باطن الباطن ... مسرحية ............. يحيى حباشنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يحيى الحباشنة
    أديب وكاتب
    • 18-11-2007
    • 1061

    باطن الباطن ... مسرحية ............. يحيى حباشنة

    [frame="1 98"]
    باطن الباطن
    أو طالب المعجزات
    النص الكامل

    من أفكار وأشعار شيخي عليه رحمة الله
    المفكر الكبير نبيل عطية

    كتابة وإعداد
    يحبى الحباشنة
    " طالب المعجزات "

    تفتح الستارة على ساحة معبد أو دير ، نشاهد مدخل الرهبان الخاص إلى الداخل ، ونشاهد مجموعة من الرجال يرفعون لا فتات من قماش كتب عليها بخط عريض ( نطالب بمعجزة ) في حين يحمل بعضهم لافتات مطية كثير لا نعرف ماذا تحتوي ، ونشاهد بأيديهم سيوف و ( بلطات ) و (عصي ) و ( جنازير ) ويرتدون ملابس السواد تتبعهم بضع نساء وأطفال ..يحاولون الولوج إلى داخل المعبد ..يستوقفهم احد الرهبان.

    الراهب : هي.. هي أنت ... قف مكانك .. لا تستطيع الدخول يا سيدي ، هناك مكان مخصص لكم رجاءا .
    كالح : لا يحق لك أن تجبرني على الذهاب هناك ، اعلم أن رئيسك هو الذي أرسلك لتمنعنا من الدخول ... سأتصرف بنفسي ... ( يرفع صوته مناديا ) .. يا صاحب المعبد ، يا صاحب المعبد ، اخرج
    (يلتفت إلى الجوقة )
    .... هيا يا جماعة طالبوه بما أتينا من اجله .

    الجوقة : ( تهمهم ) نريد معجزة .. نريد معجزة . ..(يشير إلى احدهم ) أنت اكتب .. نطالب بمعجزة

    (يتوجه بعض الرهبان يستطلعون الأمر ويتهامسون فيما بينهم بكلام غير مفهوم ، ثم ينطلق احدهم إلى الداخل لحظات ويخرج الرئيس ويتوجه نحوهم )

    الرئيس : أهلا وسهلا بالضيوف .. أهلا وسهلا ، ولكن لماذا تقفون هكذا في الخارج ..تفضلوا ..تفضلوا واجلسوا واستريحوا المكان مكانكم .

    كالح : لم نأتِ لكي نجلس .. نعلم أنه مكاننا ولكن لن نجلس ونستريح .

    الرئيس : ولكن هل يصح ذلك ؟

    كشه : لم نأتِ لكي نجلس ( ينظر نحو الجوقة ويغمز)
    الجوقة : تردد الألوف ... تردد الألوف
    لن نغمد السيوف ... لن نغمد السيوف

    وعن غمار الحرب ... لا نعرف العزوف
    خلفك يا حليفنا .. يا قائد الصفوف

    كالح :..فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .

    الجوقة : فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .


    الرئيس : حسنا.. حسنا هل أستطيع أن أعرف ... ماذا تريدون بالضبط.

    كالح :لا أظن يا سيدي ، أنكم تجهلون القراءة
    (ويشير إلى اليافطات والشعارات )
    الرئيس : بالطبع ..بالطبع ..إنني لا أجهل القراءة ، ولكن ماذا تريدونني أن اقرأ

    كشه : نحن متأكدون أنك قرأت اللافتة ، ومتأكدون أن أحدهم قد أخبرك بما نريد
    (يقترب الرئيس من اليافطة ويقرأ بتمعن (

    رئيس الرهبان : ولكنني لم أفهم أيها الأعزاء

    كالح : العبارة واضحة
    كشه : مكتوبة جيدا ، ويمكن أن تقرأ جيدا

    رئيس الرهبان : لا أقصد ..نعم .. نعم .. لا شك أنها مقروءة ، ولكن !!! ولكني لم أفهم ..لا زلت لم أفهم شيئا

    كالح : إننا نطالب بمعجزة .. نحن نطالب بمعجزة

    الرئيس : ( فترة صمت ) إنكم تطالبون بمعجزة

    كالح : نعم يا سيدي ..إننا نطالب بمعجزة

    الرئيس : ولكن ماذا تعني .؟

    كالح : أعني معجزة .. وما دام أن هذا بيت لله ..أريد معجزة .. ولا أحيد عن مطلبي

    الرئيس : ولكن أي نوع من المعجزات .

    كالح : الم تسمع يا سيدي أن المسيح أحيا ميتا ؟

    الرئيس : نعم ..بالطبع .. لقد سمعت

    كالح : ماذا تسمي ذلك ؟

    الرئيس : إنه معجزة بلا شك في ذلك ؟

    كالح : وأنا .أقصد.. ونحن نطالب بمعجزة .. أريد أن تقوموا بمعجزة .. ملايين المرات قدمت لكم طلبات في هذا الشأن ، وكان رهبانك يخفون ويمزقون طلباتي ، ولا أتراجع حتى تأتينا بمعجزة .

    الجوقة : نريد معجزة ..نريد معجزة
    كشه : نريد معجزة

    الرئيس : أرجوكم الهدوء .. الهدوء أرجوكم .. الهدوء قليلا .. ( يحدق الرئيس بوجه كالح ) ولكن قل لي .. الم نجتمع من قبل ؟

    كالح : نعم لقد اجتمعنا نعم .. لقد زرتكم مرارا وقدمت طلبات لتقوموا بمعجزة وطردوني ثم عدت وها أنا أطالب بالمعجزة من جديد .
    الرئيس : آه .. تذكرت ..أنت الذي لا تعرف من أنت تذكرت .. أنت الذي يشك في كل شيء ..في كل شيء .. أنت الضائع المتخبط .. الذي لا يعرف شيئا ويشك في كل شيء .. ألم تؤمن بعد .ألا زلت تشك في كل شيء .

    كالح : بل إنني مؤمن .. مؤمن كل الإيمان ...

    الرئيس : رائع .. أهنئك من أعماق قلبي .. ولكن ماذا يعني أن تأتي بمظاهرة وتطالبني بالمعجزات ؟

    كالح : قلنا لك ...نطالب بمعجزة

    الرئيس : تطالبونني أنا ؟

    كالح : نعم أنت

    كشه : نعم أنتم

    الجوقة : نعم ..نعم انتم .. انتم
    الرئيس : تطالبوني بأن أصنع معجزة ..ولكن .ولكنكم تعرفون ..إنني لست نبيا .. تعرفون أن الأنبياء فقط ..الأنبياء فقط هم أصحاب المعجزات ..

    كالح : ليس الأنبياء فقط

    كشه : ليس الأنبياء فقط ..

    الجوقة : ليس الأنبياء فقط ... ليس الأنبياء فقط ..نريد معجزة

    الرئيس : الهدوء .. أرجوكم. . حسنا ... حسنا أصغوا إلي .. أصغوا إلي ( فترة صمت )أنت يا من ليس لك اسم

    أنت ..قل لي .. الم تقل بأنك مؤمن .؟

    كالح : إيمان مطلق

    الرئيس : وهل أنت سعيد في حياتك ؟

    كالح : كل السعادة .. ولا ينغص علي إلا طلباتي التي أخفاها الرهبان .. يجب عزل الرهبان ..

    الجوقة : لا بد من عزل الرهبان .. لا بد من سحب صلاحيات الرهبان

    الرئيس : ألا ينغص عليك غير هذا الأمر .؟ لو أننا قلنا لك هذه طلباتك القديمة هل تكون المعجزة ؟ هل تحل المعجزة ؟

    كالح : أنت من يقوم بالمعجزة

    الرئيس : أنا ؟ وما شأني أنا ؟ مادمت مؤمنا لماذا تطالب بالمعجزات ؟

    كالح : هذا ما ينغص علي حياتي .

    الرئيس : لماذا تطالبنا بالمعجزات ؟ .. أنا لست نبيا يا هذا !!

    كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ..

    الرئيس : وما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك .؟

    كالح : المعجزة ..

    الرئيس : حسنا.. حسنا ولكن قل يا .. بالمناسبة ما اسمك ؟

    كالح : كالح .. لنقل أنه كالح

    الرئيس : حسنا .. هل لي أن أعرف ..إذا سمحت .. كم هو راتبك الشهري ..؟ كيف تعيش ..؟

    كالح : مئة وثمانية وعشرون دينارا

    الرئيس : وهل يكفيك راتبك هذا

    كالح : إن صديقي هذا .... هو ثري جدا ( يشير إلى كشه ) يملك المال ويدفع زكاة أمواله ويساعدني .
    الرئيس : قلت لي انك مؤمن؟

    كالح : إنني إنني مؤمن .. كلنا مؤمنون ...

    الرئيس : أنت مؤمن إذن ، وتعيش على ما يقدمه لك هذا الرجل من زكاة أمواله .

    كالح : أنا أؤمن بالزكاة .

    الرئيس : عندما زرتني في السابق لم تكن مؤمنا ..

    كالح : كنت استعمل عقلي

    الرئيس : والآن ..؟ ألم تعد تستعمل عقلك ؟

    كالح : إنه الآن مجرد وسيلة فقط ..وسيلة للمشي كما العينين وسيلة للرؤية

    الرئيس : والعقل ؟

    كالح : وسيلة لكي أعرف كيف أعيش ، لكنه ليس وسيلة لكي أعرف لماذا أعيش .

    الرئيس : لكنني أذكر أنك كنت ميالا للفلسفات المادية .

    كالح : كنت ميالا للاقتناع ،وليس للإيمان

    الرئيس : ماذا تعني ؟

    كالح : هذه الفلسفات ، كانت قادرة على إقناع عقلي

    الرئيس : والآن ؟

    كالح : الآن احتقر عقلي واحتقرها

    كشه : نريد معجزة ... نريد معجزة

    الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم .. أريد أن أحدثكم ..واحدا .. واحدا .. هل توافقون ؟

    كالح : هل تعدنا بالمعجزة ؟

    الرئيس : لنتحدث أولا

    شاعر : ( يلقي قصيدة بصوت عالٍ فيصمت الجميع )

    شيمتنا إرادة الصمود وليس من شيمنا القعود
    واجبنا أن نبذل الجهود واجبنا أن نلغي الحدود

    الجوقة : أن نلغي الحدود .... أن نلغي الحدود

    الشاعر : لا نعرف الهبوط بل طريقنا دوما صعود
    الجوقة: طريقنا دوما صعود .

    الشاعر : وفي غذٍ سوف نزيل من طريقنا السدود

    أحدهم : ( من بين الجمع ولا نراه ..بالعامية المصرية ) يا لا هوي

    الشاعر : ونرفض التأجيل والتسويف والوعود ….نريد معجزة نريد معجزة

    الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم ... أنت..
    ( يختار احد المتظاهرين )
    ...قل لي .. هل أنت سعيد في حياتك ؟ ولا ينغص عليك سوى المعجزة .. هل عندك أطفال ؟

    الشخص : خمسة

    الرئيس : وهل تأكلون الكباب المشويّ ، والدجاج المُحمر المشوي ؟

    الشخص : ( بهدوء ) إننا نأكله يا سيدي

    الرئيس : هل تأكلونه دائما ؟

    الشخص : كل بضعة أشهر يا سيدي والحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه

    كالح : لكنهم سعداء أيها الرئيس .. ولتعلم وليكن في معلوماتك أيها الرئيس أنهم الوحيدون ... طبعا أنا وأمثالي منهم .. الوحيدون الذين يستمتعون في التذوق .. الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقية للكباب .. أليس كذلك يا شباب ؟!

    الجوقة : من للتحرير من للتحرير

    كالح : بل للتحرير ... شيخ وأمير

    سارا ونسير

    الشعب أسير العيش مرير
    مرُ وعسير مرُ وعسير
    ولأي مصير
    ولم التأخير
    الرب قدير

    آخر : لو تلهم قادتنا التدبير

    آخر : اخرس .. وما شأن القادة في الأمر ..؟ ما نريده هو المعجزة

    كالح : لنعد يا رئيس لحوارنا .. والذي أطالب أن تكون مستمعا وتؤيد كل ما أقوله أنا

    هؤلاء الوحيدون الذين يعرفون اللذة الكاملة للطعام وللكباب المشوي .. إنهم ينتظرونه كل شهر وينقضون عليه انقضاضا .. وينتهون منه دون الشبع ..ويبقون متشوقين إليه .. بانتظار المرة الثانية ..لكني أؤكد لك أنهم الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقة .. وكما تعلم لا فائدة من الطعام إذا لم نتذوق نكهته .. إن صديقي هذا الثري ..يملك بئرا من النفط ... بئرا من النفط وهو يقدم لي الدعم .

    الرئيس : ( إلى آخر ) وأنت ..هل أنت سعيد وكم هو راتبك ؟

    الآخر : أعمل طبيبا في إحدى مديريات الصحة ، وأتقاضى(950 ) دينار تقريبا ، ولكننا لم نأتِ لكي تحقق معنا .. جئنا نطالب بمعجزة .

    كالح : حتى لا يغيب عن مخيلتك الأمر .. إن فرح أطفالهم بأحذيتهم الجديدة .. لا يشبهه أي فرح آخر لأي طفل آخر .. أطفالي وأطفال الطبيب وأطفال صديقي الثري هذا .. لا يفرحون بأحذيتهم كما يفرح أولاد هؤلاء أبدا .

    أبنائي لا يستطيعون السير بحذائهم الجديد أكثر من أيام ، لكن أبنائهم يستهلكون أحذيتهم استهلاكا كاملا حتى يصل الأمر إلا يستطيع السير به ولو خطوة واحدة ..

    الرئيس : وما هي مشاكلهم الحقيقية إذن.

    كالح : ليس عندهم أي مشاكل تذكر .. يصطحبون أطفالهم إلى المراكز الطبية المجانية ، حيث العلاج رخيص الثمن .. وتصرف لهم الأمم المتحدة بعض الطحين والملابس القديمة ، تخيل أنهم يستمتعون بلبسها استمتاعا كبيرا ؟ ، وأخي يقدم لي زكاته .. ونصلح المجاري ونؤمن الكهرباء .. والماء والسلاح ( يقول جملته الأخيرة بصوت عال)

    الجميع : يا رب يا كريم يا رحيم يا رب ارع القائد العظيم
    وأعطه الحكمة يا حكيم وخلص الأقصى من الجحيم
    يا رب أهدنا الصراط المستقيم يا رب خلص أرضنا من كل معتدٍ أثيم
    يا رب خلص أهلنا من كل سفاح لئيم يا رب الأهل ينتظرون القائد الحليم
    فانصره يا الله يا مفرج الهموم يا ناصر المظلوم
    يا رب حرر أرضنا من كل شيطان رجيم

    كالح : لم يبقى إلا المعجزة .. هل فهمت .. ولا نريد الخداع الآن ولا تخفي طلباتنا كما أخفيت طلباتي السابقة
    (يلتفت إليهم )
    ماذا تريدون ؟

    الجميع : نريد معجزة ... نريد معجزة .

