شُقِّي غَيْمَةَ البَلَدِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صقر أبوعيدة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2009
    • 921

    شُقِّي غَيْمَةَ البَلَدِ

    شُقِّي غَيْمَةَ البَلَدِ
    صقر أبوعيدة

    أَلِي أُمٌّ أُناجِيها وتَأْوِيني ؟
    لِتُبكيني عَلَى خِلٍّ مَضَى في الغُرْمِ يَكْويني
    وتذْرِفُ في بَرارينا زُهوراً كُنتُ أَسْقيها
    علَى عَطشٍ وبئرٍ عُطِّلتْ فيها أَوَانيها
    بِرَبّكِ هل تنامينَ اللَّيَاليَ والصِّغارُ جثَوا ؟
    ولم يدرُوا بأنَّ الموتَ خاطبَهم
    أَجِيبيني أَيَا أَمَةً لها عِشرونَ جارِيَةً وثِنتانِ
    فكَمْ منْ قريةٍ لَبِستْ ثِياباً لَمْ تُحَكْ فيها ؟
    وأينَ الإخوةُ العَلاّتُ والأَبُ قادَهُ الغَلَسُ
    لقدْ رحلُوا منَ الأحضانِ وانْدَرسُوا
    أَمِنْ خَوْفٍ؟
    أَمِ الأَقْداحُ يسلبُ برقُها المهَجَا ؟
    فَناديهم
    فقدْ سمِعوا دُموعاً تشخَبُ الوَدَجا
    ألَيْسُوا منْ شِغافِ القلبِ قدْ وُلِدُوا ؟
    بِإسْفينِ اللَّيَالي أطْفأُوا السُرُجَا
    وما تَركوا جُلودَ الضرعِ والشجرِ
    ودسُّوا شوكَهم فينا وعاثُوا في حَشَى التّينِ
    أَتَرْضَينَ الهُمومَ تمورُ في عسلِ البساتينِ ؟
    وتشربُ منْ مَآقيها
    فَلا نامتْ لهمْ عينٌ ولا سَكنتْ لهم قدَمُ
    فقدْ غَبُّوا منَ الشهداءِ والجرحَى
    وما رقَّ الفؤادُ لهم ولا نَدمُوا
    وسَنُّوا رُمحَهم في هُدْبِ عينيكِ
    فهلْ حزنُوا لِخُبزٍ صارَ يقتلُنا؟
    على سكّينِ مسغبةٍ تلوحُ لنا بها أُممُ
    فقُومي إنهم ناموا ولم يدْروا بأنَّ السّيلَ جَرّارُ
    فصمتُكِ كادَ يُنْسينا بِأَنَّا إِخْوةٌ شرِبوا
    منَ الثّديِ الّذِي صَرمُوا
    أَذِيقيهمْ سَوافيَ منْ تُرابِكِ واطْمُسِي العَيْنا
    وحتى أُهدِيَ اللّوزاتِ أُغنيةً تَحِنُّ إلى بلابلِها
    سَليهم عنْ قَوادمِ خَيلِنا تكْبُو وتَرتطمُ
    أَلَمْ تَلِدِي رجالاً يمتطُون البأسَ منَ عدَمِ
    أَمِ الأُسْدُ ارْتَقَى في عرشِها ضَبُّ
    بلِ الأشباهُ قدْ رَكبُوا عناوينَ الْمَحَطّاتِ
    إلى دفْءٍ منَ الوهمِ
    وقد مَطرُوا على وطنٍ لكِ الدّمْعَا
    فَقُومي وامْسَحِي الغَبَشا
    وناديهم
    فكيفَ ترينَهم فعلُوا
    وقدْ ناخُوا عنِ الهِممِ
    فيا ليتَ السّماءَ قَضَتْ ولم تلدِي
    أَإِنْ هجمَ الصّقيعُ على جدارِ البيتِ والسّررِ
    وقدْ طُفِئتْ لكِ النيرانُ في كانونِ مشْتاكِ
    فهلْ تمضينَ للعَجَمِ؟
    وزارتْ فجرَكِ الأسْواطُ والشّرَطُ
    وبلُّوا في ذَرارِينا خَناجِرَهم
    فهلْ تَبقينَ ماضيةً إلى الفزَعِ؟
    وإِنْ عثَرَتْ بنا الطّرقاتُ والنّفَسُ
    ولم يشمخْ لنا ظِلٌّ نلوذُ بهِ
    فهلْ تشقينَ للولدِ؟
    وها أَنَذا سنامُ القبرِ أحملُهُ
    وأحملُ فوقَ أكْتافي سويعاتِ المساجينِ
    فهَلاّ قُمْتِ ترْوِينَ النُّجَيماتِ
    فَشُقِّي غَيمةَ البلدِ
    لأَشْعُرَ أنَّ رَحْلي قدْ تَوَقَّفَ تحتَ زيتوني
    إلى ما أنتِ جالِسةٌ ؟
    أَرَيتِ الدّمعَ في الوحْلِ؟
    وعطرَ الوردِ يهربُ منْ معاطفِهِ
    ألمْ تدرِي بأنَّ الجوعَ ينخُرُ في عراقيبِ الملايينِ
    فإنْ لمْ ترغَبي رُؤْياهُ غَلِّقِ حائطَ القلبِ
    ولا تصْغِي لأحزانٍ ولا تئِدِي
    إلَيكِ عِنادُ فقْري وابْتهالاتُ المجانينِ
    إليكِ دفاترُ الأبناءِ منْ وردٍ على الطينِ
    إليكِ سنابلُ القمحِ
    فلا موتٌ على الوتدِ
    ولا عيشٌ بهِ أمضي
    دَعيني أنْكُشِ الأرضَ التي اشْتاقَتْ إلى قُرصِ الطّواحينِ
    خُذيني ماءَ جذرٍ للريَاحينِ
    أسيرُ على جبيني وارْتعاشاتٌ على عضُدِي
    ومازالتْ صِراعاتُ الدّواوينِ
    على عشرينَ جاريةً وثنتينِ
    فلا رجلٌ ولا شبَهُ
    ألم تلدي ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة صقر أبوعيدة; الساعة 30-03-2010, 06:37.
  • أحمد عبد الرحمن جنيدو
    أديب وكاتب
    • 07-06-2008
    • 2116

