عنيزه العبقريه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ
    عضو الملتقى
    • 09-03-2010
    • 84

    عنيزه العبقريه

    بكل فخر واعتزاز وكل ولاء وانتماء وحب لكل ذرة تربه في عنيزه العبقريه وكل الحب والتقدير والاحترام لأهالي عنيزه الكرماء ورجالها العظماء ونسائها الماجدات
    وشبابها الحالمين ولكل بسمات أطفالها ودموع كهولها و كهلاتها
    إنني لأتشرف للانتماء إلى هذه المدينة التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تمتلك ما أسماه المفكر الكبير جمال حمدان بعبقرية المكان ووصفها الرحالة الريحاني باريس نجد وقلعة الحرية
    لما وجده من فصل تام للسلطات وكثرة المثقفين والمكتبات والعمق الثقافي المتأصل الذي يتمتع به سكان عنيزه في تلك الفترة
    حقا إنها مدينة أقل ما يمكن أن يطلق عليها بعنيزة العبقرية.
    إن فكرة إطلاق مسمى عنيزة العبقرية مأخوذة من عنوان كتاب للمفكر الراحل جمال حمدان شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان
    حقا انه كتاب عزز انتمائي وأنقذني من الدونية التي كنت أعاني منها إبان شبابي من كوني مجرد عربي جاهل وانتهازي وبلا هوية.
    كما أنني مازلت أدين وأعيد الفضل الأول لأساتذتي فيما كان يسمى مدرسة البحيرية الابتدائيه التي تم نقلي إليها إبان رحيل والدي كرم الله مثواه من مكة المكرمة إلى عنيزة وذلك عام 1380هـ
    أود أن أدين بالشكر الجزيل بأستاذي الأول اللذي أعيد له الفضل لإكتشافي سحر القراءة
    الأستاذ محمد البراهيم السويل فقد لاحظني وأنا أحمل معي قصص للأطفال أحضرتها معي من مكة المكرمة حيث درست هناك في الصف الأول حينها إقتادني إلى مكتبة مهجورة في سطح مبنى المدرسة وقال : يمكنك أن تستعير ما تريد
    قلت له : إن لدي من قصص الأطفال الكثير
    قال لي : سوف أسجلك في مجله كانت تدعى {هنا لندن } التي كانت حقا انطلاقتي الى عالم المعرفة وإكتشافي سحر القراءة
    وللشاعر الأديب المفكر ابراهيم بن محمد الدامغ الذي أهداني أول كتاب ديوان البحتري وكان للحوارمعة شجون واثر
    والأستاذ عبدالرحن بن صالح الشبل الذي أهداني أول قلم
    أخص بالشكر الجزيل كل أساتذتي الكرام في مدرسة البحيرية سابقا وما زلت أذكر تلك المسرحيات التي كانت تقام كل خميس ومدى تأثيرها العميق على شخصيتي و أود أن أنوه بمدى ما يتركه معلم المرحلة الابتدائية من أثر كبير لطلبته.
    مجالس مجتمع عنيزه العبقريه
    المجلس هذا المسمى اللذي عشقته وذالك لما اوحى به لي من عبق تاريخ عنيزه العبقريه في سالف العصر والاوان
    انه اسم يعيد لي التاريخ اللذي يقال انه لا يعود عندما كان هناك مجلس في اغلب مساجد عنيزه ولا اقول جميعها لأنني بكل بساطه لا ادري
    ببراءة الاطفال وفضولهم كان لي الجرأه في الجلوس في مجلس مسجد الشعيبي وأذكر جيداً تلك الشخصيات العظيمه وهم كثر من امثال المرحوم حسون الحسون حيث كان رحمه الله عليه جار لنا وترتبط والدتي مع زوجته رحمة الله عليهم جميعا بعلاقه نقيه كنقاء رذاذ عنيزه في المشراق
    هذه العلاقه منحتني الجراءه لإقتحم عالم الكبار وكان رحمه الله عليه رجل قوي امين بما تعنيه الكلمه من معني قوي وأمين في المحافظه على النخله و سنابل القمح في مزرعته (حائط الحسون ) من المخربين او الجهله او الصغار من امثالي يحافظ عليها بكل ما اوتي من قوه ويؤدي عمله بكل أمانه
    كان رحمه الله عليه بقدر ماله من هيبه الا انني حصلت على رأفته واحترامه لذا تعرفت عن جوانب مازالت راسخه في مخيلتي عن هذا الرجل الانسان لمست عظمه هذا الرجل من عطفه على المحتاجين حيث كان لا يمانع ان يراك تاكل من محصوله ولكن بأدب وبقدر احتياجك
    قد اكون تعلمت معنى العطاء من والداتي رحمة الله عليها اللتي اعطتني ومنحتني كل الحب والعطف والحنان ومنها تعرفت على قيمة الحب ومشاعر العطف والحنان الغزيره وقد يكون والدي علمني معنى الحريه والكبرياء واجزل لي العطاء وبقدر ما هذه الخصال النبيله متأصله في اسرة آل دامغ جميعا ولكنني تعلمت من حسون معنى العطاء من رجل كريم قوي مقتدر خارج محيط الاسره ومن وسط مجتمع العمالقه العظماء رجال عنيزه الاقوياء بعظمة قوة الانسان في دواخلهم
    ما اروعك من مجتمع
    هذا الرجل كان مدخلي الى مجتمع الشعيبي و مجتمع مجلس مسجد الشعيبي
    مجلس مسجد الشعيبي مجتمع له تاريخ ويحتاج من يعيد كتابه تاريخه
    مجلس مسجد الشعيبي بقدر ماهو صغير الا انه في رأيي يعادل قيمه مدرسه او صحيفه على اقل تقدير وربما كان يتفوق نظره وبعد وعمق عن اي صحيفه في وقتنا الحالي
    يحتاج الباحث لهذا التاريخ الخصب جدا لمجالس مساجد عنيزه وقتا كثيرا لتدوين روائع وسائل انتاج وعادات وتقاليد واعراف وقيم مجتمع عنيزه المدني الرائع حقاً في ذاك الحين
    فكري ووجداني تشكل عبر مشوار طويل من الغربه والحيره والتساؤلات الكثيره عن المعاني الحقيقيه لمعنى الحياة
    وهنالك ذكريات كثيرة سأحاول تدونيها إن أمدني الله بالعمر عن جميع المدن و الأماكن و الأشخاص الذين تأثرت بهم وفيما تركوه من اثر لهذا الفكر التائه والوجدان الدامي

