خجل.. / الحاج بونيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الحاج بونيف
    عضو الملتقى
    • 29-02-2008
    • 139

    خجل.. / الحاج بونيف

    خجـــــــــــل

    ـ لن تستطيعي التوفيق بين شغل البيت وشغلك في الإدارة وتربية الولدين..
    ـ وهل من حل عندك؟
    أحسست أنها قد لانت أخيرا، فلطالما كان تقصيرها في خدمة البيت والعناية بولدنا الأول سببا في الكثير من المعارك التي تنتهي دائما بفتور في العلاقة يدوم أياما.. أما الآن وقد جاء الابن الثاني فتقصيرها قد يزيد.. لذلك كان لابد لها من الاستسلام..
    ـ الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب..
    ـ خادمة.. من الأحسن أن تكون عجوزا .. فهن يجبن البيوت من حين إلى آخر بحثا عن شغـل ..
    ـ عجوز..! لماذا؟
    ـ وكيف تريدها؟
    فوجئت بالسؤال، وأحسست أنني خسرت المعركة..
    ـ لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيـن بيـن..
    رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها إلى الجهة اليسرى، ثم تنقلهما إلى الضفة الأخرى من وجهها الذي ما زالت آثار صفرة وضع الحمل تعلوه..
    اغتنمت فرصة موافقتها، وأسرعت لوسيط كي يحضر من حدثني عنها منذ يومين..
    كانت جميلة إلى حد كبير .. جلست قبالة زوجتي تحدثها وكلها حشمة ولياقة.. بدت وكأنها ضيفة عادية إلا أن نبرة حزن كانت تلف حديثها.. استرسلت في كلامها حتى وصلت إلى متاعبها في إعالة أولادها الثلاثة، وزوجها المقعد الذي كان موظفا في السكة الحديدية، وتقاعد مبكرا رغما عنه إثر حادث .. وقد فصلت من عملها كمنظفة عند رفضها لمديرها الخروج معه في سهرة على شاطئ "الشمس الحمراء"..
    أحسست بصفعة على خدي الأيسر فأدرت لها الخد الثاني وانسحبت من الميدان، وقد تركت بعض أشلائي متناثرة هناك.. وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار..
    اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل وأنا أجدها وحدها تلاعب ابنيّ، ونصبت كمائن باءت كلها بالفشل الذريع.. كانت تناديني بيا سيدي .. وبينت لها أكثر من مرة أن ناديني باسمي فقط .. ولكنها قالت: أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف..
    سعد بها ولداي وتشبثا بها وصارا يناديانها ب "حنه"
    تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..
    لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث بين حنه وبيني أنا وولديّ.. وشرعت في نصب شراكها.. فاستعانت بمكنسة وآلة غسيل كهربائيتين.. ودفعت بالطفلين إلى دار حضانة..
    دقات "حنه" على الباب ..من يفتح لها؟
    ولداي في الحضانة، وزوجتي في العمل، وأنا أشتغل بالمكنسة الكهربائية ..
  • أحمد أنيس الحسون
    أديب وكاتب
    • 14-04-2009
    • 477

    #2
    طرحت واقعة اجتماعية مهمة، وكأني بك في حيرة، ماذا يفعل المرء؟
    إدارة - بيت - أولاد ...
    حتى الآن لم أستطع أن أثق بقدرة المرأة على التوفيق بين العمل والمنزل، فالأمر إشكالي فعلاً.
    على كل حال الحمد لله أن التكنولوجيا اخترعت لنا مكنسة كهربائية
    أفضل من الطريقة التقليدية.

    شكراً أخي بو نيف لهذا السرد المقتضب الغني بالفكرة، واعذرني لمروري المتواضع.
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد أنيس الحسون; الساعة 03-04-2010, 22:45.
    sigpicأيها المارون عبر الكلمات العابرة ..