    كالح : لا شيء يحتاجونه في بيوتهم لا شيء يحتاج إلى إصلاح هناك من يصلح لهم كل شيء .. أليس كذلك يا شباب ؟

    الجميع : نعم صحيح .. لأنه لم يعد عندنا بيوت ... لم يبقى لنا منازل ... لم يبقى عندنا كروم .

    صوت رخيم من الخلف :
    صبرا أهلي صبر...ا صبرا
    باللين سيرحل أو قسرا
    من أخذ أراضينا غدرا
    من عاث فسادا في المسرى

    سنذيق المحتل المر
    لو صادر من ارضي شبرا
    القائد أعلنها جهرا
    سيفك عن الأرض الأسر
    صبرا ..صبرا
    بشرى.. بشرى
    لا حسرة بعد ولا عسرا .

    كالح : نريد معجزة .. نريد معجزة
    الجوقة : نريد معجزة نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : مهلا ..مهلا .. مهلا

    الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : ( يلتفت إلى النافذة ويطلب من الرهبان ) أحضروا لبنا باردا .. أحضروا لبنا باردا .. لبنا للضيوف

    ) يهرع أحد الرهبان إلى الداخل(

    ) الجميع يبتلعون لعابهم شوقا (

    كالح : لا نريد لبنا .. لا نريد لبنا .. نريد معجزة .. نريد معجزة .

    الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة

    الرئيس : الهدوء .. الهدوء .. لم أنهي حديثي مع هذا الرجل .. لم انهي حديثي معه ... فهمت أنكم تريدون معجزة .

    احد الرهبان : انتظروا... إنه لم ينتهي من حديثه .. انتظروا .

    كالح : اصمت أنت أيها الراهب
    ( أنت يا رئيس )
    سيدمرون هذا الدير لو تركت الرهبان يفعلون ما يشاءون .

    الراهب : لدينا نظام وقانون أيها السيد .

    كالح : انتم مجانين ، إنكم تدمرون هذا الدير ورئيسكم يدمره أيضا .. كما أنني سأدمره فوق رؤؤسكم جميعا .. نريد معجزة نريد معجزة

    الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة .

    صوت من الخلف : ملء الأفواه .. ملء الأفواه نصرخ .. نصرخ ملء الأفواه
    ستعود الأرض بإذن الله ستعود الأرض بإذن الله
    إما سلما أو بالإكراه ستعود الأرض بإذن الله
    يكفي شعبي ما قاساه يكفي.. يكفي ما عاناه
    يكفي ... يكفي لن ننساه لن ننساه

    كالح : يا رئيس ، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ..

    الرئيس : نعم .. ولكن قل لي إلا تحس من صديقك الطيب صاحب بئر النفط المدعو( نجادي ) ودعنا من خداع النفس وإيهام النفوس .

    كالح : {وخلقناكم درجات } هذا قول الرب .

    الرئيس : لكنك قلت ... أصبحت تحتقر العقل

    كالح : نعم.. نعم إني أحتقره

    الرئيس : وكيف اقتنعت بقول الرب ؟.

    كالح : لقد كان عقلي فيما مضى ...يرفض الاقتناع بهذه الآية .. لكنه الآن مؤمن بها

    الرئيس : ولكن ماذا عن أصدقائك القدماء .. أقصد الماديين منهم .. العلمانيين ، ألا يقتنعون بالآية ، وهل تمكنت من عقولهم الباطنة

    كالح : عقولهم ترفضها .. عقولهم الباطنة ترفضها أيضا لكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .. أنا وحدي من يعرف ذلك .. ولو انك لم تلقي طلبي السابق في حاوية القمامة ، لكنت شرحت .. هات يا ولد افرد الملف .

    ) يوجه حديثه إلى شاب يحمل كومة من رول من القماش مكتوب عليه بلغة غير مفهومة ويفردها وتبدو ليس لها نهاية من طولها ، وينهمك الجميع بقراءة رول القماش ، موسيقى تعبر عن القلق ونسمع بين الجميع همهمة غير مفهومة ).


    ستار نهاية المشهد الأول





    المشهد الثاني

    يضاء المسرح ، ونشاهد ساحة الدير كما نشاهد نفس الشخوص اللذين ظهروا في المشهد الأول ، نشاهد الرئيس، والرهبان وكشه، والطبيب ،وكالح ،والجوقة والمجاميع يقفون جميعا تحت حرارة الشمس مباشرة .


    كالح : عقولهم ألباطنه ترفضها أيضا ولكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .

    الرئيس : كيف ..كيف ..أعتقد أنني لم أفهم ، وهل هناك باطن الباطن .

    كالح : يمكن اصطلاح ذلك

    الرئيس : وهل هم مقتنعون في باطن الباطن .

    كالح : إنهم مؤمنون ...لم أقل مقتنعون

    الرئيس : ولكن كل ما هو خارج الوعي فهو لا وعي
    (يضحك(

    كالح : لابد أن يوجد ..يجب أن يوجد

    الرئيس : لماذا لا نقول :طبقات اللاوعي

    كالح : لابد هناك اختلاف في الماهيّة بين اللاوعي وتحت اللاوعي

    الرئيس : ولكن هذه فكرة ..قد تضحك الجميع

    كالح : إنهم يضحكون لكنهم مؤمنون

    الرئيس : ما تحت اللاوعي !

    كالح: نعم؛ ولكن هل انتهيت من الحديث ؟.

    الرئيس : ماذا تعني ؟.

    كالح أعني أننا بانتظار المعجزة

    الجميع : (ليس بصوت واحد ) نريد معجزة ...نريد معجزة ..نريد معجزة .

    الرئيس : (لكالح ) إذن أنت سعيد في حياتك

    كالح : كل السعادة ..ولا ينغص عيشتي وسعادتي سوى الرغبة في رؤية المعجزة

    الرئيس : ( للطبيب (
    وهل أنت سعيد في حياتك ؟.

    الطبيب : كل السعادة ... نريد المعجزة

    الرئيس : ( لنجادي الثري ) وهل أنت سعيد

    نجادي : كل السعادة .. نريد المعجزة
    الجميع : نريد المعجزة .... نريد المعجزة

    ( يعود بعض الرهبان يحملون كؤوس اللبن ويقدمون للمتظاهرين )

    الجميع : لا نريد لبنا .......... نريد المعجزة
    لا نريد لبنا ..........نريد المعجزة

    الرئيس : أرجوكم أن تشربوا اللبن أولا

    الجميع : نريد المعجزة .........نريد المعجزة

    الرئيس : أرجوكم اشربوا اللبن .........ثم ...ثم

    الجميع : نريد المعجزة

    الرئيس : اشربوا اللبن أولا .. والمعجزة ثانيا

    الجميع : ( بأصوات غير موحدة ) ..... هل تعدنا ..... هل تعدنا ..........هل تعدنا ؟.

    الرئيس : آ.....آ....... آ..... أعدكم ....أعدكم .... ولكن اشربوا اللبن أولا

    ) ويشرب الجميع اللبن(


    الرئيس : أيها الأصدقاء .. أيها الإخوة ...واضح لي أنكم مهذبون ..وغي غاية التهذيب ، ووجوهكم تنضح بحب الصدق والرغبة في الصدق ..ولكن ..ولكن ..لماذا تبقون هكذا واقفين والطقس حار ، والشمس حادة كما ترون .. ألا تدخلون إلى الداخل ..ألا ندخل، ونتحدث خناك .

    بأصوات متفرقة : لا نريد أن ندخل .. لا نريد أن ندخل ... نريد المعجزة ...نريد المعجزة .

    الرئيس : سنتحدث في الداخل.

    الجميع : لا نريد ... لا نريد ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .

    الرئيس : ( للرهبان ) أحضروا الكراسي للضيوف .احضروا الكراسي .

    الجميع : لا نريد الكراسي .. نريد المعجزة ..نريد المعجزة

    (يهرع الرهبان ويحضرون الكراسي ويصفوها في الخارج ولكن لا أحد يجلس(

    الرئيس : حسنا ... حسنا وما نوع المعجزة التي تريدونها ؟.

    ) الجميع بصوت متفرق (

    الجميع : أي معجزة .. أي معجزة .. ألمهم نريد المعجزة .

    الرئيس : ( للثري نجادي ) ولكن ألا تعلم أنت .. أنت أيها الثري .. ألا تعلم أن كثيرا من المعجزات قام بها الأنبياء ،ولكن لم يؤمن بها الجميع ..مع العلم أنهم جميعا ينظرون ،والجميع يشاهدون .

    نجادي : ولكن بعضهم آمن
    الطبيب : البعض آمن

    الجميع ( بأصوات متفرقة ) البعض آمن ..البعض آمن .

    الرئيس : وإذا أنا قمت بالمعجزة ...هل ستؤمنون جميعا .

    الجميع : نريد المعجزة ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .


    الرئيس : ولكن أجيبوني .

    الجميع : نريد المعجزة نريد المعجزة

    الرئيس : دعوني أتحدث إلى صديقكم الطبيب ..دعوني أرجوكم .

    الجميع : وهل تعدنا بالمعجزة ؟.

    الرئيس : أعدكم ... ولكن .. قل لي أيها الطبيب ... قال لي صديقك هذا ( ويشير إلى كالح ) قال لي بأنه مؤمن

    كالح : إيمان مطلق .

    الرئيس : وهل أنت أيضا مثله مؤمن وإيمانك مطلق ؟.


    الطبيب : لا وجود لأدنى شك في إيماني يا سيدي

    الرئيس : فلماذا المعجزة إذن ؟.

    الطبيب : لقد كان النبي موسى مؤمن إيمانا كاملا ومطلقا ولقد قال للرب : أريد أن يطمئن قلبي ..لقد قالها النبي موسى من قبل لربه ..لقد قالها ..نعم ..نعم .. فال : ليطمئن قلبي .. نريد معجزة لتطمئن قلوبنا .

    الجميع : لكي تطمئن قلوبنا ...لكي تطمئن قلوبنا .

    الرئيس : وهل ستطمئن قلوب الجميع .. عند وقوع المعجزة ؟.

    الطبيب : إن الله يهدي من يشاء

    الرئيس : إنني أعرف هذه الآية جيدا ... لقد سمعت بها ..إن الله يهدي من يشاء .. ولكن الناس قد اختلفوا في تفسيرها كما تعلم أيها الطبيب .

    الطبيب : تفسيرها واضح كالشمس يا سيدي .

    الرئيس : وما تقول أنت ؟.

    الطبيب : هو الذي يهدي .. يهدي من يريد أن يهديه ..ولا علاقة لمشيئة الفرد .. لا علاقة لمشيئة الفرد .

    الرئيس : ولكن كثير من غيرك يريدون غير ذلك

    الطبيب : لأنهم يستعملون عقولهم

    الرئيس : إنك تتحدث كما يتحدث صديقك الكالح ؟.

    الطبيب : عقولهم ترفض تفسيرنا

    الرئيس : وعقولكم .؟

    الطبيب : وعقولنا ترفض تفسيرنا

    الرئيس : لم أعد أستطيع أن أفهم

    الطبيب : إننا مؤمنون ... ولسنا مقتنعين .

    الرئيس : أنت تذكرني بالعبثيين .

    الطبيب كنت أنا واحدا منهم .

    الرئيس : والآن ؟.

    الطبيب : " أو حسبتم إنا خلقناكم عبثا " هكذا قال الرب .

    الرئيس : وهل هذا يقدم الدليل الكافي المقنع .

    الطبيب : ليس الدليل الذي يقنع العقل ..لكنه الدليل الذي يحمل على الإيمان .

    الرئيس : هلا أخبرتني ..لماذا انتحر همنقوي ،ولماذا جُنّ نيتشه

    الطبيب : لأنهما لم يتعلما اللغة العربية ، ولم يتوغلا فيها ، ولم يقرآ القرآن .

    الرئيس : هل تقصد .....

    الطبيب : نعم .. لو قرآ القرآن لما انتحر هذا وجُن ذاك

    الرئيس : تعتقد إذن أن هناك حكمة للرب وقصد لأنه لم يجعلهما يتعلما اللغة العربية .

    الطبيب : بدأت تحتقر العقل يا سيدي

    الرئيس : إنني لا أحتقر العقل بالشكل الذي تراه

    الطبيب : نحن نحتقره يا سيدي

    الرئيس : لو احتقرناه لجهلنا كيف نلبس وكيف نخلع ملابسنا

    الطبيب : قلت نحتقره .. ولم أقل ننفيه .

    الرئيس : لكن قل لي .. ألا تؤمن بضرورة الدعوة إلى الله ... وحض الناس على الإيمان

    الطبيب : هكذا أمرنا الرب في كتابه

    الرئيس : وكيف تقنع الآخرين ..أليس بطريق العقل الذي تقول أنك تحتقره

    الطبيب : الطرق إلى الإيمان لا بد من أن يمر بالعقل ..العقل هو القارب الذي يوصلنا إلى الضفة الأخرى ..حيث نبدأ الرحلة إلى الإيمان ........ نحاول بعقولنا أن نوصلهم إلى بداية الطريق نحو الإيمان ..نحاول يا سيدي أن نتحايل عليهم بعقولنا

    الرئيس : وإذا لم ينطل التحايل

    الطبيب :تكون مشيئة الرب

    الرئيس : إذن فلن يكونوا مؤمنين ..وسوف يعذبهم الرب

    الطبيب : الله يعذب من يشاء

    الرئيس : وهل أنت تعتقد بذلك

    الطبيب : أرفضه عقليا ..لكنني مؤمن به كل الإيمان .

    الرئيس : إذن لا بد أنك مؤمن بالجهاد والفتوحات الإسلامية السابقة ..وفرض الدين بالقوة

    الطبيب : هكذا أمرنا الرب .. وإننا نفعل ما يأمرنا به الرب ..وأن فرض الدين بالقوة أو التحايل على العقول .هي الوسيلة الوحيدة لكي نجعل الناس تقرأ القرآن ..وهي الوسيلة الوحيدة التي لكي نوصل المؤمنين إلى الضفة الأخرى ..والى بداية الطريق نحو الأيمان .... والآن الحديث طال ..أين المعجزة .

