حاضِرٌ عن خَديجتي الغَزِّيـَّة !
د. نديم حسين
( هذه مطوَّلةٌ موضوعُها قضيةٌ مرفوعةٌ من خديجة المواطنة الفلسطينية الغزِّيـَّة ضدَّ السيِّدِ "عالَمْ" . أدلَّةُ الإثباتِ : دموعُها ، أحزانُها ، جوعُها ، يُتمُ أطفالها ، سجنُ زوجها وإخوتها وتهديمُ بيتها .
لقد أخذتُ على عاتقي مهمَّةَ الدفاعِ في هذه القضيةِ التي استمرَّت لثماني جلساتٍ تلاها صدورُ قرارِ الحُكمِ . سأنقُلُ الجلساتِ تباعًا . يُرجى من جمهور الحاضرينَ في قاعةِ المحكمةِ التفاعُلَ الصارخ ، وإلاَّ فسيُطردُ إلى خارجِ قاعةِ المحكمةِ )
( ألجَّلسَةُ الأُولى )
[gdwl]قَد تَتعَبُ الدُّنيا وتَهبِطُ شَمسُها
غَرْبَ النِّقابِ كزَفرَةٍ في روحِ عاذِلْ !
أو تَهرَمُ الرَّحمُ القَديمةُ ،
أَو يَشيبُ الطَّلْقُ في سُنَنِ الحَوامِلْ !
قوموا إِذًا يا مَن دُعيتُم أَهلَها
قوموا ادفِنوا مَشطورَتي بفَخامَةٍ !!
ستَلوذُ سيِّدَتي بكامِلِ صَمتِها ووقارِها
لتُغيظَ أَصواتِ المَعاوِلْ !
ولتُبْدِعوا قَبرًا لنبضِ خَديجَتي
تأوي إِليهِ الريحُ بعدَ سكوتِها
يكفي خَديجَتَكُم حَياةً أَنَّها ماتَتْ تُحاوِلْ !
وتَقاسَموها – كُلُّ نِصْفٍ حَسرَةٌ
سالَتْ عن المَوتِ المُجامِلْ !
ذابَ الغُروبُ وسالَ فوقَ نِيامِها
وَهْمَ انتِصابٍ قَد تُبايعُهُ السَّوائِلْ !
وخَديجتي ما حقَّقَتْ آمالَها
فمتى تُحَقِّقُ يأْسَها ؟
عطِشَتْ وما عصَرَتْ لغَيمِكَ كأْسَها !
يا هارِبًا منها لكي يأتي بها
حِبرًا يُقيمُ البومُ فَوقَ سَوادِهِ العاتي المَنازِلْ !
إِكسِرْ على الشَّفتينِ كأْسَكْ !
عُمَريَّةٌ أُخرى وتُدركُ أَنَّها
رفعَتْ عن الإِطراقِ رأْسَكْ !
يَرتاحُ مَوتاها قليلاً مثلَها
كالسُّنبُلاتِ على تضاريسِ المَناجِلْ !
قَد يَخلَعونَ دموعَها
وَسَنًا يُصيبُ شُموعَها
ويُعلِّقونَ على مَشاجِبِ عُرْيِها قَصَصَ الأَوائِلْ !
ليؤَجِّلوا عُشَّ السُّنونو والصَّنَوبَرَ والشِّتاءَ وعُرسَها
وشقائِقَ النُّعمانِ والحِنَّاءَ للحِقَبِ الحَوامِلْ !
فسُيوفُ أَبناءِ الشِّفاهِ مناطقٌ نَظَريَّةٌ
ورماحُ مَن لَكَزوا الخُيولَ مُيولُها خَشَبيَّةٌ
مَطْلِيَّةٌ بالقارِ واللَّغْوِ المُظَفَّرِ والمَهازِلْ !
يا صاحِبَ الأَرقامِ قُمْ وانجِزْ حِسابَكَ ،
قادِمٌ يَومُ الحِسابْ !
طَلَبَتْ أَخًا مَقهورَتي فقَهَرْتَها ونَهَرْتَها
وغَمَسْتَ قافِلتينِ في ماءِ السَّرابْ !
إِلكِزْ دُروبَ النَّرجِسِ المَنقوعِ في قَيْحِ العَواصِمْ !
أَقرأتَ ما كَتَبَ "ابنُ هاشِمْ" ؟
أَفَهِمتَ أَوجاعَ الكِتابْ ؟
هَيِّءْ حِسابَكَ للحِسابْ !
