صديقي الألم ..بقلم رنا خطيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    صديقي الألم ..بقلم رنا خطيب

    صديقي الألم

    سألت النفس عن أصدق الرفقاء الذين رافقوني في رحلة الأيام ، فكانت الإجابات كلها تشير إليك مبتسمة ..

    نعم أيها الوفي كنت مخلصاً معي، ترافقني في كل لحظات جنوني ، تطير محلقاً مع النفس ، فتسبقها إلى ذاك المكان حيث خصوبة الألوان تنتظرني، فتحيل بين لقائها لتعيد صبغ ألوانها إلى خطوط سوداء ، يصعب نفاذ الضوء إلى ثناياها .

    أتذكر أيها الألم كم قضينا من الأوقات نجرّ هزائم الصدق ،
    ونتجرع مرارة شجونه، في زمن تعزف على أوتاره غاوية من البشر ، فتخرج ألحانا مبهمة لا تنتمي إلى أغنية الضمير.

    أم تلك الأيام التي عبثنا بها ببراءة الطفولة، فأبعدنا النفس عن سكون لحظاتها ، فطمسنا معالم نضارتها ، و أوقدنا على قممها الشامخة نيرانا أحرقت بألسنتها الملتهبة براعم الزهر المتخمة بنبض الحياة .

    كنت دائما الأول في مرافقتي في طرقات الشعور المتنوعة ، تحاول دائما أن تبعد وميض السعادة الهزيل عن عيون النفس كي لا تسرق بصيرتها ، كما تفعل
    ( وميض السعادة ) مع بني البشر دون أن يشعروا.

    لا أنسى أبدا ذاك اليوم الذي توجت به بطل الملحمة عندما طرق زائر الحب باب النفس ، حاملا معه هدايا الجمال و الشوق .كان في عينيه بريق الأمل ، و توهج الشعور ، و توقد الأفكار ، و لهفة المفتون إلى عناق منغمس يخرج منه نورا يضيء ظلمة الدروب في أثناء مسيره نحو الأمام.

    احترت عندها أيها الألم الوفي كيف تتفنّن في منع نفاذ نور هذا الزائر إلى عرش قلبي و تغلغله في منعطفاته ..

    كنت أشعر بعمق حزنك عندما أغادر مكانك ،أمتطي الغيمة البيضاء الحبلى بأمطار السعادة لأحلق في سماء ذاك الزائر . كنت تحاول أن تخلق عاصفة رعدية لتصطدم مع تلك الغيمة ، فتقذفها برصاص القسوة فتجهضها منعا من ولادة المولود السعيد.

    أدركت في لحظتها كم تحبني و كم تعشق مرافقتي و لا تمل من وصالي .

    لكن لا بد لي أن أعترف بصنيعك الذي لن أنساه :
    فقد تعلمت في مدرستك أن أغوص في قاع البحر لأخرج منه لآلئ الحكمة ، و أيقنت أنّ الاقتراب من الأضواء المبهرة تحرق أصحابها ، و أنّ جمال الحياة يكمن في ثنائياتها المتناقضة ، و أنّ في مرافقتك تصنع إنسانا لا تهزمه جيوش الإغواء و لا فتنة الضوء .

    أعترف لك أيها الصديق الوفي بأنني حاولت أن أتمرد عليك و ارحل و سعيت لذلك..لكن قدر النفس كان يعيدني أليك رغما عني .

    لذلك وصلت إلى شاطئ هذه الحقيقة الساطعة بأنك قدر يلازمني ما دام في النفس أنفاس تختلج مع نبضات الحياة و تتفاعل معها .