    نجادي : نريد المعجزة

    الجميع : أين المعجزة أين المعجزة

    الرئيس : ( يصرخ ) حسنا أيها الناس .. أحضروا أهل البلدة أيضا جميعا ..وسوف أقوم بما تريدون

    الطبيب : بعضهم سوف يسخر منا .. ولن يقبل ولن يصدق

    الرئيس : ولكن لماذا

    الطبيب : {ولو شاء ربك لآمن من الأرض كلهم جميعا} هكذا يقول الرب

    الرئيس : إنني أفهم ذلك إنني أعرف ذلك ..أفهمه... أفهمه .. أفهمه


    الطبيب : نحن لا نفهمه ولكننا مؤمنين به

    الرئيس : ستحدثني ثانية عن العقل

    الطبيب : نعم يا سيدي ..عقولنا ترفض ذلك .. لا تستطيع عقولنا أن تقتنع .. لم نستطع أن نفهم لماذا لم يرد الله أن يؤمن من في الأرض جميعا ..ولو شاء لفعل ..عقولنا ترفض ذلك لكننا مؤمنون

    الرئيس : مؤمنون ...؟ ومتأكدون أنكم مؤمنون ؟؟؟

    الطبيب : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

    الجميع : نريد معجزة

    الرئيس : ولكنكم مؤمنون

    الجميع : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

    الرئيس : ( يصرخ ) سوف أقوم في المعجزة إذا استطعتم أن تحضروا جميع أهل البلدة

    ) تعلوا الأصوات بشكل متشابك وفوضوي بعض الشيء(

    الجميع : لا نستطيع ..لا نستطيع أن نحضر الجميع . لا نستطيع لا نستطيع

    ) يدخل رجل ويقف خلف المتظاهرين ويجلس على الأرض(
    ) الرئيس يشير بيده إلى رجل في المؤخرة في آخر(

    ) الجميع بصمت مطبق وهم يتحولون بأبصارهم إلى الرجل الذي يجلس على الأرض(

    ) تعتيم جزئي في لحظة دخول الرجل(

    نهاية المشهد الثاني



    طاب المعجزات

    المشهد الثالث


    { يضاء المسرح لنجد الجميع ينظرون إلى الخلف حيث الرجل الجالس على الأرض ، ونلاحظ كالح وهو يدقق النظر حيث ينظرون }

    كالح : أين هو ...؟ أين هذا الرجل الذي تتحدث عنه أيها الرئيس

    الرئيس : ألا تراه ... ذلك الشاب !.

    كالح : نعم إنني أراه ( يحدق قيه )ولكني لا أعرفه ..لم يسبق لي أن رأيته ..
    (يسأل الطبيب ) هل تعرفه أيها الطبيب ؟.


    الطبيب : لا أظن أنني رأيته من قبل

    كالح : (يسأل أحد الرجال ) وهل تعرفه أنت يا مرزوق .

    مرزوق : لا .. لا أذكر أنني رأيته

    كالح : ( يسأل آخر ) وهل تعرفه أنت يا صخر ؟.

    صخر : لا أعرفه

    الرئيس : ( يتحدث إلى الغريب ) .. ولكن من أنت أيها الغريب ؟.

    الغريب : أنا .. أنا يا سيدي عابر طريق .. إنني من بلدة بعيدة .. ووجهتي هذه البلدة ، عندي بعض الأدوية ..بعض الأعشاب أتجول في كل مكان وأبيعها

    الرئيس : ولماذا جئت إلى هنا ، وجلست .

    الغريب : سألت أحد (الرعيان) هناك ..عن سبب تجمعكم .. أحد الرعيان بالقرب من هنا ..إنه ليس بعيدا ، سألته عن تجمعكم ،فأجابني بأنكم تنتظرون انطفاء الشمس

    الرئيس : انطفاء الشمس .. ومن قال أن الشمس ستنطفئ ؟.

    الغريب : هكذا قال الراعي يا سيدي .

    الرئيس : قال لك الراعي بأننا ننتظر انطفاء الشمس

    الغريب : نعم يا سيدي ..وجئت لكي أتفرج معكم .. سأتفرج كيف ستنطفئ الشمس .

    الرئيس : وأين هو الراعي ..؟ .

    الغريب : لقد غاب عن الأنظار يا سيدي .. بل لقد اختفى ... في الحقيقة لا أدري ..كان هناك .. لكنه اختفى تماما
    لا بد أنه ابتعد .. لقد غاب عن الأنظار يا سيدي

    الرئيس : ( بلهجة فيها بعض السخرية والشك ) ولكن هل سألته متى .. وكيف .. وما هي المدة التي يستغرقها انطفاء الشمس ؟.

    الغريب : كلا يا سيدي ..سألته فقط ..لمَ تجمعَ هؤلاء القوم .. وقد خطر لي يا سيدي أن أريكم بعض الأدوية والأعشاب التي أحملها .. هل أريكم يا سيدي .؟ هل تحبون أن اعرض عليكم ... ما رأيكم دام فضلكم .

    الرئيس : وبماذا أجابك هذا الراعي

    الغريب : قال إنكم بانتظار انطفاء الشمس

    مرزوق : إنه مجنون .. لقد وعدتنا بالمعجزة

    (في الخلف بعض الأصوات )

    أصوات متباعدة : نعم .. نعم .نريد المعجزة ..إنه مجنون

    كالح : ( يحدق في الغريب ..ويقترب منه قليلا ) ولكن قل لي أيها الغريب .. هل تستطيع أن تصف لنا ذلك الراعي

    الغريب : إنه ..إنه .. لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أيها السيد .. ولكن ألا تريد أن أعرض عليكم بعض.............

    كالح : ( مقاطعا ) هل هو طويل .

    الغريب : في الحقيقة .. إنه ..إنه .. لا أذكر ... لا أذكر

    الرئيس : ( فجأة يصرخ ) إنها المعجزة .. إنها المعجزة ..لا شك أنها المعجزة ( يصلي ) ..لقد استجاب الرب لطلبكم ..لقد استجاب الرب .. لقد استجاب الربّ .... (يحدق في الشمس ) انطفئي إذن أيتها الشمس ..انطفئي إذن .. ماذا تنتظرين .. ( يوجه حديثه إلى المتظاهرين ) أظنكم سوف تؤمنون ..سوف تؤمنون .

    الجميع : قلنا لك أننا مؤمنون

    الرئيس : حسنا سوف تطمئن قلوبكم إذن ..انتظروا انطفاء الشمس .. انتظروا انطفاء الشمس
    ( يلتفت إلى مرزوق ) أنت سيطمئن قلبك أليس كذلك

    مرزوق : لا يا سيدي

    الرئيس : ماذا تعني .. أليس هذه معجزة لو حدثت

    مرزوق : إنك لم تطلبها يا سيدي

    الرئيس : وكيف ستعلل الأمر

    الطبيب : لابد أن ننتظر أولا .. وإذا حدث وانطفأت الشمس .. فربما هناك سبب يقبله العقل

    الرئيس : ها أنت تستعمل عقلك إذن

    الطبيب : قلت لك يا سيدي .. إننا نستعمل عقولنا ما دام الأمر يتعلق بكيف نعيش ..ونرفض عقولنا عندما يتعلق الأمر لماذا نعيش ... وهناك احتمالات أخرى .. الأول أن انطفاء الشمس سبب يفسره العلم .. والثاني ليس هناك سبب يفسره العلم ..وعلينا أن نستنفد الاحتمال الأول أولا .

    الرئيس : ( إلى كالح ) وأنت .

    كالح : سوف يطمئن قلبي لو انطفأت الشمس ، وسوف أقبل وجنتيك ورأسك وعينيك .

    نجادي : وأنا كذلك ..سوف يطمئن قلبي

    صوت : وأنا سوف يطمئن قلبي

    احدهم : إني بانتظار انطفاء الشمس

    الرئيس : يجب أن تحدد موقفك .. هل سيطمئن قلبك .

    المتظاهر : لست أدري ..لست أدري ..ولكن دع الشمس تنطفئ أولا
    ( في هذه اللحظة تزداد إنارة المسرح قوة ،إنارة باهرة ولكن بالتدريج )

    الرئيس : ( للطبيب ) قل لي إذن أيها الطبيب ، ما الذي ستفعله عندما ستنطفئ الشمس ، وقبل أن تجيب فل لي ..كيف تستطيع أن تؤمن بشيء يرفضه عقلك كما تقول .

    الطبيب : لأنه كلام الرب .

    الرئيس : أنا أعرف أنه كلام الرب ّ لكن كيف عرفت أنت .

    الطبيب : عرفته بعقلي .. عرفته أنا عندما قفزت فوق تلك الهوة السحيقة ، التي تتخبط فيها تعقيدات العقول ..قفزت فوق تصادم العقول ..قفزت فوق الهوة التي تتحرك في قاعها جميع الفلسفات التي عرفها التاريخ بكل ما فيها من تعارض وتناقضات .

    الرئيس: حسنا أنك قفزت .. ولكن قل لي كيف عرفت أنك قفزت في الاتجاه الصحيح .. لقد قفزت إلى الضفة الأخرى .. ولكن ما أدراك أنك في الاتجاه المؤدي إلى الحقيقة ، ما دمت لم تستعمل عقلك ، ولم تستعمل تسلسلا عقليا ومنطقيا .

    الطبيب : لقد قال الرب " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ومع ذلك فإنني سوف أتأكد عندما تنطفئ الشمس .

    رئيس الرهبان : ولكن الرب يطلب منا أن نستعمل عقولنا من أجل الوصول إليه والإيمان به .

    الطبيب : إنك لم توقعني في التناقض .. ليس من تناقض .. ولكن دعني أفكر قليلا .. لكن لا ..لا .. لا أريد أن أفكر ..بل لا بد أن ...لا بد من أن أفكر ..لا بد أن أصل أولا إلى الضفة الأخرى ..لا بد أن أعرف كيف أجدف وكيف أحرك القارب ..لا بد أن أصل إلى الصفة الأخرى .. إنك لم توقعني .. يمكنك أن تقول فقط أنك هزمتني عقليا ..نعم .. نعم .. لقد هزمتني عقليا .لكن إيماني لا يزال راسخا .. أريد فقط أ، يطمئن قلبي .

    كالح : سوف تطمئن قلوبنا .. ولن ندخل في هذه التعقيدات .. ولكن لماذا لم تنطفئ الشمس بعد ..لماذا لم تنطفئ بعد .

    الرئيس : ذلك الرعي الذي تحدث عنه الغريب هو روح أحد القديسين ..لا بد أنه روح أحد القديسين ..ولقد أخبر هذا الرجل الساذج المسكين ( ويحاول أن يشير إلى الغريب ، ولم يجده في مكانه ) أين الرجل الغريب ؟ أين هو يا ناس .. أين الرجل الغريب ..أنت كنت إلى جواره أين هو ( يخاطب أحد المتظاهرين ) أين هو ؟

    المتظاهر : لم أره كان أمامي هنا ..لكنه اختفى .

    ( تدور جلبة بين الناس يبحثون عن الغريب لكنهم لم يجدوه )

    احد المتظاهرين : لقد اختفى يا سيدي ..لا أدري كيف ..لكنه اختفى فجأة .

    الرئيس : ( يصرخ ) وهل لا يزال في قلب أحدكم شك .. ألا يزال في قلب أحدكم شك .

    ( لحظة صمت وتعجب من الجميع تظلم الخشبة ويسود الظلام للحظات ونسمع أصوات وجلبة وتساؤلات )

    احدهم: ماذا جرى
    آخر : ماذا حدث
    آخر : يا إخوان ماذا يجري لم أعد أرى شيئا

    ( يضاء المسرح )

    كالح : ما الذي جرى

    الطبيب : ما الذي جرى

    مرزوق : خمس دقائق يا إخوان لم أعد أرى شيئا ، هل تصدق يا أبا صالح .. لقد عم الظلام .. اختفى كل شيء

    آخر : عم الظلام كل شيء من الأرض حتى السماء

    الطبيب : حقا ما لذي جرى

    كالح : ليس مهما .. لا تنسوا ما جئنا من أجله .. ولكن ماذا كنا نقول .

    الرئيس : آه حقا ماذا كنا نقول .. ( متذكرا ) عم كنا نتحدث ... ماذا كنا نقول ..أذكر أننا كنا نتحدث .. ولكن من أنتم .. ولماذا أنتم هنا ..؟ أي خدمة أزجيها لكم أيها القوم

    كالح : فعلا ..فعلا لم اجتمعنا هنا .

    ( ينظرون كل إلى وجوه بعضه البعض باستغراب )

    الطبيب : تذكرت .. جئنا من أجل المعجزة .. وأعتقد أننا كنا ننتظر انطفاء الشمس

    الرئيس : نعم صحيح ..نعم صحيح .. لماذا لم تنطفئ الشمس

    الجميع: لماذا لم تنطفئ الشمس لما ذا لم تنطفئ الشمس

    الرئيس : لماذا لم تنطفئ الشمس ... لماذا لم تنطفئ الشمس .. لماذا لم تنطفئ الشمس

    ( الجميع يرددون نفس العبارة )

    ستار نهاية المسرحية

    [/frame]
    شيئان في الدنيا
    يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
    وطن حنون
    وامرأة رائعة
    أما بقية المنازاعات الأخرى ،
    فهي من إختصاص الديكة
    (رسول حمزاتوف)
    استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
    ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




    http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)

    مسرحية رائعة ..
    تحتاج لقراءة أخرى ..
    عودة مثقلة بالجمال استاذ يحي

    تحيتي
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • يحيى الحباشنة
      أديب وكاتب
      • 18-11-2007
      • 1061

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
      (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)

      مسرحية رائعة ..
      تحتاج لقراءة أخرى ..
      عودة مثقلة بالجمال استاذ يحي

      تحيتي
      اشكر مرورك العطر مها بورك حرفك

      تحيتي ومودتي
      شيئان في الدنيا
      يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
      وطن حنون
      وامرأة رائعة
      أما بقية المنازاعات الأخرى ،
      فهي من إختصاص الديكة
      (رسول حمزاتوف)
      استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
      ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

      تعليق

      • إيمان عامر
        أديب وكاتب
        • 03-05-2008
        • 1087

        #4
        [align=center]
        أهلا بيك أستاذ الإبداع
        يحيي الحباشنة
        أين أنت لم نراك منذ فترة أستاذي
        عل المانع خير

        نص يستحق التقدير
        المسرح له مذاق أخر بين سطورك أستاذي

        لاتحرمنا من نصوصك ولا من قلم الإبداع
        نص متألق

        دمت بكل خير

        لك ارق تحياتي
        [/align]
        "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

        تعليق

        • إيهاب فاروق حسني
          أديب ومفكر
          عضو اتحاد كتاب مصر
          • 23-06-2009
          • 946

          #5
          المسرحي الكبير
          الفنان يحي الحباشنة
          عودة مكللة بالذهب سيدي
          هكذا تعودنا منك
          فيض من الإبداع المتدفق أنت
          نص يحمل مضموناً قوياً
          وفكراً جديراً بالطرح والمناقشة والتحليل
          تحيتي وتقديري
          إيهاب فاروق حسني

          تعليق

          • يحيى الحباشنة
            أديب وكاتب
            • 18-11-2007
            • 1061

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة إيمان عامر مشاهدة المشاركة
            [align=center]
            أهلا بيك أستاذ الإبداع
            يحيي الحباشنة
            أين أنت لم نراك منذ فترة أستاذي
            عل المانع خير

            نص يستحق التقدير
            المسرح له مذاق أخر بين سطورك أستاذي

            لاتحرمنا من نصوصك ولا من قلم الإبداع
            نص متألق

            دمت بكل خير

            لك ارق تحياتي
            [/align]


            [frame="1 98"]
            العزيزة الغالية الزميلة ايمان عامر

            اشكر مرورك المعطر بعبق الياسمين ، ما يعيقني هو مشروع اقوم بالعمل عليه وآمل أن انتهي منه قريبا ، اشتاق للجميع حتما ولي عودة قريبة باذن الله .

