تيقنت أنها لحظاتها الأخيرة فهاتفتهُ ..استمعت لصوتهِ الرخيم يكلمها بلا انقطاع عن أحلامهُ وآمالهُ . استمعت لهُ للنهاية ، أطبقت عيونها لوهلة ، جاهدت حفظَ رنة صوتهِ في مخيلتها ، تذكرت انفعالهُ وطريقتهُ الحماسية بالتكلم عن مستقبله..
علقت بذاكرتها كلمة "سوفَ " اخترعت أغنيةً ، لحنتها وهي تستعد .
همست لها دموع كانت تعاقر خمرةَ ضميرها : تفائلي بالخيرِ تجديه..
_ها ها.. ضحكت رموش ولم تستطع أن تمنع من ارتداد القطرات عليها لتفسد
جمالها ..
لم تعلم ، هل هي بطبعها ساخرة أم أنها تحاول إخفاء مواطن ضعفها بهذا السيل المنداح من دموعها ؟!
بقيَ القليل ..!
نهضت بتثاقل ، حاولت كثيراً التماسك ولكنها فشلت.
نظرت حولها . دارَ بها شريط الذكريات حيثُ أرادتهُ أن يدور _ طفولتها :لا زالت تتذكر كيفَ كانت تلعب مع رفيقاتها بكل الحب الذي يحويهِ العالم..إلى أن جاءَ يوم افتراقها عنهن .."لا تقلقي عزيزتي ، ستجدين وبسهولة صديقات جدد .." .
أغلقت والدتها باب ذاكرتها لسنوات طوال .
تعرفت على صديقات جدد أو هذا ما ظنتهُ ، إلى أن سمعت ذاتَ يومٍ بالصدفة ،
رأي الصديقات بها ، والهمس واللمز ..صرخت بوجوههن بعدَ أن أفاقت من صدمة تجلت بأعلى مراحلها :" فقري ليسَ عيباً ولا عرجي ..لستُ موضع سخرية ، تباً لكن.." .
أدارت وجهها لهن لتبدأ حقبة جديدة من حياتها..
رسمتهُ بمخيلتها بعدَ ما رأتهُ يحاضر في جامعتها ، طلبت من زميلة لها أن تعرفها عليهِ ، بحجة أنها تريدهُ معاونته بمادة دراسية..توالت اللقاءات ..
لاحظتهُ يرمقها بنظرات ولهة..ازدادَ حبها للحياة ، أضحت تتخيل مستقبلهما معاً ، تخطط ببهجة لم تعرفها طيلة خمس وعشرين عاماً من عمرها.
في أحد الأيام بينما يجلسان معاً ، يتحاوران كعادتهما بأمور الحياة ، يتبادلان النصائح ، يرنَ جواله ويردَ عليهِ بكلمة مقتضبة :أنا بالمكان المعهود..
بعدَ خمس دقائق بالضبط ، وهما يتهامسان ، أقبلت فتاة هيفاء ، وضعت يديها حولَ عنقه بدلال : حبيبي ، أهذهِ هي لمياء التي حدثتني عنها طويلاً ؟!
نظرت لمياء نحوهما ، قالت لها : ولكنه لم يحدثني عنكِ بتاتاً.
نظرَ مطولاً للمياء التي حاولت التماسك .قالَ لها : هذه هي.
وقبلَ أن يتم جملتهُ ، تركتهما ، انطلقت تعدو.. وتعدو . لم تدرك كيف وجدتَ نفسها تحتمي بظل شجرة فقدت زينتها . ضمتها بحنان وقالت لها : كلتانا بدون غطاء.. كلتانا فقدنا الرونق ..ستجدين من يمنن ويستكثر عليك الحياة ، سيقطعكِ وربما يجد أن خشبكِ مفيد له ولعائلتهُ في الأيام القارصة.
تعود بخطى بطيئة لبيتها ، تتجرع المرارة..تجد منهُ عدة رسائل على آلة تسجيلها :
عزيزتي فور عودتك للبيت طمئنينى عليك ..يجب أن نتحدث ، ونوضح الأمور،
حضرت لبيتك و لم أجدك..انتظرتك ساعات طوال ولم تعودي ..أرجوكِ لو أن لى معزة عندكِ هاتفينى .
تاملت نفسها بالمرآة مطولاً ، تناولت علبة ماكياجها ، تزينت للمرة الأولى في حياتها ، ارتدت ثوباً أبيض ، جلست إلى مكتبها لتكتب لهُ رسالة ، وبهدوء لم تعهدهُ فى نفسها بثتهُ حبها ، تذكرت بوضوح كيف كانَ دوماً يلمس خصلة من شعره تهبط لتغازل رموشهُ الطويلة ، ابتسمت ، قالت لنفسها : هذهِ هي الصورة التي سأخذها معي.
: افتحي يا مجنونة الباب ..افتحي .
صرخَ من وراء الباب : أحبكِ.. كانت شقيقتي التي أخبرتها عنكِ..
