إلى من حاصر الشعراءَ وحطّم مراياهم..
إلى النخلة والمجداف
إلى ''النبـي''
إلى إلياذة الأوراس
إلى صندوق الإبداع
إلى الجزائر عاصمة الثقافة العربية
إلى كلّ من حاصرنا .. أرفع هذه الكلمات..
ما يشغل بالنا نحن الشعراء إعصار من الأماني اللؤلئية، نؤرّق دفاترَنا لأجل رفع ورقة الإبداع الأبيّ إلى ذرى الأملِ، هناك خلف تلّة البوح الأبيض، نتلو على أحلامنا مشاعرَ التأمّل الأزرق، نفتكّ منه أرصفةً للحياة الوارفة، للنغمة الهاربة من صحف الأمس، للوقت المبتلّ بمرارة الهجْرِ الأوّل.
ها هو التوغّل الزنبقيّ يرسو على مرافئ الرؤى، ينبع من أخوّة الشعراء والتواصل مع العهْدِ البازغ منّا، ونحن نرتشف كؤوسَ الخيانةِ الثقافيةِ، ونركل مومياءَ التصنّع والتكسّر أمام المناسباتِ الجارفةِ، رافضين كرّاسةَ الهامشِ، وتحت الهامشِ، غافلين عن حياكةِ الأوجاعِ النخبويةِ للزائفينَ من الشعراءِ، مقلّبين عملةَ التحدّي على وجهِ الإبداعِ الشامخِ، حين يرْقى إلى العمَلِ الصالحِ الذي يرفعه الله تعالى.
نحن الباحثينَ عن أشعارِنا في قارعةِ الركبِ الشاعرِ، نتمزّقُ مع ارتطامِ النجومِ بليْلٍ صارخِ الدّمعِ، نلتئم كما حمامةٍ منْ شعورٍ، كيما نبحرَ في أرقِ النّهارِ، رافعينَ آمالَنا راياتٍ لفجرٍ باسمِ القسماتِ، نازفينَ نازفينَ لكن جراحاتُنا أشرعةٌ متأجّجةُ الأفـقِِ.
نحن الخارجينَ من أكواخِ الهزيمةِ الإبداعيةِ، إلى صروحِ الكرامةِ الشعريّةِ المتأملةِ، ومن سعيرِ الكلماتِ الملوّنةِ بأسْودِ الأماني، إلى جنانِ القصائدِ المصْبوغةِ بصفاءِ السّواقي الحالمةِ، ومن فوّهاتِ القهْـرِ إلى حدائقِ الرّوحِ المترنّمِ.
أنتم يا من تنادونَ بأشْعارِكم خلْفَ الظلامِ، تطلعونَ من جواربِ اللاشيء كأنّكم خلْدٌ يغْشاه الضياءُ فيتوارى، كأنّكم سحابةٌ لا تنذر بالمطرِ وإنّما تعلنُ الرعدَ والبرْقَ ثمّ تذرُ الأرْضَ عطْشى، لأنّكم الماءُ الأجاجُ الذي يضجُّ في غصّةِ قصائدكم المنفوشةِ كالعهْنِ، وأنتم تفتّشونَ عن ساحلٍ للكلماتِ يلطمكم شِعْرٌ غارقٌ بحناجرَ من ياقوتٍ، وتبحثونَ عن الدرِّ واللؤلؤ فلا تجدون غيْرَ الغرقِ، وما أدراكَ ما الغرَقُ..
أنتم الذين جهّزتم فرَسَ الليْلِ وصارعتم طواحينَ الهواءِ، وحدّقتمْ في جوادٍ نورِ فأغْشى أبصارَكم في قلوبِكمْ، وأنتم تحاورونَ جرَسًا من كبريائكم المتعجْرفةِ، ما لكم كيف تحكمون؟ وعَدْتم وأخلفتم.. ووعَدْتم وأخلفتم.. وتعِدونَ وتُخْلفونَ..
