[align=right]
في بيت مهجور طرف المخيم، على مقربة من القضية الفلسطينية، لا يوجد فيه إلا تليفزيون منسي يبث ليلا نهارا ذات المحطة.. يعيش فيه فأر يلقّب بـ(جرذ الليل)، يقذف الرعب في قلوب سواه من فئران البيت والحي معا، جرذ الليل هذا: عالي القامة، مهيب الطلّة، عريض المنكبين، قليل الكلام، حديد القلب، يتجلى في وجهه الحزم، على ذراعه الأيسر وشم لقط، وعلى ذراعه الآخر رسم لقلب حب يتوسطه حرف الفاء.. أما بطنه فمنقوش عليه عبارة: حبيبتي أمي…
ماذا يعني حرف الفاء يا ترى؟ فلسطين؟!!
غرغور : لااااء .. كان بحب وحدة إسمها فرفورة إتجوّزت فار غني..
أحقا يا غرغور أنه يعني حبيبته فوفو؟؟
غرغور : آآآه زي ما بـgـلّك .. بس هو آخر إشي صار يحكي إنهgـصده فلسطين..
غرغور هذا من أصحاب جرذ الليل.. شكرا يا غرغور على إثرائك حكايتي، وبالعودة إلى جرذ الليل، هو فأر عاطل عن العمل بالمناسبة، كيف لا والفئران تحفه من كل صوب وحدب لنيل رضاه، صعب المراس ونِكدي، ينام معظم النهار ويصحو ليلا.. ليفاجئ غرغور كالمعتاد:
جرذ الليل : إسمعتك ولا .. شو بتحكي عني؟
غرغور : والله ما حكيت إشي!! والله والله والله وحتى إسأل صاحب المقالة، سألني عنك!!
جرذ الليل : تع لهون ولا .. هذا الحرف حرف الفاء .. يعني فلسطين .. طرااااخ.. يللى روح جيبلي إشي آكله ….
غرغور : أيييي .. لازم تضربني كف يعني ..؟!!! شو أجيبلك أكل؟!!
جرذ الليل : جيب أي إشي جوعان كثير، جبنة .. بيض .. بلوزة .. بنطلون.. أي إشي ع السريع..
حقا .. إنه صعب المراس كما شاهدنا في التقرير السابق.. ويقال أنه قتل فأرا صديقا له مرة وهو في حالة سكر شديد إثر تعاطيه حليبا منتهي الصلاحية، قتله.. فقط لأنه دعس على طرفه!!
مثير للمعرفة جرذ الليل هذا، أين ذهب يا ترى؟
جرذ الليل: بدي أرجع أنام رجاء أكتب بدون صوت!!
حاضر.. ونوم العوافي يا جرذ الليل، صمت يحتل المكان بعدك، وغرغور ذهب ليبحث لك عن طعام، ولا صوت يعلو الآن على صوت التليفزيون.. ماذا يقول المذيع؟:
(أعزائي المشاهدين لقد نددنا بجرائم إسرائيل ووحشيتها، والتقينا بالإسرائيليين على كافة المستويات ونددنا بجرائمهم، ووحشيتهم، كذلك: لا مفاوضات إلا .. بتجميد الاستيطان تسعين يوما.. -بس نتفة-.. وفي خبر متصل: لا للمصالحة قبل الرجوع عن الانقلاب الدموي في غزة!!! أما الآن فمع مباراة كرة القدم… وبعده برنامج عن تاريخ فلسطين!!!)
لم يفاجئني تليفزيون فلسطين كالمعتاد.. وها قد عاد غرغور..
غرغور : الأكل وصل يا جرذ الليل.. إصحى يا جرذ الليييييل… إصحى يا زلمة لسّاتك نايم؟!!
كان صوت غرغور عاليا جدا بسبب فرحه، فقد حصل على وجبة دسمة .. قميص كامل من أحد السطوح المجاورة، لكن فرحه هذا وصراخه أفزع جرذ الليل وقصف حلمه المليء بحرف الفاء، فتحوّل إلى كتلة غضب، خرج من جحره مهرولا لا تبرح الشتائم شفتاه.. خرج بالفانيلا الداخلية وهو يزمجر ويصرخ.. شعره منكوش وعينه اليسار شبه مغلقة ..
جرذ الليل : ولك ليش بتصرخ ولك؟!! ليش بتصرخ بحكيلك ولا؟!!!! فـgـست حلمي.. علي الطلاg إلا أذبحك!!!
أفزع هذا الوعيد المختوم بالطلاق كل الفئران التي كانت تمرح في غيابه، فهم يدركون صدقية هذا الوعيد رغم علمهم أن جرذ الليل غير متزوج، ولكن كل ما ارتبط بفرفورة له شكل العشق برؤوس مجنونة عنده..
انطلقت الفئران في كل الاتجاهات كانفجار الألعاب النارية، تبحث عن جحورها فدب الفزع في نفسي وأنا الذي يقف في المنتصف، لقد قفزت فلا تلامس الفئران ساقاي، لكني وللأسف هويت بقدمي على رأس جرذ الليل دون قصد مني.. فا.. للأسف مرة أخرى… لقد مات!!!!
غرغور وهو يضع يده على قلبه الذي وصل حنجرته فيما وجهه يقطر خوفا:
الحمدلله إنك دعست على راسه.. لأنه إذا دعست على طرفه … كان gـتلك .. صدgـني مرة عملها!!!..
وهل مات جرذ الليل يا غرغور؟!!
غرغور: آآه مات الله يرحمه.. كان gـلبه طيب على فكرة .. زي الطفل الحنون!!!
