أَوَّاهُ يَا أُمِّي
للشاعر حسين حرفوش
(على لسان طفل معوق يناجي أمـــه وأبــاه)
أَوَّاهُ يَا أُمِّــي فَـكَــــمْ كَــــانَ الـمـُنَى أنْ تَـفْــرَحَ العَـيْـنَــانِ حِينَ تَـرَانِي
أَوَّاهُ يَــا أُمِّــي وَكَـمْ كَــــانَ الـمُنىَ في قُـبْلةٍ ، كم ترتَجي الشـَّـــفَـتَــانِ
أَوَّاهُ يَـــا أُمِّـي صَــغِيرُكِ عَـاجِـزٌ أوَ تَخْجَلِينَ إذَا العُـيُــــونُ ..تَـرَانِي؟!
أَوَّاهُ يَا أُمِّي كَـفَـاكِ حَسْــــــــرَةً .. إذ أَرْتَئِيهَا الـنـــَّــــارَ في وِجْــدَانِي
قَـدْ لاَ أُجِيــدُ القَوْلَ ..لَـكِنْ أَرْتَـئِي بـالـرُّوحِ..فـِي نَبْـضِ الفُــؤَادِ بَيَانِي
إنْ كَـانَ يَـا أُمِّي أَبِي في حَـسْــرَةٍ بَـاحَت بهَـا الشَّـفَـتَـانِ و العَـيْنَــــانِ
قُـولِي لَـهُ صَــبْراً فَـإِنَّ صَـغِـيرَكَ ذو عَـزْمَةٍ ....يَـعْـنُـو لَـهَا الثـَّقَـلاَنِ
قُـولِي لَـهُ صَـــــبْراً فَـإِنَّ صَـــغِيرَكَ عِـنْـــدَ الإلَـهِ مُــكَـــــرَّمٌ بـِجِـنَــانِ
إِنْ كَانَ يَـسْـقِـينِي بـِكَـفِّ يَمِينِهِ مِـنْ مَـــــــــاءِ دُنْـيَـــــــاهُ بـِكَأْسِ حَنَـانِ
فَـغَـــداً أَكُـــونُ لَـهُ أنا رِدْءًا إذا ضُـرِبَ الصِّــرَاطُ علىَ شَــفَــا النِّيرانِ
وَغَــــداً تَرَانِي فـِي الجِنَانِ أنَا لَـكَ أَسْـــعَىَ تَضُـمُّـكَ يَا أَبي أَحْضَــانِي
كَـمْ كُنْتُ أَرْجُـــــو أنْ أَكُـونَ يَـمِيـنَـه أَرْعَــاهُ يَـا أُمِّـي كَـمَـــا يَرْعَانِـي
كَمْ كُنْتُ أرْجُــــو أَنْ أكـــونَ جِوارَهِ ،إذْ فِي الـمَجَالِسِ يَزْدَهِـي الأبَوَانِ
كّـم كنت أرجـو أن أكــونَ له الصَّــدَىَ حين يُنادِي تُـسْـرِعُ القَـدَمَــــانِ
ويضِّجُ صَحْنُ البيتِ مِنْ فَيْضِ اللِّقَــا فَـرَحًــــا .. تُتَرْجِمُهُ لَـهُ الشَّفَـتانِ
فأذوبُ بين ذراعــــهِ بـحنــانــهِ يَا ضَـمَّــــــــةً يَـهْـفُـو لَـهَــــــا وِجْدَانِي
أبتاه ذا قَــدَري رَضِـيـت بحُكْمَِـــــهِ فَلْتَرْضَ يا أبتَـــــاهُ .. حينَ تَـرَاني
أخْتـَــــالُ يا أبتاهُ حولَ الكَوْثَرِ والكلُّ يَـغْـبـِطُـنـِي لِـطُهْــــــرِ مَـكَــــــانِي
فأمامِيَ الحَوْضُ جِوَارِي الـمُصْطَفَىَ والشَّــهْدُ شُـرْبي والـخُـلُودُ ضَمَانِي[/size]
تعليق