عرق النسا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمير المنزلاوي
    عضو الملتقى
    • 26-09-2009
    • 44

    عرق النسا

    آه يا ناري لو أعرف سكة ساحر يأخذ عيني ليحولني عصفورا أتنصت على همس أبى و سميحة ! لن أنقل كل ما أسمعه بع لأمي المتشوقةاليه ، لكنني سأشبع فضولي و أغلق هذا الباب المهبب بالضبة و المفتاح .


    قل لي يا فالح كيف يتلصص عصفورك، و أين سيقف؟ الدكان كأنه زنزانة ، أما النافذة الوحيدة المطلة على الغيطان فهل رأيتها مفتوحة يوما ؟ إذن فالعصفور الذي هو أنت لابد له أن يقف على البنك نفسه الذي تتكئ سميحة بنصفها العلوي عليه من الخارج بينما يتكئ أبوك على الجانب المقابل ، تكون المسافة بينه وبين وجهها المسمسم الحلو و جسمها المنحنى الريان ربع شبر، أما ضفيرتها الخلفية الفاحمة فإنها تتمايل كذيل المهرة . إذا لم يكن بد من فكرة التحول فلتكن صابونة أو علبة سجائر لأنهما يوضعان في الرف القريب من مكان الهمس .أنت تسميني فالح على سبيل التندر و السخرية فماذا عساني أطلق عليك ، آه نفس الاسم فالح ! قل لي أنت يا فالح ماذا سيكون مصيري في حالة كوني صابونة أو علبة سجائر عندما يأتي زبون متعجل و يشتريني؟ لن أسمع همسة واحدة بل سأفقد حياتي في حمام أو تحت الأقدام .سمعت عن أجهزة تسجيل دقيقة تزرع في الحوائط أو ظهور المقاعد فلا يتنبه لوجودها أحد ، و هي بارعة في التقاط أضعف إشارة و في حجرتىأدير الشريط و أستمتع بعد أن تنام أختي الصغيرة تهاني .. لكن اليد قصيرة ! سأظل مضطرا إذن أن أتبع الطريقة القديمة و أطلع لأبى و سميحة من تحت الأرض ، لا أكاد أسمع شيئا ، لكنني أثير القلق و أرى سحابة سوداء في جبهته و في جبهتها و هما يعتدلان بسرعة و تغمغم فيسرع بلف بعض الأشياء في ورقة و يناولها .



    أفرد له يدي فيضع مصروفي و يزمجر: لا شغله و لا مشغلة. أمي تسألني كل يوم : سميحة راحت الدكان ؟سمعت حاجه؟أردد كلاما عائما : عادى كانت تشترى شايا و سكرا و لم تفتح حنكها بكلمة. هي لا تصدق لأن البلد كلها تكلمت و زارتها نسوة بعدد شعر الرأس للتحذير و التضامن . كلامي يريحها و لكن لا يداويها، لو تطع عقلها المستعر لضربتها بالشبشب حتى تبعثر مخها ! لكن الزوج الطلسم لن يرحمها سيضربها أمام الناس حتى تغور في سابع أرض .في أوقات متباعدة يحجزني في الصباح أو يرسل لى غلاما الىالمقهى: اقعد في الدكان .يخطف رجله إلى مطوبس أو يذهب في عزاء أو تهنئة ،يتعين على أن أحتمل رائحة الأضرحة التي تنبعث من كل شئ بفعل البخور العالق، و لا أجرؤ على فتح النافذة التي تمتلئ حافتها بالمسامير الصدئة و الأحذية الممزقة و الأتربة و الصراصير لان ذلك يؤدى إلى دخول الفئران !أمي رجته و باست يده ليترك لي الدكان :اعتمد عليه ، و استرح.