يا مَن تُذيبُ عَذابَها بدَمِ العَذابْ !
مِنْ أَخمُصِ القَلبِ المُرائيْ
للِّسانِ المُلتَوي اكتَمَلَ النِّصابْ !
واحفُرْ لحَلقِكَ حُفرَةً حِبْرِيَّةً أُخرى لتَسقُطَ جَوفَها
يكفي خَديجَتَنا حَياةً أَنَّها عاشَتْ تُحاوِلْ !
كَمْ حاوَلَتْ عَطَشًا بَنى عُشًّا على غُصنِ الجَداوِلْ !
ولَكَ الفَراشُ على الفِراشِ يَنامُ والقَولُ البُخارْ !
ولَكَ المَنافِذُ والمَعابِرُ والبِحارْ !
لُفِّ المَخارِجَ تَحتَ إِبْطِكَ باحِثًا عنها بِها
رُزِقَتْ خَديجَتُنا بطِفلَتِها "دُخولْ" !!
صَهَلَتْ على فَمِها المآذِنُ والمَواجِعُ والخُيولْ !
والناسُ تَستَرِقُ الحَياةَ وكِسْرَةً مِن بَسمَةٍ
والرَّشفَةَ الأُولى مِن العَطَشِ المُقاوِمْ !
أَقَرأتَ ما كَتَبَ "ابنُ هاشِمْ" ؟
وخَديجَتي .. حِبْرٌ حَديدِيٌّ يؤَرِّخُ حُزنَها
"والعِلْتُ" يُبْـقيها "وزَعتَرُ" روحِها
"كَنعانُ" سَيِّدُها وسَيِّدُكَ آلذي سَكَبَ الدَّراهِمْ !
مَدَدٌ لذائِقَةِ العَبيدِ تَناكَحَ الباعوضُ فيها والذُّبابْ !
أَفهِمتَ ما كَتَبَ الكِتابْ ؟
وتَقومُ مِن لَغْوِ المَقاهي دَولةٌ للنَّرجِسِ الغَرقانِ
في عَبَثِ اللُّغاتْ !
ويَقومُ في دَمِها "الفُراتْ" !
حَبِلَتْ إِناثُ الوَردِ .. ما شَبِعَتْ خَديجَهْ !.
وفُطورُها غَرَقٌ ببعْضِ المُفرَداتِ المُتخَماتْ !
غَيماتُ "غَزَّةَ" ناشِفاتْ .
وعُروقُ "غَزَّةَ" ناشِفاتْ .
دَمُها يُعاتبُهُ الرَّصاصُ ، أَلا تَموتُ ولا تَجوعُ
ولا تُريحُ وتَستَريحُ مِن الحَياةْ ؟!
لكنَّها سيقومُ مِن دَمها "الفُراتْ" !
وخَديجَتي ما حقَّقَتْ آمالَها ، دَعْها تُحَقِّقْ بأْسَها !
هيَ رَشفَةٌ أُخرى وتُغْرِقُ في الضَّراعَةِ كأَسَها !
دَعْها تُحَقِّقْ بأْسَها !
دَعْها تَصوغُ رسالَةً للمَوتِ ،
تُقْنِعُهُ بأَنَّ الخَوفَ مِن مَوتٍ أَشَدُّ فَظاعَةً
مِن راحَةٍ عِندَ المَماتْ !
دَعها تُحَرِّرُ مَوتَها مِن خَوفِهِ الأَبَدِيِّ مِنها ،
عَلَّهُ المِسكينُ أَنْ يتأَبَّطَ النَّبضَ المُقاتِلْ !
ليَقومَ مِثلَ النَّارِ في زَرْعِ التَّنابِلْ !
ولعلَّهُ يُضْحي نَجاشِيًّا على جَيشِ الحُماةْ !!
ليَقومَ مِن دَمِها "الفُراتْ" !
ويؤنِّبُ الرشَّاشُ أَنَّةَ مُقْعَدٍ ،
وتُوبِّخُ النَّارُ الحَطَبْ !
وتُسائِلُ النَّجمَ الذي في عِزِّ فَرحتهِ انتَحَبْ :
هل يَخرُجُ الأَطفالُ مِن أَعمارهم
كي يَلعبوا بدَمِ السَّذاجَةِ في مساحاتِ المَساءْ ؟
سيُلقِّنونَ قَذيفةً أُمِّيَّـةً أَسماءَهُم
وجِدارهُم "سيُأَرشِفُ" الأَسماءْ !
