بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
هروله
قصة قصيرة
رأيته هناك ..يجلس وحده فى مدخل المقهى .. على يمين الداخل وحده .. كانت مائدته صغيرة ، تكفى بالكاد صينية الشاى ..انجذبت اليه .. الوجه أعرفه .. شعرت بهذا .. رأيته من قبل .. ليست غريبة علّى تلك الملامح القروية الرقيقة ، بسمرتها الرائقة ذات الطابع القمحاوى المميز .. أعرفه ..نعم ..لكن أين ومتى؟ لآ أدرى ..نظرت اليه من مكانى على يسار الباب ..انتبهت الى أنه يبادلنى النظرات ..مؤكد يتساءل عنى ..عيناه تقولان هذا ..رفع كوب الشاى الى فمه ..تذكرت كوب الشاى أمامى .
المقهى فسيح ..أرضه مغطاة بنشارة الخشب ..موائده مصفوفة..مقاعده مرصوصة..أصوات قواشيط الطاولة والدومينو تزغرد بين الحين والحين .أضواء اللمبات الفلورسنت يختلط بها دخان المعسل ، وهو يجلس هناك ..الاحظ أيضا أن مائدتى صغيرة تكفى بالكاد صينية الشاى ،وأنا ايضا وحدى .تتلاقى عيناى بعينيه عبر فرجة من رؤس لاعبى الطاولة..أين رأيتك؟ يصرخ صوت:- شيش بيش تانى !!
يعبس و جه كان يستعد للأبتسام..يكركر الماء فى قلب زجاجى للشيشة..لايزال وجهه مألوفا لى ..لكن أين ؟ ..أنادى عامل المقهى ..أشير اليه بطرف خفى ..أسأله عنه ..يهز العامل رأسه قائلا :-
- هو مثل آخرين يجيئون ويمضون فى هدوء ،لايشعر به أحد .. لايترك أثرا ما ،اللهم الا أثر حذائه على نشارة الخشب ،غير أن أقداما تجىء لتطمس ماقبلها.
كان الآخر قد قام ..اتجه الى الخارج ..التفتّ الى عامل المقهى أسأله :-
- هل سيعود ؟
- لاأدرى
شكرته وأسرعت نحو الباب ..تنبهت الى أن آثار أقدامنا قد توحدت قبل أن أخرج بعدة خطوات ..أكملت السير ..سألحق به ..أسأله :- من أنت ؟ ..سرت فى اصرار ..كان أمامى ..رفعت صوتى ..ناديته ..زمجرة العربات المارة وهدير الأصوات المتداخلة أضاع صوتى ..وسعت طول الخطوات ..ازداد الزحام بدخولنا السوق ..بذلت جهدا لأتتبع بعينى خطواته ..الوجوه كثيرة ..الملامح غريبة ..والوان الغروب تظلل الأشياء..يجب أن أتحدث اليه قبل أن يطوى الليل أستار النهار ..لو غاب عن عينى -أشعر أننى – لن أعثر عليه ثانية ..تزداد المسافة بيننا طولا ..أبدأ الهرولة ..يزداد العزم ..يقوى الاصرار ..لابد أن أكلمه ..صحيح أننى حتى الآن لاأعرف ماذا سأقول له ..لكن حينما سنكون معا مؤكد سأجد ما أقول ..تزداد الظلمة توغلا ..تتلاطم المناكب ..تختلط الوجوه ..تزداد الهرولة ..قدماى تصرخان ..دقات قلبى تضج ..أحاول التوقف ..لا أستطيع ..أظل أسير ..أبحث عنه ..لا أمّل من البحث
هروله
قصة قصيرة
رأيته هناك ..يجلس وحده فى مدخل المقهى .. على يمين الداخل وحده .. كانت مائدته صغيرة ، تكفى بالكاد صينية الشاى ..انجذبت اليه .. الوجه أعرفه .. شعرت بهذا .. رأيته من قبل .. ليست غريبة علّى تلك الملامح القروية الرقيقة ، بسمرتها الرائقة ذات الطابع القمحاوى المميز .. أعرفه ..نعم ..لكن أين ومتى؟ لآ أدرى ..نظرت اليه من مكانى على يسار الباب ..انتبهت الى أنه يبادلنى النظرات ..مؤكد يتساءل عنى ..عيناه تقولان هذا ..رفع كوب الشاى الى فمه ..تذكرت كوب الشاى أمامى .
المقهى فسيح ..أرضه مغطاة بنشارة الخشب ..موائده مصفوفة..مقاعده مرصوصة..أصوات قواشيط الطاولة والدومينو تزغرد بين الحين والحين .أضواء اللمبات الفلورسنت يختلط بها دخان المعسل ، وهو يجلس هناك ..الاحظ أيضا أن مائدتى صغيرة تكفى بالكاد صينية الشاى ،وأنا ايضا وحدى .تتلاقى عيناى بعينيه عبر فرجة من رؤس لاعبى الطاولة..أين رأيتك؟ يصرخ صوت:- شيش بيش تانى !!
يعبس و جه كان يستعد للأبتسام..يكركر الماء فى قلب زجاجى للشيشة..لايزال وجهه مألوفا لى ..لكن أين ؟ ..أنادى عامل المقهى ..أشير اليه بطرف خفى ..أسأله عنه ..يهز العامل رأسه قائلا :-
- هو مثل آخرين يجيئون ويمضون فى هدوء ،لايشعر به أحد .. لايترك أثرا ما ،اللهم الا أثر حذائه على نشارة الخشب ،غير أن أقداما تجىء لتطمس ماقبلها.
كان الآخر قد قام ..اتجه الى الخارج ..التفتّ الى عامل المقهى أسأله :-
- هل سيعود ؟
- لاأدرى
شكرته وأسرعت نحو الباب ..تنبهت الى أن آثار أقدامنا قد توحدت قبل أن أخرج بعدة خطوات ..أكملت السير ..سألحق به ..أسأله :- من أنت ؟ ..سرت فى اصرار ..كان أمامى ..رفعت صوتى ..ناديته ..زمجرة العربات المارة وهدير الأصوات المتداخلة أضاع صوتى ..وسعت طول الخطوات ..ازداد الزحام بدخولنا السوق ..بذلت جهدا لأتتبع بعينى خطواته ..الوجوه كثيرة ..الملامح غريبة ..والوان الغروب تظلل الأشياء..يجب أن أتحدث اليه قبل أن يطوى الليل أستار النهار ..لو غاب عن عينى -أشعر أننى – لن أعثر عليه ثانية ..تزداد المسافة بيننا طولا ..أبدأ الهرولة ..يزداد العزم ..يقوى الاصرار ..لابد أن أكلمه ..صحيح أننى حتى الآن لاأعرف ماذا سأقول له ..لكن حينما سنكون معا مؤكد سأجد ما أقول ..تزداد الظلمة توغلا ..تتلاطم المناكب ..تختلط الوجوه ..تزداد الهرولة ..قدماى تصرخان ..دقات قلبى تضج ..أحاول التوقف ..لا أستطيع ..أظل أسير ..أبحث عنه ..لا أمّل من البحث
تعليق