    يزعق : أنا حي و بصحتي ، الشغل في كل مكان . لكي يثبت ملكيته علق الرخصة و السجل و الشهادة الصحية و صورته الشخصية.أنا فوزي عبد السلام صاحب بقالة الأمانة، كل شئ هنا ملكي أما الولد الفاشل فريد فليس له هنا خردله و لو كان بيدي ما جعلته يدخله برجله ، لكن ما باليد حيلة!أمي حزينة تريدني أن آخذ الدكان و في الليل أسمعه يزمجر كالقط الهائج فوق الأسطح و أشعربها حائرة تهرب إلى الحمام ثم تأتى لتطمئن على البنت الراقدة و تتمدد بجوارها على السرير الصغير . معنا الآن في البرنامج الحاج فوزي عبد السلام صاحب بقالة الأمانة لديه مشكلة تفضل .أنا رجل بسيط بدأت من الصفر و أصبحت صاحب أكبر دكان في البلد ، و الولد الجالس بجواري يدعىأنه ابني و يريد سرقة الدكان بمساعدة أمه!


    طيب يا حاج فوزي أنت ورد في كلامك كلمة ( يدعى ) أرجوك اشرح للمشاهدين. أقصد أنه ابن حرام .


    عيب تقول هذا الكلام قدام الملايين.


    لحظة واحده يا أستاذ فريد لابد من حرية الرأي.


    هل أمك لا تتهرب منى ليلا و تنام عندك في الحجرة ؟ : فريد أنت نائم ؟


    : لا


    تقوم متسللة حيث نام القط و ارتفعت أنفاسه تملأ المكان.


    حين أكون في الدكان لا تأتى سميحة إلا نادرا و هي تقف بعيدا عن البنك و تطلب أشياءها بصوت خفيض ثم تستدير كالطيف . أبدأ يومى بمحاولة التكيف مع الروائح و النفايات و أكوام القذارة ثم أرقب الحمارة التي تسرح يوميا في العاشرة مع جحش ملتصق الأذنين يركض في حيرة . أجلس لصناعة قراطيس اللب و السوداني و السكر في كتب توفيق الحكيم و يوسف السباعي . منذ فترة جاءت قرعة صورة يوسف السباعي في قرطاس ذهب إلى دار الحاج محمد قريش و لما بعثني أبى أطالبه بحساب متأخر فوجئت بالسباعي مثبتا بعجين فوق حائط حجرة الضيوف و قد كتب ابنه التلميذ تحته بالطباشير: عاش السيد الرئيس محمد حسنى مبارك! اتمنىأن أذهب مرة إلى مطوبس أتبضع . أخرج الكشف من جيبي و المحفظة من الجيب الآخر و أحمل البضاعة على كارو عبد الغنى. البقالة من نافع و الخردوات من كمال بلال ، الأدوية أشتريها سرا من أجزخانة الياس . لا يعطيني الفرصة أبدا .في ظلام الحجرة يحلو لي التفكير ، و في الليلة الموعودة كنت أسأل نفسي : من السبب فيما يفعله أبى ، هل هي أمي أم سميحة؟ حادي بادي واحد اثنان . لعبة مسلية حتى الصباح ثم أنام إلى المغرب .اللعبة ليست مسلية لأنك لن تتخلص من انحيازك . دع هذا السؤال و لتلعب لعبة الهمس . تخيل ماذا يقولان حين يقترب نصفاهما ؟ لم أكد أبدأ التخيل حتى سمعت من يوسوس في أذني: أنا سوف أريحك و أخبرك بكل ما يدور في اللقاءات السرية بين أبيك العلق و سميحة .في الحقيقة لم أخف و لا اهتزت لي شعرة لأني منذ فترة طويلة أبحث عن ساحر عليم و برق في مخي أنه استجاب و جاء .


    : لا يوجد سحر الآن يا فريد، أناعفركوش بن برطكوش كنت نائما في حالي منذ وفاة المرحوم إسماعيل يس فحرقتني بأفكارك و رغباتك فاستيقظت و جئتك.


