البسطاء
أخذ كل مسؤول مكانه في مكتب الوزارة وبعد مسامرات خفيفة قال "حاييم" المدير العام :-
أن على جدول البحت اليوم، المصادقة على مناطق صناعية في" المثلث، الكرمل والجليل " فأرجو أبداء وجهة نظركم حول الموضوع، وأرجو بحث وضع كل منطقة السكنية على حدا حتى يتسنى لنا تدارس الوضع بشكل جدي. وما أن أنهى كلامه حتى ارتفعت أصوات المعارضة وخيمت على الأجواء، فوقف حاييم وقال:
أن على جدول البحت اليوم، المصادقة على مناطق صناعية في" المثلث، الكرمل والجليل " فأرجو أبداء وجهة نظركم حول الموضوع، وأرجو بحث وضع كل منطقة السكنية على حدا حتى يتسنى لنا تدارس الوضع بشكل جدي. وما أن أنهى كلامه حتى ارتفعت أصوات المعارضة وخيمت على الأجواء، فوقف حاييم وقال:
- أرجو الهدوء قليلاً، وأطلب أن يتم النقاش بشكل دوري
وما أن خفت الفوضى حتى أرتفع صوت "ناتان" الجالس على يمين المدير:
- إني أختلف مع الأخوة وأعتقد إننا مضطرين لمنح ترخيص للتجمعات السكنية في المثلث، لان هذا يحد من حالة التطرف وأعمال شغب هناك .
لكن "شلومو"المسؤول الذي يليه قال:
-لكن هذا يأتي على حساب احتياطي أراضي الدولة، فالأرض من المفروض أن تنتقل ملكيها إلينا بمختلف الأساليب وذلك حرصاً على مصلحة ومستقبل أجيالنا القادمة.
وعزز توجه " شلومو" "المسؤول "سلفان" فقال :
- وليذهب كل " الاغيار" إلى الجحيم .
وهنا قاطعه ناتان قائلا:
- أننا إذا قمنا بالمصادقة على إقامة منطقة صناعية هناك فإن ذلك من شأنه أن يحد من الهجوم على سياسة الدولة خاصة وإن هناك دول ووسائل إعلام لا تفتأ عن اتهامنا بالعنصرية .
ووجد " حاييم "نفسه يوجه ملاحظته :
:- أرجو عدم المقاطعة حتى نستطيع أن نتقدم في بحثنا ونكمل مهمتنا بسرعة
وأشار إلى "شفيلي" لكي يأخذ دوره في الحديث فقال:
- أننا إذا صادقنا لهم على أقامة مناطق صناعية فإن ذلك ليس حباً بهم وإنما استدراكاً لما قد يحدث لان البطالة والفقر الشديد من شأنه أن يدفع بالشباب إلى القيام بأعمال مخلة بالأمن العام
وجرى سجال طويل وفي النهاية ثم إقناع المعارضين بضرورة المصادقة على الطلبات بتحفظ، وفتحت الخرائط التي تم تعديلها والمصادقة عليها ثم خرج المسؤولين إلى استراحة وهم يتأففون.
**********************
وبعد فترة دخل المسؤولون إلى الغرفة مجدداً، أخذ كل مكانه، أفتتح المدير "حاييم" الجلسة التي كانت حول " الكرمل :قال وهو يقلب شفتيه:
-ولست أدري ماذا سنفعل مع هؤلاء؟
فقال ناتان:
- إن من الواجب أن ندعمهم ونصادقلهم على الخرائط فوراً .
رد عليه شفيلي :
- لا تكن ساذجاً، إن المصادقة على منطقة صناعية خاصة بهم لها انعكاسات سلبية كبيرة علينا.
فتح ناتان" عينيه مستغرباً وقال بصوت عالٍ :
- ماذا تقول؟
فرد علية شفيلي:
- إنك تجهل أبعاد ما قد تؤول إليه هذه المصادقة، فهي ستخفف ارتباطهم بنا وتجعل اقتصادهم مستقلاً، كما سيدفعهم إلى الاجتهاد في التحصيل العلمي وبالتالي ...
