في المسألة قولان" بقلم : الدكتور بكري شيخ أمين "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    في المسألة قولان" بقلم : الدكتور بكري شيخ أمين "

    في المسألة قولان


    بقلم
    أ.د. بكري شيخ أمين
    عضو اتحاد الكتاب العرب
    عضو المجلس العالمي للغة العربية



    هذا مثل مشهور بين العلماء و الأدباء وكثير من الناس, يقولونه حين يختلفون في الرأي , وحين يتعارضون في الاجتهاد, وحسماً للجدال بينهم يقولون :
    " في المسألة قولان".


    ولعلي أهدف من مقالي هذا أن يكون نصب عين كل أستاذ في جامعة ، أومعلم في مدرسة ، أو مجادل في موضوع أدبي ، أو مفت في قضية .. وحينئذ ينتهي الخلاف , ويفرح كل مجادل , ويسود الود , وتصفو القلوب , وتتصافى النفوس .



    أصل هذا المثال - كما يذكرون – يعود إلى جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة :
    كان في الأزهر عالم كبير , يحبه طلبته , ويعجبون به كل الإعجاب , يتكلم لهم في التفسير ، والفقه ، والأصول ، والحديث ، وفي مختلف الفنون والعلوم ، فيبهرهم ، ويملأ قلوبهم حباً وتعلقاً به وإعجاباً . فكانوا يسألونه : من أين أتيت بهذا العلم الغزير, فيقول لهم :أخذته من والدي ـ حفظه الله ـ وهكذا كان السؤال يتكرر, وكذلك الجواب 000


    وفي يوم من الأيام كتب الوالد لولده رسالة : لقد اشتقت إليك يا ولدي, وأنوي أن أزورك في القاهرة , وكان الولد يعلم أن أباه رجل أمي , جاهل , ليس له في العلم شيء أبداً.. وخشي أن يفتضح أمره بين طلابه ، كما عرف أن طلابه سوف يزورونه في المنزل ويسلمون على أبيه . حينئذٍ قرر أن يعلِّمه يوم وصوله جملة
    (في المسألة قولان )
    وطلب منه أن يكررها كلما سأله سائل ، ومهما كان السؤال .


    وجاء الوالد القاهرة ، وسمع الأولاد أن والد شيخهم قد جاء .. فذهبوا يسلمون عليه .. و بدأوا يسألونه ، ويمطرونه بالأسئلة .. فكان يردد ما علمه ابنه
    ( فـي المسألة قولان ) كلما سأله أحدهم ، فشك بعض الخبثاء في علم الوالد ، فسأله : ( أفي الله شك ؟ ) فقال الوالد: في مسألة قولان 0 وقهقه الطلاب من الجواب .. فقام الولد العالم وقال : نعم ! في المسألة قولان : فأنت يمكنك أن تعرب (في المسألة) جاراً ومجروراً في محل رفع خبر مقدم .. كما يمكنك أن تقول : الجار والمجرور نفسهما خبر مقدم 00أليس في المسألة ـ كما قال الوالد الكريم - قولان ؟



