أبدي / عائده محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    أبدي / عائده محمد نادر

    أبدي
    مهداة لإبنتي زينب

    تغزلني لحظات الشوق إليك جدائل غرائبية؛ تشقق شغاف قلبي الموسوم بعشق أبدي.. تحفر في بوارج عمري الضائع بين دهاليز من هذيان؛ كارثية الموت الأزلية!
    وجنائزية الضوء المنثور على شاهدة قبري؛ كحلم كهنوتي.. تعبر أروقة الظلام المنتشر حولي .. تعزف على قيثارة صحراء غيبوبتي؛ نشيج أدعية الوداع!
    تقرفصت ذات صباح صقيعي؛ تجمدت فيه أطرافي؛ أبحث عنك, عن دفئك..
    أدخل عنق حفرة؛ أحشر فيها شظايا جسدي الموبوء بعشقك.. وذاكرتي المشروخة برجع الذكريات؛ كقارورة عطر منسي, في درج مركون تحت جزيرة نائية..
    أستبيح أسوار جمجمتي المثخنة؛ بخيالات حفيف جنوني أثرغيابك .. أنكشها بيد مغبرة.. تتجلى أمامي صور أحلامنا الناعمة, وحكاية عشقنا الأبدية, مذ كنا صغارا نسابق العمر.
    أحرق أعواد بخور الموتى.. وأتمتم بوجل تعويذات العرافات؛ استحضر أرواح الغابرين, لعلني أمحو صفحة كتبت على جباهنا سهوا!
    أدق مفجوعة؛ طبول أعراس الدم المسفوك؛ تحت سنابك الليل الذبائحية .. وأرقص بوجع رقصة الحمائم المذبوحة؛ منتشية بدمي المجمر, على ثوب زفافي.. وحناء عرس؛ تحنيت فيه ينأى عقلي الفصام عنه.
    أذوب مثل زغب غيمة لم تمطر, على يباب سطح .. لا تطأ أرضه قدماي.. لأظلني عائمة؛ بين السراب وخيط من ضياء أول؛ لشمس غادرتها مراكب النور.. تعتزل وهج الحياة.. تعانق الجحور؛ تتدفأ فيها..
    وتحفر لحدها الأبدي!
    في هذا الصباح الثلجي
    تمشقتني موجة الشوق إليك ..
    أحرقت بقايا من صبر مر .. تجرعته مرغمة..
    وأبحرت في لجج أعماقي رغبة مجنونة؛ أن ألمس وجهك ثانية..
    أقف لساعات ذابلة أمام شباكك.. أنتظر زخات مطر, رؤياك.. لتروي جمرة حسرة؛ لا تنطفئ, يطول انتظاري, ويزحف اليأس على أصابع الزمن, يخترق روحي, لأحسني, أجنحة مهشمة تحت وطأة الأنين .. تنوء بعطش جارف .. تفترش النهر اليابس.. تلعق بقايا طين لم يجف.. تبحث عن قطرة ماء؛ تبلل قوقعة خيال جفت ينابيعها ..
    وتفتحت على لحدها شجيرة صبار ملائكية .
    أعوذ بك .. مني..
    استحلفك البقاء أمسية أخرى؛ نغني فيها أغنية للربيع؛ نرمم شروخ الزمن الغابر, ونوقد معا شمعة يوم أول, في بيتنا.
    تمضي !!
    قبل ابتداء العمر معك.
    قبل ارتشاف فنجان قهوة ساخنة من يدي؛ على شرفة تعبق بعطر أزهار اليقوتية الملونة.
    قبل أن نتصفح معا جرائد يومية؛ تنشرخبر نعي؛ زفافنا.
    بليلة ظلماء ..
    يلفك الضباب!!
    يغيبك مهرجان قرابين الأضحية المبكرة
    وتحجبك تلك الوجوه المحجبة بالظلام!!
    أجوس المكان بأذرعي المتخشبة؛ أمزق أسمالي المتشربة لون غروب خريفي قاتم..
    أنفض أكوام التراب عن جثماني..
    أبحث عن بقاياك
    تصدم عظام أصابعي العارية؛ حجارة ملساء
    أتلمسها بعمى.. يصعقني
    محفور عليها .. اسمك!!


    8/4/2010
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2
    الأديبة الجميلة : عائدة نادر

    رقيق احساسك ، ناعمة حروفك وموجعة ، تتغلغل في أرواحنا فتثير الشجون ، تحرك فينا الرغبة والحنين والحب ، تثير الشوق والأمل ..