يا قِطعةً من وَجْدِنا مَقدودَةً من أَلفِ داءْ !
يتلَمَّظُ السَّفَّاحُ جُثَّةَ نَسْلِنا ونراهُ يمضُغُنا ولكنْ لا نَرى !
قَرنِيَّةُ العَينينِ في طَعْمِ الحِذاءْ !
قَد تَهبِطُ الغِربانُ فوقَ ظِلالِنا
وتَسيرُ فَوقَ حُلوقِنا الحِرباءْ !
وخَديجتي تبكي كما يبكي البُكاءْ !
"عَينُ الزُّجاجِ" غَدًا ستَذرِفُ دَمعَةً ،
قالَ الخُطاةُ :
غَدًا ستَذرِفُ مَوطِنًا رَطْبًا كأَكفانِ الشِّتاءْ !
أَبدانُها يَوميَّةٌ والمَوتُ يَومِيٌّ ودَمْعُ غُيومِها السَّوداءْ !
وسيَهطُلُ الأَوباشُ مِن أَسمالِ فِرْيَتِهِم كغيثٍ قاتِلٍ
وسيهطُلونَ على فِراشِ القَلبِ عُرْيًا داكِنًا ،
ومِنَ ارتِفاعِ دُمَيْعَةٍ قَد يَقْصِفونَ نِقابَها
قُلْ ليْ إِذًا :
هَل يُنجِبُ القاموسُ فَوقَ وَليدِها الشَّتَوِيِّ نَصًّا دافئًا ؟
شَوْكُ الغِطاءِ على مَواجِعِها غِطاءْ !!
هَل يَقْنَعُ الجُثْمانُ يَومَ العُرسِ بالعِطرِ آلذي
جادَتْ بِهِ حِدَّاءَةُ الإِنشاءْ ؟
والوَردَةُ العَذراءُ تأْمُرُنيْ :
تَحَفَّزْ وانتَشِلْني مِن طُقوسِ المَوتِ واقذِفني على حَجَرِ الرَّحى !
لَفُّوا جِراحَ خَديجَتي بنُصوصِهِم فتَقَيَّحَتْ !
"باريسُ" مَرْبَطُ خَيلِهِمْ ،
شَدُّوا البِغالَ إِلى مَزابِلِها وباعوا أُمَّهُمْ فتَمَنَّعَتْ .
وتَلَفَّعَتْ بالطُّهْرِ عاصِمَةُ البَغاءْ !
وغَزالَتي .. قَلبيْ لَها ..
"باريسُ" تَسْلَخُ جِلدَها فنِساؤُها تَهوى الفِراءْ !
وخَديجتي .. عَقليْ لَها ..
كَفُّ "ابنِ سيْنا" لامَسَتْ جُرْحَ الحَبيبَةِ فامَّحى !
خُذْني إِلى حَجَرِ الرَّحى !
وخديجتي صَرَختْ فصارَتْ صَرخةً !
صَمَتَتْ .. تَوَلاَّها الخَرَسْ !
عادَتْ بِلا خَيَّالِها ،
عادَتْ بمَوْلاها الفَرَسْ !
هوَ فارِسٌ عَصَرَ المَدامِعَ فامَّحى !
خُذْنيْ إِلى حَجَرِ الرَّحى !
"وحُماتُها" فَضُّوا بَكارَتَها على دَرَجِ الوَزارَةِ ،
مِن غَفيرِ غَفيرِهِم حتى الوَزيرْ !
وتَناوَبوها عَبْرَ حُنجَرَةِ السَّفارَةِ ،
والبُنَيَّةُ لَم تُخاطِبْ مُنذُ أَنْ وُلِدَتْ سَفيرْ !
دَخَلوا إِليها مِن مَناماتِ الحَرَسْ !
دَنَسًا يُخاصِرُهُ الدَّنَسْ !
وبلادُها لُغَةٌ مقَدَّسَةٌ تُشابِهُها البِلادُ .
عَبَثوا بِصَرْفِ رَغيفِها وبِنَحوِها وبِعِرضِها ،
وحَمى حِماها "السَّادَةُ" الأَوغادُ .
وبِلادُها شَيءٌ أَخيرٌ لابَ كالرَّمَقِ الأَخيرْ !
باقٍ على وَشَكِ الرَّحيلِ وراحِلٌ مِثْلَ الزَّفيرْ !
وأَنا هُنا وخديجَتي .. سَبَبانِ إِنْ نَفَرَ النَّفيرْ !
