[align=justify]
سمعت في مستهل حياتي الكثير من الخطب والمواعظ ، وقرأت الكثير من الكتب ، جميعها تدعو الى عدم النميمة وهجر مجالس النمامين وزجرهم عند البدء في مشروع النميمة ، ولا أكتمكم بأنني حاولت التطبيق لإيماني العميق بأن الأخلاق مكتسبة ويمكن بالعزيمة والاصرار التحول من خلق الى نقيضه ، لكنني إصطدمت بواقع مرير ، جعلني أعيد النظر في تلك الممارسات ، فالناس لاتخلو مجالسهم من القيل والقال بأي حال ، وأحسست بعد عدة تجارب أنني أسبح عكس التيار ، وأصبح كثير من الزملاء يتحاشون الحديث أمامي ويستثقلون وجودي ، وهذا أمرٌ سيء كماتعلمون ، بل هو أشد سوءً من سماع النميمة .
القيل والقال منتشر في كل المجتمعات على إختلافها ، لدرجة يمكن الجزم بأنه فطره انسانية لايمكن الفكاك منها ، لكن الناس يدعون كراهية النميمة ، ويتعامون عن وجودها لدى الجميع ، حتى أنني حضرت يوماً مجلساً يضم علماء دين أجلاء ، وهالني أنهم يخوضون في أعراض أحد أندادهم تلميحاً وتصريحاً ، ومن هنا فينبغي أن نقرر قاعدة واقعية مهمة هي ، إفتتنان الناس بالحديث عن بعضهم مهما إختلفت المجتمعات وتباينت الثقافات .
وجود النميمة لايعني أنها مطلوبه ، لكن الاعتراف باستشرائها في حياتنا خطوة مهمة للغاية لنعرف كيف نتعايش مع الناس من حولنا ؟ دون أن نشاركهم في النميمة ، ودون أن نفقدهم في ذات الوقت ، الأمر إذن يتطلب عدم الهروب من ساحات النميمة بدعوى التقوى أو كراهيتها، لأن هذا سيزيدك بعداً من الناس ويجعل منك شخصاً مكروهاً بامتياز ، شارك الآخرين الابتسام والاستماع ولكن دون الممارسة ، لاتتحدث عن أحد بما يكره مهما كان الحديث مغرياً ، بل عليك أن تبحث عن أمر جيد في الشخص أو المنظمة موضوع الحديث ثم تقوله بطريقة لبقة ، كن على حذر ولاتشعر الموجودين بأنهم منحطين وأنت المثالي فذلك أدهى و أمر .
لاتكن نماماً ولاتدعي المثالية وتصبح واعظاً لكل نمام ، فالنميمة موجودة وعلينا التعايش معها ، دعهم يتحدثون لاتقاطعهم ولاتشاركهم الابذكر صفة طيبة في الضحية ، وبذلك ستحافظ على ود الناس وتتجنب الوقوع في خلق النميمة الذميم ، بل قد يصل الضحية كلامك الايجابي عنه – صدقني أن النمامين سيفعلونها – وعند ذلك سيعتبر ذلك معروفاً لن ينساه لك أبداً .
[/align]
سمعت في مستهل حياتي الكثير من الخطب والمواعظ ، وقرأت الكثير من الكتب ، جميعها تدعو الى عدم النميمة وهجر مجالس النمامين وزجرهم عند البدء في مشروع النميمة ، ولا أكتمكم بأنني حاولت التطبيق لإيماني العميق بأن الأخلاق مكتسبة ويمكن بالعزيمة والاصرار التحول من خلق الى نقيضه ، لكنني إصطدمت بواقع مرير ، جعلني أعيد النظر في تلك الممارسات ، فالناس لاتخلو مجالسهم من القيل والقال بأي حال ، وأحسست بعد عدة تجارب أنني أسبح عكس التيار ، وأصبح كثير من الزملاء يتحاشون الحديث أمامي ويستثقلون وجودي ، وهذا أمرٌ سيء كماتعلمون ، بل هو أشد سوءً من سماع النميمة .
القيل والقال منتشر في كل المجتمعات على إختلافها ، لدرجة يمكن الجزم بأنه فطره انسانية لايمكن الفكاك منها ، لكن الناس يدعون كراهية النميمة ، ويتعامون عن وجودها لدى الجميع ، حتى أنني حضرت يوماً مجلساً يضم علماء دين أجلاء ، وهالني أنهم يخوضون في أعراض أحد أندادهم تلميحاً وتصريحاً ، ومن هنا فينبغي أن نقرر قاعدة واقعية مهمة هي ، إفتتنان الناس بالحديث عن بعضهم مهما إختلفت المجتمعات وتباينت الثقافات .
وجود النميمة لايعني أنها مطلوبه ، لكن الاعتراف باستشرائها في حياتنا خطوة مهمة للغاية لنعرف كيف نتعايش مع الناس من حولنا ؟ دون أن نشاركهم في النميمة ، ودون أن نفقدهم في ذات الوقت ، الأمر إذن يتطلب عدم الهروب من ساحات النميمة بدعوى التقوى أو كراهيتها، لأن هذا سيزيدك بعداً من الناس ويجعل منك شخصاً مكروهاً بامتياز ، شارك الآخرين الابتسام والاستماع ولكن دون الممارسة ، لاتتحدث عن أحد بما يكره مهما كان الحديث مغرياً ، بل عليك أن تبحث عن أمر جيد في الشخص أو المنظمة موضوع الحديث ثم تقوله بطريقة لبقة ، كن على حذر ولاتشعر الموجودين بأنهم منحطين وأنت المثالي فذلك أدهى و أمر .
لاتكن نماماً ولاتدعي المثالية وتصبح واعظاً لكل نمام ، فالنميمة موجودة وعلينا التعايش معها ، دعهم يتحدثون لاتقاطعهم ولاتشاركهم الابذكر صفة طيبة في الضحية ، وبذلك ستحافظ على ود الناس وتتجنب الوقوع في خلق النميمة الذميم ، بل قد يصل الضحية كلامك الايجابي عنه – صدقني أن النمامين سيفعلونها – وعند ذلك سيعتبر ذلك معروفاً لن ينساه لك أبداً .
[/align]
تعليق