            تحيتي لكِ وتحيتي للجميع .

            كل المحبة والتقدير لكِ شريكتي
            [/frame] .
            شيئان في الدنيا
            يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
            وطن حنون
            وامرأة رائعة
            أما بقية المنازاعات الأخرى ،
            فهي من إختصاص الديكة
            (رسول حمزاتوف)
            استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
            ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




            http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

            تعليق

            • يحيى الحباشنة
              أديب وكاتب
              • 18-11-2007
              • 1061

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيهاب فاروق حسني مشاهدة المشاركة
              المسرحي الكبير
              الفنان يحي الحباشنة
              عودة مكللة بالذهب سيدي
              هكذا تعودنا منك
              فيض من الإبداع المتدفق أنت
              نص يحمل مضموناً قوياً
              وفكراً جديراً بالطرح والمناقشة والتحليل
              تحيتي وتقديري
              [frame="1 98"]
              اخي العزيز فاروق حسني

              اشكر لك على هذا الاطراء الجميل
              سعدت بتواجدك ومرورك العطر

              كل المحبة والتقدير عزيزي
              [/frame]
              شيئان في الدنيا
              يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
              وطن حنون
              وامرأة رائعة
              أما بقية المنازاعات الأخرى ،
              فهي من إختصاص الديكة
              (رسول حمزاتوف)
              استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
              http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
              ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




              http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

              تعليق

              • زحل بن شمسين
                محظور
                • 07-05-2009
                • 2139

                #8
                اذا اردت استعباد امة ولي عليها رجال الدين

                المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
                [frame="1 98"]
                باطن الباطن
                أو طالب المعجزات
                النص الكامل

                من أفكار وأشعار شيخي عليه رحمة الله
                المفكر الكبير نبيل عطية

                كتابة وإعداد
                يحبى الحباشنة
                " طالب المعجزات "

                تفتح الستارة على ساحة معبد أو دير ، نشاهد مدخل الرهبان الخاص إلى الداخل ، ونشاهد مجموعة من الرجال يرفعون لا فتات من قماش كتب عليها بخط عريض ( نطالب بمعجزة ) في حين يحمل بعضهم لافتات مطية كثير لا نعرف ماذا تحتوي ، ونشاهد بأيديهم سيوف و ( بلطات ) و (عصي ) و ( جنازير ) ويرتدون ملابس السواد تتبعهم بضع نساء وأطفال ..يحاولون الولوج إلى داخل المعبد ..يستوقفهم احد الرهبان.

                الراهب : هي.. هي أنت ... قف مكانك .. لا تستطيع الدخول يا سيدي ، هناك مكان مخصص لكم رجاءا .
                كالح : لا يحق لك أن تجبرني على الذهاب هناك ، اعلم أن رئيسك هو الذي أرسلك لتمنعنا من الدخول ... سأتصرف بنفسي ... ( يرفع صوته مناديا ) .. يا صاحب المعبد ، يا صاحب المعبد ، اخرج
                (يلتفت إلى الجوقة )
                .... هيا يا جماعة طالبوه بما أتينا من اجله .

                الجوقة : ( تهمهم ) نريد معجزة .. نريد معجزة . ..(يشير إلى احدهم ) أنت اكتب .. نطالب بمعجزة

                (يتوجه بعض الرهبان يستطلعون الأمر ويتهامسون فيما بينهم بكلام غير مفهوم ، ثم ينطلق احدهم إلى الداخل لحظات ويخرج الرئيس ويتوجه نحوهم )

                الرئيس : أهلا وسهلا بالضيوف .. أهلا وسهلا ، ولكن لماذا تقفون هكذا في الخارج ..تفضلوا ..تفضلوا واجلسوا واستريحوا المكان مكانكم .

                كالح : لم نأتِ لكي نجلس .. نعلم أنه مكاننا ولكن لن نجلس ونستريح .

                الرئيس : ولكن هل يصح ذلك ؟

                كشه : لم نأتِ لكي نجلس ( ينظر نحو الجوقة ويغمز)
                الجوقة : تردد الألوف ... تردد الألوف
                لن نغمد السيوف ... لن نغمد السيوف

                وعن غمار الحرب ... لا نعرف العزوف
                خلفك يا حليفنا .. يا قائد الصفوف

                كالح :..فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .

                الجوقة : فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .


                الرئيس : حسنا.. حسنا هل أستطيع أن أعرف ... ماذا تريدون بالضبط.

                كالح :لا أظن يا سيدي ، أنكم تجهلون القراءة
                (ويشير إلى اليافطات والشعارات )
                الرئيس : بالطبع ..بالطبع ..إنني لا أجهل القراءة ، ولكن ماذا تريدونني أن اقرأ

                كشه : نحن متأكدون أنك قرأت اللافتة ، ومتأكدون أن أحدهم قد أخبرك بما نريد
                (يقترب الرئيس من اليافطة ويقرأ بتمعن (

                رئيس الرهبان : ولكنني لم أفهم أيها الأعزاء

                كالح : العبارة واضحة
                كشه : مكتوبة جيدا ، ويمكن أن تقرأ جيدا

                رئيس الرهبان : لا أقصد ..نعم .. نعم .. لا شك أنها مقروءة ، ولكن !!! ولكني لم أفهم ..لا زلت لم أفهم شيئا

                كالح : إننا نطالب بمعجزة .. نحن نطالب بمعجزة

                الرئيس : ( فترة صمت ) إنكم تطالبون بمعجزة

                كالح : نعم يا سيدي ..إننا نطالب بمعجزة

                الرئيس : ولكن ماذا تعني .؟

                كالح : أعني معجزة .. وما دام أن هذا بيت لله ..أريد معجزة .. ولا أحيد عن مطلبي

                الرئيس : ولكن أي نوع من المعجزات .

                كالح : الم تسمع يا سيدي أن المسيح أحيا ميتا ؟

                الرئيس : نعم ..بالطبع .. لقد سمعت

                كالح : ماذا تسمي ذلك ؟

                الرئيس : إنه معجزة بلا شك في ذلك ؟

                كالح : وأنا .أقصد.. ونحن نطالب بمعجزة .. أريد أن تقوموا بمعجزة .. ملايين المرات قدمت لكم طلبات في هذا الشأن ، وكان رهبانك يخفون ويمزقون طلباتي ، ولا أتراجع حتى تأتينا بمعجزة .

                الجوقة : نريد معجزة ..نريد معجزة
                كشه : نريد معجزة

                الرئيس : أرجوكم الهدوء .. الهدوء أرجوكم .. الهدوء قليلا .. ( يحدق الرئيس بوجه كالح ) ولكن قل لي .. الم نجتمع من قبل ؟

                كالح : نعم لقد اجتمعنا نعم .. لقد زرتكم مرارا وقدمت طلبات لتقوموا بمعجزة وطردوني ثم عدت وها أنا أطالب بالمعجزة من جديد .
                الرئيس : آه .. تذكرت ..أنت الذي لا تعرف من أنت تذكرت .. أنت الذي يشك في كل شيء ..في كل شيء .. أنت الضائع المتخبط .. الذي لا يعرف شيئا ويشك في كل شيء .. ألم تؤمن بعد .ألا زلت تشك في كل شيء .

                كالح : بل إنني مؤمن .. مؤمن كل الإيمان ...

                الرئيس : رائع .. أهنئك من أعماق قلبي .. ولكن ماذا يعني أن تأتي بمظاهرة وتطالبني بالمعجزات ؟

                كالح : قلنا لك ...نطالب بمعجزة

                الرئيس : تطالبونني أنا ؟

                كالح : نعم أنت

                كشه : نعم أنتم

                الجوقة : نعم ..نعم انتم .. انتم
                الرئيس : تطالبوني بأن أصنع معجزة ..ولكن .ولكنكم تعرفون ..إنني لست نبيا .. تعرفون أن الأنبياء فقط ..الأنبياء فقط هم أصحاب المعجزات ..

                كالح : ليس الأنبياء فقط

                كشه : ليس الأنبياء فقط ..

                الجوقة : ليس الأنبياء فقط ... ليس الأنبياء فقط ..نريد معجزة

                الرئيس : الهدوء .. أرجوكم. . حسنا ... حسنا أصغوا إلي .. أصغوا إلي ( فترة صمت )أنت يا من ليس لك اسم

                أنت ..قل لي .. الم تقل بأنك مؤمن .؟

                كالح : إيمان مطلق

                الرئيس : وهل أنت سعيد في حياتك ؟

                كالح : كل السعادة .. ولا ينغص علي إلا طلباتي التي أخفاها الرهبان .. يجب عزل الرهبان ..

                الجوقة : لا بد من عزل الرهبان .. لا بد من سحب صلاحيات الرهبان

                الرئيس : ألا ينغص عليك غير هذا الأمر .؟ لو أننا قلنا لك هذه طلباتك القديمة هل تكون المعجزة ؟ هل تحل المعجزة ؟

                كالح : أنت من يقوم بالمعجزة

                الرئيس : أنا ؟ وما شأني أنا ؟ مادمت مؤمنا لماذا تطالب بالمعجزات ؟

                كالح : هذا ما ينغص علي حياتي .

                الرئيس : لماذا تطالبنا بالمعجزات ؟ .. أنا لست نبيا يا هذا !!

                كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ..

                الرئيس : وما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك .؟

                كالح : المعجزة ..

                الرئيس : حسنا.. حسنا ولكن قل يا .. بالمناسبة ما اسمك ؟

                كالح : كالح .. لنقل أنه كالح

                الرئيس : حسنا .. هل لي أن أعرف ..إذا سمحت .. كم هو راتبك الشهري ..؟ كيف تعيش ..؟

                كالح : مئة وثمانية وعشرون دينارا

                الرئيس : وهل يكفيك راتبك هذا

                كالح : إن صديقي هذا .... هو ثري جدا ( يشير إلى كشه ) يملك المال ويدفع زكاة أمواله ويساعدني .
                الرئيس : قلت لي انك مؤمن؟

                كالح : إنني إنني مؤمن .. كلنا مؤمنون ...

                الرئيس : أنت مؤمن إذن ، وتعيش على ما يقدمه لك هذا الرجل من زكاة أمواله .

                كالح : أنا أؤمن بالزكاة .

                الرئيس : عندما زرتني في السابق لم تكن مؤمنا ..

                كالح : كنت استعمل عقلي

                الرئيس : والآن ..؟ ألم تعد تستعمل عقلك ؟

                كالح : إنه الآن مجرد وسيلة فقط ..وسيلة للمشي كما العينين وسيلة للرؤية

                الرئيس : والعقل ؟

                كالح : وسيلة لكي أعرف كيف أعيش ، لكنه ليس وسيلة لكي أعرف لماذا أعيش .

                الرئيس : لكنني أذكر أنك كنت ميالا للفلسفات المادية .

                كالح : كنت ميالا للاقتناع ،وليس للإيمان

                الرئيس : ماذا تعني ؟

                كالح : هذه الفلسفات ، كانت قادرة على إقناع عقلي

                الرئيس : والآن ؟

                كالح : الآن احتقر عقلي واحتقرها

                كشه : نريد معجزة ... نريد معجزة

                الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

                الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم .. أريد أن أحدثكم ..واحدا .. واحدا .. هل توافقون ؟

                كالح : هل تعدنا بالمعجزة ؟

                الرئيس : لنتحدث أولا

                شاعر : ( يلقي قصيدة بصوت عالٍ فيصمت الجميع )

                شيمتنا إرادة الصمود وليس من شيمنا القعود
                واجبنا أن نبذل الجهود واجبنا أن نلغي الحدود

                الجوقة : أن نلغي الحدود .... أن نلغي الحدود

                الشاعر : لا نعرف الهبوط بل طريقنا دوما صعود
                الجوقة: طريقنا دوما صعود .

                الشاعر : وفي غذٍ سوف نزيل من طريقنا السدود

                أحدهم : ( من بين الجمع ولا نراه ..بالعامية المصرية ) يا لا هوي

                الشاعر : ونرفض التأجيل والتسويف والوعود ….نريد معجزة نريد معجزة

                الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم ... أنت..
                ( يختار احد المتظاهرين )
                ...قل لي .. هل أنت سعيد في حياتك ؟ ولا ينغص عليك سوى المعجزة .. هل عندك أطفال ؟

                الشخص : خمسة

                الرئيس : وهل تأكلون الكباب المشويّ ، والدجاج المُحمر المشوي ؟

                الشخص : ( بهدوء ) إننا نأكله يا سيدي

                الرئيس : هل تأكلونه دائما ؟

                الشخص : كل بضعة أشهر يا سيدي والحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه

                كالح : لكنهم سعداء أيها الرئيس .. ولتعلم وليكن في معلوماتك أيها الرئيس أنهم الوحيدون ... طبعا أنا وأمثالي منهم .. الوحيدون الذين يستمتعون في التذوق .. الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقية للكباب .. أليس كذلك يا شباب ؟!