    بدأ يوسوس لي بما يقوله أبى وبما تقوله سميحة . كلام بذئ ، قذر


    : عفريت وسخ .




    ارتميت على السرير.لكنني ما كدت أضع رجلي على أول درجة في سلم النوم حتى فتح الباب و دخلت أمي : أبوك تعبان.


    أعطتني المفتاح . كان رأسي يدق، ابتسمت حين تذكرت كلمات العفريت قالت :تعالى كلمه وخذ بالك من سميحة .


    كان مضطجعا وساقه اليمنى مفرودة أمامه : رجلي كأن فيها نار


    همهمت بعدة كلمات.


    انتبه لا تبع للغرباء و حاذر من بعثرة السكر و الزيت . دقق في الوزن و لا تكشر في وجه الزبائن أنا أفعل كما يفعل قرد الحاوي حتى أعجبهم . الأدوية تحت فرشة درج الفلوس . حبوب نصار للاسهال ، الانترفورم للإمساك ،الأثير للمغص. دفتر البفرة لا يباع وحده لابد من سجائر أو دخان.لم أفكر كثيرا لأني أحفظ هذه النصائح و لو كانت هناك حرية لنصحته بإنزال المعلقات المتربة و فتح النافذة للتهوية و تنظيف المقبرة المفتوحة تحت البنك و نقل صفيحة الجاز التي تنسكب على الأرض إلى الخارج و مراعاة شعور البلد كلها و إنهاء مهزلة سميحة!يومان مرا سألنى بعدهما الناس عن أبى و هرعوا إليه يزورونه و يجمعون على أن ما يعانى منه هو عرق النسا . جلبت أمي الرمل الساخن وزيت الخروع وزيت الماكينات ، و بدلا من زمجرة القط الهائج سمعنا تأوهات طفل مكروب و سهرت طول الليل تدعك له الجلد بالزيت حتى يشربه العرق اللعين و يهدأ ، لكنه رفض كل ما قدم له و ظل يأكل أعصابه إلى حد اننى بكيت .في الليل قال لي العفريت : تبكى كالأطفال؟


    قلت له : انك عفريت لا تعرف العواطف أليس أبى ؟


    : لن تستمر عندما أخبرك بما يقولانه هو و سميحة عنك؟


    : قل لي من فضلك ، لطالما أردت أن أعرف ؟


    :عندما تضايقهما تقول له ابنك ماسخ و قليل الذوق فيقول لها متأففا: انه ابن حرام، ربنا يريحني منه ومن أمه في يوم واحد.


    :هل هذا حقيقي أتقسم عليه؟ : اسمع يا فريد أنا تخصصىنقل الأخبار و بكل دقة



    ،لا أعمل شيئا سوى ذلك ، يعنى لو سألتني عن وجع ساق أبيك أو طلبت منى دواء فلن تخرج منى بطائل .


    : وأنا الذي أبكى!


    : لا وقت للبكاء الدكان ينتظر منك الكثير . لابد من التغيير . أبوك على حد علمي لن يعود إليه . فلتفعل ما تراه ضروريا و ها أنت عرفت ما يضمر لك وما يقوله عنك أمام امرأة غريبة.


    : نعم سأغير كل شئ.


    : و لتأخذ سميحة أيضا .


    : كيف؟ إنها تكرهني . حتى عندما تقابلني في الشارع تهرب كأني سآكلها.


    : دائما تشعرها بالعار و بأنك تمسكها من اليد المعطوبة.كما أن أمك ترسل لها شتائم نابية.



    : وما هوالسبيل الى غزو قلبها و جعلها مثل الخاتم في اصبعى يا شيخ العفاريت ؟ هل من سحر يقلب الأوضاع؟


    : سبق و أخبرتك أن السحر اختفى و من قبل كنت تتساخف و تريد أن تكون عصفورا أو صابونه ثم جاءك ما تريد و أنت نائم ، و يبدو أنك استحليت ذلك فتريدني أن آتيك بسميحة جاهزة ، لا لابد أن تبذل جهدا لكى تشعر بك و تتجه ناحيتك .


