الجميلة ، تكفهر فجأة ، وتمتلئ بالدخان ..
    داخل السحب ، تبزغ عينا منال ، تشرقان ..
    تملآن عالمه ..
    تقفز الدقائق ، كحبات عقد منثور ..
    إلى صباح ما ...
    حين نهض ..
    لم تكن منال بجواره ..
    فقد تزوجت أيمن ..
    ولم يجد البندقية التي نامت في حضنه ..
    فقد صودرت يوم قتل أبو ماجد ..
    ولم يجد فراشه / عالمه / فقد كان محاطاً بالأسوار من كل مكان .


    ******

    مارس 2010
    استمتعت بكل هذا الألق...
    قصة ممتعة بأسلوب جميل وشيّق.
    تحية لك ولقلمك الجميل....
    اذا كان العبور الزاميا ....
    فمن الاجمل ان تعبر باسما....

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      سأموت إذن .. فكيف سأحيا دونك ؟

      وكأني أمام مشهد لسيناريو قصة حب متأرجحة برياح عاتية

      قصة مختصرة بقلم عميق
      تحية وتقدير استاذ احمد
      التعديل الأخير تم بواسطة مها راجح; الساعة 24-03-2010, 21:31.
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        منال هي القضية
        الأرض
        وتلك الحرب التي تشتعل بين الأهل
        تحدث رأيتها بأم عيني
        نص جاء برمزية للوطن والقضية هكذا قرأت النص
        هذه رؤيتي
        أكره الأسلاك الشائكة لأنها طوقت بغداد اليوم
        نص مؤثر أحمد
        تحياتي ومودتي وهذا ثالث رد
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • إيمان عامر
          أديب وكاتب
          • 03-05-2008
          • 1087

          #5
          تحياتي بعطر الزهور

          المتألق
          احمد عيسي
          كانت قصة حب لترب الوطن ومنال التي اغتصبت
          رائع وأكثر

          سرد ممتع متدفق فأهرول وراء الحروف في شغف
          دمت متألق احمد
          ننتظر إبداعك دائما

          لك ارق تحياتي
          "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

          تعليق

          • أحمد عيسى
            أديب وكاتب
            • 30-05-2008
            • 1359

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
            استمتعت بكل هذا الألق...
            قصة ممتعة بأسلوب جميل وشيّق.
            تحية لك ولقلمك الجميل....
            أخي الفاضل : العربي الثابت ..

            بل أنا من استمتعت بردك وسرني وجود اسمك ها هنا ..

            أشكرك كثيراً ..

            ودي وحبي
            ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
            [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

            تعليق

            • أحمد عيسى
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 1359

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
              سأموت إذن .. فكيف سأحيا دونك ؟

              وكأني أمام مشهد لسيناريو قصة حب متأرجحة برياح عاتية

              قصة مختصرة بقلم عميق
              تحية وتقدير استاذ احمد
              الأخت الفاضلة : مها

              قصة حب تنتهي بنهاية لا يرغبها أي من أطرافها ..
              يباع الطرف الأول دون مقابل ، دون موافقة أو رضا ..
              ويعاقب الطرف الآخر .. بتهمة لم برتكبها ..
              تلك حدود القصة وتضاريسها ..
              تلك حكاية تحدث كل يوم ..

              شكراً لك
              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

              تعليق

              • أحمد عيسى
                أديب وكاتب
                • 30-05-2008
                • 1359

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                منال هي القضية
                الأرض
                وتلك الحرب التي تشتعل بين الأهل
                تحدث رأيتها بأم عيني
                نص جاء برمزية للوطن والقضية هكذا قرأت النص
                هذه رؤيتي
                أكره الأسلاك الشائكة لأنها طوقت بغداد اليوم
                نص مؤثر أحمد
                تحياتي ومودتي وهذا ثالث رد
                كنت أثق بأن قراءتك أنت بالذات ستكون مختلفة ..
                احساسك ووطنيتك وروح المقاومة فيك كانت ستميز حتماً ، بين منال التي يتنازع الأخوة حولها ، وبين الحارة المسلوبة ، وابناء العم الذين يضمرون شراً ، والحبيب الذي يتهم بكل ذنب لم يرتكبه ..
                تقرأ في الحالتين .. برمزيتها وبدونها .. أليس كذلك ؟

                تحيتي أستاذتي
                ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                تعليق

                • إيهاب فاروق حسني
                  أديب ومفكر
                  عضو اتحاد كتاب مصر
                  • 23-06-2009
                  • 946

                  #9
                  المبدع الرائع
                  أحمد عيسى
                  نص رشيق
                  لكنه مغرق في الواقعية
                  رغم ما به من رمز واضح
                  هل كان بالضرورة إلباسه ثوباً مزركشاً ببعض الرتوش ؟
                  واللمسات التي تجيد يداك نسجها ؟
                  لا أعلم تحديداً ...
                  لكن هكذا هُئ لي ... فمعذرة...
                  المشكلة فيّ.. إذ أكره الواقع
                  وأحلم بأن يكون الفن مرآة لواقع يحيا داخلنا
                  ولا نراه بعيوننا
                  تحيتي على نصك الرقيق
                  وإن كانت القضية تحتاج منا إلى قوة السلاح
                  تقديري لشخصك وإبداعك
                  التعديل الأخير تم بواسطة إيهاب فاروق حسني; الساعة 02-04-2010, 05:10.
                  إيهاب فاروق حسني