                الجوقة : من للتحرير من للتحرير

                كالح : بل للتحرير ... شيخ وأمير

                سارا ونسير

                الشعب أسير العيش مرير
                مرُ وعسير مرُ وعسير
                ولأي مصير
                ولم التأخير
                الرب قدير

                آخر : لو تلهم قادتنا التدبير

                آخر : اخرس .. وما شأن القادة في الأمر ..؟ ما نريده هو المعجزة

                كالح : لنعد يا رئيس لحوارنا .. والذي أطالب أن تكون مستمعا وتؤيد كل ما أقوله أنا

                هؤلاء الوحيدون الذين يعرفون اللذة الكاملة للطعام وللكباب المشوي .. إنهم ينتظرونه كل شهر وينقضون عليه انقضاضا .. وينتهون منه دون الشبع ..ويبقون متشوقين إليه .. بانتظار المرة الثانية ..لكني أؤكد لك أنهم الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقة .. وكما تعلم لا فائدة من الطعام إذا لم نتذوق نكهته .. إن صديقي هذا الثري ..يملك بئرا من النفط ... بئرا من النفط وهو يقدم لي الدعم .

                الرئيس : ( إلى آخر ) وأنت ..هل أنت سعيد وكم هو راتبك ؟

                الآخر : أعمل طبيبا في إحدى مديريات الصحة ، وأتقاضى(950 ) دينار تقريبا ، ولكننا لم نأتِ لكي تحقق معنا .. جئنا نطالب بمعجزة .

                كالح : حتى لا يغيب عن مخيلتك الأمر .. إن فرح أطفالهم بأحذيتهم الجديدة .. لا يشبهه أي فرح آخر لأي طفل آخر .. أطفالي وأطفال الطبيب وأطفال صديقي الثري هذا .. لا يفرحون بأحذيتهم كما يفرح أولاد هؤلاء أبدا .

                أبنائي لا يستطيعون السير بحذائهم الجديد أكثر من أيام ، لكن أبنائهم يستهلكون أحذيتهم استهلاكا كاملا حتى يصل الأمر إلا يستطيع السير به ولو خطوة واحدة ..

                الرئيس : وما هي مشاكلهم الحقيقية إذن.

                كالح : ليس عندهم أي مشاكل تذكر .. يصطحبون أطفالهم إلى المراكز الطبية المجانية ، حيث العلاج رخيص الثمن .. وتصرف لهم الأمم المتحدة بعض الطحين والملابس القديمة ، تخيل أنهم يستمتعون بلبسها استمتاعا كبيرا ؟ ، وأخي يقدم لي زكاته .. ونصلح المجاري ونؤمن الكهرباء .. والماء والسلاح ( يقول جملته الأخيرة بصوت عال)

                الجميع : يا رب يا كريم يا رحيم يا رب ارع القائد العظيم
                وأعطه الحكمة يا حكيم وخلص الأقصى من الجحيم
                يا رب أهدنا الصراط المستقيم يا رب خلص أرضنا من كل معتدٍ أثيم
                يا رب خلص أهلنا من كل سفاح لئيم يا رب الأهل ينتظرون القائد الحليم
                فانصره يا الله يا مفرج الهموم يا ناصر المظلوم
                يا رب حرر أرضنا من كل شيطان رجيم

                كالح : لم يبقى إلا المعجزة .. هل فهمت .. ولا نريد الخداع الآن ولا تخفي طلباتنا كما أخفيت طلباتي السابقة
                (يلتفت إليهم )
                ماذا تريدون ؟

                الجميع : نريد معجزة ... نريد معجزة .

                كالح : لا شيء يحتاجونه في بيوتهم لا شيء يحتاج إلى إصلاح هناك من يصلح لهم كل شيء .. أليس كذلك يا شباب ؟

                الجميع : نعم صحيح .. لأنه لم يعد عندنا بيوت ... لم يبقى لنا منازل ... لم يبقى عندنا كروم .

                صوت رخيم من الخلف :
                صبرا أهلي صبر...ا صبرا
                باللين سيرحل أو قسرا
                من أخذ أراضينا غدرا
                من عاث فسادا في المسرى

                سنذيق المحتل المر
                لو صادر من ارضي شبرا
                القائد أعلنها جهرا
                سيفك عن الأرض الأسر
                صبرا ..صبرا
                بشرى.. بشرى
                لا حسرة بعد ولا عسرا .

                كالح : نريد معجزة .. نريد معجزة
                الجوقة : نريد معجزة نريد معجزة .. نريد معجزة

                الرئيس : مهلا ..مهلا .. مهلا

                الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

                الرئيس : ( يلتفت إلى النافذة ويطلب من الرهبان ) أحضروا لبنا باردا .. أحضروا لبنا باردا .. لبنا للضيوف

                ) يهرع أحد الرهبان إلى الداخل(

                ) الجميع يبتلعون لعابهم شوقا (

                كالح : لا نريد لبنا .. لا نريد لبنا .. نريد معجزة .. نريد معجزة .

                الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة

                الرئيس : الهدوء .. الهدوء .. لم أنهي حديثي مع هذا الرجل .. لم انهي حديثي معه ... فهمت أنكم تريدون معجزة .

                احد الرهبان : انتظروا... إنه لم ينتهي من حديثه .. انتظروا .

                كالح : اصمت أنت أيها الراهب
                ( أنت يا رئيس )
                سيدمرون هذا الدير لو تركت الرهبان يفعلون ما يشاءون .

                الراهب : لدينا نظام وقانون أيها السيد .

                كالح : انتم مجانين ، إنكم تدمرون هذا الدير ورئيسكم يدمره أيضا .. كما أنني سأدمره فوق رؤؤسكم جميعا .. نريد معجزة نريد معجزة

                الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة .

                صوت من الخلف : ملء الأفواه .. ملء الأفواه نصرخ .. نصرخ ملء الأفواه
                ستعود الأرض بإذن الله ستعود الأرض بإذن الله
                إما سلما أو بالإكراه ستعود الأرض بإذن الله
                يكفي شعبي ما قاساه يكفي.. يكفي ما عاناه
                يكفي ... يكفي لن ننساه لن ننساه

                كالح : يا رئيس ، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ..

                الرئيس : نعم .. ولكن قل لي إلا تحس من صديقك الطيب صاحب بئر النفط المدعو( نجادي ) ودعنا من خداع النفس وإيهام النفوس .

                كالح : {وخلقناكم درجات } هذا قول الرب .

                الرئيس : لكنك قلت ... أصبحت تحتقر العقل

                كالح : نعم.. نعم إني أحتقره

                الرئيس : وكيف اقتنعت بقول الرب ؟.

                كالح : لقد كان عقلي فيما مضى ...يرفض الاقتناع بهذه الآية .. لكنه الآن مؤمن بها

                الرئيس : ولكن ماذا عن أصدقائك القدماء .. أقصد الماديين منهم .. العلمانيين ، ألا يقتنعون بالآية ، وهل تمكنت من عقولهم الباطنة

                كالح : عقولهم ترفضها .. عقولهم الباطنة ترفضها أيضا لكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .. أنا وحدي من يعرف ذلك .. ولو انك لم تلقي طلبي السابق في حاوية القمامة ، لكنت شرحت .. هات يا ولد افرد الملف .

                ) يوجه حديثه إلى شاب يحمل كومة من رول من القماش مكتوب عليه بلغة غير مفهومة ويفردها وتبدو ليس لها نهاية من طولها ، وينهمك الجميع بقراءة رول القماش ، موسيقى تعبر عن القلق ونسمع بين الجميع همهمة غير مفهومة ).


                ستار نهاية المشهد الأول


                ستار نهاية المسرحية
                [/frame]
                عمي يحيى ...بورك جهدك

                الايمان للاهوت والعقل للناسوت...
                اللاهوت انتهى مع خاتم الانبياء النبي الامي لانه من اختصاص المرسلين.
                والناسوت هو علوم البشرية
                والعقل هو المشرع الاعلى للبشرية ..؟!

                المعجزة التي حدثت استبدال العقل بالهبل...؟؟؟
                انها الكارثة يا عزيزي..

                ساكمل قراءة النص من بعد ..

                زحل بن شمسين

                تعليق

                • نعيم الأسيوطي
                  أديب وقاص
                  • 29-11-2009
                  • 115

                  #9
                  الكاتب المسرحي / يحيي الحباشنة
                  باطن الباطن .. نص مسرحي مكتمل البنية الدرامية من حيث الفكرة الأساسية للإنسان ما بين تفكير العقل والبطن والهم القومي ( أي الوطن المجروح الذي ينتظر المخلص .. بناء الشخصية من حيث الأبعاد الارسطية رغم انك ركزت على جانبين بشكل كبير ( النفسي والاجتماعي ) .. كما أن لغة النص الدرامية تتناسب مع الشخصيات المحورية ثقافيا وفنيا .- ولكن ..
                  أحسست من تكرار الجمل الدرامية أنها لم تخدم النص وتتصاعد بالحدث ولن تؤثر إذا تم حذفها مثل تكرار كلمة المعجزة بشكل كثيرا جدا .. وبعض الجمل الحوارية حول الفكر الديني حيث جاء بعضها بشكل مباشر ووعظي .. ولي سؤال أين يقف أصحاب الأدوار على خشبة المسرح .. وهمستي الأخيرة حتى لا تغضب مني يا سيدي أن الحل جاء متوقع منذ أن دخل المسرح الغريب وذكر أن الراعي قال له أن الشمس سوف تنطفئ لذا فقد جاءت النهاية مكرره ولم تكن على مستوى الفكرة المطروحة منذ بداية النص ..
                  حضرتك بالفعل كاتب مسرحي كبير وتمتلك أدواتك في الكتابة ...
                  مودتي وتقديري

                  تعليق

                  • زحل بن شمسين
                    محظور
                    • 07-05-2009
                    • 2139

                    #10
                    المسرح هو المدرسة التي توجه كفاح الجماهير نحو الهدف الصحيح

                    المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
                    [frame="1 98"]
                    باطن الباطن
                    أو طالب المعجزات
                    النص الكامل

                    من أفكار وأشعار شيخي عليه رحمة الله
                    المفكر الكبير نبيل عطية

                    كتابة وإعداد
                    يحبى الحباشنة
                    " طالب المعجزات "

                    تفتح الستارة على ساحة معبد أو دير ، نشاهد مدخل الرهبان الخاص إلى الداخل ، ونشاهد مجموعة من الرجال يرفعون لا فتات من قماش كتب عليها بخط عريض ( نطالب بمعجزة ) في حين يحمل بعضهم لافتات مطية كثير لا نعرف ماذا تحتوي ، ونشاهد بأيديهم سيوف و ( بلطات ) و (عصي ) و ( جنازير ) ويرتدون ملابس السواد تتبعهم بضع نساء وأطفال ..يحاولون الولوج إلى داخل المعبد ..يستوقفهم احد الرهبان.

                    الراهب : هي.. هي أنت ... قف مكانك .. لا تستطيع الدخول يا سيدي ، هناك مكان مخصص لكم رجاءا .
                    كالح : لا يحق لك أن تجبرني على الذهاب هناك ، اعلم أن رئيسك هو الذي أرسلك لتمنعنا من الدخول ... سأتصرف بنفسي ... ( يرفع صوته مناديا ) .. يا صاحب المعبد ، يا صاحب المعبد ، اخرج
                    (يلتفت إلى الجوقة )
                    .... هيا يا جماعة طالبوه بما أتينا من اجله .

                    الجوقة : ( تهمهم ) نريد معجزة .. نريد معجزة . ..(يشير إلى احدهم ) أنت اكتب .. نطالب بمعجزة

                    (يتوجه بعض الرهبان يستطلعون الأمر ويتهامسون فيما بينهم بكلام غير مفهوم ، ثم ينطلق احدهم إلى الداخل لحظات ويخرج الرئيس ويتوجه نحوهم )

                    الرئيس : أهلا وسهلا بالضيوف .. أهلا وسهلا ، ولكن لماذا تقفون هكذا في الخارج ..تفضلوا ..تفضلوا واجلسوا واستريحوا المكان مكانكم .

                    كالح : لم نأتِ لكي نجلس .. نعلم أنه مكاننا ولكن لن نجلس ونستريح .

                    الرئيس : ولكن هل يصح ذلك ؟

                    كشه : لم نأتِ لكي نجلس ( ينظر نحو الجوقة ويغمز)
                    الجوقة : تردد الألوف ... تردد الألوف
                    لن نغمد السيوف ... لن نغمد السيوف

                    وعن غمار الحرب ... لا نعرف العزوف
                    خلفك يا حليفنا .. يا قائد الصفوف

                    كالح :..فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .

                    الجوقة : فلتقرع الدفوف .. فلتقرع الدفوف .


                    الرئيس : حسنا.. حسنا هل أستطيع أن أعرف ... ماذا تريدون بالضبط.

                    كالح :لا أظن يا سيدي ، أنكم تجهلون القراءة
                    (ويشير إلى اليافطات والشعارات )
                    الرئيس : بالطبع ..بالطبع ..إنني لا أجهل القراءة ، ولكن ماذا تريدونني أن اقرأ

                    كشه : نحن متأكدون أنك قرأت اللافتة ، ومتأكدون أن أحدهم قد أخبرك بما نريد
                    (يقترب الرئيس من اليافطة ويقرأ بتمعن (

                    رئيس الرهبان : ولكنني لم أفهم أيها الأعزاء

                    كالح : العبارة واضحة
                    كشه : مكتوبة جيدا ، ويمكن أن تقرأ جيدا

                    رئيس الرهبان : لا أقصد ..نعم .. نعم .. لا شك أنها مقروءة ، ولكن !!! ولكني لم أفهم ..لا زلت لم أفهم شيئا

                    كالح : إننا نطالب بمعجزة .. نحن نطالب بمعجزة

                    الرئيس : ( فترة صمت ) إنكم تطالبون بمعجزة

                    كالح : نعم يا سيدي ..إننا نطالب بمعجزة

                    الرئيس : ولكن ماذا تعني .؟

                    كالح : أعني معجزة .. وما دام أن هذا بيت لله ..أريد معجزة .. ولا أحيد عن مطلبي

                    الرئيس : ولكن أي نوع من المعجزات .

                    كالح : الم تسمع يا سيدي أن المسيح أحيا ميتا ؟

                    الرئيس : نعم ..بالطبع .. لقد سمعت

                    كالح : ماذا تسمي ذلك ؟

                    الرئيس : إنه معجزة بلا شك في ذلك ؟

                    كالح : وأنا .أقصد.. ونحن نطالب بمعجزة .. أريد أن تقوموا بمعجزة .. ملايين المرات قدمت لكم طلبات في هذا الشأن ، وكان رهبانك يخفون ويمزقون طلباتي ، ولا أتراجع حتى تأتينا بمعجزة .