    أذكر– فيما اذكر- أني في منتصف القرن الميلادي السابق كنت في السنة الأخيرة طالباً في كلية الآداب بالجامعة السورية بدمشق .. وقتها استقدمت ورئاسة الجامعة أكبر أستاذ في فرنسا ، ومن كبار المستشرقين ، وعميد الأدب العربي في (الكوليج دي فرانس College de France) هو ريجي بلاشير Regis Blachaireوهو مؤلف لكتاب (تاريخ الأدب العربي) و مترجم معاني القرآن إلى اللغة الفرنسية .
    طلبت رئاسة جامعتنا منه أن يشرف على عدد من رسائل الطلاب الجامعية ؛ ليتعلموا على يديه أسلوب التأليف و الكتابة و التفكير .. ومن حسن الحظ كنت أحد المرشحين ، لأكتب رسالتي الجامعية تحت إشرافه .
    والطريف الذي ما زلت أذكره أن تفكيري في عنوان الرسالة كان تفكيراً صبيانياً00قلت في نفسي :إن أستاذنا الفرنسي متخصص في تاريخ الأدب العربي , وفي ترجمة معاني القران الكريم ليس إلا 00إذن فَلْْيكنْ موضوعي بعيداً كل البعد عن تخصصاته ، وحينئذٍ أكتب ما أشاء على راحتي .
    وقررت أن يكون موضوعي عن كتاب (طوْقُ الحَمامة في الأُلْفَة والأُلاف )لابن حزم الأندلسي .
    وجاء دوري في الدخول عليه ؛ لآخذ موافقته على الموضوع ، وذكرت له أني أود دراسة شخصية ابن حزم من خلال طوق الحمامة . وأن محاور دراستي ثلاثة : المحور الأول يدور حول نشأته , والثاني حول غزله ، والثالث حول تحليل شخصيته من خلال كتابه هذا .
    قال بلاشير :
    لقد قذفتني بعيداً عن تخصصاتي وميولي00ولكنني لا أعترض على موضوعك ، ما دام هو الذي يدور في خلدك , وهو الذي تفضل الكتابة فيه0
    ثم قال: هل قرأت من قبل شيئاً عن ابن حزم ؟ وما هي مصادرك التي سوف تعتمد عليها ؟
    أجبت بكل ثقة واعتداد : عندي كتابان مهمان عن ابن حزم ، أولهما : ألفه أستاذنا سعيد الأفغاني ، والثاني : كتبه العلامة أبو زهرة المصري 0
    قال بلاشير : حسن جداً هذا , و لكن هل عندك غيرهما ؟
    قلت : لا .. أو لا يكفياني ؟
    قال بلاشير : لقد كتب علماء الغرب كثيراً عن ابن حزم 00وأ ذكر- فيـما أذكر – .. وهنا أخذت أسجل ما سوف يقول– : أن زميلنا الإسباني غارسيا كومــــــــــــيز


    Garcia Gomeizكتب كثيراً من المقالات عن ابن حزم , ومن الفرنسيين كتب فلان وفلان , ومن الألمان كتب فلان وفلان .. وامتلأت الصفحة الأولى بالأسماء ، ولحقتها الثانية ، فالثالثة ، وكادت تمتلئ الرابعة .. فقلت في نفسي : هذا غير متخصص في الأدب الأندلسي 000وأملى عليَّ أربع صفحات ، فكيف لو كان متخصصاً ؟

    وختم حديثه بقوله :
    لا بُــدَّ يا ولدي من قراءة ما كتب العلماء الغربيون ، وتصنيف أقوالهم إلى جانب أقوال العلماء العرب ، وتميز الحق من غير الحق.. وتكتب رسالتك في آخر الأمر .
    قلت له :
    أنا لا أعرف اللغة الأسبانية ، ولا اللغة الألمانية ، فكيف أقرأ ما كُتب فيهما
    قال بلاشير :
    معك من أبنائي الفرنسيين الذين هم اليوم في صفك ، جاءا معي ، ليتعلما اللغة الدارجة الشامية ، وهما : جيرار تروبو GirardTroupeauوأندري ميكيل AndreMickel.. وسأطلب منهما أن يترجما لك ما تريد000
    قلت : وأين أجد هذه الكتابات؟
    قال : تجد معظمها في المعهد العربي الفرنسي بدمشق .. الذي يعمل فيه أستاذكم الدكتور سامي الدهان ، وفي المعهد كل المجلات العلمية الأوربية ، والصادرة في كل اللغات0
    وخرجت أجر قدمي , وألعن السنة التي قادتني إلى هذا العملاق العلمي الرهيب .. واتفقت مع جيرار تروبو على أن أعلمه العامية الشامية ، و يترجم لي من الإسبانية والألمانية ما أحتاج إليه000
    ورحت أكتب الفصل ، وأقرأه على أستاذي ليوجهني ، ويقول لي رأيه فيه00 وكان كلما قرأت عليه فصلاً هز رأسه وقال لي : تابع .. وانتهيت من الفصل الأخير ، والقراءة عليه , وحينئذ أمرني أن أطبع الرسالة , و تلك علامة الموافقة والنجاح . وطبعت الرسالة على الآلة الكاتبة ، وقدمتها إليه ، فكتب في الصفحة الأولى العبارة التالية : قرأ السيد بكري شيخ أمين عليَّ كل ما كتبه عن شخصية ابن حزم الأندلسي ، وأنا أخالفه في أكثر ما ذهب إ ليه ، وأمنحه درجة الامتياز بالنجاح0 التوقيع : ريجي بلاشير