رد عليه "ناتان" بعصبية :
- وماذا في ذلك؟ إن من الواجب أن نقدر لهم تضحياتهم ونكون صادقين معهم فقد وعدناهم المرة تلو المرة وآن الأوان أن نفي بتعهداتنا، إننا إذا صادقنا للقرى العربية الأخرى المعادية لسياسة الدولة، فما معنى التنكر لهم، هل سنعاقبهم لأنهم ساروا في ركبنا ؟!
فتدخل "شمعون" لأول مرة وقال لناتان بحدة :
- إن عليك أن ترى أبعد من أنفك ..
نظر ناتان مشدوها إلى شفيلي وشمعون وأكمل شمعون حديثه :
- فرق شاسع بين هذا وذاك، إن المصادقة للقرى في المثلث من شأنه أن يفيد الدولة بحيث يحد من تطرف الشباب هناك، بينما المصادقة على المنطقة الصناعية في الكرمل من شأنه أن يضر بالدولة بحيث يعزز ثقة السكان بأنفسهم ويشعرهم بعدم الحاجة إلينا وقد يخلق هذا حالة من التمرد علينا على الأمد البعيد والقريب، عليك أن تفهم قليلاً في علم النفس، عليك أن تجوعهم كي يلحقوا بك
أخذ "حاييم" يهز برأسه علامة الموافقة على أقوال المعارضين وتحدث "ماير" الذي قرر أن يخرج عن صمته داعماً للفكرة بصوت عالٍ وهو يرفع قبضة يده اليمنى ويفرج إصبعه المشير تارة، وتارة أخرى وهو يبسط يده إلى الأمام:
- إننا إذا صادقنا لهم على منطقة صناعية فمن سيقوم بحراسة الحدود؟ من سيعمل في السجون؟ من سيقوم بالأعمال السوداء في شوارعنا، في ورشنا وفي مشاغلنا؟ من سيبني السناسل، من سيزرع لنا الجنائن؟ من سيلحق بنا ليطعمنا خبز الصاج مع لبنة في الحرش أثناء تجولنا مع أسرنا؟
علق "سلفان" مازحاً:
- أرجو أن لا تفتح شهيتنا
وأضاف شلومو":
خبز وزعتر
وواصل "ماير" خطبه:
- إن قيام منطقة صناعية معناها إنهم سيستغنون عن العمل في اذرعه الأمن والخدمة في بيوتنا، وحول بيوتنا، فلا تكن مثالياً .،علينا أن نرى أبعاد الخطوة التي نتخذها,, علينا أيضا أن نصادر ما تبقى لهم من ارض لكي نسد عليهم كافة الأبواب ، وهكذا فقط نضمن ارتباطهم بنا .
- وقال "شلومو": على فكرة هل استمعتم إلى أغنية مطربنا "شلومو شيفان" وشغل هاتفه الخلوي فانطلق الصوت " ولكن " حاييم قال – ارجو ان تغلق الهاتف فلا تجعل من الاجتماع مسخرة
فرد عليه "شلومو" قالاً:
- أن الغرفة مغلقة
فصمت حاييم أمام الحاج المسؤولين واستمرت صوت المنبعث من الجهاز.
"سافرت قبل أسبوعين مع زوجتي لقضاء فرصة نهاية الأسبوع في الجليل.. وهناك التقينا بشابة درزية أخذناها معنا.. وهي اليوم التي تنظف الممر.. وهي التي تنظف الدرج.. وهي التي تنظف غرفة الاستقبال. وهي التي تشطف مؤخرة الرضيع من ال.....
وهنا دوى صوت الضحك
وقال سلفان :
- دعهم يمسحون .........
