المحور الاول: مفهوم الموازنة عند ابن ابي الاصبع ومرجعياته الاسلوبية والنقدية 1- المرجع الأسلوبي والمرجع النقدي للمفهوم: حرص ابن أبي الأصبع على استقصاء دلالة المصطلح النقدي في تراثه البلاغي، ودافع عن فرضية ضبط حدود المفاهيم الاصطالحية، التي تمكن الناقد من تجاوز عوائق غموض الدلالة، واضطراب الشواهد، فكتب في مستهل خطبته يقول : " وضعت كل شاهد في موضعه، وربما أبقيت اسم الباب، وغيرت مسماه، إذا رأيت اسمه لا يدل على معناه"( ). لكن إذا تأملنا مفهوم "الموازنة"، الذي أثبته في كتابه "بديع القرآن" ندرك اختلافه التام عن المفهوم، الذي صاغه في "التحرير"، فالأول يحيل على المرجع النقدي أساسا، لأن وظيفته تستهدف الموازنة بين مخلف أشكال النظم لقياس درجة إبداعها، ووضع اليد على مراتب الحسن فيها، وهذا الإجراء النقدي يلخصه خطابه الذي يقول فيه : " الموازنة هي مقاربة المعاني بالمعاني، ليعرف الراجح في النظم من المرجوح..."( ). وأما الثاني فيحيل على المرجع الأسلوبي، لأنه يعكس السمات الفنية لإيقاع التوازن في عدة أشكال « كالسجع، والتجزئة" لقول المؤلف : " هو أن تأتي الجملة من الكلام، أو البيت من الشعر متزن...
أكثر...
أكثر...