وحِجارَةٌ تَبكي على صَدْرِ المَنازِلْ [/gdwl]
د. نديم حسين
( هذه مطوَّلةٌ موضوعُها قضيةٌ مرفوعةٌ من خديجة المواطنة الفلسطينية الغزِّيـَّة ضدَّ السيِّدِ "عالَمْ" . أدلَّةُ الإثباتِ : دموعُها ، أحزانُها ، جوعُها ، يُتمُ أطفالها ، سجنُ زوجها وإخوتها وتهديمُ بيتها .
لقد أخذتُ على عاتقي مهمَّةَ الدفاعِ في هذه القضيةِ التي استمرَّت لثماني جلساتٍ تلاها صدورُ قرارِ الحُكمِ . سأنقُلُ الجلساتِ تباعًا . يُرجى من جمهور الحاضرينَ في قاعةِ المحكمةِ التفاعُلَ الصارخ ، وإلاَّ فسيُطردُ إلى خارجِ قاعةِ المحكمةِ )
( ألجَّلسَةُ الأُولى )
[gdwl]قَد تَتعَبُ الدُّنيا وتَهبِطُ شَمسُها
غَرْبَ النِّقابِ كزَفرَةٍ في روحِ عاذِلْ !
أو تَهرَمُ الرَّحمُ القَديمةُ ،
أَو يَشيبُ الطَّلْقُ في سُنَنِ الحَوامِلْ !
قوموا إِذًا يا مَن دُعيتُم أَهلَها
قوموا ادفِنوا مَشطورَتي بفَخامَةٍ !!
ستَلوذُ سيِّدَتي بكامِلِ صَمتِها ووقارِها
لتُغيظَ أَصواتِ المَعاوِلْ !
ولتُبْدِعوا قَبرًا لنبضِ خَديجَتي
تأوي إِليهِ الريحُ بعدَ سكوتِها
يكفي خَديجَتَكُم حَياةً أَنَّها ماتَتْ تُحاوِلْ !
وتَقاسَموها – كُلُّ نِصْفٍ حَسرَةٌ
سالَتْ عن المَوتِ المُجامِلْ !
ذابَ الغُروبُ وسالَ فوقَ نِيامِها
وَهْمَ انتِصابٍ قَد تُبايعُهُ السَّوائِلْ !
وخَديجتي ما حقَّقَتْ آمالَها
فمتى تُحَقِّقُ يأْسَها ؟
عطِشَتْ وما عصَرَتْ لغَيمِكَ كأْسَها !
يا هارِبًا منها لكي يأتي بها
حِبرًا يُقيمُ البومُ فَوقَ سَوادِهِ العاتي المَنازِلْ !
إِكسِرْ على الشَّفتينِ كأْسَكْ !
عُمَريَّةٌ أُخرى وتُدركُ أَنَّها
رفعَتْ عن الإِطراقِ رأْسَكْ !
يَرتاحُ مَوتاها قليلاً مثلَها
كالسُّنبُلاتِ على تضاريسِ المَناجِلْ !
قَد يَخلَعونَ دموعَها
وَسَنًا يُصيبُ شُموعَها
ويُعلِّقونَ على مَشاجِبِ عُرْيِها قَصَصَ الأَوائِلْ !
ليؤَجِّلوا عُشَّ السُّنونو والصَّنَوبَرَ والشِّتاءَ وعُرسَها
وشقائِقَ النُّعمانِ والحِنَّاءَ للحِقَبِ الحَوامِلْ !
فسُيوفُ أَبناءِ الشِّفاهِ مناطقٌ نَظَريَّةٌ
ورماحُ مَن لَكَزوا الخُيولَ مُيولُها خَشَبيَّةٌ
مَطْلِيَّةٌ بالقارِ واللَّغْوِ المُظَفَّرِ والمَهازِلْ !
يا صاحِبَ الأَرقامِ قُمْ وانجِزْ حِسابَكَ ،
قادِمٌ يَومُ الحِسابْ !
طَلَبَتْ أَخًا مَقهورَتي فقَهَرْتَها ونَهَرْتَها
وغَمَسْتَ قافِلتينِ في ماءِ السَّرابْ !
إِلكِزْ دُروبَ النَّرجِسِ المَنقوعِ في قَيْحِ العَواصِمْ !
أَقرأتَ ما كَتَبَ "ابنُ هاشِمْ" ؟
أَفَهِمتَ أَوجاعَ الكِتابْ ؟
هَيِّءْ حِسابَكَ للحِسابْ !
يا مَن تُذيبُ عَذابَها بدَمِ العَذابْ !