سُمعَ صوت صفير رياح ، أخذ يتعالى مع صوت جموع ، توافدت لتحطم
كل النوافذ المغلقة على الحياة..
/
تمت
علقت بذاكرتها كلمة "سوفَ " اخترعت أغنيةً ، لحنتها وهي تستعد .
همست لها دموع كانت تعاقر خمرةَ ضميرها : تفائلي بالخيرِ تجديه..
_ها ها.. ضحكت رموش ولم تستطع أن تمنع من ارتداد القطرات عليها لتفسد
جمالها ..
لم تعلم ، هل هي بطبعها ساخرة أم أنها تحاول إخفاء مواطن ضعفها بهذا السيل المنداح من دموعها ؟!
بقيَ القليل ..!
نهضت بتثاقل ، حاولت كثيراً التماسك ولكنها فشلت.
نظرت حولها . دارَ بها شريط الذكريات حيثُ أرادتهُ أن يدور _ طفولتها :لا زالت تتذكر كيفَ كانت تلعب مع رفيقاتها بكل الحب الذي يحويهِ العالم..إلى أن جاءَ يوم افتراقها عنهن .."لا تقلقي عزيزتي ، ستجدين وبسهولة صديقات جدد .." .
أغلقت والدتها باب ذاكرتها لسنوات طوال .
تعرفت على صديقات جدد أو هذا ما ظنتهُ ، إلى أن سمعت ذاتَ يومٍ بالصدفة ،
رأي الصديقات بها ، والهمس واللمز ..صرخت بوجوههن بعدَ أن أفاقت من صدمة تجلت بأعلى مراحلها :" فقري ليسَ عيباً ولا عرجي ..لستُ موضع سخرية ، تباً لكن.." .
أدارت وجهها لهن لتبدأ حقبة جديدة من حياتها..
رسمتهُ بمخيلتها بعدَ ما رأتهُ يحاضر في جامعتها ، طلبت من زميلة لها أن تعرفها عليهِ ، بحجة أنها تريدهُ معاونته بمادة دراسية..توالت اللقاءات ..
لاحظتهُ يرمقها بنظرات ولهة..ازدادَ حبها للحياة ، أضحت تتخيل مستقبلهما معاً ، تخطط ببهجة لم تعرفها طيلة خمس وعشرين عاماً من عمرها.
في أحد الأيام بينما يجلسان معاً ، يتحاوران كعادتهما بأمور الحياة ، يتبادلان النصائح ، يرنَ جواله ويردَ عليهِ بكلمة مقتضبة :أنا بالمكان المعهود..
بعدَ خمس دقائق بالضبط ، وهما يتهامسان ، أقبلت فتاة هيفاء ، وضعت يديها حولَ عنقه بدلال : حبيبي ، أهذهِ هي لمياء التي حدثتني عنها طويلاً ؟!
نظرت لمياء نحوهما ، قالت لها : ولكنه لم يحدثني عنكِ بتاتاً.
نظرَ مطولاً للمياء التي حاولت التماسك .قالَ لها : هذه هي.
وقبلَ أن يتم جملتهُ ، تركتهما ، انطلقت تعدو.. وتعدو . لم تدرك كيف وجدتَ نفسها تحتمي بظل شجرة فقدت زينتها . ضمتها بحنان وقالت لها : كلتانا بدون غطاء.. كلتانا فقدنا الرونق ..ستجدين من يمنن ويستكثر عليك الحياة ، سيقطعكِ وربما يجد أن خشبكِ مفيد له ولعائلتهُ في الأيام القارصة.
تعود بخطى بطيئة لبيتها ، تتجرع المرارة..تجد منهُ عدة رسائل على آلة تسجيلها :
عزيزتي فور عودتك للبيت طمئنينى عليك ..يجب أن نتحدث ، ونوضح الأمور،
حضرت لبيتك و لم أجدك..انتظرتك ساعات طوال ولم تعودي ..أرجوكِ لو أن لى معزة عندكِ هاتفينى .
تاملت نفسها بالمرآة مطولاً ، تناولت علبة ماكياجها ، تزينت للمرة الأولى في حياتها ، ارتدت ثوباً أبيض ، جلست إلى مكتبها لتكتب لهُ رسالة ، وبهدوء لم تعهدهُ فى نفسها بثتهُ حبها ، تذكرت بوضوح كيف كانَ دوماً يلمس خصلة من شعره تهبط لتغازل رموشهُ الطويلة ، ابتسمت ، قالت لنفسها : هذهِ هي الصورة التي سأخذها معي.
: افتحي يا مجنونة الباب ..افتحي .
صرخَ من وراء الباب : أحبكِ.. كانت شقيقتي التي أخبرتها عنكِ..
سُمعَ صوت صفير رياح ، أخذ يتعالى مع صوت جموع ، توافدت لتحطم
كل النوافذ المغلقة على الحياة..
/
تمت
تعليق