    اجمعوا أسماءكم وانصرفوا
    آن أن تنصرفوا
    آن أن تنصرفوا

    تعليق

    • سحر الخطيب
      أديب وكاتب
      • 09-03-2010
      • 3645

      #3
      وانا اقرأ اتسأل
      هل اعجبتك شخصيه الخادمه
      ام انك اشفقت عليها
      ام مجرد وسيله لفض الخلافات
      ربما الجميع
      ويبدو لي الان الجميع راضيين عن الامر وما بعد الاستسلام غير الرضى
      ابوها راضي وانا راضي ومالك انت ومالنا بقى يا قاضي
      نص واقعي بلا الوان لكن هنا استغرب لم دونت العنوان خجل بدل ان تقول خادمه المنزل
      هل يخجل الرجل ان يحمل مكنسه رسولنا الكريم كان يساعد زوجته ام لانك تساعد الخادمه
      دخلت فى حياتكم لدرجه انك فى اخر النص لم تقل خادمه بل ذكرت اسمها لانها اصبحت جزء من العيله
      اعذرني فانا احب ان ادخل بتفاصيل الخجل هذه
      الجرح عميق لا يستكين
      والماضى شرود لا يعود
      والعمر يسرى للثرى والقبور

      تعليق

      • محمد الأطرش
        أديب وكاتب
        • 25-12-2007
        • 85

        #4
        إذا اتفقنا على أن الخادمة بوجه عام أصل عملها سرقة القلوب قبل سرقة المنزل عفوا قبل ترتيب المنزل هه قد يكون بيتك الأول ولكن لا أعتقد ذلك فالمسكنة دليل الخبرة هه وفي نهاية مروري العابر أريد طرح السؤال الآتي : أين الخطأ الذي يستوجب الخجل؟ ولي عودة
        أشكرك على هذا النسق الجميل والتعبير اللطيف الممتع
        دمت بخير
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد الأطرش; الساعة 03-04-2010, 23:15.
        sigpic
        عجيبٌ كيف
        نتألّمُ
        لفقد شيءٍ مؤقّت
        وغيرنا يفقد ما نملكُ للأبد
        ويبتسم
        !

        تعليق

        • محمد عبد السميع نوح
          عضو الملتقى
          • 14-11-2008
          • 108

          #5
          عزيزي الكاتب والأدديب الأريب

          الحاج بونيف

          هذا الذي قرأناه إنما هو انفجار جماليٌّ وعجينة طيبة من خفة الدم وصفاء اللغة وحبكة القصة وفنية الرؤيا برغم شدة مباشرتها ، وهذه المباشرة إن كانت على مذهبك هذا فألف أهلا وسهلا و ( ذلك ما كنا نبغ ) أما المباشرة المعيبة فهي السطحية ، وكثيرون هم من يخلطون بين المستويين .. القصة بديعة من كل الأوجه ، وهي من القصص القليل جدا الذي يقع في يدي ولا آخذ عليه مأخذا واحدا .. أحييك أيها الرائد المحترم ..

          وإذا كانت حنة قد عادت ولم تعد بك حاجة إلى المكنسة الكهربية فأرسلها لي على عنواني في طنطا ,, والأفضل أن تبعث (حنة) فقديما قال شاعر كبير أظنه بشارا بن برد :
          لايوئسنَّكَ منْ مخبَّأةٍ قولٌ تغلِّظه وإنْ جرَحا
          عسرُ النساء إلى مُياسرةٍ والصَّعْبُ يَسْهلُ بعدمَا جَمَحا
          ههه
          تحياتي وثنائي على أول ما قرأت لك

          تعليق

          • ريما منير عبد الله
            رشــفـة عـطـر
            مدير عام
            • 07-01-2010
            • 2680

            #6
            الأفضل للخادمة الانسحاب بكرامتها واللجوء الى العمل بغير هذه المهنة التي أجدها تقلل من القيمة الانسانية للمرأة وكما أنها مهنة تحتوي الكثير من المخاطر والتضحية
            ,,
            عرض جميل وحبكة متناسقة
            وفقك الله

            تعليق

            • فاطمة أحمـد
              أديبة وشاعرة
              • 29-11-2009
              • 344

              #7


              قلبي عندك حاج بونيف أنت وبطل
              قصتك الجميلة .. إجعله ينسي جنة
              وربنا يرزقه بغيرها مع قدوم الطفل الثالث ..
              آري جنة كانت مؤدبة خجولة ..

              أعجبتني القصة جداً .. وف الحكي خفة ظل ..