مِنْ أَخمُصِ القَلبِ المُرائيْ
للِّسانِ المُلتَوي اكتَمَلَ النِّصابْ !
واحفُرْ لحَلقِكَ حُفرَةً حِبْرِيَّةً أُخرى لتَسقُطَ جَوفَها
يكفي خَديجَتَنا حَياةً أَنَّها عاشَتْ تُحاوِلْ !
كَمْ حاوَلَتْ عَطَشًا بَنى عُشًّا على غُصنِ الجَداوِلْ !
ولَكَ الفَراشُ على الفِراشِ يَنامُ والقَولُ البُخارْ !
ولَكَ المَنافِذُ والمَعابِرُ والبِحارْ !
لُفِّ المَخارِجَ تَحتَ إِبْطِكَ باحِثًا عنها بِها
رُزِقَتْ خَديجَتُنا بطِفلَتِها "دُخولْ" !!
صَهَلَتْ على فَمِها المآذِنُ والمَواجِعُ والخُيولْ !
والناسُ تَستَرِقُ الحَياةَ وكِسْرَةً مِن بَسمَةٍ
والرَّشفَةَ الأُولى مِن العَطَشِ المُقاوِمْ !
أَقَرأتَ ما كَتَبَ "ابنُ هاشِمْ" ؟
وخَديجَتي .. حِبْرٌ حَديدِيٌّ يؤَرِّخُ حُزنَها
"والعِلْتُ" يُبْـقيها "وزَعتَرُ" روحِها
"كَنعانُ" سَيِّدُها وسَيِّدُكَ آلذي سَكَبَ الدَّراهِمْ !
مَدَدٌ لذائِقَةِ العَبيدِ تَناكَحَ الباعوضُ فيها والذُّبابْ !
أَفهِمتَ ما كَتَبَ الكِتابْ ؟
وتَقومُ مِن لَغْوِ المَقاهي دَولةٌ للنَّرجِسِ الغَرقانِ
في عَبَثِ اللُّغاتْ !
ويَقومُ في دَمِها "الفُراتْ" !
حَبِلَتْ إِناثُ الوَردِ .. ما شَبِعَتْ خَديجَهْ !.
وفُطورُها غَرَقٌ ببعْضِ المُفرَداتِ المُتخَماتْ !
غَيماتُ "غَزَّةَ" ناشِفاتْ .
وعُروقُ "غَزَّةَ" ناشِفاتْ .
دَمُها يُعاتبُهُ الرَّصاصُ ، أَلا تَموتُ ولا تَجوعُ
ولا تُريحُ وتَستَريحُ مِن الحَياةْ ؟!
لكنَّها سيقومُ مِن دَمها "الفُراتْ" !
وخَديجَتي ما حقَّقَتْ آمالَها ، دَعْها تُحَقِّقْ بأْسَها !
هيَ رَشفَةٌ أُخرى وتُغْرِقُ في الضَّراعَةِ كأَسَها !
دَعْها تُحَقِّقْ بأْسَها !
دَعْها تَصوغُ رسالَةً للمَوتِ ،
تُقْنِعُهُ بأَنَّ الخَوفَ مِن مَوتٍ أَشَدُّ فَظاعَةً
مِن راحَةٍ عِندَ المَماتْ !
دَعها تُحَرِّرُ مَوتَها مِن خَوفِهِ الأَبَدِيِّ مِنها ،
عَلَّهُ المِسكينُ أَنْ يتأَبَّطَ النَّبضَ المُقاتِلْ !
ليَقومَ مِثلَ النَّارِ في زَرْعِ التَّنابِلْ !
ولعلَّهُ يُضْحي نَجاشِيًّا على جَيشِ الحُماةْ !!
ليَقومَ مِن دَمِها "الفُراتْ" !
ويؤنِّبُ الرشَّاشُ أَنَّةَ مُقْعَدٍ ،
وتُوبِّخُ النَّارُ الحَطَبْ !
وتُسائِلُ النَّجمَ الذي في عِزِّ فَرحتهِ انتَحَبْ :
هل يَخرُجُ الأَطفالُ مِن أَعمارهم
كي يَلعبوا بدَمِ السَّذاجَةِ في مساحاتِ المَساءْ ؟
سيُلقِّنونَ قَذيفةً أُمِّيَّـةً أَسماءَهُم
وجِدارهُم "سيُأَرشِفُ" الأَسماءْ !
يا قِطعةً من وَجْدِنا مَقدودَةً من أَلفِ داءْ !