    مع التحيات
    رنا خطيب

    8/4/2010
  • أحمد أبوزيد
    أديب وكاتب
    • 23-02-2010
    • 1617

    #2
    صدقتى أ. رنا

    الألم يصنع الرجال
    الألم يعلم حكمة الأيام

    و لكن هل أن لنا
    أن نغوص فى بحر العسل

    مش كله ألم ألم
    حرام

    باردوا مطلوب شويه عسل بالقشدة السايحة

    تحياتى و شكرا

    تعليق

    • طه محمد عاصم
      أديب وكاتب
      • 08-07-2007
      • 1450

      #3
      عندما نتخذ من الألم صديقا نكون قد رسمنا بذلك طريقا ضبابيا لا نري فيه إلا تحت أقدامنا ويكون احتمال التعثر كبيرا
      الحياة رغم هوانها تستحق أن نصادقها لنكتسب منها أشياء أخرى غير الألم فالفرح يسكن المساحة العظمى فيها لكن ضيق رؤيتنا يجعلنا لا ننظر الا إلى النقطة السوداء في الثوب الأبيض
      هوني عليكِ أيتها الحزينة وافرحي
      نص حمل لمحة حزن وألم واضحة لكن لغته سهلة سلسة عبرت عن فكرة وحالة كثيرا ما نحياها جميعا دمت مبدعة
      sigpic

      تعليق

      • ريما منير عبد الله
        رشــفـة عـطـر
        مدير عام
        • 07-01-2010
        • 2680

        #4
        رائع أن نجد من يحملنا على براق الصدق ويصل معنا إلى بر نتعلم منه أبجديات الحياة ويكون لنا منار
        والأروع أن نعترف بجميله
        تحياتي غاليتي
        الله يسعدك

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #5
          أتصدقين رنا أن الألم صديقي أيضا
          أحسه قريبا مني
          وأني وإياه توأم لا ننفصل
          وللسعادة طعم مر ما اعتدت عليه منذ سنين
          تخيلي أن تحسي السعادة طعمها مر لا تستغيه الروح
          وكتبت من وجعي اليوم أكثر نصوصي ألما وبنفس تاريخ رسالتك هذه نص ضمنته كل أنيني وكلما قرأته أحسست أنه يشبهني وأن بي رغبة أن أبكي كل سنين عمري التي سرقتها مني يد الغدر مذ دخل التتار مرة أخرى
          الزميلة الغالية على قلبي
          رنا الخطيب
          كوني بخير غاليتي
          تحياتي ومودتي لك
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            [align=center]
            وصلي على النبي
            ربي يحرسك
            من حلاوة كلماتك
            من عذوبة حروفك
            موسيقى
            سيمفونيه
            رغم الالم
            بعض منها
            الجمني
            وادهشني
            واوقفني
            بكل وجع

            وابحرت في بوحك
            وخواطرك
            لمن تكتب
            هذه الغادة
            لمن تغني
            ومن هو المغني
            هل يستحق هذ الالم

            كل هذا الكلم
            كنت جبرانية فيروزية الملامح
            ارجوك ان تقفي شامخة فوق الالم
            [/align]

            </i>

            تعليق

            • سحر الخطيب
              أديب وكاتب
              • 09-03-2010
              • 3645

              #7
              عندما نصل الى مرحله معينه من العمر نجد ان هناك الكثير الذي اضعناه فى الحياه ربما كانت جيناتنا تبعدنا عن الفرح ربما لا ادري
              هذا المساء قال قلت لابنى تغير البشر معى للافضل
              قال لي وانتى قست الدنيا عليكي فقسوتي على نفسك ونحن ما عدنا كما كنا

              عدت بذاكرتي شلال من الالم وهل تبقى الدمعه جاريه ام انها تجف لا تجد اى منبع تتغذى عليه
              تقيئت عيناي من كثرة ما الحت بالرفض وتقيئت قلبى لكنه ابى ان يقذف خارج قفصه
              هيه قسوة السنين غذتنا على الالم كانت كشجره مزهره تساقطت اوراقها فى كل موقف فى كل لحضه وكل سنين العمر ... حتى تعرت وادركنا الحقيقه فويل للقلوب التى تدرك الحقيقه

              عندماترى هذه الشجره مزهره جميله تحاول ان تستظل بظلها ..تصعد اليها تتلهف للقرب منها.... تحتويها بكل ما فيك من حب
              ثم تدرك بعد ذالك الخدعه الغبيه التى تحتويها
              كل ورقه كانت تزهو بنفسها تقول لي احتوينى ضمينى
              سقطت اوراق الشجره تعرت امامي حاولت سترها لكنها ابت فكل ورقه سقطت كانت من نخاع العمر
              اوراق الامل سقطت فاي اوراق ترجوا وجميعها ما ان وصلت اشعه الشمس حتى احترقت
              خدعه العمر فليتني لم ادرك وليتني عشت بجهل لان الجاهل يتنعم بطعم الحياة يتلذذ بها
              هكذا هيه الحياه اوراق تسقط امامنا فلا ناخذ منها غير الالم ربما فى يوم نجد الفرح ربما ما دام فى العمر بقيه
              وان خدعتنا اوراقها فقد سقطت ولن تعود كما العمر لا يعود الى منبعه حتى ما ان وصل البحر كان محملا بكل شوائب سيره ليستقر فى النهايه راكدا لا يتمنى العودة
              شكرا يا رنا فقد سمحت لى ان اكتب شى من لا شى امام واقع مرير يصرخ لكن صوته غير مسموع يتالم لكن المه يسير بمجرى واحد من وريده حتى شريانه ثم يعود يصب فى نفس المكان
              الجرح عميق لا يستكين
              والماضى شرود لا يعود
              والعمر يسرى للثرى والقبور

