خجـــــــــــل
ـ لن تستطيعي التوفيق بين شغل البيت وشغلك في الإدارة وتربية الولدين..
ـ وهل من حل عندك؟
أحسست أنها قد لانت أخيرا، فلطالما كان تقصيرها في خدمة البيت والعناية بولدنا الأول سببا في الكثير من المعارك التي تنتهي دائما بفتور في العلاقة يدوم أياما.. أما الآن وقد جاء الابن الثاني فتقصيرها قد يزيد.. لذلك كان لابد لها من الاستسلام..
ـ الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب..
ـ خادمة.. من الأحسن أن تكون عجوزا .. فهن يجبن البيوت من حين إلى آخر بحثا عن شغـل ..
ـ عجوز..! لماذا؟
ـ وكيف تريدها؟
فوجئت بالسؤال، وأحسست أنني خسرت المعركة..
ـ لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيـن بيـن..
رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها إلى الجهة اليسرى، ثم تنقلهما إلى الضفة الأخرى من وجهها الذي ما زالت آثار صفرة وضع الحمل تعلوه..
اغتنمت فرصة موافقتها، وأسرعت لوسيط كي يحضر من حدثني عنها منذ يومين..
كانت جميلة إلى حد كبير .. جلست قبالة زوجتي تحدثها وكلها حشمة ولياقة.. بدت وكأنها ضيفة عادية إلا أن نبرة حزن كانت تلف حديثها.. استرسلت في كلامها حتى وصلت إلى متاعبها في إعالة أولادها الثلاثة، وزوجها المقعد الذي كان موظفا في السكة الحديدية، وتقاعد مبكرا رغما عنه إثر حادث .. وقد فصلت من عملها كمنظفة عند رفضها لمديرها الخروج معه في سهرة على شاطئ "الشمس الحمراء"..
أحسست بصفعة على خدي الأيسر فأدرت لها الخد الثاني وانسحبت من الميدان، وقد تركت بعض أشلائي متناثرة هناك.. وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار..
اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل وأنا أجدها وحدها تلاعب ابنيّ، ونصبت كمائن باءت كلها بالفشل الذريع.. كانت تناديني بيا سيدي .. وبينت لها أكثر من مرة أن ناديني باسمي فقط .. ولكنها قالت: أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف..
سعد بها ولداي وتشبثا بها وصارا يناديانها ب "حنه"
تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..
لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث بين حنه وبيني أنا وولديّ.. وشرعت في نصب شراكها.. فاستعانت بمكنسة وآلة غسيل كهربائيتين.. ودفعت بالطفلين إلى دار حضانة..
دقات "حنه" على الباب ..من يفتح لها؟
ولداي في الحضانة، وزوجتي في العمل، وأنا أشتغل بالمكنسة الكهربائية ..
ـ لن تستطيعي التوفيق بين شغل البيت وشغلك في الإدارة وتربية الولدين..
ـ وهل من حل عندك؟
أحسست أنها قد لانت أخيرا، فلطالما كان تقصيرها في خدمة البيت والعناية بولدنا الأول سببا في الكثير من المعارك التي تنتهي دائما بفتور في العلاقة يدوم أياما.. أما الآن وقد جاء الابن الثاني فتقصيرها قد يزيد.. لذلك كان لابد لها من الاستسلام..
ـ الحل أن نأتي بخادمة توفر عليك الكثير من المتاعب..
ـ خادمة.. من الأحسن أن تكون عجوزا .. فهن يجبن البيوت من حين إلى آخر بحثا عن شغـل ..
ـ عجوز..! لماذا؟
ـ وكيف تريدها؟
فوجئت بالسؤال، وأحسست أنني خسرت المعركة..
ـ لا تكون عجوزا عجوزا، ولكن بيـن بيـن..
رمقتني بنظرة وهي تمطط شفتيها إلى الجهة اليسرى، ثم تنقلهما إلى الضفة الأخرى من وجهها الذي ما زالت آثار صفرة وضع الحمل تعلوه..
اغتنمت فرصة موافقتها، وأسرعت لوسيط كي يحضر من حدثني عنها منذ يومين..
كانت جميلة إلى حد كبير .. جلست قبالة زوجتي تحدثها وكلها حشمة ولياقة.. بدت وكأنها ضيفة عادية إلا أن نبرة حزن كانت تلف حديثها.. استرسلت في كلامها حتى وصلت إلى متاعبها في إعالة أولادها الثلاثة، وزوجها المقعد الذي كان موظفا في السكة الحديدية، وتقاعد مبكرا رغما عنه إثر حادث .. وقد فصلت من عملها كمنظفة عند رفضها لمديرها الخروج معه في سهرة على شاطئ "الشمس الحمراء"..
أحسست بصفعة على خدي الأيسر فأدرت لها الخد الثاني وانسحبت من الميدان، وقد تركت بعض أشلائي متناثرة هناك.. وسمعت هاتفا من بعيد ينبئني أن قد أسأت الاختيار..
اجتهدت في نصب الأحابيل والحيل وأنا أجدها وحدها تلاعب ابنيّ، ونصبت كمائن باءت كلها بالفشل الذريع.. كانت تناديني بيا سيدي .. وبينت لها أكثر من مرة أن ناديني باسمي فقط .. ولكنها قالت: أناديك بيا سيدي أو اسمح لي بالانصراف..
سعد بها ولداي وتشبثا بها وصارا يناديانها ب "حنه"
تسللت فجأة إلى قلبي فأحببتها كحب ولديّ لها..
لم تصدق زوجتي هذا التناغم الذي يحدث بين حنه وبيني أنا وولديّ.. وشرعت في نصب شراكها.. فاستعانت بمكنسة وآلة غسيل كهربائيتين.. ودفعت بالطفلين إلى دار حضانة..
دقات "حنه" على الباب ..من يفتح لها؟
ولداي في الحضانة، وزوجتي في العمل، وأنا أشتغل بالمكنسة الكهربائية ..
تعليق