واستمر صوت الاغنية:
- "وهي التي ترافق الأولاد إلى البستان.. وهي التي تغسل ملابسنا"
- وما أن انتهت الأغنية حتى قال" ناتان":
- دعكم من المزاح :وماذا سنقول لهم، كيف سنحافظ على ماء الوجه أمامهم؟
رد عليه "حاييم":
يا عيني على رقة قلبك يبدو اننا سنفتش لك عن وظيفة أخرى تليق بمشاعرك النبيلة تليق بحنانك وحبك وإخلاصك الكبير، فهل هذا ما يقلقك؟ ان لنا من تعاتيع ما يكفي كي يجملوا صورتنا اياً كانت أفعالنا، ان مجرد زيارة من مسؤول تشعرهم بالنشوة، وتنسيهم حقوقهم كلياً
وهنا قال "شلومو"
- إنهم شريحة بسيطة، يمكننا مراضاتهم بسهولة، وقد علمت من سيادة الرئيس سيقوم بزيارتهم وهناك سوف يمنحونه لقب " عزيز البلد ".
وما أن خفت الفوضى حتى أرتفع صوت "ناتان" الجالس على يمين المدير:
- إني أختلف مع الأخوة وأعتقد إننا مضطرين لمنح ترخيص للتجمعات السكنية في المثلث، لان هذا يحد من حالة التطرف وأعمال شغب هناك .
لكن "شلومو"المسؤول الذي يليه قال:
-لكن هذا يأتي على حساب احتياطي أراضي الدولة، فالأرض من المفروض أن تنتقل ملكيها إلينا بمختلف الأساليب وذلك حرصاً على مصلحة ومستقبل أجيالنا القادمة.
وعزز توجه " شلومو" "المسؤول "سلفان" فقال :
- وليذهب كل " الاغيار" إلى الجحيم .
وهنا قاطعه ناتان قائلا:
- أننا إذا قمنا بالمصادقة على إقامة منطقة صناعية هناك فإن ذلك من شأنه أن يحد من الهجوم على سياسة الدولة خاصة وإن هناك دول ووسائل إعلام لا تفتأ عن اتهامنا بالعنصرية .
ووجد " حاييم "نفسه يوجه ملاحظته :
:- أرجو عدم المقاطعة حتى نستطيع أن نتقدم في بحثنا ونكمل مهمتنا بسرعة
وأشار إلى "شفيلي" لكي يأخذ دوره في الحديث فقال:
- أننا إذا صادقنا لهم على أقامة مناطق صناعية فإن ذلك ليس حباً بهم وإنما استدراكاً لما قد يحدث لان البطالة والفقر الشديد من شأنه أن يدفع بالشباب إلى القيام بأعمال مخلة بالأمن العام
وجرى سجال طويل وفي النهاية ثم إقناع المعارضين بضرورة المصادقة على الطلبات بتحفظ، وفتحت الخرائط التي تم تعديلها والمصادقة عليها ثم خرج المسؤولين إلى استراحة وهم يتأففون.
**********************
وبعد فترة دخل المسؤولون إلى الغرفة مجدداً، أخذ كل مكانه، أفتتح المدير "حاييم" الجلسة التي كانت حول " الكرمل :قال وهو يقلب شفتيه:
-ولست أدري ماذا سنفعل مع هؤلاء؟
فقال ناتان:
- إن من الواجب أن ندعمهم ونصادقلهم على الخرائط فوراً .
رد عليه شفيلي :
- لا تكن ساذجاً، إن المصادقة على منطقة صناعية خاصة بهم لها انعكاسات سلبية كبيرة علينا.
فتح ناتان" عينيه مستغرباً وقال بصوت عالٍ :
- ماذا تقول؟
فرد علية شفيلي:
- إنك تجهل أبعاد ما قد تؤول إليه هذه المصادقة، فهي ستخفف ارتباطهم بنا وتجعل اقتصادهم مستقلاً، كما سيدفعهم إلى الاجتهاد في التحصيل العلمي وبالتالي ...
رد عليه "ناتان" بعصبية :
- وماذا في ذلك؟ إن من الواجب أن نقدر لهم تضحياتهم ونكون صادقين معهم فقد وعدناهم المرة تلو المرة وآن الأوان أن نفي بتعهداتنا، إننا إذا صادقنا للقرى العربية الأخرى المعادية لسياسة الدولة، فما معنى التنكر لهم، هل سنعاقبهم لأنهم ساروا في ركبنا ؟!
فتدخل "شمعون" لأول مرة وقال لناتان بحدة :
- إن عليك أن ترى أبعد من أنفك ..