              تعليق

              • منجية بن صالح
                عضو الملتقى
                • 03-11-2009
                • 2119

                #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                الأستاذة القديرة رنا الخطيب

                أدركت في لحظتها كم تحبني و كم تعشق مرافقتي و لا تمل من وصالي .

                لكن لا بد لي أن أعترف بصنيعك الذي لن أنساه :
                فقد تعلمت في مدرستك أن أغوص في قاع البحر لأخرج منه لآلئ الحكمة ، و أيقنت أنّ الاقتراب من الأضواء المبهرة تحرق أصحابها ، و أنّ جمال الحياة يكمن في ثنائياتها المتناقضة ، و أنّ في مرافقتك تصنع إنسانا لا تهزمه جيوش الإغواء و لا فتنة الضوء .

                أعترف لك أيها الصديق الوفي بأنني حاولت أن أتمرد عليك و ارحل و سعيت لذلك..لكن قدر النفس كان يعيدني أليك رغما عني .

                لذلك وصلت إلى شاطئ هذه الحقيقة الساطعة بأنك قدر يلازمني ما دام في النفس أنفاس تختلج مع نبضات الحياة و تتفاعل معها .


                و أنت أيتها الفاضلة كنت مدرسة في هذه الرسالة نتعلم الحكمة من بين ثناياها
                أحيي قلمك الراقي و مشاعرك الشفافة ففي الألم أمل يكفي أن تتغير المواقع وهو وحده القادر سبحانه على ذلك
                دمت نقية سخية
                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                تعليق

                • سحر الخطيب
                  أديب وكاتب
                  • 09-03-2010
                  • 3645

                  #9
                  اعود اليك على صفحتك المؤلمه
                  نسيت فى تلك الكلمات ربي لكنه ذكرني اني ماضيعتك وكنت ضلك الذي استضللت به طوال حياتك
                  نعم نغفل للحضات لكننا نعود اليه فيحتوينا ويسمعنا ويسقط دمعتنا التى جفت يغسل قلوبنا التي تخشب من ضلم الانسان
                  تشعر انك محاط باسلاك ونيران فترفع يدك الى السماء ويتعلق قلبك تشكوا اليه .. من يسمعك فى عتمه ليل دفين غير الذي لا يغفل ولا ينام
                  الاخت رنا كنت بحاجه للعوده لان فى عودتي الكثير من الرحمن اترك موضوعك لاشكرك وما ينطق به قلبى الان ربنا يرضى عنك واعود الى ربي
                  الجرح عميق لا يستكين
                  والماضى شرود لا يعود
                  والعمر يسرى للثرى والقبور

                  تعليق

                  • إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ
                    عضو الملتقى
                    • 09-03-2010
                    • 84

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة

                    أتذكر أيها الألم كم قضينا من الأوقات نجرّ هزائم الصدق ،
                    ونتجرع مرارة شجونه، في زمن تعزف على أوتاره غاوية من البشر ، فتخرج ألحانا مبهمة لا تنتمي إلى أغنية الضمير.