    فىاليوم الرابع و بينما كنت منشغلا بصناعة قراطيس بلزاك و مارسيل بروست و أراقب ضاحكا عدة سراويل نسائية على حبال الغسيل معظمها يحمل


    علامة شركة الحوا مدية للسكر، جاءت تهاني أختي تجرى و انحنيت لها فقالت في أذني: هات فلوس ، عمى طلحه سيذهب مع أبى للدكتور في مطوبس.ما إن غابت حتى رأيت الحمارة و الجحش، لكنهما اقتربا هذه المرة و قالت الحمارة بلسان فصيح :


    - ولد ماسخ و قليل الذوق . ربنا يريحني منك ومن أمك في يوم واحد .


    ثم اندفعت تجرى و يركض وراءها ابنها الملتصق الأذنين ضاحكا بصوت طفل.

    ظللت أغلى طول اليوم و في المساء كان البيت غاصا بالزبائن و قال عمى طلحة لأمي في السر إن الأمر خطير و أعطاها لفافة حقن وحبوب و مراهم . لما أظلمت الحجرة جاء العفريت ، شكوت له مما فعلت الحمارة فقال : لا تهتم إنها ابنة ملك الجان و لا سلطان لى عليها !
    أصبحت أستيقظ على نداء السبكى الذىيعطى الحقن و أقف مملوءا بالكسل وهو يعد الإبرة ثم يشير إلى أبى الذىيعتصم بالركن ليخفى إليته .كان اليوم الخامس هو ساعة الصفر: عالجت مقبض النافذة بالجازحتى أفاق من غشيته وفتح المصراعين فمرق الهواء الذي طال اشتياقه لمعرفة ما يدور في الداخل . النفايات التي كانت على الحافة كومتها في جوال . مزقت فرشة الرفوف من ورق الجرائد الأصفر المرصع ببراز الذباب وأنزلت البضاعة ثم قصصت أوراقا جديدة على شكل مثلثات و مربعات و نسقت كل صنف في رف مستقل بطريقة الاهرامات، نظرت إلى المعلقات ، كانت مطموسة وقميئة . أنزلتها و غسلت الزجاج بالماء ثم دعكت الحواف فلمعت كالذهب. أردت أن أعيدها إلى أماكنها لكنني وجدتني اقذفها في قلب الجوال . بقيت الأشلاء المكدسة
    في المقبرة تحت البنك ، سحبت الزجاجات وا لعلب و كنست بقايا السمن و السكر و الزيت فارتفعت رائحةعطانة لا تطاق مما دفعني إلى جلب دلو من الماء والرقود على الأرض لأغسل الآثار. الدكان الآن شاب في العشرين، و التوتر زال إلى حد كبير لدرجةاننى أمسكت أحد كتب القراطيس لأقرأ فيه و مضى اليوم رشيقا خفيف الدم .قال لى العفريت إن ما فعلته يثبت جدارتي و لم يبق لى الا الإعلان عن رجولتي الكاملة !
    : اننى لا أستطيع أن اكلمها . إنها تأتى دائما في وجود زبائن!
    : - هل تظن الأمر سهلا . كلا .صدقني، أبوك تعب سنوات حتى رضيت له ، و لا تعتقد أن الحكاية وقفة أو كلمتين على البنك،انها سميحة .
    : أريد أن افهم .
    : أبوك كان يأخذها إلى مطوبس ، هناك يطعمها اللحم و الفراخ المشوية و الهريسة و أحيانا يشترى لها قماشا و أدوات تجميل.اسأل أي عيل في البلد يخبرك عن ذلك و يخبرك أيضا أنه يسقط إليها من السطح ليلا و يقضى معها وقتا ممتعا .
    : و بماذا تنصحني . لابد من الوصول إليها و لو كلفني ذلك حياتي .
    : اشتر لها كريم وجه و زيت شعر يجعل الضفيرة تلمع. فى المرحلة التالية اعزمها إلى مطوبس و بالغ في الفنجرة ! ابدأ غدا و سوف أجعلها تأتيك و أخلى الشارع من المارة .