    قرأت ما سجل أستاذي في الصفحة الأولى ، فاستشطت غضباً وغيظاً ، ولم أفرح بدرجة (الامتياز) ، وقلت بلهجه فيها شيء من الحدة : هل كنت ـ يا أستاذ ـ تسخر مني حين كنت تهز رأسك ، وتقول لي : تابع ؟؟ لماذا لم تقل لي : إني أخالفك في الرأي ؟؟ لماذا لم تُبْدِ لي رأيك ؟ ؟ لماذا ؟ لماذا ؟؟
    كان بلاشير يسمع كلامي ، ويهز رأسه ، وينتظرني أن يسكت عني الغضب .. فقال: يا ولدي ! يا بكري ! أنت طالب ، ممتاز , مجتهد حقًاً 000لقد قال الآخرون رأيهم فكتبوه لتقرأه أنت وغيرك 000وما الذي يدريني أن رأيك الذي كتبته أنت هو الصواب , ورأيهم هو الخطأ ؟ وتابع يقول : لو قلت لك رأيي فنقلته حرفياً , ونقلت ما قال الآخرون حرفياً ... لم نستفد من العلم شيئاً .. بل لم يتقدم العلم برسالتك أنملة واحدة إلى أمام .. سيأتي في يوم من الأيام قارئ بعدي ، وبعدك ، وسيقرأ ما كتبت أنا أو العلماء الآخرون ، وما كتبت أنت .. فقد يأخذ بقولي ، أو قد يأخذ بقولك00أو يكون وسطاً .. يأخذ مني شيئاً ومنك شيئاً 000وهكذا يتقدم العلم , وتنشأ الفكرة الجديدة 00لا هي فكرتك ، ولا هي فكرتي 000
    وانتهى إلى القول :
    أحذر يا بني ! أن تقسر أحداً على فكرتك أنت , فيكون صورة ثانية منك 00لا شخصية له ، ولا عنوان .. اترك للفكر الجديد أن ينطلق , وأن ينا قش , وأن يقول ما يعتقد00
    يا بني ! انظر إلى كتب العلماء 00كم هي متباينة الاتجاهات .. وانظر إلى الأفكار المطروحة فيها .. كم هي مختلفة.. كلهم علماء .... كلهم مجتهدون ... وهم عماد النهضة ، وزينة العلم والحياة..
    وأضاف يقول :
    يا بني ! ليس لك في العالم الفكري ، والأدبي ، بل الإنساني ، أن تقول : إن هذا لا يكون إلا كذا ، ولا يصح إلا كذا .. إياك ! ثم إياك ! أن تكتب ما يشير إلى رأيك وحده بالإستبداد .. بل قل دائماً : يخيل إليَّ.. يبدو لي ..كأن الأمر كذا000 وبذلك تتيح للآخر أن يظهر و يناقش... أو لم يقل عمر بن عبد العزيز : ما أحب أن أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يختلفون ، لأنه لو كان قولهم قولاً واحداً لكان الناس في ضيق ، وإنهم أئمة يقتدى بهم ، فلو أخذ أحد بقول أي منهم كان سنة .. بل ألم يقل النبي الكريم : اختلاف أمتي رحمة ؟ وفي القرآن الكريم :
    " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ......." 118-119 يوسف

    وهنا سالت الدموع من عيني ، وأدركت كم كنت تافهاً يوم صرخت في وجه أستاذي ، وحملت عليه !! وتذكرت صحة المثل الشائع :
    (في المسألة قولان) .
    حلب المحروسة
    12/1/2010م
    بكري شيخ أمين

    أمينة أحمد خشفة
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأستاذة الفاضلة أمينة بنت الشهباء

    تحية الإسلام

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لوحة رائعة و رسالة تربوية فى ممارسة العلم لم يدركها الكثير من أصحاب الرأى ، فشكراً لك على ما تفضلت به على هذه الصفحة.