أنتم زوارق لنجاتكم قبل فواتِ الأوانِ، اتّقوا الله عزّ وجلّ، ولتفتحوا صفحةً ناصعةً معنا، فلتتذكّروا.. )إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ( ق 37
بقلم / مراد حركات – بسكرة في: 30/05/2007م
إلى النخلة والمجداف
إلى ''النبـي''
إلى إلياذة الأوراس
إلى صندوق الإبداع
إلى الجزائر عاصمة الثقافة العربية
إلى كلّ من حاصرنا .. أرفع هذه الكلمات..
ما يشغل بالنا نحن الشعراء إعصار من الأماني اللؤلئية، نؤرّق دفاترَنا لأجل رفع ورقة الإبداع الأبيّ إلى ذرى الأملِ، هناك خلف تلّة البوح الأبيض، نتلو على أحلامنا مشاعرَ التأمّل الأزرق، نفتكّ منه أرصفةً للحياة الوارفة، للنغمة الهاربة من صحف الأمس، للوقت المبتلّ بمرارة الهجْرِ الأوّل.
ها هو التوغّل الزنبقيّ يرسو على مرافئ الرؤى، ينبع من أخوّة الشعراء والتواصل مع العهْدِ البازغ منّا، ونحن نرتشف كؤوسَ الخيانةِ الثقافيةِ، ونركل مومياءَ التصنّع والتكسّر أمام المناسباتِ الجارفةِ، رافضين كرّاسةَ الهامشِ، وتحت الهامشِ، غافلين عن حياكةِ الأوجاعِ النخبويةِ للزائفينَ من الشعراءِ، مقلّبين عملةَ التحدّي على وجهِ الإبداعِ الشامخِ، حين يرْقى إلى العمَلِ الصالحِ الذي يرفعه الله تعالى.
نحن الباحثينَ عن أشعارِنا في قارعةِ الركبِ الشاعرِ، نتمزّقُ مع ارتطامِ النجومِ بليْلٍ صارخِ الدّمعِ، نلتئم كما حمامةٍ منْ شعورٍ، كيما نبحرَ في أرقِ النّهارِ، رافعينَ آمالَنا راياتٍ لفجرٍ باسمِ القسماتِ، نازفينَ نازفينَ لكن جراحاتُنا أشرعةٌ متأجّجةُ الأفـقِِ.
نحن الخارجينَ من أكواخِ الهزيمةِ الإبداعيةِ، إلى صروحِ الكرامةِ الشعريّةِ المتأملةِ، ومن سعيرِ الكلماتِ الملوّنةِ بأسْودِ الأماني، إلى جنانِ القصائدِ المصْبوغةِ بصفاءِ السّواقي الحالمةِ، ومن فوّهاتِ القهْـرِ إلى حدائقِ الرّوحِ المترنّمِ.
أنتم يا من تنادونَ بأشْعارِكم خلْفَ الظلامِ، تطلعونَ من جواربِ اللاشيء كأنّكم خلْدٌ يغْشاه الضياءُ فيتوارى، كأنّكم سحابةٌ لا تنذر بالمطرِ وإنّما تعلنُ الرعدَ والبرْقَ ثمّ تذرُ الأرْضَ عطْشى، لأنّكم الماءُ الأجاجُ الذي يضجُّ في غصّةِ قصائدكم المنفوشةِ كالعهْنِ، وأنتم تفتّشونَ عن ساحلٍ للكلماتِ يلطمكم شِعْرٌ غارقٌ بحناجرَ من ياقوتٍ، وتبحثونَ عن الدرِّ واللؤلؤ فلا تجدون غيْرَ الغرقِ، وما أدراكَ ما الغرَقُ..
أنتم الذين جهّزتم فرَسَ الليْلِ وصارعتم طواحينَ الهواءِ، وحدّقتمْ في جوادٍ نورِ فأغْشى أبصارَكم في قلوبِكمْ، وأنتم تحاورونَ جرَسًا من كبريائكم المتعجْرفةِ، ما لكم كيف تحكمون؟ وعَدْتم وأخلفتم.. ووعَدْتم وأخلفتم.. وتعِدونَ وتُخْلفونَ..
أنتم زوارق لنجاتكم قبل فواتِ الأوانِ، اتّقوا الله عزّ وجلّ، ولتفتحوا صفحةً ناصعةً معنا، فلتتذكّروا.. )إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ( ق 37
بقلم / مراد حركات – بسكرة في: 30/05/2007م
تعليق