                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #10
                    الأخ الغالي أحمد عيسى : كنت رائعاً بكلّ ماتحمل هذه الكلمة من معنى
                    لقد أظهرت هذا القهر الموجع في نفوس حالمةٍ ، فرّقتها الظروف ، القناعات المجمّدة، الأفكار البائدة ، والسيطرة المقيتة .
                    وأسألك أديبنا الغالي : إلى متى ؟ أماآن لهذا القيد أن ينكسر؟
                    تحيّاتي......

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • أحمد عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 30-05-2008
                      • 1359

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عامر مشاهدة المشاركة
                      المتألق

                      احمد عيسي
                      كانت قصة حب لترب الوطن ومنال التي اغتصبت
                      رائع وأكثر

                      سرد ممتع متدفق فأهرول وراء الحروف في شغف
                      دمت متألق احمد
                      ننتظر إبداعك دائما


                      لك ارق تحياتي
                      الزميلة الرائعة : ايمان

                      مرورك دائماً يسعدني يا ايمان ، وأثق كثيراً بقراءتك ورأيك

                      أشكرك ..

                      تحية ود
                      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                      تعليق

                      • هادي زاهر
                        أديب وكاتب
                        • 30-08-2008
                        • 824

                        #12
                        أخي الكاتب احمد عيسى
                        لقد اصبت أكثر من هدف؟!!
                        محبتي
                        هادي زاهر
                        " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                        تعليق

                        • د.إميل صابر
                          عضو أساسي
                          • 26-09-2009
                          • 551

                          #13
                          أحمد القدير
                          راقتني جدا قصتك
                          هل هي رمزية ، رومانسية، أم واقعية؟
                          تختلف التأويلات لكن فوق كل ذلك أبهرتني التعبيرات وبلاغة الحروف وأقتنص منها

                          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                          ذات صباح


                          باغتته في غفلة من الزمن ، همسة روح من عينيها ، غمزة داعبت جفونها ، فاهتز لها قلبه ..

                          ..................

                          واقترب منها أحمد حتى لامس حدود جسدها ،


                          لك مني تحية
                          [frame="11 98"]
                          [FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Tahoma][FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Simplified Arabic][COLOR=blue][SIZE=5][SIZE=6][FONT=Tahoma][COLOR=#000000]"[/COLOR][/FONT][/SIZE][FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#000000][FONT=Tahoma]28-9-2010[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR][/FONT]
                          [FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy]
                          [FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]هناك أناس لو لم يجدوا جنازة تُشبع شغفهم باللطم، قتلوا قتيلا وساروا في جنازته[/FONT][/COLOR][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]لاطمون.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
                          [COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic][FONT=Tahoma][SIZE=5]لدينا الكثير منهم في مصر.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][SIZE=6]" [/SIZE]
                          [SIZE=4]د.إميل صابر[/SIZE]
                          [/FONT][/SIZE][/FONT]
                          [CENTER][FONT=Tahoma][COLOR=navy][B]أفكار من الفرن[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
                          [CENTER][U][COLOR=#000066][URL]http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=484272[/URL][/COLOR][/U][/CENTER]
                          [/frame]

                          تعليق

                          • صبري رسول
                            أديب وكاتب
                            • 25-05-2009
                            • 647

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                            ذات صباح