                    الجوقة : نريد معجزة ..نريد معجزة
                    كشه : نريد معجزة

                    الرئيس : أرجوكم الهدوء .. الهدوء أرجوكم .. الهدوء قليلا .. ( يحدق الرئيس بوجه كالح ) ولكن قل لي .. الم نجتمع من قبل ؟

                    كالح : نعم لقد اجتمعنا نعم .. لقد زرتكم مرارا وقدمت طلبات لتقوموا بمعجزة وطردوني ثم عدت وها أنا أطالب بالمعجزة من جديد .
                    الرئيس : آه .. تذكرت ..أنت الذي لا تعرف من أنت تذكرت .. أنت الذي يشك في كل شيء ..في كل شيء .. أنت الضائع المتخبط .. الذي لا يعرف شيئا ويشك في كل شيء .. ألم تؤمن بعد .ألا زلت تشك في كل شيء .

                    كالح : بل إنني مؤمن .. مؤمن كل الإيمان ...

                    الرئيس : رائع .. أهنئك من أعماق قلبي .. ولكن ماذا يعني أن تأتي بمظاهرة وتطالبني بالمعجزات ؟

                    كالح : قلنا لك ...نطالب بمعجزة

                    الرئيس : تطالبونني أنا ؟

                    كالح : نعم أنت

                    كشه : نعم أنتم

                    الجوقة : نعم ..نعم انتم .. انتم
                    الرئيس : تطالبوني بأن أصنع معجزة ..ولكن .ولكنكم تعرفون ..إنني لست نبيا .. تعرفون أن الأنبياء فقط ..الأنبياء فقط هم أصحاب المعجزات ..

                    كالح : ليس الأنبياء فقط

                    كشه : ليس الأنبياء فقط ..

                    الجوقة : ليس الأنبياء فقط ... ليس الأنبياء فقط ..نريد معجزة

                    الرئيس : الهدوء .. أرجوكم. . حسنا ... حسنا أصغوا إلي .. أصغوا إلي ( فترة صمت )أنت يا من ليس لك اسم

                    أنت ..قل لي .. الم تقل بأنك مؤمن .؟

                    كالح : إيمان مطلق

                    الرئيس : وهل أنت سعيد في حياتك ؟

                    كالح : كل السعادة .. ولا ينغص علي إلا طلباتي التي أخفاها الرهبان .. يجب عزل الرهبان ..

                    الجوقة : لا بد من عزل الرهبان .. لا بد من سحب صلاحيات الرهبان

                    الرئيس : ألا ينغص عليك غير هذا الأمر .؟ لو أننا قلنا لك هذه طلباتك القديمة هل تكون المعجزة ؟ هل تحل المعجزة ؟

                    كالح : أنت من يقوم بالمعجزة

                    الرئيس : أنا ؟ وما شأني أنا ؟ مادمت مؤمنا لماذا تطالب بالمعجزات ؟

                    كالح : هذا ما ينغص علي حياتي .

                    الرئيس : لماذا تطالبنا بالمعجزات ؟ .. أنا لست نبيا يا هذا !!

                    كالح : هذا ما ينغص علي حياتي ..

                    الرئيس : وما هو الشيء الذي ينغص عليك حياتك .؟

                    كالح : المعجزة ..

                    الرئيس : حسنا.. حسنا ولكن قل يا .. بالمناسبة ما اسمك ؟

                    كالح : كالح .. لنقل أنه كالح

                    الرئيس : حسنا .. هل لي أن أعرف ..إذا سمحت .. كم هو راتبك الشهري ..؟ كيف تعيش ..؟

                    كالح : مئة وثمانية وعشرون دينارا

                    الرئيس : وهل يكفيك راتبك هذا

                    كالح : إن صديقي هذا .... هو ثري جدا ( يشير إلى كشه ) يملك المال ويدفع زكاة أمواله ويساعدني .
                    الرئيس : قلت لي انك مؤمن؟

                    كالح : إنني إنني مؤمن .. كلنا مؤمنون ...

                    الرئيس : أنت مؤمن إذن ، وتعيش على ما يقدمه لك هذا الرجل من زكاة أمواله .

                    كالح : أنا أؤمن بالزكاة .

                    الرئيس : عندما زرتني في السابق لم تكن مؤمنا ..

                    كالح : كنت استعمل عقلي

                    الرئيس : والآن ..؟ ألم تعد تستعمل عقلك ؟

                    كالح : إنه الآن مجرد وسيلة فقط ..وسيلة للمشي كما العينين وسيلة للرؤية

                    الرئيس : والعقل ؟

                    كالح : وسيلة لكي أعرف كيف أعيش ، لكنه ليس وسيلة لكي أعرف لماذا أعيش .

                    الرئيس : لكنني أذكر أنك كنت ميالا للفلسفات المادية .

                    كالح : كنت ميالا للاقتناع ،وليس للإيمان

                    الرئيس : ماذا تعني ؟

                    كالح : هذه الفلسفات ، كانت قادرة على إقناع عقلي

                    الرئيس : والآن ؟

                    كالح : الآن احتقر عقلي واحتقرها

                    كشه : نريد معجزة ... نريد معجزة

                    الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

                    الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم .. أريد أن أحدثكم ..واحدا .. واحدا .. هل توافقون ؟

                    كالح : هل تعدنا بالمعجزة ؟

                    الرئيس : لنتحدث أولا

                    شاعر : ( يلقي قصيدة بصوت عالٍ فيصمت الجميع )

                    شيمتنا إرادة الصمود وليس من شيمنا القعود
                    واجبنا أن نبذل الجهود واجبنا أن نلغي الحدود

                    الجوقة : أن نلغي الحدود .... أن نلغي الحدود

                    الشاعر : لا نعرف الهبوط بل طريقنا دوما صعود
                    الجوقة: طريقنا دوما صعود .

                    الشاعر : وفي غذٍ سوف نزيل من طريقنا السدود

                    أحدهم : ( من بين الجمع ولا نراه ..بالعامية المصرية ) يا لا هوي

                    الشاعر : ونرفض التأجيل والتسويف والوعود ….نريد معجزة نريد معجزة

                    الرئيس : أرجوكم .. أرجوكم ... أنت..
                    ( يختار احد المتظاهرين )
                    ...قل لي .. هل أنت سعيد في حياتك ؟ ولا ينغص عليك سوى المعجزة .. هل عندك أطفال ؟

                    الشخص : خمسة

                    الرئيس : وهل تأكلون الكباب المشويّ ، والدجاج المُحمر المشوي ؟

                    الشخص : ( بهدوء ) إننا نأكله يا سيدي

                    الرئيس : هل تأكلونه دائما ؟

                    الشخص : كل بضعة أشهر يا سيدي والحمد لله .. الذي لا يحمد على مكروه سواه

                    كالح : لكنهم سعداء أيها الرئيس .. ولتعلم وليكن في معلوماتك أيها الرئيس أنهم الوحيدون ... طبعا أنا وأمثالي منهم .. الوحيدون الذين يستمتعون في التذوق .. الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقية للكباب .. أليس كذلك يا شباب ؟!

                    الجوقة : من للتحرير من للتحرير

                    كالح : بل للتحرير ... شيخ وأمير

                    سارا ونسير

                    الشعب أسير العيش مرير
                    مرُ وعسير مرُ وعسير
                    ولأي مصير
                    ولم التأخير
                    الرب قدير

                    آخر : لو تلهم قادتنا التدبير

                    آخر : اخرس .. وما شأن القادة في الأمر ..؟ ما نريده هو المعجزة

                    كالح : لنعد يا رئيس لحوارنا .. والذي أطالب أن تكون مستمعا وتؤيد كل ما أقوله أنا

                    هؤلاء الوحيدون الذين يعرفون اللذة الكاملة للطعام وللكباب المشوي .. إنهم ينتظرونه كل شهر وينقضون عليه انقضاضا .. وينتهون منه دون الشبع ..ويبقون متشوقين إليه .. بانتظار المرة الثانية ..لكني أؤكد لك أنهم الوحيدون الذين يعرفون النكهة الحقيقة .. وكما تعلم لا فائدة من الطعام إذا لم نتذوق نكهته .. إن صديقي هذا الثري ..يملك بئرا من النفط ... بئرا من النفط وهو يقدم لي الدعم .

                    الرئيس : ( إلى آخر ) وأنت ..هل أنت سعيد وكم هو راتبك ؟

                    الآخر : أعمل طبيبا في إحدى مديريات الصحة ، وأتقاضى(950 ) دينار تقريبا ، ولكننا لم نأتِ لكي تحقق معنا .. جئنا نطالب بمعجزة .

                    كالح : حتى لا يغيب عن مخيلتك الأمر .. إن فرح أطفالهم بأحذيتهم الجديدة .. لا يشبهه أي فرح آخر لأي طفل آخر .. أطفالي وأطفال الطبيب وأطفال صديقي الثري هذا .. لا يفرحون بأحذيتهم كما يفرح أولاد هؤلاء أبدا .

                    أبنائي لا يستطيعون السير بحذائهم الجديد أكثر من أيام ، لكن أبنائهم يستهلكون أحذيتهم استهلاكا كاملا حتى يصل الأمر إلا يستطيع السير به ولو خطوة واحدة ..

                    الرئيس : وما هي مشاكلهم الحقيقية إذن.

                    كالح : ليس عندهم أي مشاكل تذكر .. يصطحبون أطفالهم إلى المراكز الطبية المجانية ، حيث العلاج رخيص الثمن .. وتصرف لهم الأمم المتحدة بعض الطحين والملابس القديمة ، تخيل أنهم يستمتعون بلبسها استمتاعا كبيرا ؟ ، وأخي يقدم لي زكاته .. ونصلح المجاري ونؤمن الكهرباء .. والماء والسلاح ( يقول جملته الأخيرة بصوت عال)

                    الجميع : يا رب يا كريم يا رحيم يا رب ارع القائد العظيم
                    وأعطه الحكمة يا حكيم وخلص الأقصى من الجحيم
                    يا رب أهدنا الصراط المستقيم يا رب خلص أرضنا من كل معتدٍ أثيم
                    يا رب خلص أهلنا من كل سفاح لئيم يا رب الأهل ينتظرون القائد الحليم
                    فانصره يا الله يا مفرج الهموم يا ناصر المظلوم
                    يا رب حرر أرضنا من كل شيطان رجيم

                    كالح : لم يبقى إلا المعجزة .. هل فهمت .. ولا نريد الخداع الآن ولا تخفي طلباتنا كما أخفيت طلباتي السابقة
                    (يلتفت إليهم )
                    ماذا تريدون ؟

                    الجميع : نريد معجزة ... نريد معجزة .

                    كالح : لا شيء يحتاجونه في بيوتهم لا شيء يحتاج إلى إصلاح هناك من يصلح لهم كل شيء .. أليس كذلك يا شباب ؟

                    الجميع : نعم صحيح .. لأنه لم يعد عندنا بيوت ... لم يبقى لنا منازل ... لم يبقى عندنا كروم .

                    صوت رخيم من الخلف :
                    صبرا أهلي صبر...ا صبرا
                    باللين سيرحل أو قسرا
                    من أخذ أراضينا غدرا
                    من عاث فسادا في المسرى

                    سنذيق المحتل المر
                    لو صادر من ارضي شبرا
                    القائد أعلنها جهرا
                    سيفك عن الأرض الأسر
                    صبرا ..صبرا
                    بشرى.. بشرى
                    لا حسرة بعد ولا عسرا .

                    كالح : نريد معجزة .. نريد معجزة
                    الجوقة : نريد معجزة نريد معجزة .. نريد معجزة

                    الرئيس : مهلا ..مهلا .. مهلا

                    الجوقة : نريد معجزة .. نريد معجزة

                    الرئيس : ( يلتفت إلى النافذة ويطلب من الرهبان ) أحضروا لبنا باردا .. أحضروا لبنا باردا .. لبنا للضيوف

                    ) يهرع أحد الرهبان إلى الداخل(

                    ) الجميع يبتلعون لعابهم شوقا (

                    كالح : لا نريد لبنا .. لا نريد لبنا .. نريد معجزة .. نريد معجزة .

                    الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة

                    الرئيس : الهدوء .. الهدوء .. لم أنهي حديثي مع هذا الرجل .. لم انهي حديثي معه ... فهمت أنكم تريدون معجزة .

                    احد الرهبان : انتظروا... إنه لم ينتهي من حديثه .. انتظروا .

                    كالح : اصمت أنت أيها الراهب
                    ( أنت يا رئيس )
                    سيدمرون هذا الدير لو تركت الرهبان يفعلون ما يشاءون .

                    الراهب : لدينا نظام وقانون أيها السيد .

                    كالح : انتم مجانين ، إنكم تدمرون هذا الدير ورئيسكم يدمره أيضا .. كما أنني سأدمره فوق رؤؤسكم جميعا .. نريد معجزة نريد معجزة

                    الجميع : نريد معجزة .. نريد معجزة .

                    صوت من الخلف : ملء الأفواه .. ملء الأفواه نصرخ .. نصرخ ملء الأفواه
                    ستعود الأرض بإذن الله ستعود الأرض بإذن الله
                    إما سلما أو بالإكراه ستعود الأرض بإذن الله
                    يكفي شعبي ما قاساه يكفي.. يكفي ما عاناه
                    يكفي ... يكفي لن ننساه لن ننساه

                    كالح : يا رئيس ، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية ..

                    الرئيس : نعم .. ولكن قل لي إلا تحس من صديقك الطيب صاحب بئر النفط المدعو( نجادي ) ودعنا من خداع النفس وإيهام النفوس .

                    كالح : {وخلقناكم درجات } هذا قول الرب .

                    الرئيس : لكنك قلت ... أصبحت تحتقر العقل

                    كالح : نعم.. نعم إني أحتقره

                    الرئيس : وكيف اقتنعت بقول الرب ؟.

                    كالح : لقد كان عقلي فيما مضى ...يرفض الاقتناع بهذه الآية .. لكنه الآن مؤمن بها

                    الرئيس : ولكن ماذا عن أصدقائك القدماء .. أقصد الماديين منهم .. العلمانيين ، ألا يقتنعون بالآية ، وهل تمكنت من عقولهم الباطنة

                    كالح : عقولهم ترفضها .. عقولهم الباطنة ترفضها أيضا لكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .. أنا وحدي من يعرف ذلك .. ولو انك لم تلقي طلبي السابق في حاوية القمامة ، لكنت شرحت .. هات يا ولد افرد الملف .