    همسة صغيرة يا عائدة من تلميذ صغير في مدرستك ..
    رغم تمتعي بكل حرف ، لكني لم أجد القصة ..
    وجدت روح القصة في كل مكان ، لكني لم ألمسها تماماً ..

    تحيتي عائدة وعذراً
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • العربي الثابت
      أديب وكاتب
      • 19-09-2009
      • 815

      #3
      عاصفة الفقد حين تهب تهز أوتاد الروح.
      تعصف بما تبقى في النفس من جلد وتماسك..فترتدّ الدمعات نحو الداخل ،وماأقساها حين تفعل،تضرب بجذورها في العمق،وعلى أغصانها تنعق غربان اليأس، ويسود نزق الحياة..
      استمتعت أستاذتي بكل هذا الشذى ولو كان بنكهة اللوعة..
      تقبلي محبتي وتقديري..
      اذا كان العبور الزاميا ....
      فمن الاجمل ان تعبر باسما....

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
        الأديبة الجميلة : عائدة نادر

        رقيق احساسك ، ناعمة حروفك وموجعة ، تتغلغل في أرواحنا فتثير الشجون ، تحرك فينا الرغبة والحنين والحب ، تثير الشوق والأمل ..

        همسة صغيرة يا عائدة من تلميذ صغير في مدرستك ..
        رغم تمتعي بكل حرف ، لكني لم أجد القصة ..
        وجدت روح القصة في كل مكان ، لكني لم ألمسها تماماً ..

        تحيتي عائدة وعذراً

        الزميل الرائع
        أحمد عيسى
        بودي أن تقرأ النص مرة أخرى عزيزي
        أن تلمس تلك التفاصيل التي ملأت النص
        أن تدخل عمق النص
        ربما قراءة أولى لن تجعلنا نعرف
        وقراءة ثانية لن تضيرنا بل ستجعلنا نلمس
        أشكرك كثيرا على مشاعرك النبيلة
        تحياتي ومودتي لك
        أحببت أنك تعتبر نفسك تلميذا
        لأننا فعلا نظل تلاميذ نتلمس الطريق الطويل
        ولا تعتذر زميلي لأن لكل قاريء رؤيته وهذه رؤيتك وأنا أحترمها كثيرا
        عد بخير دوما
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          في هذا الصباح الثلجي
          تمشقتني موجة الشوق إليك .. أحرقت بقايا من صبر مر .. تجرعته مرغمة.. وأبحرت في لجج أعماقي رغبة مجنونة؛ أن ألمس وجهك ثانية.

          هو وجع الفقد يا عائدة و حرقة الشوق التي تسدّ علينا كل منافذ الفرح..
          وجدتك مختلفة هنا..شاعرية و مرهفة و حزينة..و لكن جميلة جدا.
          لأوّل وهلة , ساورني نفس إحساس الأخ عيسى..عثرت على الجمال و الروعة كما عودّتنا في كتاباتك و لكن تاه مني مسار القص..
          أكيد هي قراءتي المستعجلة..
          دمتِ بخير.

          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • زاهر علي خليفة
            أديب وكاتب
            • 07-01-2010
            • 211

            #6
            صدق ..
            يسري في صميم كلّ كلمة..وجملة..
            مثلما تسري النبضة في كلّ خليّة من خلايا البدن الحي
            دفقات شعريّة صنعت بمجملها قصّة الشوق (في ممارسته العملية)
            متجاوزة رتابة الاخبار القولي التقليدي
            منتقلة بالمتلقّي الى خبرة جديدة منفعلة بالحياة
            الأديبة عائدة
            هذا النص(القصيدة)
            من أروع ما قرأت لك

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              أنفض أكوام التراب عن جثماني..
              أبحث عن بقاياك
              تصدم عظام أصابعي العارية حجارة ملساء
              أتلمسها بعمى.. يصعقني
              محفور عليها .. اسمك!!


              هى القصة القصيدة .. كانت دفقة قوية ، تحاصر القص ، و تحاول أخذ مكانه
              مجتهدة ، بل مسلطة عنفوانها على كل منافذة .. و إن اغتالت بعضه ،
              و لكن لتصيغه حسب ما تهوى ، و تريد ، خلال رحلة البحث و الإحساس الراهن بالفقد .. !
              هى تجلى الروح فى وحدتها ، و ثلجيتها التى كانت ، أو التى فرضت عليها ، لتعيش هذه الجحيمية ، بلوعتها و حرقتها ، وألمها غير المتحمل !
              لتنهى بنا على حدود السراب ، و أنه كان هنا دائما ، بل هناك ، و كأنها كانت فاقدة للذاكرة ، و ما كان أمامنا سوى حنين صاعق .. حنين غير قابل للترويض
              أنفض أكوام التراب عن جثماني..
              أبحث عن بقاياك
              تصدم عظام أصابعي العارية حجارة ملساء
              أتلمسها بعمى.. يصعقني
              محفور عليها .. اسمك!!