    منذالفجر استيقظت و وقفت مع السبكى و فتحت الدكان .
    خرجت إلى المصطبة . رددت على تساؤلات الناس عن أبى . جاء على بالى وهو يختبئ في الركن حتى لا أرى إليته. الساعة تجاوزت العاشرة و لا أثر للحمارة أو الجحش . ألأسطح خالية من الغسيل و الشارع تصفر فيه رياح الخريف .
    رأيتها آتية فدخلت بسرعة . وقفت بعيدا عن البنك . ابتسمت كاشفا أسناني لكنها نظرت إلى الأرض . سيطرت على دقات قلبي . أنا رجل و أستطيع الدخول في مغامرة !هل نصحني العفريت بشئ ابدأ به؟ لا اذكر.
    غمغمت ، لكنني لم أتبين حرفا واحدا و وقفت لا أتحرك . عادت تغمغم . اقتربت من الأرفف . افتح سكة . قل لها أبى يسلم عليك.
    لا أنت خائب، لا تذكرها به .
    الأفضل أن تخرج لفافة الكريم و الزيت و العطر و تقدمها . هي التي سترد . ربما تتدلل و تدعى الدهشة و ربما قالت كلمة أو اثنتين ترضى بهما حياءها . هيا اخرج اللفافة . كانت الآن تغمغم أكثر و قد تغير وجهها . و في نفس اللحظة رأيت أمي تهجم كالنمرة على المرأة من الخلف و تجذب ضفيرتها بكل قوة فتلقيها على الأرض و ترتمي فوقها!
    سحبتها إلى ركن و اندفعت تكيل لها الضربات في وجهها . سميحة رقدت مستسلمة وسترت وجهها بيديها ثم بعد لحظه لم تتحملا فسقطتا بجوارها ليصير الوجه كتلة مدممة .كان الصمت مطبقا لا أمي تنطق و لا الفريسة كذلك و قد سمح العفريت الآن للجميع أن يمروا و كنت أقف كالمخدر لكنني رأيت الحمارة و الجحش يتفرجان و رأيت امى تقلب سميحة و تعجن ظهرها و تمزق ملابسها و كان الدم يتدفق من فمها و يتخثر في بركة ،ثم تقوم من فوقها عائدة إلى البيت دون أن يتدخل أحد من الواقفين في هذا الشأن الخاص .
    التعديل الأخير تم بواسطة سمير المنزلاوي; الساعة 26-04-2010, 12:17.
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    سمير المنزلاوي
    استمتعت بقراءة نصك
    النفس أمارة بالسوء زميلي
    وكم كانت لمحتك رائعة حول تحول الكتب الثمينة لقراطيس للب أو حمص وربما سكر!!
    رمزية تجدر الإشارة إليها لأنها جاءت تطابق الواقع
    أحببت (( العركة )) بين الأم وسميحه .. برافو
    لأن الأمر فعلا يحدث مثلما نصصته
    أسعدتني القراءة لك
    تحياتي ومودتي
    كان هناك تلاحم في الكلمات في بعض الأحيان نتيجة النسخ
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      ياويلها سميحة بعد الرجل ،
      و هى التى تعشق الطريق إلى الدكان .. و لكن الرجل مريض
      الرجل يرقد هناك متخليا عن غرامه ، و عن حياته
      وهى تسعى إلى الدكان ، فى الوقت الخطأ ،
      و إلى الرجل الخطأ .. !
      كان حلما إذن أن يرى انكسار سميحة ،
      و أن تتغير الأمور ،
      و الوقت أيضا ، فالناس دول .. و إذا ما انهارت دولة قامت على انقاضها
      دول ، ربما أقل قيمة أو أكثر ، و لكن لكل منها أدواتها ، وطقوسها .