                            باغتته في غفلة من الزمن ، همسة روح من عينيها ، غمزة داعبت جفونها ، فاهتز لها قلبه ..
                            غمز لها بدوره ، ترك مكان عمله ، غادر مكتبه الرث ، ومضت هي وراءه ، فعلت مثله ، ولم تنسى أن تضرب كرسيها بقدمها ، تلفظ معها العمل ، والناس ، والإحساس بالزمن ..
                            - أتحبني يا أحمد
                            أمام دكان أبي ماجد الذي لم يفتح من سنوات ، بسبب المشاكل المتواصلة بالحارة ، كانا يجلسان ..
                            على مصطبة صغيرة ، جلست ، واقترب منها أحمد حتى لامس حدود جسدها ، فارتجفت ثنايا جسده وكأن تياراً من ألف فولت سرى في عروقه ..
                            - مثل النجوم التي في السماء .
                            - ولسوف تحارب من أجلي ..
                            - حتى تتوقف الدنيا عن الحياة ..
                            أمسكت بيديه ، أحست بحرارتهما ، مال رأسها جانباً ، تعانقت عيناهما :
                            - وان رأوك معي ..
                            - سأحارب كل الكون لأجلك ..
                            - ولو قتلوك ..
                            - سأموت إذن .. فكيف سأحيى دونك ؟
                            ها هي هناك .. لقد رأيتها يا عماه ..
                            صرخ شاب بهذا ، هرول إلى والدها ..
                            استل الأشيب ذو الشارب سيفاً من حائط منزله ، ناوله للشاب/أيمن ، ومن على كتفيه استل بندقيته العتيقة ..
                            كل من بالشارع ، تحلقوا ليشاهدوا الحدث ، قفزت منال من مكانها قفزت، لا زالت ممسكةً بيد أحمد ..
                            يهربان ، من شارع إلى شارع ، عبر المساحات الضيقة في الحارات ، والأزقة .. يحارب أحمد كي يظل محتفظاً بصمته ، يستطيع الصراخ ، بأعلى ما يملك من صوت ، فتستجيب الحارة المجاورة / حارته / لنداء استغاثته ، فتكون الضحية منال أو والدها ، تلك خسارة في الحالتين ..
                            ماذا فعلتِ يا منال .. ؟ أي ذنب ..!
                            - لأني أحبك .. ولن أتزوج غيرك ..
                            ذلك ذنب لا أعرف غيره .. ماذا أفعل لو كنا أعداء ..
                            ما ذنبي كي أتزوج دون مشاعر أو إحساس ..
                            من خلفهما ، دوت رصاصة ، ثم أخرى ، جعل أحمد منال أمامه تماماً ، حتى لا تصاب ، صرخت ، لا قدرة بعد على الحراك ..
                            حملها ، وكأنها عروسه ، شعر بجسدها بين ذراعيه ، تمنى لو كانت ملكه ، لو كان يهرب بها إلى بيته ، وفراشه ، لتكون له زوجة ، يحارب من أجلها ما بقيت الحياة ، ما امتلك من دماء ، حتى يموت أو تموت .
                            شارع جانبي آخر ، رصاصة تمزق ذراعها ، يقفز قفزاً ، يفتح بقدميه باب بيت كان موارباً ، يدخل ، يغلق الباب خلفه ..
                            أبو ماجد .. الرجل العجوز الطيب ..
                            دخلا ، خلفه مسرعين ، إلى غرفة جانبيه ، مزق أحمد قميصه ، ليصنع منه كمادات يوقف بها الدماء المتفجرة من ذراع منال ..
                            مسح الدماء عن صدرها ، أبعد خصلات شعر ثائرة قفزت أمام عينيها ..
                            سقط على ظهره بجوارها وقد أنهكه التعب ..
                            أغمض عينيه ..
                            يا رب ..
                            صوتٌ يدوي في عالمه كله ..
                            يا رب ..
                            ترمش عيناه قليلاً ..
                            يرى أبو ماجد ، الطيب ، يتسلل على أطراف أصابعه ، يضع بندقية ما –برائحة دماء - بين ذراعيه ..
                            يحاول أن يبتسم ، فلا يستطيع ..
                            لكني لن أدخل المعركة يا طيب ، تلك ليست معركةً رابحةً أبدا ..
                            صمتٌ مرة أخرى ..
                            يحيط بالمكان ...
                            يا خالق الأكوان ...
                            يرى السماء ، ببزتها الجميلة ، تكفهر فجأة ، وتمتلئ بالدخان ..
                            داخل السحب ، تبزغ عينا منال ، تشرقان ..
                            تملآن عالمه ..
                            تقفز الدقائق ، كحبات عقد منثور ..
                            إلى صباح ما ...
                            حين نهض ..
                            لم تكن منال بجواره ..
                            فقد تزوجت أيمن ..
                            ولم يجد البندقية التي نامت في حضنه ..
                            فقد صودرت يوم قتل أبو ماجد ..
                            ولم يجد فراشه / عالمه / فقد كان محاطاً بالأسوار من كل مكان .


                            ******

                            مارس 2010



                            العزيز أحمد عيسى


                            القصة جميلة تعالج حالة رومانسية بتنا نفتقده من زمااااان


                            لم تعد هذه الرومانسية ترفرف بأجنحتها على حياتنا


                            حيث دهستها الحياة بعجرفتها.


                            كما بودي الإشارة إلى بعض الأخطاء يمكنك تلافيها بقليل من التمحيص.

                            مثل هذه الكلمات

                            ولم تنسى(تنسَ)
                            من (منذ)
                            - وان رأوك ( رؤوك) معي ..
                            - تملآن (تملأان) عالمه ..

                            تعليق

                            • محمد مطيع صادق
                              السيد سين
                              • 29-04-2009
                              • 179

                              #15
                              الأستاذ المبدع أحمد عيسى،

                              منذ زمن لم أقرأ لك فاعذرني..ربما هي المرة الأولى التي أقرأ لك عملا خارج أسوار المقاومة بمعناها البحت..فهذه أيضا مقاومة ولكن من نوع آخر

                              استمتعت بقراءة النص..ولكني أصارحك باتفاق مع الأستاذ إيهاب
                              أن النص افتقد بعض لمسات المبدع عيسى

                              دمت بخير وتقبل مروري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X