              هنا أنهت الرحلة ، و ما وصلت إلى هدءة لهذه الروح الملئ ، المتخمة باللوعة و الوحدة و الوحشة !

              تحية لك عائدة على هذه الحلوة التى جاءت ربما لتقطع حدود رحلة ، بل ربما تقودها إلى منحى آخر ، فى طريق الإبداع القصصى الجميل !


              محبتى بلا شك
              sigpic

              تعليق

              • إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ
                عضو الملتقى
                • 09-03-2010
                • 84

                #8
                أبدي
                مهداة لإبنتي زينب


                أذوب مثل زغب غيمة لم تمطر على يباب سطح .. لا تطأ أرضه قدماي.. لأظلني عائمة؛ بين السراب وخيط من ضياء أول؛ لشمس غادرتها مراكب النور.. تعتزل وهج الحياة.. لتعانق الجحور؛ تتدفئ فيها.. وتحفر لحدها الأبدي!
                في هذا الصباح الثلجي

                [grade="00008b ff0000 008000 4b0082"]
                قرأت واستمتعت وتأملت و تألمت
                كل الا حترام لك
                [/grade]
                التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ; الساعة 09-04-2010, 19:48.
                العفو والمعروف يحتاج لتعريف بلغَة حرة

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
                  عاصفة الفقد حين تهب تهز أوتاد الروح.
                  تعصف بما تبقى في النفس من جلد وتماسك..فترتدّ الدمعات نحو الداخل ،وماأقساها حين تفعل،تضرب بجذورها في العمق،وعلى أغصانها تنعق غربان اليأس، ويسود نزق الحياة..
                  استمتعت أستاذتي بكل هذا الشذى ولو كان بنكهة اللوعة..
                  تقبلي محبتي وتقديري..

                  حين يأخذ الموت أحبابنا
                  حين يغيبنا الموت عنهم
                  حين تبلى الأجساد
                  تبقى الأرواح العاشقة تحوم
                  تبحث عن أناس تحس بالدفء بوجودهم
                  لتصطدم بواقع أكثر مراراة
                  الزميل القدير
                  العربي الثابت
                  أخذتني أحزاني ونحن نقترب من يوم احتلال بغداد
                  أخذني الغم حتى أغرقني تحت أكوام عميقة
                  فخرج من بين يدي هذا النص
                  ربما سيجده البعض مبهما
                  ربما سيقرأ البعض الآخر الألم فيه مغموسا
                  وربما سيقرأ بعضهم قراءة أخرى
                  وهذه ميزة
                  أشكرك على اطراؤك عربي وعلى وجودك المميز
                  تحياتي ومودتي لك
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • د. سعد العتابي
                    عضو أساسي
                    • 24-04-2009
                    • 665

                    #10
                    تكمن جماليات هذا النص بلغتة الهائلة والرائعة والصادقة ......
                    والموجعة في آن واحد نص لايحكي مأساة ولاشوق وفقدان فحسب بل يحكي قصة أديبة عشقت الحرف والوطن والقضية فحولت الوجع والدم المتفق حبا وآلاما الى حبر و لغة موجعة موخزة كدبابس الزمان تلاحق صاحبها/ قارئها حيث
                    لك الود الابدي
                    التعديل الأخير تم بواسطة د. سعد العتابي; الساعة 08-04-2010, 18:51.
                    الله اكبر وعاشت العروبة
                    [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                    تعليق

                    • محمد سلطان
                      أديب وكاتب
                      • 18-01-2009
                      • 4442

                      #11
                      [align=center]الله الله الله

                      من مدة طويلة لم أقرأ لك هذا الجمال عائدة ..
                      يااااااااااه .. عادت عائدة لروعتها ولزخرفها من جديد ..
                      من أروع نصوصك .. من مدة بسيطة كتبت لك أنني
                      كنت أنتظر عودة بلا أكمام وتكرارها ..
                      هذا النص بشاعريته و جماله اللغوي ,
                      بروعة الإحساس دفء المشاعر ..
                      كأنك تتحدثين بلسان حالي عائدة ..
                      حالة الفقد و الحرمان للمحبوب ..
                      لا أدري لما أحسستني داخل كيان هذا النص ..
                      رغم ميوله للشاعرية أكثر ..
                      وهذا ما جعلني أتذوقه ويميل إلى قلبي مباشرة ..
                      فيها صور كثيرة فاقت الروعة و ما أعجبني أكثر
                      هو ترك المدى للقلم يرسم انفعالات البطلة دون تدخل من الكاتبة ..

