أبو بربور الطرابلسي
حائر في صدري
بين صورتيك
غائر بينهما لا طعم لك
ولا لون .. ولا حتى رائحة
والأسوأ من هذا كله أنك لست ماء
ما أخبار الكذب بالمناسبة؟
ألا زال هو الفارق بين الصورتين؟
صورة لك وأخرى هي أنت؟
صورة له وأخرى هي هو؟
صورة لهم وأخرى هي هم؟
أنت المسافة بينهما ..
برزخ حائل بين الفكرتين
تطفو فاصلا في العينين بين كل شيئين..
طيب..
سألتقط لك صورة الآن.. وما أطلبه منك هو فقط أن لا تبتعد عنها كثيرا فأصبح أنا الكذاب!! ..
أنا لا أكذب يا ولد.. وهذه صورة لك عندي من العام الماضي، لا تشبه صورتك الآن … تفضل انظر فيها جيدا.. لكن لو سمحت أعدها لي ثانية..
ماذا تقول؟ هذا الذي في الصورة ليس أنت؟!!
إذا أنا أكذب؟!!!
يا للهول! ويا إلهي .. وما هذا؟ مع قليل من: تبا لك.. ثم تبا لك .. والله لا يعطيك العافية ..
لقد فاتني أن ألتقط صورة لي غير التي في عينيك..
هل لاحظت شيئا؟ هنالك صورة بين صورتين..
صورة لك عندي .. وصورة لي عندك ..
هذه الصورة الغائبة .. هي الحقيقة..
شيء بين شيئين لا وجود له، لكنه كل الشيء وما دونه .. لا شيء يا أبو بربور الطرابلسي – إسم جميل بالمناسبة -.
حامل الجركن
هيثم شحدة هديب
من الماء الى الماء
تعليق