    *القيم تكاد تبكي وتتألم أكثر مني ومنك لما تعانيه من بعد أو جفوه أو عدوان من مدعيها وان كنت لآ ابريء نفسي ان كنت على رأس هؤلاء.
    العفو والمعروف يحتاج لتعريف بلغَة حرة
  • إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ
    عضو الملتقى
    • 09-03-2010
    • 84

    #2
    عُنَيْـزَةُ والهَـوَى

    عُنَيْـزَةُ والهَـوَى

    ذَكرتُكِ في المساء وفي الصَّبـاح
    كَذِكـرِ الأُمِّ فـي الـحُـبِّ الـصُّـراح
    ولـي فـي تِـبْـركِ المِعـطـارِ ســرُّ
    كَـسِـرِّ المُلهَمـيـن إلــى الطِّـمـاح
    (عُنَيْـزَةُ) والهَـوَى بِكـرٌ وقَلْـبِـي
    لَـدَيْــكِ مُـتَـيَّـمٌ قَــبْــلَ الــــرَّواح
    فَكَـيْـفَ بــه وقــد أَسْــرَى بِلَـيْـلٍ
    وفــارَقَ مـنـكِ مـزهُـوَّ الـوِشـاح
    عَـداكِ إلـى صَبَـا عَـدْن فَهَـشَّـتْ
    لـه فـي النِّـيـل أســراب الـمِـلاح
    وقَـبَّــلَ ثَـغْــرَه فـيـهــا شَـغـوفًــا
    أريـجــيُّ القَـرَنْـفُـل والأقــاحــي
    فلَمْ تَصْـدُق لـه فـي الحُـبِّ عَيـنٌ
    ولَــمْ تَعْصِـفْـه بَـــادِرةُ الـجِـمـاح
    تَمَلْـمَـلَ فــي مَـقــامٍ كـــان فـيــه
    سَـرِيَّ الحُـبِّ مَعـصـومَ الجـنـاح
    وضـاق بعرشـه الفِضِّـيِّ ذَرْعًــا
    فلَـمْ تُسْـبـلْ لــه عَـيْـنُ انـشـراح
    كـــأنّ رَفـيـفَـه أَمْـسَــى وَجِـيـبًـا
    وحِلـيـتَـه استـحـالـت لامـتـيــاح
    رآكِ بحُـلـمـه فَـــذَوَى صَـريـعًــا
    وشامَ عُـلاكِ فـي عَيـن الصَّبـاح
    فأقفَـلَ راجعًـا مــن غـيـر سَـمْـعٍ
    ولا بَصَـرٍ يُسَايـرُ عَـتْـبَ لاحــي
    ذُرَى (الفيحاءِ) لو أَنصَفتُ حُبِّي
    لـكِ استَعذَبـتُ أطــرافَ الـرِّمـاح
    وأَشرَعـتُ الرِّيـاحَ لِبَـثِّ سِــرِّي
    وعُـذري منـكِ تصريـفُ الرِّيـاح
    فلو أودعتُ غيـر رِضـاكِ وَجْـدًا
    لَـمَـا أمـهـرتُـه غـيــرَ الـسِّـفـاح
    ولـو مُنِحـتْ لِـي الدُّنـيـا مَـراحًـا
    َمَـا آثــرتُ غـيـرَكِ مــن مَــراح
    فَمـا فـي مَــورد الخُـلْـد اعتـبـارٌ
    وخُلْـدُكِ لا يُـرَوِّق زَهـوَ سـاحـي
    على نَسَمات عطركِ رَفَّ وَجْدي
    ومن نَفَحات وحيكِ شَـفَّ راحـي