                      جميل النص قرأته مرات و سأقرأه مرات أخرى ..
                      لو كان بيدي الآن لمنحتك جزء من جبال النجوم التي منحتني اياها ..
                      ولن تكفيك أيضا .. !
                      خالص التحية و التقدير عائدة الغالية[/align]
                      صفحتي على فيس بوك
                      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                      تعليق

                      • بنت الشهباء
                        أديب وكاتب
                        • 16-05-2007
                        • 6341

                        #12
                        لا أراك الله همّا ولا حزَنَا أختي الغالية ابنة العراق الأبيّ الصامد عائدة ...
                        ما قرأته هنا لم يكن إلا تباريح عاشقة ؛ قلبها يذوب شوقا لرؤيا الحبيب الغائب ، وترجو من الله أن يعيده إليها لتهنأ بصحبته بقربها ...
                        لكن هكذا الحياة يا غاليتي ... يبقى كل واحد منّا سيفترق وتبقى الذكريات الجميلة حافزا جميلا لتجمع الأرواح من جديد وتعيد للقلب فرحته وسعادته ...
                        وإنني هنا يا غاليتي عائدة لم أرَ إلا الأمّ الحنون الودود التي تأمل أن تعود ابنتها لحضنها وتضمها لصدرها لتهنأ بحنان وحبّ أمها ...
                        فالأمّ يا حبيبتي تبقى موازينها مكللّة ومتوّجة بالعطاء والحب والوفاء ....
                        حفظ الله قرّة عينك من كل شر وسوء ، وردّها إليها ردّا جميلا كما ردّ يوسف إلى أبيه يعقوب
                        إنه سميع مجيب

                        أمينة أحمد خشفة

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                          في هذا الصباح الثلجي
                          تمشقتني موجة الشوق إليك .. أحرقت بقايا من صبر مر .. تجرعته مرغمة.. وأبحرت في لجج أعماقي رغبة مجنونة؛ أن ألمس وجهك ثانية.

                          هو وجع الفقد يا عائدة و حرقة الشوق التي تسدّ علينا كل منافذ الفرح..
                          وجدتك مختلفة هنا..شاعرية و مرهفة و حزينة..و لكن جميلة جدا.
                          لأوّل وهلة , ساورني نفس إحساس الأخ عيسى..عثرت على الجمال و الروعة كما عودّتنا في كتاباتك و لكن تاه مني مسار القص..
                          أكيد هي قراءتي المستعجلة..
                          دمتِ بخير.


                          غاليتي آسيا رحاحليه
                          تغزوني قطعان الوجع الفاجعة
                          أنوء بروحي التي فاضت بأنين لم يبارحني ومنذ ذاك اليوم الحزين يوم سحقت أقدام الغرباء وجه الحبيبة
                          أجربت يوما أن تحملي أكوام العذاب دون أن تستريحي
                          دون أن تلتقطي حتى أنفاس ظلت تتلاحق وكأنك تجرين العمر كله
                          هذه أنا
                          كومة ضخمة من العذاب وصبر مر أتجرعه مجبرة كي لا أنكسر
                          وأعود أمني النفس بيوم سألقاه
                          يتحويني أملي الذي لم يفارقني حتى بأسوء حالاتي
                          تحياتي ومودتي لك عزيزتي
                          كوني بخير دوما
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • محمد فائق البرغوثي
                            أديب وكاتب
                            • 11-11-2008
                            • 912

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                            أبدي
                            مهداة لإبنتي زينب