                    أم تلك الأيام التي عبثنا بها ببراءة الطفولة، فأبعدنا النفس عن سكون لحظاتها ، فطمسنا معالم نضارتها ، و أوقدنا على قممها الشامخة نيرانا أحرقت بألسنتها الملتهبة براعم الزهر المتخمة بنبض الحياة .
                    وياليت لي جرح ينشاف دمه
                    مير البلا من جرح ماسال له دم

                    كل الاحترام لك
                    العفو والمعروف يحتاج لتعريف بلغَة حرة

                    تعليق

                    • مهتدي مصطفى غالب
                      شاعروناقد أدبي و مسرحي
                      • 30-08-2008
                      • 863

                      #11
                      [align=center]
                      رسالة بوح جمالي و عفوي مميزة
                      بنفس إنساني يعبر عن احتراق يسعى لإضاءة إنسانية الإنسان و جمالياته
                      لك تقديري و مودتي
                      [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة مهتدي مصطفى غالب; الساعة 09-04-2010, 03:18.
                      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
                      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
                      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
                      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
                      القصيدة...قلب...
                      كالوردة على جثة الكون

                      تعليق

                      • رنا خطيب
                        أديب وكاتب
                        • 03-11-2008
                        • 4025

                        #12
                        الأستاذ أحمد أبو زيد

                        شكرا لك على مرورك ..

                        العسل موجود لكنه اصبح مغشوشا ، لأن الأشياء الجميلة لم تعد جميلة كما كانت على فطرتها..على برائتها..على طبيعتها..دخل الزيف و النفاق و التلاعب إلى قلوب الناس فلم تعد قادرة على قبول الفطرة كما هي ...

                        و لا تنسى أنه لولا وجود الألم لما عرفنا طعم للعسل و القشدة السايحة كما تقول..

                        فالثنائيات المتناقضة هي التي تضفي الجمال على الأشياء..فكيف ستميز الأبيض إن لم ترى الأسود ؟؟

                        مع التحيات
                        رنا خطيب

                        تعليق

                        • عيسى عماد الدين عيسى
                          أديب وكاتب
                          • 25-09-2008
                          • 2394

                          #13
                          يا سيدتي

                          يصدق الحرف أكثر بالألم و الحزن ، فكيف إذا كان أحدهما الصديق ؟!

                          فعندما يجتاحُ أحدهما حدائقنا تنتظر بعض الورود الندى
                          و تشفُّ النفسُ و تصبح أنقى ، و تهبُّ رياحُ الشوق لعناق طيفٍ بهيّ
                          يرسمُ على الياسمين صورةً رائعةً ، و يعزف لحنَ المحبة حالماً
                          و يطيرُ في رحلةٍ يعبرُ بنا بُعدَ المسافات ، باحثاً عن ومضةِ صدقٍ في عالمٍ تقنّعَ فيه الكثيرون غير أقنعتهم ، و باتوا يعزفون لحن نشازٍ ، فيجددون نغمة الألم في حدائقَ تعشقُ النقاء ، فمتى تشرقُ شمس الحقيقة من جديد ، و يزهرُ الياسمين ؟!!


                          رنااااااا

                          ابقي تلك الياسمينة التي تنتظر الندى عذباً نقياً

                          لك باقاتٌ من الياسمين النديّ

                          تعليق

                          • رنا خطيب
                            أديب وكاتب
                            • 03-11-2008
                            • 4025

                            #14
                            هلا بالأديب طه عاصم

                            الألم هو أحد الاصدقاء الذي يرافق الإنسان في رحلة عمره القصيرة و ليس هو الوحيد لكن لبعض الناس يكون وفيا لشدة ملازمته له .

                            اقتبس : " يسكن المساحة العظمى فيها لكن ضيق رؤيتنا يجعلنا لا ننظر الا إلى النقطة السوداء في الثوب الأبيض "

                            الإنسان المتفائل و الطموح ينظر إلى الأمام في مسيرته العطائية و لا يلتفت إلى الخلف إلا لإعادة بعض مشاهد الاخفاق ليتجاوزها في المستقبل.. هذا لمن توسعت عنده حدقة الرؤية و كانت تستمد نورها من البصيرة المدركة لحقيقة الأمور.. لكن عندما تضيق الرؤية تتوسع مساحات الخيبة و الفشل ..

                            شكرا لك على المرور

                            دمت بود
                            رنا خطيب

                            تعليق

                            • رنا خطيب
                              أديب وكاتب
                              • 03-11-2008
                              • 4025

                              #15
                              الغالية ريمة

                              شكرا لك على بريق الكلمات التي أنرت بها الصفحة هنا..

                              حيث يكون الصدق يكون الجمال ..

                              دمت بود
                              رنا خطيب

                              تعليق

                              يعمل...
                              X