    وتحياتى
    التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 30-03-2010, 15:30.

    تعليق

    • فواز أبوخالد
      أديب وكاتب
      • 14-03-2010
      • 974

      #3
      شكرااااااا على ماتفضلت به أعلاه

      أما قولك .. إختلاف أمتي رحمة .... فهذا

      فيه خلاف .... وكلام قيم جدااااااا للشيخ الألباني

      في كتابه صفة الصلاة ..

      تحيااااااااااااتي .


      ....
      [align=center]

      ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
      الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

      ..............
      [/align]

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الأستاذة الفاضلة أمينة بنت الشهباء

        تحية الإسلام

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        لوحة رائعة و رسالة تربوية فى ممارسة العلم لم يدركها الكثير من أصحاب الرأى ، فشكراً لك على ما تفضلت به على هذه الصفحة.

        وتحياتى

        أستاذنا الفاضل
        الدكتور عبد الحميد مظهر
        اسمح لي أن أقول هنا :
        أجمل ما قرأت في هذه الرسالة التربوية التي قدّمها لنا الأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين
        ذكاء وفطنة العالم الأزهري
        ألا يكون الطالب صورة طبق الأصل عن معلمه
        احترام الرأي الآخر والعمل بأدب الخلاف المزدان بالأدب والاحترام حتى مع من يخالفه..
        وهنا أريد أن أسأل :
        ترى هل منّا من عمل بهذه النصائح الجليلة ؟؟؟....
        نسأل الله أن نكون أهلا للعمل بها

        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • بنت الشهباء
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 6341

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
          شكرااااااا على ماتفضلت به أعلاه

          أما قولك .. إختلاف أمتي رحمة .... فهذا

          فيه خلاف .... وكلام قيم جدااااااا للشيخ الألباني

          في كتابه صفة الصلاة ..

          تحيااااااااااااتي .


          ....
          أستاذنا الفاضل
          فواز أبو خالد
          الاختلاف في أصول العقيدة والسنن والشرائع والأصول لا يمكن أن يكون رحمة .... أما ما كان يقصده أستاذنا الدكتور بكري – والله أعلم – هو أن يعطينا درسا نموذجيا في أدب الخلاف واحترام الرأي الآخر في تبادل الآراء والأفكار دون المساس بالأصول الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير...
          والحديث الذي استند إليه في مقالته فقد ورد بغير سند كما جاء
          "اختلاف أمتي رحمة"
          نصر المقدسي في الحجة والبيهقي في رسالة الأشعرية بغير سند وأورده الحليمي والقاضي حسين وإمام الحرمين وغيرهم ولعله خرج به في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا.(1)
          كما أنه روي أن :
          الرشيد سأل مالكًا فقال : هل لك دار ؟ فقال : لا ، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار ، وقال : اشتر بها دارًا ، فأخذها ولم ينفقها . فلما أراد الرشيد الشخوص ، قال لمالك : ينبغي أن تخرج معي ، فإني عزمت أن أحمل الناس على «الموطأ» كما حمل عثمان الناس على القرآن ، فقال : أمَّا حمل الناس على «الموطأ» فليس إلى ذلك سبيل ، لأن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفرقوا بعده في الأمصار فحدثوا ، فعند أهل كل مصر علم ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «اختلاف أمتي رحمة» وأما الخروج معك فلا سبيل إليه . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» وقال : «المدينة تنفي خبثها» وهاذي دنانيركم كما هي ، إن شئتم فخذوها ، وإن شئتم فدعوها .يعني أنك إنما تكلفني مفارقة المدينة لما اصطنعتَه إليَّ ، فلا أوثر الدنيا(2)
          المصدر
          (1) كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال
          المؤلف : علاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي البرهان فوري (المتوفى : 975هـ)
          المحقق : بكري حياني - صفوة السقا
          (2) جامع الأصول في أحاديث الرسول
          المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)
          تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط

          أمينة أحمد خشفة

          تعليق

          • رنا خطيب
            أديب وكاتب
            • 03-11-2008
            • 4025

            #6
            الأخت بنت الشهباء

            شكرا على نقلك لهذه الرسالة التعليمية بقلم و فكر الأستاذ بكري امين..