              الأديب الأستاذ الحاج بونيف

              تحياتي لك ومودتي

              فاطمة أحمـد

              تعليق

              • عقاب اسماعيل بحمد
                sunzoza21@gmail.com
                • 30-09-2007
                • 766

                #8
                تحية وتقدير
                قصة شاملة فيها عظه وعبرة
                اصبح الحاج بونيف مثالا يحتذى به
                السيدات بادرن لوضع صورته في مطابخهن
                تشجيعا لرجالهن على مجاراته في حل مشاكل
                العمل .
                ***
                ابو شوقي

                تعليق

                • خالد الوحيمد
                  عضو الملتقى
                  • 20-02-2010
                  • 52

                  #9
                  شكراً يا أديبنا المميز
                  وتقبل مروري وشكراً

                  تعليق

                  • سامره المومني
                    أديب وكاتب
                    • 09-03-2010
                    • 248

                    #10
                    قصة جميلة،تحمل بعض من الأحداث اليومية،نعم المرأة تستطيع أن توفق بين البيت وعملها وزوجها وأولادها غن تعاون الزوج معها ليس بمساعدتها بالعمل فقط وإنما أيضا،بمساندتها معنويا،أقصد أن يعطيها الثقة والدافعية.
                    من يلقى الصباح صابرا،يلقى الصباح قويا...
                    ومن يهوى النور،فالنور يهواه...

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      نصٌ جميل..و فكاهة ممتعة .
                      احترتُ في العنوان ..خجل..لماذا ؟..ممّن ؟
                      لا أدري .
                      تحيّتي و احترامي.
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • مرفت عاصم
                        أديب وكاتب
                        • 19-05-2009
                        • 216

                        #12
                        يا ناس اروح لمين واقول يا مين
                        ليه دايما فاكرنها معجزة إن المرأة جديرة بأن توفق بين بيتها وعملها وهوايتها الشخصيه ليه دا الإنسان ربنا خلقه فى تركيبة من أعظم المخلوقات وأكثرها رقيا وأعقدها تركيبا ولديه من القدرة والإمكانيات والطاقات بلا حدود بس اللى يقدر يكتشف طاقاته دى وينميها ويستغلها صح المهم الذكاء والإدراك
                        موضوع جميل جدا جدا وصور الواقع والسائد بس للأسف لا أرى أن هذه هى الحقيقه التى عليها المرأه
                        تقبل مرورى استاذى الفاضل
                        وننتظر ابداعاتك
                        مرفت عاصم

                        تعليق

                        • عزام يونس الحملاوي
                          أديب وكاتب
                          • 11-07-2009
                          • 64

                          #13
                          الحاج بونيف
                          تستطيع المراة ان تنسق بين عملها وبيتها اذا
                          كان هناك تعاون اسرى ومحبة والامثلة كثيرة
                          فى المجتمعات
                          ولااجد حرجا اوخجلا اومعيبة فى عمل المراة
                          حتى ولو خادمة اذا كان العمل شريف ولايوجد
                          مايعيب به وخاصة اذاكانت تربى اولادها فى
                          ظل قلة فرص العمل والبطالة المنتشرة
                          احترامى
                          [bimg]http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/9/9/08/1r6n1m054.jpg[/bimg]

                          تعليق

                          • حمزة نادي
                            أديب وكاتب
                            • 01-07-2008
                            • 533

                            #14
                            أستاذنا الحاج بونيف

                            كلماتك في هذه القصة القصيرة من نور كما يقول أبنك البار مصطفى
                            فقد شخصت الداء العظال الذي ينخر في جسد الأسرة المسلمة حتى أفرغها من روحها وبث فيها من السموم الكثير الكثير..

                            قصة تحتاج لتكون مقدمة لبحت اجتماعي طويل دمت أستاذنا القدير

                            أبنك : حمزة نادي من ولاية البويرة ـ الجزائر
                            قالَ صلى الله عليه وسلم
                            (أحفظ الله تجِدَه اتجاهك ، إذا سألتَ فأسأل الله وإذا استعنتَ فأستعن بالله )
                            رواهُ الترمذي .

                            تعليق

                            • رزيقة حزير
                              عضو الملتقى
                              • 24-07-2009
                              • 225

                              #15
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              قص جميل.. حياة موجعة لا بد منها.. أتمنى لك سيدي الصبر الطويل..
                              تقبل مني كل الود والتقدير
                              [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial][align=center]
                              [COLOR=#8b0000][SIZE=3][B][COLOR=darkorchid][FONT=Arial]ليس حسن الجوار كف الأذى ... [/FONT][/COLOR][/B][B][FONT=Arial][COLOR=darkorchid]بل الصبر على الأذى[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE]
                              [B][COLOR=darkorchid] [FONT=Arial][SIZE=3]علي بن أبي طالب [/SIZE][/FONT][/COLOR][/B]
                              [/COLOR][/align][/FONT][/COLOR][/B][/SIZE]
                              [/COLOR]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X