    #2
    كم أنت بارع في نسج مشاعرنا
    وتوظيف احاسيسنا
    تكتب برقي وانسياب وعمق شمولي بديع
    يا جنون العشق يا أحلى جنونْ.
    يا سكون الليل يا خوف السكونْ.
    إنني أنزف من تكوين حلمي
    قبل آلاف السنينْ.
    فخذوني لم أعدْ سجناً لصيحات العيونْ.
    إن هذا العالم المغلوط
    صار اليوم أنات السجونْ.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ajnido@gmail.com
    ajnido1@hotmail.com
    ajnido2@yahoo.com

    تعليق

    • خالد شوملي
      أديب وكاتب
      • 24-07-2009
      • 3142

      #3
      المبدع صقر

      قصيدتك رائعة جدا.
      أقرأ لك بكل سرور.
      دمت متألقا!
      مودتي وتقديري
      خالد شوملي
      متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
      www.khaledshomali.org

      تعليق

      • عارف عاصي
        مدير قسم
        شاعر
        • 17-05-2007
        • 2757

        #4
        [align=center]
        أيها الصقرالمحلق
        رائع أنت
        ورائع نزفك


        ولكن000

        أنت في واد
        وهم في واد


        غلب عليهم الوهن
        فتجلببوه وتسربلوه
        لا إنعم عين الوهن



        بورك القلب والقلم
        تحاياي
        عارف عاصي
        [/align]

        تعليق

        • صقر أبوعيدة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2009
          • 921

          #5
          [align=center]
          أحمد جنيدو
          شاعرنا وصديقنا
          كم أنت كريم ونبيل في اهتمامك ومتابعة أمثالنا
          بوركت أيها النبيل
          [/align]

          تعليق

          • صقر أبوعيدة
            أديب وكاتب
            • 17-06-2009
            • 921

            #6
            [align=center]
            خالد شوملي
            شاعرنا الحبيب
            تسعدني ابتسامتك دائما وتسعدني قراءتك للنص
            حفظك المولى
            [/align]

            تعليق

            • صقر أبوعيدة
              أديب وكاتب
              • 17-06-2009
              • 921

