تويت
المشنوق
في ليلة سهاد وسهر
رثاءٌ لجميع البشر
هل خلقتم من حجر
أم أنتم جماد لا بشر
فأين أنتم من الشرر؟
ولماذا لم يصرخ فيكم حتى نفر
أسقمتمونا بالمرض
وما رأينا منكم رعاية أو سهر
فالدموع منكم كاذبة
لأنها وإن رأت تخدع في النظر
في تلك الليلة الطويلة
أخذوا أمير بغداد
إلى ميقات قد حددوه وميعاد
قد حانت لحظة الحساب
لحظة قد نسي أن فيها العذاب
أن القصاص هو حياهّ للمعاشر
أولي الألباب
في جميع بلدان العرب
علا النحيب والبكاء
على زعيم احتل قلوبهم بلا سبب
زعيم ذبح على أنقاضّ وصخب
زعيم اغتصبها
لأنه لم يعرف سوى فرقعه اللهب
ثم الهروب في حجر جرذان
أشعث أغبر
راح منه الوقار وأَنِفَ منه الغبار
مأسور مقيد بأصفاد الاحتقار
متنقلّ من ذل إلى ذل
فضح وتجلت الحقيقة التي تنساها الكل
وهو الذي كان ينام ويلعب على الحرير
مثل الرشيد أو شهريار
فانكشفت أساطير الخيال
وكيف كان زعيمهم المشنوق عليل البال
ولماذا أنه على كل العرب قد كذب
ولماذا أنه على كل المسلمين قد رهن
أنه قد استطاع هزيمة العجم
أما المعارك قد كانت بلا ثمن
أما المعارك هزيمة الصياح أمام العمل
ذليلٌ خائف
مكسور الجناح
شنقوه وخف النباح
أيام القطط والفئران
زمن عاشه الحيوان
لا رجل فيه ولا إنسان
دهر يمضي
ودهر يأتي
وما زدنا إلا خذلان
القط أصبح فأرا
والفأر أصبح قطا
والكل فيه يموت فقرا
لا أخلاق فيه ترها
ولا مروؤة بين الأفراد
زمن البلاء
زمن يموج بالفساد
ومتى القتال
وكيف سنهرب منه
إن كانوا شنقوه في الحال
000
لو كان توقف لحظة
قبل أعوام عده
واستمع للعقل برهة
قبل أن تنال منه العصبة
أنت دمية عرائس
تحركها النواقص
سيناريو وإخراج
قصه وإنتاج
كل من له مصلحه
في أسر بغداد
في حرق الأجداد
في ابتداع الراويات الكاذبة
وقصف طول البلاد
...
لو كان يفهم
أو حتى يتعلم
هل كنا رأينا
ما جــــــــرى
أطفالا يوراون في الثرى
وأحلام هدفها إراقه الدماء
ونيران وجثث
وأشلاء ممزقه
وسيارات محطمه
وذكريات مؤنبه
......
بغداد يا أم البلاد
يارمز العلم
وكاس الدواء
يا صفصافة حزن
اصفر ورقها بعد الطوفان
قد فاض الفرات دما
ودجله عليه دمعا
ف آهٍ لو كنت تدركين
أن يملك مجنون أحمقا
وأن يترك لتغتصبي هكذا
دون أن ترى يا مأمون ما جرى
في مدائنك والقرى
ولماذا يا معتصم تركت أمي تقتلا
من غير أن تمنع قاتلا
أم تراك قد رأيت روحك قد أزهقوها
من تاريخ عندنا
أم أنك نسيت أنك منَّا
أم أنك قد مت مستريح من هم قد شغلنا
......
وأنت يا من طويت التاريخ
بكلام صاخب
لماذا أنت صامت
على ما يحدث في ارض الروافد
وما فيها من كل المشاهد
هذا الفيلم القاتل
وهذه العرائس التي تشكل
والتي يحركونها
بإتقان بالغ
وهذا التمثال الزائف
الذي شنقوه منذ زمن وفي قرن فائت
وبأمر واجب
وياله من درس
وياله من انهيار واضح
العرائس التي تشكل
والأوصال التي تقطع
والسيناريو الذي ينفذ
كل بطل فيه قاتل
قلم
أحمد محمد النادي
تعليق