نظر ناتان مشدوها إلى شفيلي وشمعون وأكمل شمعون حديثه :
- فرق شاسع بين هذا وذاك، إن المصادقة للقرى في المثلث من شأنه أن يفيد الدولة بحيث يحد من تطرف الشباب هناك، بينما المصادقة على المنطقة الصناعية في الكرمل من شأنه أن يضر بالدولة بحيث يعزز ثقة السكان بأنفسهم ويشعرهم بعدم الحاجة إلينا وقد يخلق هذا حالة من التمرد علينا على الأمد البعيد والقريب، عليك أن تفهم قليلاً في علم النفس، عليك أن تجوعهم كي يلحقوا بك
أخذ "حاييم" يهز برأسه علامة الموافقة على أقوال المعارضين وتحدث "ماير" الذي قرر أن يخرج عن صمته داعماً للفكرة بصوت عالٍ وهو يرفع قبضة يده اليمنى ويفرج إصبعه المشير تارة، وتارة أخرى وهو يبسط يده إلى الأمام:
- إننا إذا صادقنا لهم على منطقة صناعية فمن سيقوم بحراسة الحدود؟ من سيعمل في السجون؟ من سيقوم بالأعمال السوداء في شوارعنا، في ورشنا وفي مشاغلنا؟ من سيبني السناسل، من سيزرع لنا الجنائن؟ من سيلحق بنا ليطعمنا خبز الصاج مع لبنة في الحرش أثناء تجولنا مع أسرنا؟
علق "سلفان" مازحاً:
- أرجو أن لا تفتح شهيتنا
وأضاف شلومو":
خبز وزعتر
وواصل "ماير" خطبه:
- إن قيام منطقة صناعية معناها إنهم سيستغنون عن العمل في اذرعه الأمن والخدمة في بيوتنا، وحول بيوتنا، فلا تكن مثالياً .،علينا أن نرى أبعاد الخطوة التي نتخذها,, علينا أيضا أن نصادر ما تبقى لهم من ارض لكي نسد عليهم كافة الأبواب ، وهكذا فقط نضمن ارتباطهم بنا .
- وقال "شلومو": على فكرة هل استمعتم إلى أغنية مطربنا "شلومو شيفان" وشغل هاتفه الخلوي فانطلق الصوت " ولكن " حاييم قال – ارجو ان تغلق الهاتف فلا تجعل من الاجتماع مسخرة
فرد عليه "شلومو" قالاً:
- أن الغرفة مغلقة
فصمت حاييم أمام الحاج المسؤولين واستمرت صوت المنبعث من الجهاز.
"سافرت قبل أسبوعين مع زوجتي لقضاء فرصة نهاية الأسبوع في الجليل.. وهناك التقينا بشابة درزية أخذناها معنا.. وهي اليوم التي تنظف الممر.. وهي التي تنظف الدرج.. وهي التي تنظف غرفة الاستقبال. وهي التي تشطف مؤخرة الرضيع من ال.....
وهنا دوى صوت الضحك
وقال سلفان :
- دعهم يمسحون .........
واستمر صوت الاغنية:
- "وهي التي ترافق الأولاد إلى البستان.. وهي التي تغسل ملابسنا"
- وما أن انتهت الأغنية حتى قال" ناتان":
- دعكم من المزاح :وماذا سنقول لهم، كيف سنحافظ على ماء الوجه أمامهم؟
رد عليه "حاييم":
يا عيني على رقة قلبك يبدو اننا سنفتش لك عن وظيفة أخرى تليق بمشاعرك النبيلة تليق بحنانك وحبك وإخلاصك الكبير، فهل هذا ما يقلقك؟ ان لنا من تعاتيع ما يكفي كي يجملوا صورتنا اياً كانت أفعالنا، ان مجرد زيارة من مسؤول تشعرهم بالنشوة، وتنسيهم حقوقهم كلياً
وهنا قال "شلومو"
- إنهم شريحة بسيطة، يمكننا مراضاتهم بسهولة، وقد علمت من سيادة الرئيس سيقوم بزيارتهم وهناك سوف يمنحونه لقب " عزيز البلد ".
تعليق