                    ) يوجه حديثه إلى شاب يحمل كومة من رول من القماش مكتوب عليه بلغة غير مفهومة ويفردها وتبدو ليس لها نهاية من طولها ، وينهمك الجميع بقراءة رول القماش ، موسيقى تعبر عن القلق ونسمع بين الجميع همهمة غير مفهومة ).


                    ستار نهاية المشهد الأول





                    المشهد الثاني

                    يضاء المسرح ، ونشاهد ساحة الدير كما نشاهد نفس الشخوص اللذين ظهروا في المشهد الأول ، نشاهد الرئيس، والرهبان وكشه، والطبيب ،وكالح ،والجوقة والمجاميع يقفون جميعا تحت حرارة الشمس مباشرة .


                    كالح : عقولهم ألباطنه ترفضها أيضا ولكنهم مؤمنون بها .. وهم لا يعرفون أنهم مؤمنون أما أنا فأعرف .

                    الرئيس : كيف ..كيف ..أعتقد أنني لم أفهم ، وهل هناك باطن الباطن .

                    كالح : يمكن اصطلاح ذلك

                    الرئيس : وهل هم مقتنعون في باطن الباطن .

                    كالح : إنهم مؤمنون ...لم أقل مقتنعون

                    الرئيس : ولكن كل ما هو خارج الوعي فهو لا وعي
                    (يضحك(

                    كالح : لابد أن يوجد ..يجب أن يوجد

                    الرئيس : لماذا لا نقول :طبقات اللاوعي

                    كالح : لابد هناك اختلاف في الماهيّة بين اللاوعي وتحت اللاوعي

                    الرئيس : ولكن هذه فكرة ..قد تضحك الجميع

                    كالح : إنهم يضحكون لكنهم مؤمنون

                    الرئيس : ما تحت اللاوعي !

                    كالح: نعم؛ ولكن هل انتهيت من الحديث ؟.

                    الرئيس : ماذا تعني ؟.

                    كالح أعني أننا بانتظار المعجزة

                    الجميع : (ليس بصوت واحد ) نريد معجزة ...نريد معجزة ..نريد معجزة .

                    الرئيس : (لكالح ) إذن أنت سعيد في حياتك

                    كالح : كل السعادة ..ولا ينغص عيشتي وسعادتي سوى الرغبة في رؤية المعجزة

                    الرئيس : ( للطبيب (
                    وهل أنت سعيد في حياتك ؟.

                    الطبيب : كل السعادة ... نريد المعجزة

                    الرئيس : ( لنجادي الثري ) وهل أنت سعيد

                    نجادي : كل السعادة .. نريد المعجزة
                    الجميع : نريد المعجزة .... نريد المعجزة

                    ( يعود بعض الرهبان يحملون كؤوس اللبن ويقدمون للمتظاهرين )

                    الجميع : لا نريد لبنا .......... نريد المعجزة
                    لا نريد لبنا ..........نريد المعجزة

                    الرئيس : أرجوكم أن تشربوا اللبن أولا

                    الجميع : نريد المعجزة .........نريد المعجزة

                    الرئيس : أرجوكم اشربوا اللبن .........ثم ...ثم

                    الجميع : نريد المعجزة

                    الرئيس : اشربوا اللبن أولا .. والمعجزة ثانيا

                    الجميع : ( بأصوات غير موحدة ) ..... هل تعدنا ..... هل تعدنا ..........هل تعدنا ؟.

                    الرئيس : آ.....آ....... آ..... أعدكم ....أعدكم .... ولكن اشربوا اللبن أولا

                    ) ويشرب الجميع اللبن(


                    الرئيس : أيها الأصدقاء .. أيها الإخوة ...واضح لي أنكم مهذبون ..وغي غاية التهذيب ، ووجوهكم تنضح بحب الصدق والرغبة في الصدق ..ولكن ..ولكن ..لماذا تبقون هكذا واقفين والطقس حار ، والشمس حادة كما ترون .. ألا تدخلون إلى الداخل ..ألا ندخل، ونتحدث خناك .

                    بأصوات متفرقة : لا نريد أن ندخل .. لا نريد أن ندخل ... نريد المعجزة ...نريد المعجزة .

                    الرئيس : سنتحدث في الداخل.

                    الجميع : لا نريد ... لا نريد ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .

                    الرئيس : ( للرهبان ) أحضروا الكراسي للضيوف .احضروا الكراسي .

                    الجميع : لا نريد الكراسي .. نريد المعجزة ..نريد المعجزة

                    (يهرع الرهبان ويحضرون الكراسي ويصفوها في الخارج ولكن لا أحد يجلس(

                    الرئيس : حسنا ... حسنا وما نوع المعجزة التي تريدونها ؟.

                    ) الجميع بصوت متفرق (

                    الجميع : أي معجزة .. أي معجزة .. ألمهم نريد المعجزة .

                    الرئيس : ( للثري نجادي ) ولكن ألا تعلم أنت .. أنت أيها الثري .. ألا تعلم أن كثيرا من المعجزات قام بها الأنبياء ،ولكن لم يؤمن بها الجميع ..مع العلم أنهم جميعا ينظرون ،والجميع يشاهدون .

                    نجادي : ولكن بعضهم آمن
                    الطبيب : البعض آمن

                    الجميع ( بأصوات متفرقة ) البعض آمن ..البعض آمن .

                    الرئيس : وإذا أنا قمت بالمعجزة ...هل ستؤمنون جميعا .

                    الجميع : نريد المعجزة ... نريد المعجزة ..نريد المعجزة .


                    الرئيس : ولكن أجيبوني .

                    الجميع : نريد المعجزة نريد المعجزة

                    الرئيس : دعوني أتحدث إلى صديقكم الطبيب ..دعوني أرجوكم .

                    الجميع : وهل تعدنا بالمعجزة ؟.

                    الرئيس : أعدكم ... ولكن .. قل لي أيها الطبيب ... قال لي صديقك هذا ( ويشير إلى كالح ) قال لي بأنه مؤمن

                    كالح : إيمان مطلق .

                    الرئيس : وهل أنت أيضا مثله مؤمن وإيمانك مطلق ؟.


                    الطبيب : لا وجود لأدنى شك في إيماني يا سيدي

                    الرئيس : فلماذا المعجزة إذن ؟.

                    الطبيب : لقد كان النبي موسى مؤمن إيمانا كاملا ومطلقا ولقد قال للرب : أريد أن يطمئن قلبي ..لقد قالها النبي موسى من قبل لربه ..لقد قالها ..نعم ..نعم .. فال : ليطمئن قلبي .. نريد معجزة لتطمئن قلوبنا .

                    الجميع : لكي تطمئن قلوبنا ...لكي تطمئن قلوبنا .

                    الرئيس : وهل ستطمئن قلوب الجميع .. عند وقوع المعجزة ؟.

                    الطبيب : إن الله يهدي من يشاء

                    الرئيس : إنني أعرف هذه الآية جيدا ... لقد سمعت بها ..إن الله يهدي من يشاء .. ولكن الناس قد اختلفوا في تفسيرها كما تعلم أيها الطبيب .

                    الطبيب : تفسيرها واضح كالشمس يا سيدي .

                    الرئيس : وما تقول أنت ؟.

                    الطبيب : هو الذي يهدي .. يهدي من يريد أن يهديه ..ولا علاقة لمشيئة الفرد .. لا علاقة لمشيئة الفرد .

                    الرئيس : ولكن كثير من غيرك يريدون غير ذلك

                    الطبيب : لأنهم يستعملون عقولهم

                    الرئيس : إنك تتحدث كما يتحدث صديقك الكالح ؟.

                    الطبيب : عقولهم ترفض تفسيرنا

                    الرئيس : وعقولكم .؟

                    الطبيب : وعقولنا ترفض تفسيرنا

                    الرئيس : لم أعد أستطيع أن أفهم

                    الطبيب : إننا مؤمنون ... ولسنا مقتنعين .

                    الرئيس : أنت تذكرني بالعبثيين .

                    الطبيب كنت أنا واحدا منهم .

                    الرئيس : والآن ؟.

                    الطبيب : " أو حسبتم إنا خلقناكم عبثا " هكذا قال الرب .

                    الرئيس : وهل هذا يقدم الدليل الكافي المقنع .

                    الطبيب : ليس الدليل الذي يقنع العقل ..لكنه الدليل الذي يحمل على الإيمان .

                    الرئيس : هلا أخبرتني ..لماذا انتحر همنقوي ،ولماذا جُنّ نيتشه

                    الطبيب : لأنهما لم يتعلما اللغة العربية ، ولم يتوغلا فيها ، ولم يقرآ القرآن .

                    الرئيس : هل تقصد .....

                    الطبيب : نعم .. لو قرآ القرآن لما انتحر هذا وجُن ذاك

                    الرئيس : تعتقد إذن أن هناك حكمة للرب وقصد لأنه لم يجعلهما يتعلما اللغة العربية .

                    الطبيب : بدأت تحتقر العقل يا سيدي

                    الرئيس : إنني لا أحتقر العقل بالشكل الذي تراه

                    الطبيب : نحن نحتقره يا سيدي

                    الرئيس : لو احتقرناه لجهلنا كيف نلبس وكيف نخلع ملابسنا

                    الطبيب : قلت نحتقره .. ولم أقل ننفيه .

                    الرئيس : لكن قل لي .. ألا تؤمن بضرورة الدعوة إلى الله ... وحض الناس على الإيمان

                    الطبيب : هكذا أمرنا الرب في كتابه

                    الرئيس : وكيف تقنع الآخرين ..أليس بطريق العقل الذي تقول أنك تحتقره

                    الطبيب : الطرق إلى الإيمان لا بد من أن يمر بالعقل ..العقل هو القارب الذي يوصلنا إلى الضفة الأخرى ..حيث نبدأ الرحلة إلى الإيمان ........ نحاول بعقولنا أن نوصلهم إلى بداية الطريق نحو الإيمان ..نحاول يا سيدي أن نتحايل عليهم بعقولنا

                    الرئيس : وإذا لم ينطل التحايل

                    الطبيب :تكون مشيئة الرب

                    الرئيس : إذن فلن يكونوا مؤمنين ..وسوف يعذبهم الرب

                    الطبيب : الله يعذب من يشاء

                    الرئيس : وهل أنت تعتقد بذلك

                    الطبيب : أرفضه عقليا ..لكنني مؤمن به كل الإيمان .

                    الرئيس : إذن لا بد أنك مؤمن بالجهاد والفتوحات الإسلامية السابقة ..وفرض الدين بالقوة

                    الطبيب : هكذا أمرنا الرب .. وإننا نفعل ما يأمرنا به الرب ..وأن فرض الدين بالقوة أو التحايل على العقول .هي الوسيلة الوحيدة لكي نجعل الناس تقرأ القرآن ..وهي الوسيلة الوحيدة التي لكي نوصل المؤمنين إلى الضفة الأخرى ..والى بداية الطريق نحو الأيمان .... والآن الحديث طال ..أين المعجزة .

                    نجادي : نريد المعجزة

                    الجميع : أين المعجزة أين المعجزة

                    الرئيس : ( يصرخ ) حسنا أيها الناس .. أحضروا أهل البلدة أيضا جميعا ..وسوف أقوم بما تريدون

                    الطبيب : بعضهم سوف يسخر منا .. ولن يقبل ولن يصدق

                    الرئيس : ولكن لماذا

                    الطبيب : {ولو شاء ربك لآمن من الأرض كلهم جميعا} هكذا يقول الرب

                    الرئيس : إنني أفهم ذلك إنني أعرف ذلك ..أفهمه... أفهمه .. أفهمه


                    الطبيب : نحن لا نفهمه ولكننا مؤمنين به

                    الرئيس : ستحدثني ثانية عن العقل

                    الطبيب : نعم يا سيدي ..عقولنا ترفض ذلك .. لا تستطيع عقولنا أن تقتنع .. لم نستطع أن نفهم لماذا لم يرد الله أن يؤمن من في الأرض جميعا ..ولو شاء لفعل ..عقولنا ترفض ذلك لكننا مؤمنون

                    الرئيس : مؤمنون ...؟ ومتأكدون أنكم مؤمنون ؟؟؟

                    الطبيب : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

                    الجميع : نريد معجزة

                    الرئيس : ولكنكم مؤمنون

                    الجميع : نريد المعجزة ..نريد المعجزة

                    الرئيس : ( يصرخ ) سوف أقوم في المعجزة إذا استطعتم أن تحضروا جميع أهل البلدة

                    ) تعلوا الأصوات بشكل متشابك وفوضوي بعض الشيء(

                    الجميع : لا نستطيع ..لا نستطيع أن نحضر الجميع . لا نستطيع لا نستطيع

                    ) يدخل رجل ويقف خلف المتظاهرين ويجلس على الأرض(
                    ) الرئيس يشير بيده إلى رجل في المؤخرة في آخر(

                    ) الجميع بصمت مطبق وهم يتحولون بأبصارهم إلى الرجل الذي يجلس على الأرض(

                    ) تعتيم جزئي في لحظة دخول الرجل(

                    نهاية المشهد الثاني



                    طاب المعجزات

                    المشهد الثالث


                    { يضاء المسرح لنجد الجميع ينظرون إلى الخلف حيث الرجل الجالس على الأرض ، ونلاحظ كالح وهو يدقق النظر حيث ينظرون }

                    كالح : أين هو ...؟ أين هذا الرجل الذي تتحدث عنه أيها الرئيس

                    الرئيس : ألا تراه ... ذلك الشاب !.

                    كالح : نعم إنني أراه ( يحدق قيه )ولكني لا أعرفه ..لم يسبق لي أن رأيته ..
                    (يسأل الطبيب ) هل تعرفه أيها الطبيب ؟.


                    الطبيب : لا أظن أنني رأيته من قبل

                    كالح : (يسأل أحد الرجال ) وهل تعرفه أنت يا مرزوق .

                    مرزوق : لا .. لا أذكر أنني رأيته

                    كالح : ( يسأل آخر ) وهل تعرفه أنت يا صخر ؟.

                    صخر : لا أعرفه

                    الرئيس : ( يتحدث إلى الغريب ) .. ولكن من أنت أيها الغريب ؟.

                    الغريب : أنا .. أنا يا سيدي عابر طريق .. إنني من بلدة بعيدة .. ووجهتي هذه البلدة ، عندي بعض الأدوية ..بعض الأعشاب أتجول في كل مكان وأبيعها

                    الرئيس : ولماذا جئت إلى هنا ، وجلست .