    فـأنـتِ المُنـتَـهَـى ولِـكُــلِّ قـلــبٍ
    علـيـكِ نَـعِـيـمُ حُـــبٍّ وارتـيــاح
    سـمـاؤكِ فـضّـةٌ ورُبــاكِ زَهـــرٌ
    وتِـبـرُكِ جَـنَّـةٌ وثَـــراكِ داحـــي
    ومـــاؤكِ فـــي تَـدفُّـقـه رَحـيــقٌ
    يُبَلـسِـمُ شافـيًـا غُــورَ الـجــراح
    وروضُــكِ حـالِـمٌ جـنُّـاتُ عَـــدْن
    يعـانـق فـيـكِ أَحـــلامَ الـصِّـبـاح
    وعَرْفُ حزامـكِ الذهبـيِّ عَـرشٌ
    يُتـوِّجـه الغـضَـا بِـيــدِ الـسَّـمـاح
    وجالُـكِ فـي مَجـال الـعِـزِّ رَحْــبٌ
    يُـرَوِّق ســاحَ مَـجْـدِكِ بالـسِّـلاح
    فـأنــتِ بـــه زُمُــــرُّدَةٌ تَــــرَوَّت
    ونامـتْ بـيـن أحـضـان البِـطـاح
    يُداعبهـا النَّـدَى مـن كـلِّ غـيـثٍ
    فتَمنـح باسمـه شَـرَفَ الـصَّـلاح
    وتَـرفـع كَــفَّ سامِـرَهـا قَـريــرًا
    يُنادي المَجْـدَ حـيَّ علـى الفـلاح
    رَواهــا بالـهَـوَى عـنِّـي مُـرِيــمٌ
    يُذيـب السِّـرَّ مـن قَبْـل افتـضـاح
    وأعْلَـمَـهـا بـعــزٍّ لَــــمْ يَـصُـنــه
    لهـا مَـنْ سـار فـي دَرَكِ الوَقـاح
    رُبَى (الفيحاءِ) قد أًعـذَرتُ حتَّـى
    هَوَى مَتْحي ومدحي واصطلاحي
    فمِـثـلُـك لا يُـنــال بـكــلِّ مَــــدحٍ
    ولــو أَسْــرَى بِغَـيْـبٍ وافـتـتـاح
    تسـامـتْ فـيـكِ للنُّعـمَـى سِـمـاتٌ
    أجازتـنـي فـجــاوزت امـتـداحـي
    وأدْنَـتْـنــي إلــــى مَــــدَدٍ أبِــــيٍّ
    يُـطَــرِّز مَنـكِـبـي بِـيّــدِ الـكـفـاح
    نَسَـبْـتِ نَـــداه والـدُّنـيـا تُـغَـنِّـي
    بـمـجـدٍ لَـــمْ يـكــنْ بالمُسـتـبـاح
    وقَـفْـتِ عـلـى مـنـابـره سَـلامًــا
    وقُمـتِ عـلـى مَــوارده الفِـسـاح
    فأنجَـبْـتِ الـعُــلاَ أدَبًـــا وعِـلْـمًـا
    وقُــدْتِ العَالَمِـيـنَ إلــى النَّـجـاح
    كَــذلــكِ أنــــتِ للهاديـــــن ريٌّ
    وللبانـيـن - عِــزاً- خَـيـرُ ســاح
    ضَمَمْـتِ الدِّيـنَ والدنيـا ابـتـداراً
    وسُــدتِ فكـنـتِ غالـبَـةَ الجـنـاح
    ومَــنْ تَـكُـن الحـضـارةُ أَلْهمَـتْـه
    مـن الماضـي سَـنَـا أَلَــقٍ مُـتـاح
    فلِلـتّـاريـخ مـنــه عَـبـيـرُ ذِكْـــرٍ
    يُـعـانـق كُـــلَّ يُـسْــرٍ وانـفـتــاح