[/align]
جرذ الليل
في بيت مهجور طرف المخيم، على مقربة من القضية الفلسطينية، لا يوجد فيه إلا تليفزيون منسي يبث ليلا نهارا ذات المحطة.. يعيش فيه فأر يلقّب بـ(جرذ الليل)، يقذف الرعب في قلوب سواه من فئران البيت والحي معا، جرذ الليل هذا: عالي القامة، مهيب الطلّة، عريض المنكبين، قليل الكلام، حديد القلب، يتجلى في وجهه الحزم، على ذراعه الأيسر وشم لقط، وعلى ذراعه الآخر رسم لقلب حب يتوسطه حرف الفاء.. أما بطنه فمنقوش عليه عبارة: حبيبتي أمي…
ماذا يعني حرف الفاء يا ترى؟ فلسطين؟!!
غرغور : لااااء .. كان بحب وحدة إسمها فرفورة إتجوّزت فار غني..
أحقا يا غرغور أنه يعني حبيبته فوفو؟؟
غرغور : آآآه زي ما بـgـلّك .. بس هو آخر إشي صار يحكي إنهgـصده فلسطين..
غرغور هذا من أصحاب جرذ الليل.. شكرا يا غرغور على إثرائك حكايتي، وبالعودة إلى جرذ الليل، هو فأر عاطل عن العمل بالمناسبة، كيف لا والفئران تحفه من كل صوب وحدب لنيل رضاه، صعب المراس ونِكدي، ينام معظم النهار ويصحو ليلا.. ليفاجئ غرغور كالمعتاد:
جرذ الليل : إسمعتك ولا .. شو بتحكي عني؟
غرغور : والله ما حكيت إشي!! والله والله والله وحتى إسأل صاحب المقالة، سألني عنك!!
جرذ الليل : تع لهون ولا .. هذا الحرف حرف الفاء .. يعني فلسطين .. طرااااخ.. يللى روح جيبلي إشي آكله ….
غرغور : أيييي .. لازم تضربني كف يعني ..؟!!! شو أجيبلك أكل؟!!
جرذ الليل : جيب أي إشي جوعان كثير، جبنة .. بيض .. بلوزة .. بنطلون.. أي إشي ع السريع..
حقا .. إنه صعب المراس كما شاهدنا في التقرير السابق.. ويقال أنه قتل فأرا صديقا له مرة وهو في حالة سكر شديد إثر تعاطيه حليبا منتهي الصلاحية، قتله.. فقط لأنه دعس على طرفه!!
مثير للمعرفة جرذ الليل هذا، أين ذهب يا ترى؟
جرذ الليل: بدي أرجع أنام رجاء أكتب بدون صوت!!
حاضر.. ونوم العوافي يا جرذ الليل، صمت يحتل المكان بعدك، وغرغور ذهب ليبحث لك عن طعام، ولا صوت يعلو الآن على صوت التليفزيون.. ماذا يقول المذيع؟:
(أعزائي المشاهدين لقد نددنا بجرائم إسرائيل ووحشيتها، والتقينا بالإسرائيليين على كافة المستويات ونددنا بجرائمهم، ووحشيتهم، كذلك: لا مفاوضات إلا .. بتجميد الاستيطان تسعين يوما.. -بس نتفة-.. وفي خبر متصل: لا للمصالحة قبل الرجوع عن الانقلاب الدموي في غزة!!! أما الآن فمع مباراة كرة القدم… وبعده برنامج عن تاريخ فلسطين!!!)
لم يفاجئني تليفزيون فلسطين كالمعتاد.. وها قد عاد غرغور..
غرغور : الأكل وصل يا جرذ الليل.. إصحى يا جرذ الليييييل… إصحى يا زلمة لسّاتك نايم؟!!
كان صوت غرغور عاليا جدا بسبب فرحه، فقد حصل على وجبة دسمة .. قميص كامل من أحد السطوح المجاورة، لكن فرحه هذا وصراخه أفزع جرذ الليل وقصف حلمه المليء بحرف الفاء، فتحوّل إلى كتلة غضب، خرج من جحره مهرولا لا تبرح الشتائم شفتاه.. خرج بالفانيلا الداخلية وهو يزمجر ويصرخ.. شعره منكوش وعينه اليسار شبه مغلقة ..
جرذ الليل : ولك ليش بتصرخ ولك؟!! ليش بتصرخ بحكيلك ولا؟!!!! فـgـست حلمي.. علي الطلاg إلا أذبحك!!!
أفزع هذا الوعيد المختوم بالطلاق كل الفئران التي كانت تمرح في غيابه، فهم يدركون صدقية هذا الوعيد رغم علمهم أن جرذ الليل غير متزوج، ولكن كل ما ارتبط بفرفورة له شكل العشق برؤوس مجنونة عنده..
انطلقت الفئران في كل الاتجاهات كانفجار الألعاب النارية، تبحث عن جحورها فدب الفزع في نفسي وأنا الذي يقف في المنتصف، لقد قفزت فلا تلامس الفئران ساقاي، لكني وللأسف هويت بقدمي على رأس جرذ الليل دون قصد مني.. فا.. للأسف مرة أخرى… لقد مات!!!!
غرغور وهو يضع يده على قلبه الذي وصل حنجرته فيما وجهه يقطر خوفا:
الحمدلله إنك دعست على راسه.. لأنه إذا دعست على طرفه … كان gـتلك .. صدgـني مرة عملها!!!..
وهل مات جرذ الليل يا غرغور؟!!
غرغور: آآه مات الله يرحمه.. كان gـلبه طيب على فكرة .. زي الطفل الحنون!!!
[/align]