                    الغريب : سألت أحد (الرعيان) هناك ..عن سبب تجمعكم .. أحد الرعيان بالقرب من هنا ..إنه ليس بعيدا ، سألته عن تجمعكم ،فأجابني بأنكم تنتظرون انطفاء الشمس

                    الرئيس : انطفاء الشمس .. ومن قال أن الشمس ستنطفئ ؟.

                    الغريب : هكذا قال الراعي يا سيدي .

                    الرئيس : قال لك الراعي بأننا ننتظر انطفاء الشمس

                    الغريب : نعم يا سيدي ..وجئت لكي أتفرج معكم .. سأتفرج كيف ستنطفئ الشمس .

                    الرئيس : وأين هو الراعي ..؟ .

                    الغريب : لقد غاب عن الأنظار يا سيدي .. بل لقد اختفى ... في الحقيقة لا أدري ..كان هناك .. لكنه اختفى تماما
                    لا بد أنه ابتعد .. لقد غاب عن الأنظار يا سيدي

                    الرئيس : ( بلهجة فيها بعض السخرية والشك ) ولكن هل سألته متى .. وكيف .. وما هي المدة التي يستغرقها انطفاء الشمس ؟.

                    الغريب : كلا يا سيدي ..سألته فقط ..لمَ تجمعَ هؤلاء القوم .. وقد خطر لي يا سيدي أن أريكم بعض الأدوية والأعشاب التي أحملها .. هل أريكم يا سيدي .؟ هل تحبون أن اعرض عليكم ... ما رأيكم دام فضلكم .

                    الرئيس : وبماذا أجابك هذا الراعي

                    الغريب : قال إنكم بانتظار انطفاء الشمس

                    مرزوق : إنه مجنون .. لقد وعدتنا بالمعجزة

                    (في الخلف بعض الأصوات )

                    أصوات متباعدة : نعم .. نعم .نريد المعجزة ..إنه مجنون

                    كالح : ( يحدق في الغريب ..ويقترب منه قليلا ) ولكن قل لي أيها الغريب .. هل تستطيع أن تصف لنا ذلك الراعي

                    الغريب : إنه ..إنه .. لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أن أتذكر ..لا أستطيع أيها السيد .. ولكن ألا تريد أن أعرض عليكم بعض.............

                    كالح : ( مقاطعا ) هل هو طويل .

                    الغريب : في الحقيقة .. إنه ..إنه .. لا أذكر ... لا أذكر

                    الرئيس : ( فجأة يصرخ ) إنها المعجزة .. إنها المعجزة ..لا شك أنها المعجزة ( يصلي ) ..لقد استجاب الرب لطلبكم ..لقد استجاب الرب .. لقد استجاب الربّ .... (يحدق في الشمس ) انطفئي إذن أيتها الشمس ..انطفئي إذن .. ماذا تنتظرين .. ( يوجه حديثه إلى المتظاهرين ) أظنكم سوف تؤمنون ..سوف تؤمنون .

                    الجميع : قلنا لك أننا مؤمنون

                    الرئيس : حسنا سوف تطمئن قلوبكم إذن ..انتظروا انطفاء الشمس .. انتظروا انطفاء الشمس
                    ( يلتفت إلى مرزوق ) أنت سيطمئن قلبك أليس كذلك

                    مرزوق : لا يا سيدي

                    الرئيس : ماذا تعني .. أليس هذه معجزة لو حدثت

                    مرزوق : إنك لم تطلبها يا سيدي

                    الرئيس : وكيف ستعلل الأمر

                    الطبيب : لابد أن ننتظر أولا .. وإذا حدث وانطفأت الشمس .. فربما هناك سبب يقبله العقل

                    الرئيس : ها أنت تستعمل عقلك إذن

                    الطبيب : قلت لك يا سيدي .. إننا نستعمل عقولنا ما دام الأمر يتعلق بكيف نعيش ..ونرفض عقولنا عندما يتعلق الأمر لماذا نعيش ... وهناك احتمالات أخرى .. الأول أن انطفاء الشمس سبب يفسره العلم .. والثاني ليس هناك سبب يفسره العلم ..وعلينا أن نستنفد الاحتمال الأول أولا .

                    الرئيس : ( إلى كالح ) وأنت .

                    كالح : سوف يطمئن قلبي لو انطفأت الشمس ، وسوف أقبل وجنتيك ورأسك وعينيك .

                    نجادي : وأنا كذلك ..سوف يطمئن قلبي

                    صوت : وأنا سوف يطمئن قلبي

                    احدهم : إني بانتظار انطفاء الشمس

                    الرئيس : يجب أن تحدد موقفك .. هل سيطمئن قلبك .

                    المتظاهر : لست أدري ..لست أدري ..ولكن دع الشمس تنطفئ أولا
                    ( في هذه اللحظة تزداد إنارة المسرح قوة ،إنارة باهرة ولكن بالتدريج )

                    الرئيس : ( للطبيب ) قل لي إذن أيها الطبيب ، ما الذي ستفعله عندما ستنطفئ الشمس ، وقبل أن تجيب فل لي ..كيف تستطيع أن تؤمن بشيء يرفضه عقلك كما تقول .

                    الطبيب : لأنه كلام الرب .

                    الرئيس : أنا أعرف أنه كلام الرب ّ لكن كيف عرفت أنت .

                    الطبيب : عرفته بعقلي .. عرفته أنا عندما قفزت فوق تلك الهوة السحيقة ، التي تتخبط فيها تعقيدات العقول ..قفزت فوق تصادم العقول ..قفزت فوق الهوة التي تتحرك في قاعها جميع الفلسفات التي عرفها التاريخ بكل ما فيها من تعارض وتناقضات .

                    الرئيس: حسنا أنك قفزت .. ولكن قل لي كيف عرفت أنك قفزت في الاتجاه الصحيح .. لقد قفزت إلى الضفة الأخرى .. ولكن ما أدراك أنك في الاتجاه المؤدي إلى الحقيقة ، ما دمت لم تستعمل عقلك ، ولم تستعمل تسلسلا عقليا ومنطقيا .

                    الطبيب : لقد قال الرب " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ومع ذلك فإنني سوف أتأكد عندما تنطفئ الشمس .

                    رئيس الرهبان : ولكن الرب يطلب منا أن نستعمل عقولنا من أجل الوصول إليه والإيمان به .

                    الطبيب : إنك لم توقعني في التناقض .. ليس من تناقض .. ولكن دعني أفكر قليلا .. لكن لا ..لا .. لا أريد أن أفكر ..بل لا بد أن ...لا بد من أن أفكر ..لا بد أن أصل أولا إلى الضفة الأخرى ..لا بد أن أعرف كيف أجدف وكيف أحرك القارب ..لا بد أن أصل إلى الصفة الأخرى .. إنك لم توقعني .. يمكنك أن تقول فقط أنك هزمتني عقليا ..نعم .. نعم .. لقد هزمتني عقليا .لكن إيماني لا يزال راسخا .. أريد فقط أ، يطمئن قلبي .

                    كالح : سوف تطمئن قلوبنا .. ولن ندخل في هذه التعقيدات .. ولكن لماذا لم تنطفئ الشمس بعد ..لماذا لم تنطفئ بعد .

                    الرئيس : ذلك الرعي الذي تحدث عنه الغريب هو روح أحد القديسين ..لا بد أنه روح أحد القديسين ..ولقد أخبر هذا الرجل الساذج المسكين ( ويحاول أن يشير إلى الغريب ، ولم يجده في مكانه ) أين الرجل الغريب ؟ أين هو يا ناس .. أين الرجل الغريب ..أنت كنت إلى جواره أين هو ( يخاطب أحد المتظاهرين ) أين هو ؟

                    المتظاهر : لم أره كان أمامي هنا ..لكنه اختفى .

                    ( تدور جلبة بين الناس يبحثون عن الغريب لكنهم لم يجدوه )

                    احد المتظاهرين : لقد اختفى يا سيدي ..لا أدري كيف ..لكنه اختفى فجأة .

                    الرئيس : ( يصرخ ) وهل لا يزال في قلب أحدكم شك .. ألا يزال في قلب أحدكم شك .

                    ( لحظة صمت وتعجب من الجميع تظلم الخشبة ويسود الظلام للحظات ونسمع أصوات وجلبة وتساؤلات )

                    احدهم: ماذا جرى
                    آخر : ماذا حدث
                    آخر : يا إخوان ماذا يجري لم أعد أرى شيئا

                    ( يضاء المسرح )

                    كالح : ما الذي جرى

                    الطبيب : ما الذي جرى

                    مرزوق : خمس دقائق يا إخوان لم أعد أرى شيئا ، هل تصدق يا أبا صالح .. لقد عم الظلام .. اختفى كل شيء

                    آخر : عم الظلام كل شيء من الأرض حتى السماء

                    الطبيب : حقا ما لذي جرى

                    كالح : ليس مهما .. لا تنسوا ما جئنا من أجله .. ولكن ماذا كنا نقول .

                    الرئيس : آه حقا ماذا كنا نقول .. ( متذكرا ) عم كنا نتحدث ... ماذا كنا نقول ..أذكر أننا كنا نتحدث .. ولكن من أنتم .. ولماذا أنتم هنا ..؟ أي خدمة أزجيها لكم أيها القوم

                    كالح : فعلا ..فعلا لم اجتمعنا هنا .

                    ( ينظرون كل إلى وجوه بعضه البعض باستغراب )

                    الطبيب : تذكرت .. جئنا من أجل المعجزة .. وأعتقد أننا كنا ننتظر انطفاء الشمس

                    الرئيس : نعم صحيح ..نعم صحيح .. لماذا لم تنطفئ الشمس

                    الجميع: لماذا لم تنطفئ الشمس لما ذا لم تنطفئ الشمس

                    الرئيس : لماذا لم تنطفئ الشمس ... لماذا لم تنطفئ الشمس .. لماذا لم تنطفئ الشمس

                    ( الجميع يرددون نفس العبارة )

                    ستار نهاية المسرحية
                    [/frame]

                    الاستاذ يحي الحباشنة سلاما والف تحية ..!!!

                    قلت لك يا سيدي .. إننا نستعمل عقولنا ما دام الأمر يتعلق بكيف نعيش ..ونرفض عقولنا عندما يتعلق الأمر لماذا نعيش ...؟

                    هذا هو بيت القصيد يا عزيزي
                    لماذا نحن هنا نعيش ...؟؟؟
                    من اجل الاكل والشرب مثل قطعان الغنم والنهاية للذبح..؟!
                    كما يحدث لشعوبنا ولقومنا..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                    حيث ُأستبيح كل شيء ...؟
                    ونحن نيام و نطلب المعجزة لظهور صلاح الدين الثاني ؟؟؟
                    وكأن صلاح الدين خاتم سليمان السحري... لحل كل مشاكلنا ؟؟؟؟؟

                    وقسم آخر ينتظر المهدي المنتظر حتى يخرج من سرداب سامراء ..؟؟؟؟
                    انها ماساة امة تعيش على الاوهام ولا تعرف لماذا تعيش ؟؟؟

                    مزيدا من الانتاج المسرحي هو المدرسة التي تثقف الجماهير وترشدها الى طريق التحرر والارتقاء ...

                    بورك جهدك والسلام عليكم

                    زحل بن شمسين
                    التعديل الأخير تم بواسطة زحل بن شمسين; الساعة 16-06-2010, 06:14.

                    تعليق

                    • يحيى الحباشنة
                      أديب وكاتب
                      • 18-11-2007
                      • 1061

                      #11
                      [frame="1 98"]
                      المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة
                      الاستاذ يحي الحباشنة سلاما والف تحية ..!!!




                      هذا هو بيت القصيد يا عزيزي
                      لماذا نحن هنا نعيش ...؟؟؟
                      من اجل الاكل والشرب مثل قطعان الغنم والنهاية للذبح..؟!
                      كما يحدث لشعوبنا ولقومنا..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                      حيث ُأستبيح كل شيء ...؟
                      ونحن نيام و نطلب المعجزة لظهور صلاح الدين الثاني ؟؟؟
                      وكأن صلاح الدين خاتم سليمان السحري... لحل كل مشاكلنا ؟؟؟؟؟

                      وقسم آخر ينتظر المهدي المنتظر حتى يخرج من سرداب سامراء ..؟؟؟؟
                      انها ماساة امة تعيش على الاوهام ولا تعرف لماذا تعيش ؟؟؟

                      مزيدا من الانتاج المسرحي هو المدرسة التي تثقف الجماهير وترشدها الى طريق التحرر والارتقاء ...

                      بورك جهدك والسلام عليكم


                      زحل بن شمسين
                      [/frame]

                      [frame="1 70"]
                      العزيز الغالي المناضل زحل بن الشمسين

                      اشكر لك كل هذا الدعم الذي لا ينضب

                      سلمت وغنمت واهلا ومرحبا بك في رحاب المسرح
                      كل التقدير والاحترام يحيى
                      [/frame]
                      شيئان في الدنيا
                      يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                      وطن حنون
                      وامرأة رائعة
                      أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                      فهي من إختصاص الديكة
                      (رسول حمزاتوف)
                      استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                      ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                      تعليق

                      • عابر سبيل الحباشنة
                        • 03-04-2011
                        • 6

                        #12
                        اشكرك على المسرحية وانا استمتعت في قراءتها

                        لاحظت من خلال قراءتي للمسرحية هنالك صراع بين العلمانية و الشريعة الاسلامية حتى في العقل البشري وخاصة نحن في عصر الاكتشافات العلمية .
                        تنويه بسيط من اهم ما يميز الشريعة الاسلامية عن الديانات الاخرى
                        1- الشمولية
                        2- العمومية
                        ومن المستحيل ان يتناقض العلم مع الشريعة الاسلامية لانه في داخل الشريعة الاسلامية مفاتيح العلم وليس العلم الكامل
                        واما العلم يتناقض مع نفسه حيث هنالك نظريات تدحض نظريات و فرضيات تخالف نظريات .

                        وانتمى لك يا استاذ يحيى دوام الصحة والعافية
                        وعذرا ان كان فهمي خاطئا لمغزى المسرحية

                        تعليق

                        • يسري راغب
                          أديب وكاتب
                          • 22-07-2008
                          • 6247

                          #13
                          الاستاذ يحيى الحباشنة الموقر
                          احترامي
                          وتقديري
                          ومكانك لازال شاغرا في القلوب وفي العقول
                          فانت للمسرح ابا وللنقاش الحر اخا وللحق صوتا وقلم
                          نرجو عودتك لاسكات الضلالة والضالين عن الحق من اصدقاءنا
                          فتلك رسالتك / انصر اخاك ظالما ومظلوما
                          ودمت سالما منعما وغانما مكرما

                          تعليق

                          يعمل...
                          X