            اقتبس : " أما ما كان يقصده أستاذنا الدكتور بكري – والله أعلم – هو أن يعطينا درسا نموذجيا في أدب الخلاف واحترام الرأي الآخر في تبادل الآراء والأفكار دون المساس بالأصول الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير...
            والحديث الذي استند إليه في مقالته فقد ورد بغير سند كما جاء

            فيما لونته بالأحمر " أدب الخلاف " هل تقصدني أدب الاختلاف أم فعلا هي الخلاف "

            لان هناك فرق بين الاختلاف و الخلاف

            دمت بود
            رنا خطيب

            تعليق

            • بنت الشهباء
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 6341

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة
              الأخت بنت الشهباء

              شكرا على نقلك لهذه الرسالة التعليمية بقلم و فكر الأستاذ بكري امين..

              اقتبس : " أما ما كان يقصده أستاذنا الدكتور بكري – والله أعلم – هو أن يعطينا درسا نموذجيا في أدب الخلاف واحترام الرأي الآخر في تبادل الآراء والأفكار دون المساس بالأصول الثابتة التي لا تتبدل ولا تتغير...
              والحديث الذي استند إليه في مقالته فقد ورد بغير سند كما جاء

              فيما لونته بالأحمر " أدب الخلاف " هل تقصدني أدب الاختلاف أم فعلا هي الخلاف "

              لان هناك فرق بين الاختلاف و الخلاف

              دمت بود

              رنا خطيب

              الأستاذة الفاضلة رنا الخطيب
              رجعت إلى مكتبتي بهدف أن أستبين الفرق بين الخلاف والاختلاف .. واسمحي لي أن أنقل لك حرفياً – وللأمانة – ما ورد في :
              قاموس المنجد في اللغة والإعلام ص 193 :
              خالفَ * خلافاً ومخالفةً : ضدّ وافقهُ
              تخالفوا واختلفوا : ضدّ توافقوا واتفقوا
              وإن كان في جعبتكِ دليلاً لغوياً يبيّن لنا الفرق بين الخلاف والاختلاف لم نبلغ شأوه بعد ؛ فلا تبخلي به علينا لنتعلّم ما لم نكن نعلمه ...
              وهذا لم يعيبنا لأننا ما زلنا طلاباً تريد أن تبحر في كنوز لغتنا العربية الجميلة لنتعلّم منها ما ينفعنا ، ونزيّن بها صفحاتنا أينما تواجدنا ...
              ويبقى علينا أن لا ننسى أنّ :
              الخلاف في الرأي لا يفسد الودّ
              ودمت بخير

              أمينة أحمد خشفة

              تعليق

              • د. وسام البكري
                أديب وكاتب
                • 21-03-2008
                • 2866

                #8
                دخلتُ لأعقّبَ على الموضوع، فوجدتُني أستعير العبارة من د. بكري: (في المسألة قولان) لحلّ الخلاف أو الاختلاف بين الأستاذتين الفاضلتين رنا خطيب وبنت الشهباء في معنى (الخلاف والاختلاف) !!.

                نعم .. في المسألة قولان صحيحان باعتبارَين مختلفين.

                فَمَن رأى تساويهما دلالةً، مستعيناً بالمصادر القديمة كالمعجمات وغيرها من المصادر اللغوية؛ فهو على حق، ويكفينا مؤونة بيانه ما أوردهُ الأستاذ الكريم مهند حسن الشاوي في الفرق بين الخلاف والاختلاف ؛ في المشاركتين 3 و 6:

                الأستاتذة الأجلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مالفرق بين (( الخلاف )) وبين (( الاختلاف )) وهل تحل إحداهما محل الأخرى تحياتي لكم

                وأما مَن ذهب إلى التفريق بينهما، فهو على صحةٍ أيضاً باعتبار مراعاة الحاجة إلى التفريق بينهما بعد تطور الدراسات الأصولية والفقهية، مما فرض على اللغة تبنّي هذا التفريق، فأضحى أحد أُسس الذخيرة اللغوية المستعملة للتقريب بين المذاهب؛ وقد راق للباحثين المحدثين هذا التفريق، فأكثروا منه، ونَسوا أو تناسوا ترادفهما في الاستعمال الأصلي لهما.