      نعم هذا شأن خاص .. الأم تعود لممارسة تربعها على البيت و الغيط ، حتى سميحة نفسها تخضع لهذه الألية !

      حديث طويل بودى لو أطلقته هنا ، عن اللغة ، و هذا التماهى و العامية الرائعة ، و لغة الحوار ، هذا القرب من الواقع ، دون زخرفة أو محاولة أن يبدو أكثر جمالا !!
      أعجبتنى مفارقة الرجل ، حين وقف ليقول عن الابن : ابن حرام
      فهل كان كذلك ؟
      أدرى أن لا .. و أنه لو سمع غيره يقولها لقتله بيده ،
      لكنها لغة الحديث .. و ربما كان اختزالا غريبا لمعنى التمكن من الرجل

      كنت خبيرا بالفعل بهذه البيئة ، و هذا الدكان ، و هذه اللفافات التى كثيرا ما تحدثت عنها ، ربما بعدم اكتراث ، و لكن يمكن اهتمامك و حزنك فيما تدفع .. لا شىء عصى على النار ، أن نتحول لقصاصات تباع فيها أصناف البقالة
      كما لو أننا أصبحنا لقمة سائغة لديدان القبر .. ما الفرق .. ؟
      أن يتقاتل الكاتب لأجل نشر عمله
      ثم يكون محض قرطاس لحبيبات اللب الحقيرة و غيرها

      تكررت كلمة شئ .. و أنت أدرى بها منى : شىء

      محبتى سمير
      و أرجوك لا تغب علينا
      sigpic

      تعليق

      • سمير المنزلاوي
        عضو الملتقى
        • 26-09-2009
        • 44

        #4
        عفوا أخى ربيع

        أرجو أن تعذرنى فى عدم مقدرتى على شكرك للمبادرة ،لأننى مع آخر كلمة فى القصة انخرطت فى بكاء مر ، و ارتميت محموما حتى الآن .
        أخى انه الشئ ، ذلك التابو أو الحجرة التى لا تفتح ، و قد عالجت المقبض حتى حرك المصراعين ، لكن من الذى دخل ؟ ليتنى ظللت بعيدا لأن ما رأيته كان فوق الطاقة و الكتابة. سنلتقى بعد أن أقوم من مرضى الشديد و ما جنيت على أحد!

        تعليق

        • محمد سلطان
          أديب وكاتب
          • 18-01-2009
          • 4442

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          الزميل القدير
          سمير المنزلاوي
          استمتعت بقراءة نصك
          النفس أمارة بالسوء زميلي
          وكم كانت لمحتك رائعة حول تحول الكتب الثمينة لقراطيس للب أو حمص وربما سكر!!
          رمزية تجدر الإشارة إليها لأنها جاءت تطابق الواقع
          أحببت (( العركة )) بين الأم وسميحه .. برافو
          لأن الأمر فعلا يحدث مثلما نصصته
          أسعدتني القراءة لك
          تحياتي ومودتي
          كان هناك تلاحم في الكلمات في بعض الأحيان نتيجة النسخ
          الأستاذة الغالية و الأديبة العالية // عائدة محمد نادر

          دخلت بالنيابة عن أستاذي والدي المبدع الجميل ابن حارتي وقريتي الأديب الأستاذ سمير المنزلاوي .. بعد حديث عرفت منه أنه بحالة صحية نحمد الله عليها في الأول و الآخر .. لكنه سيعود قريبا جدا بمشيئة الرحمن ..
          بالنيابة عنه أعتذر كثيرا عن تخطيه تعليقك الذي رفع من معنواياته كثيرا و يؤكد أنها جاءت دون انتباه نظراً لاستياءه من نفسية أهرقتها تلك القصة , فالأبطال و الشخوص كما سأتحدث عنهم فيما بعد , هم حقيقيون .. أكلوا وشربوا مع هذا الرجل .. بل أقول أكلوا أعصابه فترة كتابتها .. وجددوا له الحنين .. فكانت نوبة من البكاء .. بكاء الحميمية المفتقدة ..
          أشكرك عائدة الغالية وأقدر مدى قلبك الكبير العذب كدجلة و الفرات ..
          صفحتي على فيس بوك
          https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #6
            [align=right]