    إِبـْرَاهـِيـْم بـِنْ مـُحـَمـَّـد بـِنْ عـَبـْدِ الرَّحـْمـَنِ الدَّامـِغ
    شـَـاعـِرُ الأَســْرَار وَالأَسـْـوَار
    التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ; الساعة 12-04-2010, 12:48.
    العفو والمعروف يحتاج لتعريف بلغَة حرة

    تعليق

    • إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ
      عضو الملتقى
      • 09-03-2010
      • 84

      #3
      لاتقطع الرأس كـي تستنبـت الذنبـا

      نـَشـَرَ الدُّكـْـتـُورُ عبدالله العثيمين قـَصـِيْـدَة ً بـِعـُـنـْوَانِ (العـــَـوْدَة) يـَتـَعـَشـّـقُ فـِيـْهــَا
      بـَقـَـاءَ الآثــَارِ فـِي مـَدِيـْـنـَةِ عـُنـَيْزَة عـَلـَى مـَاكـَانـَتْ عـَلـَيْـهِ مِنْ قـَبـْـلُ ، مِـنْ بـُيــُوتِ الطـّـِيْنِ
      وَالأَزِقــَّـةِ الضـَّيــّـِـقـَةِ ، فـَكـَانـَتْ هَـذِهِ القـَصـِيـْـدَة ُ مـُعـَارَضـَة ً لـَهُ وَأَنَّ الجـَدِيـْـدَ
      لابـُدَّ أَنْ يـَكـُونَ مـَعَ بـَقــَـاءِ القــَدِيــْمِ ،
      وقـَدْ نـُشـِرَتْ هَـذِهِ القــَصـِيْـدَة ُفـِي دِيْــوَانِ
      (شـَرَارَة الثــَّأْرِ:ص25)..