                            تغزلني لحظات الشوق إليك جدائل غرائبية؛ تشقق شغاف قلبي الموسوم بعشق أبدي.. تحفر في بوارج عمري الضائع بين دهاليز من هذيان؛ كارثية الموت الأزلية!
                            وجنائزية الضوء المنثور على شاهدة قبري؛ كحلم كهنوتي.. يعبر أروقة الظلام المنتشر حولي .. يعزف على قيثارة صحراء غيبوبتي؛ نشيج أدعية الوداع!
                            تقرفصت ذات صباح صقيعي؛ تجمدت فيه أطرافي؛ أبحث عن دفئك..
                            أدخل عنق حفرة؛ أحشر فيها شظايا جسدي الموبوء بعشقك.. وذاكرتي المشروخة برجع الذكريات؛ كقارورة عطر منسي في درج مركون تحت جزيرة نائية..
                            أستبيح أسوار جمجمتي المثخنة؛ بخيالات حفيف جنوني أثرغيابك .. أنكشها بيد مغبرة.. أحرق أعواد بخور الموتى.. وأتمتم بتعويذات العرافات؛ استحضر أرواح الغابرين ..
                            أدق مفجوعة طبول أعراس الدم المسفوك؛ تحت سنابك الليل الذبائحية .. وأرقص بوجع رقصة الحمائم المذبوحة؛ منتشية بدمي المجمر على ثوب زفافي.. وحناء عرس؛ تحنيت فيه ينأى عقلي الفصام عنه.
                            أذوب مثل زغب غيمة لم تمطر على يباب سطح .. لا تطأ أرضه قدماي.. لأظلني عائمة؛ بين السراب وخيط من ضياء أول؛ لشمس غادرتها مراكب النور.. تعتزل وهج الحياة.. لتعانق الجحور؛ تتدفئ فيها.. وتحفر لحدها الأبدي!
                            في هذا الصباح الثلجي
                            تمشقتني موجة الشوق إليك .. أحرقت بقايا من صبر مر .. تجرعته مرغمة.. وأبحرت في لجج أعماقي رغبة مجنونة؛ أن ألمس وجهك ثانية..
                            أقف لساعات ذابلة أمام شباكك.. أنتظر زخات مطر.. لتروي جمرة حسرة؛ لا تنطفئ.
                            لأحسني .. أجنحة مهشمة تحت وطأة الأنين .. تنوء بعطش جارف .. تفترش النهر اليابس.. تلعق بقايا طين لم يجف.. تبحث عن قطرة ماء؛ تبلل قوقعة خيال جفت ينابيعها .. وتفتحت على لحدها شجيرة صبار ملائكية .
                            أعوذ بك .. مني..
                            استحلفك البقاء أمسية أخرى؛ نغني فيها أغنية للربيع؛ ونرمم شروخ الزمن الغابر
                            تختفي !!
                            قبل ابتداء العمر معك.
                            قبل ارتشاف فنجان قهوة ساخنة من يدي؛ على شرفة تعبق بعطر أزهار اليقوتية الملونة.
                            قبل أن نتصفح معا جرائد يومية؛ تنشر خبر زفافنا.
                            بليلة ظلماء ..
                            يلفك الضباب!!
                            يغيبك مهرجان قرابين الأضحية المبكرة
                            أجوس المكان بأذرعي المتخشبة؛ أمزق أسمالي المتشربة لون غروب خريفي قاتم..
                            أنفض أكوام التراب عن جثماني..
                            أبحث عن بقاياك
                            تصدم عظام أصابعي العارية؛ حجارة ملساء
                            أتلمسها بعمى.. يصعقني
                            محفور عليها .. اسمك!!

                            8/4/2010
                            الله يا عائدة .. كنت سأتسرع وأقول مثلما قال الأستاذ أحمد عيسى .. لكنني عملت بنصيحتك له ، قرأت القصة ثلاث مرات ، وفي الأخيرة لونت بالأحمر كل الكلمات ، العبارات ، التي من شأنها أن تقودني إلى مفاتيح النص .

                            لي عودة أخرى ، مع هذه القصة الجميلة ، التي أخفى ملامحها المحسوسة الاسهاب في الوصف ، والحشد المتعمد للصور المجازية ، وطغيان العاطفة الذي يقربها من المباوحات الوجدانية ، ربما فجائعية المشهد تبرر ذلك .

                            لي عودة أخرى ، وبعض النقاط التي لم تتضح لي ..

                            تحيتي لك
                            [align=center]

                            العشق
                            حالة انطلاق تخشى الاصطدام بأواني المطبخ.


                            [/align]

                            تعليق

                            • إيمان عامر
                              أديب وكاتب
                              • 03-05-2008
                              • 1087

                              #15
                              القديرة المتألقة
                              أستاذة عائدة

                              نص موجع يحمل هموم وعشق وطن

                              وجفاف الحلق في رغبة الإشباع

                              ولكن نقف كثيرا لنتوسل قطرات ممطرة

                              ذبيح الأضحي الذي اخذ غدر بعد محاكمة فاسدة
                              وفجعونا بذبحة غدراً !!!

                              لله الامر من قبل ومن بعد

                              دمت متألقة استاذة

                              لك حبي وارق تحياتي
                              "من السهل أن تعرف كيف تتحرر و لكن من الصعب أن تكون حراً"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X