            من أتى بك إلى هنا يا ولد .. جئت أشتري بعض الأقلام والكراسات فالعام الدراسي تبدأ معه معانهة الأباء و الأمهات .. وطبعا نحن .. : اعطيني بالشلن الباقي عسلية يا عم .. !

            من جاء بك إلى هذه المنطقة أستاذي الجميل .. من جعلك تقترب ممن تتعبك وتُرهقك سيرتهم .. !!
            "النزّلة" .. هذه البقعة العادية جدا في جغرافيتها .. البسيطة جدا فيها هيكلة شخوصها .. الطبيعية إلى أعلى حد كبقية باقع القرية .. قريتنا التي اشتقتها واشتقت "لنزلتها " ..
            رغم أن هذه المنطقة تبدو للعين و الغرباء عادية إلا أنهم .. نفس الغرباء أو نفس الأناس , بعد وقت ضئيل جدا , سيؤكدون أنها غريبة .. غريبة بمعنى الكلمة .. الشخوص .. و الناس .. الأطفال و النساء .. حتى الشيوخ و العجائز .. تجد الجميع لهم طباع مغايرة .. تميزهم عن غيرهم .. و السبب ,, ربما يتعدد .. يتوالد .. بل أقول أنها أسباب كثيرة , أهما و أوضحها هي اختلاف كل شخصية عن الأخرى وتميزها بطابعها الخاص بها .
            كنت أستمع لأبي وهو يتحدث عن مطبعة الشيخ "رمــزي المنزلاوي" وحينما يرسلني إليه كي أحضر برقيات الدعوة فنراها ذات طابعا خاصا .. لها رأئحة مميزة أيضا هي الأخرى .. أجزم أنها بأنفي حتى الآن .. لا أعرف إن كانت رائحة الورق ام رائحة الحبر .. لكن في الغالب كانت رائحة الكد المطبعي المرهق و الممتد لساعاتٍ طوال ..
            طعبا جاءت المطبعة بعد الدكان القديم الذي سمعت عنه و لم أعاصره .. كل هذا كان في تلك القصة الطويلة .. وأقول الطويلة بالنسبة للرؤية الأولى للنص .. أما بالنسبة للقراءة و معايشة الحدث ستجدها لن تتجاوز الدقائق القليلة .. لأنك ستتوه في خضم هذا الدكان وهذا الولد .. العفريت ..
            إلا أنها لم تكن طويلة بالنسبة للكاتب .. لأنني أعرف المدى الذي امتدت فيه روحه أثناء الكاتبة .. بل كانت روحه وأرواح الشخوص كما السمن و الزيت .. ممتزجان .. لا تفرقهما عن بعضهما .. إلا إن بردت سخونة الحدث .. وانسابت جزيئاته .. فالكاتب كان مفعما بهذه الأطياف وتلك الأرواح التي حمحمت فوق قلمه .. فتركه يكتب .. وكان بمثابة الكاتب الأساسي وليس سمير المنزلاوي ..
            القصة مكتوبة بأسلوب مغاير و فنية مختلفة تماما عما قرأت له .. وعما كتب سابقاً .. بعض الأعمال له كنت أعتبرها درر لن تكرر .. لكن خاب ظني .. وهنا .. اليوم .. أقرأ عملاً فريداً .. قمة من قمم القص .. ورائعة جديدة خيبت كل معتقداتي .. فآمنت أن البحر مازال يقذف اللؤلؤ .. ومازالت "منية المرشد " .. قريتي .. بل مازالت "النزلة" غريبة وحواديتها متجددة .. حتى وإن كانت قديمة .. لكنها صامدة تحلب الكثير من المغامرات .. والأكثر من الأرواح الطيبة .. الساذجة في تعاملها الفطري .. البريئة من كل عيب .. !!
            شخوص القصة بعيدون عن الخيال .. و الأمكنة تعرفني وأعرفها .. بلال .. ونافع .. وصيدلية إلياس التي اندثرت وتلاشت معالمها لقيام مكتبة ودكان الحباك مكانها.. مطوبس كلها بكل مرارتها وحلوياتها .. العريسة و المشبك .. ,,إلخ ..
            القصة كانت باختصار من لحم ودم و روووووح .. هي التي قادت الكاتب وكتبت نفسها .. ولم يكن الكاتب سوى الضحية .. ومحض محركاص للقلم !!