                ========

                وعَوداً إلى الموضوع، فإنّ أهمّ درس يمكن الإفادة منه هو: حرية الرأي والتعبير وهكذا هو الدرس الأكاديمي المشترط بالدليل أو بالحجة، وهو الذي ينبغي أن يَسود في حواراتنا ونقاشاتنا أيضاً. ولكنْ أنّى لنا ذلك ؟ !.

                الأستاذة الكريمة بنت الشهباء
                شكراً جزيلاً لهذه المادة المكتنزة بتجربة من تجارب الحياة، وثمارها الرائعة.
                د. وسام البكري

                تعليق

                • بنت الشهباء
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 6341

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                  دخلتُ لأعقّبَ على الموضوع، فوجدتُني أستعير العبارة من د. بكري: (في المسألة قولان) لحلّ الخلاف أو الاختلاف بين الأستاذتين الفاضلتين رنا خطيب وبنت الشهباء في معنى (الخلاف والاختلاف) !!.


                  نعم .. في المسألة قولان صحيحان باعتبارَين مختلفين.

                  فَمَن رأى تساويهما دلالةً، مستعيناً بالمصادر القديمة كالمعجمات وغيرها من المصادر اللغوية؛ فهو على حق، ويكفينا مؤونة بيانه ما أوردهُ الأستاذ الكريم مهند حسن الشاوي في الفرق بين الخلاف والاختلاف ؛ في المشاركتين 3 و 6:




                  وأما مَن ذهب إلى التفريق بينهما، فهو على صحةٍ أيضاً باعتبار مراعاة الحاجة إلى التفريق بينهما بعد تطور الدراسات الأصولية والفقهية، مما فرض على اللغة تبنّي هذا التفريق، فأضحى أحد أُسس الذخيرة اللغوية المستعملة للتقريب بين المذاهب؛ وقد راق للباحثين المحدثين هذا التفريق، فأكثروا منه، ونَسوا أو تناسوا ترادفهما في الاستعمال الأصلي لهما.

                  ========

                  وعَوداً إلى الموضوع، فإنّ أهمّ درس يمكن الإفادة منه هو: حرية الرأي والتعبير وهكذا هو الدرس الأكاديمي المشترط بالدليل أو بالحجة، وهو الذي ينبغي أن يَسود في حواراتنا ونقاشاتنا أيضاً. ولكنْ أنّى لنا ذلك ؟ !.

                  الأستاذة الكريمة بنت الشهباء

                  شكراً جزيلاً لهذه المادة المكتنزة بتجربة من تجارب الحياة، وثمارها الرائعة.

                  أستاذنا الفاضل
                  الدكتور وسام البكري
                  لك مني جزيل الشكر والتقدير لما قدمته بخصوص الفرق لغة بين الخلاف والاختلاف ، وقولك كما قال الدكتور بكري شيخ أمين " في المسألة قولان " وأنهما صحيحان باعتبارَين مختلفين ....
                  وبالعودة إلى الرسالة التربوية التوجيهية التي قدمّها لنا أستاذنا الفاضل الدكتور بكري شيخ أمين ، وتعقيبكَ الطيب على ما ورد فيها من نصائح جليلة ينبغي علينا أن نلتزم بها لنكون أهلا لأدب الحوار ....
                  أراكَ بتعقيبك الذي أوجزته تدعو إلى حرية الرأي والتعبير ؛ ولكن ضمن قيود مضبوطة بالدليل والبرهان بشرط أن لا تخل بأدب الحوار مع الآخرين ، والطعن والتشهير بهم ، والمساس بأصول العقيدة وثوابتها التي لا تتبدّل ولا تتغيّر ....
                  ولكن – وللأسف – أنّى لنا من هذا ؟؟؟....

                  أمينة أحمد خشفة

                  تعليق

                  يعمل...
                  X