      ماذا على الشعر إن أغفى وإن ذهبـا
      مـا دام ينصـح بـالآلام مختضبـا؟

      مـاذا عليـه وقـد جفـت منابـعـه
      وبـات باليـأس والإمحـال ملتهبـا؟

      أللهوى أم الساري الطيـف نضرمـه
      أم لليالي التي راشـت لنـا النوبـا؟

      كـلا ومـا سـر كـلا فـي متاهتنـا
      إلا الفنـاء أراد الحـب أم غضـبـا

      يا باعث الجرح من أعمـاق رقدتـه
      هلا رسمت علـى أسـراره النصبـا؟

      وقمت تطـوي علـى جثمانـه كفنـا
      مـن بعـده ينفـض الآلام والتعـبـا

      ما ضر لو سار خلف النعش موكبنـا
      وحالـم الأنـس فينـا قـام منتحبـا؟

      فما لتابوتنـا المسلـول مـن صلـف
      إلا وفي قائميـه السـوس قـد لعبـا

      فاستبق مافي خيال الدهر من طُـرف
      مطلولة واحمـل الكبريـت والحطبـا

      امدد الى بسمـة التاريـخ كـل يـد
      وانس الهوى في ركام الطين حيث خبا

      ما للصبا وهـو غـض رافـة نغـم
      حلو و في مقلتيه الحـب قـد نضبـا

      يطوي على الفقر والإملاق شرعتـه
      ويزرع اليأس فـي الآفـاق مغتربـا

      كأنـه خطـت الأوهــام سيـرتـه
      يستبطن الحزن والإفـلاس والسغبـا

      ما سام في الليالـي السـود سائمـة
      إلا تشـرب مـن أخلافهـا النصبـا

      وما أسـدر لخطـب ضرعهـا نكـدا
      إلا ودرت لـه الإعــدام والحـربـا

      يـا ويـل أوغـذت لليـأس فلذتهـا
      فبـات بالويـل والتشريـد منتقـبـا

      يطوي علـى الـذل أشـلاء ممزقـة
      ويخنـق الذكـر فـي إدلاجـه رهبـا

      فامدد إليـه يـد الإلهـام فـي أمـم
      واردد إليه مـن الآمـال مـا سلبـا

      كذلك النجـم للسـاري يلـوح هـدى
      وأنـت نجـم لسـارٍ بـات مكتئـبـا

      فمـا العـزاء لركـب أنـت ملهمـه
      إذا استكان لعسف الدهـر أو حجبـا؟

      ياموغلا في ظـلام الأمـس تمسحـه
      بأفقـك الرحـب منسوبـا ومنتسبـا

      هلا انطلقت بذكـراك التـي عبـرت
      إلى المجاهل تبنـي مهدهـا الخربـا؟

      مـا بيـن رس مـن الآمـال ترقبـه
      وحالق من غـرار العـز قـد صلبـا

      أفديـك بالنفـس لا ترجـع بذاكـرة
      فالذكريـات تثيـر الشـك والريـبـا

      إني على العهـد لـم أبخـل بقافيـةٍ
      مهما انطوى السفر لـلآلاف أو قلبـا

      فموكـب المجـد مـا زلنـا نسايـره
      ورب يـوم يقيـم الصـرح منتصبـا

      نجني به من جنـى الآمـال كـل يـد
      للمنجديـن ونبنـي فيـه مـا صعبـا

      فمـا الدعـاء لأرض النـور مغفـرة
      ولا البكـاء عليهـا يفتـن الذهـبـا

      لو كان للشعر فـي (فيحائنـا) سبـب
      تزهـو بـه لابتدرنـا ذلـك السببـا

      أو كان للنـدب فيهـا موكـب غـرد
      لكـان منـا إليهـا النـدب محتسبـا

      فارفق بنا فـي متـاه اللـوم إن لنـا
      عذراً وأنت الذي تستكشـف الحجبـا

      خذ من سنا العز مـا يحلـو لرائـده
      وانس الهوى في غبار الجهل معتصبا