              #7
              [align=center]
              عارف عاصي
              شاعرنا وحبيبنا
              نستقي من معينكم أيها النبيل
              بوركت وحفظك المولى
              [/align]

              تعليق

              • أحمد فؤاد صوفي
                محظور
                • 20-02-2010
                • 257

                #8
                إلَيكِ عِنادُ فقْري وابْتهالاتُ المجانينِ
                إليكِ دفاترُ الأبناءِ منْ وردٍ على الطينِ
                إليكِ سنابلُ القمحِ
                فلا موتٌ على الوتدِ
                ولا عيشٌ بهِ أمضي
                دَعيني أنْكُشِ الأرضَ التي اشْتاقَتْ إلى قُرصِ الطّواحينِ
                خُذيني ماءَ جذرٍ للريَاحينِ


                الشاعر المبدع صقر أبو عيدة المحترم
                أحييك بود . .
                لقد قرأت قصيدتك أكثر من مرة ، لأستمتع بما خطه
                هذا القلم الراقي الملتزم .
                وقد خطر في بالي خاطر . .
                إن ما يخرج من القلب من أدب وقصيد . . لن يجد له مكاناً
                يحتويه ويضمه سوى القلب . .
                وقصيدتك خرجت من القلب ووصلت إلى القلب
                وما تاهت في أي درب آخر . .
                إنها رؤية قصيد شامخ . . جديدة في خيالاتها . . حلوة . . تنعش
                التاريخ والذاكرة . . حتى لا ننسى . .
                وهي تدفعنا إلى طريق الواجب المقدس . .
                اختيار الصيغ والمفردات كان كله موفقاً . .
                أرجو لك العلى والسؤدد . .
                دمت والوطن بخير . .
                تقبل مني كامل الاحترام . .

                ** أحمد فؤاد صوفي **
                همسة :
                (أَلِي أُمٌّ أُناجِيها وتَأْوِيني؟= أعتقد المقصود . . وتـُؤويني )
                (أَذِيقيهمْ سَوافيَ منْ تُرابِكِ واطْمُسِي العَيْنا
                وحتى أُهدِيَ اللّوزاتِ أُغنيةً تَحِنُّ إلى بلابلِها = الفعل – وحتى أ ُهديَ – هنا فعل مضارع يعود للمتكلم وتشكيله صحيح ، ولكن السرد يوضح كأنه فعل أمر يعود – إليها – ولو كانت هذه هي الحالة ، لاقتضى ذلك تغيير التشكيل ).

                تعليق

                • صقر أبوعيدة
                  أديب وكاتب
                  • 17-06-2009
                  • 921

                  #9
                  [align=center]
                  أحمد فؤاد صوفي
                  أستاذنا وحبيبنا
                  في كل قصيدة تخطر على بالي
                  وأراك بعينك المحبة الغيورة تنظر إلى أخطائنا وبكل كرم ونبل تنبهنا عليها
                  أخي العزيز بكم نرتقي ونكمل المسير
                  أما الثناء فأنتم أولى به
                  لكم كل الود والتقدير
                  حفظك المولى
                  [/align]

                  تعليق

                  • د. نديم حسين
                    شاعر وناقد
                    رئيس ملتقى الديوان
                    • 17-11-2009
                    • 1298

                    #10
                    الشاعر الصادق صقر أبو عيدة
                    في قصيدتكَ كَـمٌّ هائلٌ من الصدق والهَـمِّ والعتاب والتحفيز والتقريع ، إذا ما أُلقي في مياه "البحر الميِّتِ" لقامَ من موتهِ ، وسالَ "السكَّرُ" من قلبهِ .
                    وكما قال حبيبُنا أحمد فؤاد صوفي : خرجَ نصُّكَ من القلبِ ليستقرَّ فيه .
                    سلمت يَدُك .

                    تعليق

                    • صقر أبوعيدة
                      أديب وكاتب
                      • 17-06-2009
                      • 921

                      #11
                      [align=center]
                      شاعري وحبيبي د. نديم
                      دعني أفتخر بنفسي لهذا الثناء الذي تكرمتم به
                      أنتم وأخينا الحبيب أحمد فؤاد
                      ومن قبل أقول أن الثناء لكم وأنتم أولى به
                      دمتم بحفظ الله
                      [/align]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X