            أحييك أستاذ سمير على تلك الرائعة التي ستشهد لك ذات يوم .. وستتحدث عن نفسها في يوم من الأيام ..
            وتحياتي للشيخ رمزي ـ رحمة الله عليه ـ وسلام على الأولياء ؛؛[/align]
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • العربي الثابت
              أديب وكاتب
              • 19-09-2009
              • 815

              #7
              إستمتعت هنا بقص أصيل ،ينساب بعفوية وسلاسة،
              خدعتني فيه عيني فرأيته طويلا للوهلة الأولى،لكنه كان قصيرا بالفعل بالنظر إلى الفضاء الذي دارت فيه الأحداث،والشخصيات التي جسدت مضامين النص،
              إنغمست في تفاصيله وتلمست حرارة صدقه التي أشعرتني أنني جزء من هذاالحكي المتميز...
              شكرا لك سيدي على هذه المتعة الفريدة.
              وتحاياي العطرة للقلب والقلم
              اذا كان العبور الزاميا ....
              فمن الاجمل ان تعبر باسما....

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                أخي الفاضل:سمير المنزلاوي :
                منذ قرأت لك : قصّة جماد....وأنا أبحث عن حروفك....
                عن رحلةٍ روحيّة نطوف بها إلى أمكنة ندخل بيوتها البسيطة ، حواريها
                بقالاتها
                بشخوص تجسّدوا بمهارة فائقة بين سطورك ، رأيناهم بتفاصيلهم ، بملامحهم
                الدقيقة ، بانفعالاتهم.
                أسمعتنا حتى ماخفي من نبضاتهم..
                ما يميّز أسلوبك سيدي :الانسيابيّة الشديدة، وابتعادك عن الحذلقة اللفظيّة
                والتقعّر، والزخرفة المصطنعة التي لا روح فيها
                دخلت مباشرة إلى عمق الفكرة ، حرّكت الأحداث ، بمهارة
                شخوصك تحاورت ْ..تفاعلتْ ، ناورت ْ غضبتْ بشكل عفوي ، تلقائي
                بصمتك متفرّدة سيدي ، تلاحقنا وتعلق بذاكرتنا لأمد بعيد
                لاتطل الغيبة وتحرمنا من هذه المحطّات التي تجمعنا بالبسطاء الذين أحبّهم
                لأني منهم
                دمت بسعادة ....تحيّاتي.....

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  و الله سمير كلما طالعت العنوان ،
                  راح عرق اللى مش نسا ينقح علىّ
                  و يتعبنى .. منك لله ياشيح أنت وجمال لغتك !!


                  محبتى
                  sigpic

                  تعليق

                  • سمير المنزلاوي
                    عضو الملتقى
                    • 26-09-2009
                    • 44

                    #10
                    عروق

                    كم من عروق تنبض ، بعضها يجلب الحب و السعادة ، و الآخر يبض قسوة و حقدا أعاذنا الله ،كل عرق فيك حبيبى يفرز شهدا و عطرا فأنت من مملكة الفن السماوية.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X