يتلَمَّظُ السَّفَّاحُ جُثَّةَ نَسْلِنا ونراهُ يمضُغُنا ولكنْ لا نَرى !
قَرنِيَّةُ العَينينِ في طَعْمِ الحِذاءْ !
قَد تَهبِطُ الغِربانُ فوقَ ظِلالِنا
وتَسيرُ فَوقَ حُلوقِنا الحِرباءْ !
وخَديجتي تبكي كما يبكي البُكاءْ !
"عَينُ الزُّجاجِ" غَدًا ستَذرِفُ دَمعَةً ،
قالَ الخُطاةُ :
غَدًا ستَذرِفُ مَوطِنًا رَطْبًا كأَكفانِ الشِّتاءْ !
أَبدانُها يَوميَّةٌ والمَوتُ يَومِيٌّ ودَمْعُ غُيومِها السَّوداءْ !
وسيَهطُلُ الأَوباشُ مِن أَسمالِ فِرْيَتِهِم كغيثٍ قاتِلٍ
وسيهطُلونَ على فِراشِ القَلبِ عُرْيًا داكِنًا ،
ومِنَ ارتِفاعِ دُمَيْعَةٍ قَد يَقْصِفونَ نِقابَها
قُلْ ليْ إِذًا :
هَل يُنجِبُ القاموسُ فَوقَ وَليدِها الشَّتَوِيِّ نَصًّا دافئًا ؟
شَوْكُ الغِطاءِ على مَواجِعِها غِطاءْ !!
هَل يَقْنَعُ الجُثْمانُ يَومَ العُرسِ بالعِطرِ آلذي
جادَتْ بِهِ حِدَّاءَةُ الإِنشاءْ ؟
والوَردَةُ العَذراءُ تأْمُرُنيْ :
تَحَفَّزْ وانتَشِلْني مِن طُقوسِ المَوتِ واقذِفني على حَجَرِ الرَّحى !
لَفُّوا جِراحَ خَديجَتي بنُصوصِهِم فتَقَيَّحَتْ !
"باريسُ" مَرْبَطُ خَيلِهِمْ ،
شَدُّوا البِغالَ إِلى مَزابِلِها وباعوا أُمَّهُمْ فتَمَنَّعَتْ .
وتَلَفَّعَتْ بالطُّهْرِ عاصِمَةُ البَغاءْ !
وغَزالَتي .. قَلبيْ لَها ..
"باريسُ" تَسْلَخُ جِلدَها فنِساؤُها تَهوى الفِراءْ !
وخَديجتي .. عَقليْ لَها ..
كَفُّ "ابنِ سيْنا" لامَسَتْ جُرْحَ الحَبيبَةِ فامَّحى !
خُذْني إِلى حَجَرِ الرَّحى !
وخديجتي صَرَختْ فصارَتْ صَرخةً !
صَمَتَتْ .. تَوَلاَّها الخَرَسْ !
عادَتْ بِلا خَيَّالِها ،
عادَتْ بمَوْلاها الفَرَسْ !
هوَ فارِسٌ عَصَرَ المَدامِعَ فامَّحى !
خُذْنيْ إِلى حَجَرِ الرَّحى !
"وحُماتُها" فَضُّوا بَكارَتَها على دَرَجِ الوَزارَةِ ،
مِن غَفيرِ غَفيرِهِم حتى الوَزيرْ !
وتَناوَبوها عَبْرَ حُنجَرَةِ السَّفارَةِ ،
والبُنَيَّةُ لَم تُخاطِبْ مُنذُ أَنْ وُلِدَتْ سَفيرْ !
دَخَلوا إِليها مِن مَناماتِ الحَرَسْ !
دَنَسًا يُخاصِرُهُ الدَّنَسْ !
وبلادُها لُغَةٌ مقَدَّسَةٌ تُشابِهُها البِلادُ .
عَبَثوا بِصَرْفِ رَغيفِها وبِنَحوِها وبِعِرضِها ،
وحَمى حِماها "السَّادَةُ" الأَوغادُ .
وبِلادُها شَيءٌ أَخيرٌ لابَ كالرَّمَقِ الأَخيرْ !
باقٍ على وَشَكِ الرَّحيلِ وراحِلٌ مِثْلَ الزَّفيرْ !
وأَنا هُنا وخديجَتي .. سَبَبانِ إِنْ نَفَرَ النَّفيرْ !
وحِجارَةٌ تَبكي على صَدْرِ المَنازِلْ [/gdwl]
تعليق