      فموكب النور فـي أرضـي طلائعـه
      تستبدل الأمس باليـوم الـذي قربـا

      يوم لـه فـي رؤى التاريـخ بـادرة
      مشبوبة الذكر تحمي الحـظ والأربـا

      تطالـع المجـد فـي إبـان ثورتـه
      وترسـم الخلـد فـي إدلالـه طربـا

      فهذه مـن سنـا بـرق العـلا شعـل
      تستهدف الطين والأنقـاض والقببـا

      وتبعث الفن فـي تشييـد مارسمـت
      أيدي البناة الذين استأصلـوا العتبـا

      ياموسـع الفـن والعمـران موجـدة
      لاتقطع الرأس كـي تستنبـت الذنبـا

      فما ادكار القديم السمج فـي وطنـي
      (عنيـزة) اليـوم إلا عبـرة ونـبـا

      فاستبق فـي موكـب الآثـار نـادرة
      من غابر الدهر واطلب بعدها الشهبـا

      فالنور لا يفقـد الديجـور فـي فلـك
      يستمريء الصعب أو يستعذب الطلبـا

      سيمسح الغيمـة السـوداء باسطهـا
      وينشـر الفـن والإبـداع والعجـبـا

      فما بلادي التـي فـي الغيـم سدتهـا
      إلا الجديد الـذي لا يعـرف العطبـا

      لهـا مـن الموفـد البانـي ملامسـة
      يخضر منهـا فجـاج عامـر وربـى

      تميس فـي حيلهـا الميـاس حالمـة
      وتسبق الفجـر فـي آمالهـا صببـا

      لهـا علـى صفحـة التاريـخ واردة
      من الفضائل زانـت باِسمهـا الكتبـا

      أيـام كانـت صبـا نجـد تروقـهـا
      بالمكرمات وكـان الحـظ قـد غلبـا

      تعنو إليهـا مـن الآفـاق كـل يـد
      للطيبـات ويزهـو سوقهـا حسـبـا

      كأنـهـا للمغـانـي درة شـرقــت
      بنورها الأرض زهـواً فاتنـا وصبـا

      لكـل أفـق عليهـا مـورد عـطـرٌ
      يستقبـل الخيـر والإدرار والنشـبـا

      فمـا لبغـداد أو للشـام فـي وطنـي
      من صائب الخيـر إلا بعـض ماندبـا

      وما لساحات عمـرٍو وهـي عامـرة
      بالخير في مصر إلا ما اجتبـى وجبـا

      فسوقها المورد الصافـي لكـل نـدى
      وساحها من نمير العـز قـد شربـا

      وأهلها المنجـدون استلهمـوا سننـا
      للعالميـن بحبـل الله قـد عصـبـا

      لهم علـى كـل نجـم سابـح فلـك
      في طرتيه رهـان المجـد قـد كتبـا

      يبنون في كـل بيـت عـز قاصـده
      ويستجيبـون للـداعـي إذا طلـبـا

      أَسْدٌ كما تعشق (الفيحـاء) دوحتهـم
      وسـادة يحكمـون العلـم والأدبــا

      لا الجهل يطمس عن ماضي فضائلهم
      عين الرضى أو يقول الحق ما ذهبـا

      فأمسهم بالهـدى والفضـل معتصـم
      ويومهم للغـد الزاهـي قـد انتسبـا

      يستلهمون مـن الماضـي عزائمهـم
      ويضرمـون مـن المستقبـل اللهبـا

      لا يعثـرون وفـي أردانهـم شـمـم
      هامـت (عنيـزة) فيـه عـزة وإبـا

      إِبـْرَاهـِيـْم بـِنْ مـُحـَمـَّـد بـِنْ عـَبـْدِ الرَّحـْمـَنِ الدَّامـِغ
      شـَـاعـِرُ الأَســْرَار وَالأَسـْـوَار
      العفو والمعروف يحتاج لتعريف بلغَة حرة

      تعليق

      يعمل...
      X