في الطريق...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الضيف حمراوي
    أديب وكاتب
    • 28-11-2008
    • 70

    في الطريق...

    في الطريق...


    ضاقت روحه في طريق المعراج؛ الصعود إلى الطابق السادس ، الأدراج متساندة ، قوية تتحسسها رجلاه المرتعدتان المسكونتان بالوهن،والألم ، وهما تبحثان عن موقع قدم سليم خال من الحفر وسط الظلام ، الظلام يبدو أنه خلق مع آدم ولن يستطيع أحد إزاحته أو حرمانه من حقه ، من المساحة المخصصة له في الزمان وفي المكان، وعلى كل فمن فضائله التي لا يقدر أحد على إنكارها أنه يدفعك للبحث عن البديل،عن أدوات للرِؤية والتثبت فتتحول رجلاك ويداك وجميع ملامسك إلى مصابيح ، ولو طال سيرك في الظلام لسنوات دون أن تتهشم لتعودت حواسك الأخرى وتحولت إلى عيون، ولكن الحفر والمنعرجات والعوائق لا تمنحك الفرصة ، وجسدك ليس من الصلابة بالقدر الذي يحميك من الموت الذي يسكن الحفر ويحبها ، وهو لا يسعد إلا إذا أدخل الكائن في إحداها مهما كان الطريق المؤدي إليها ملتويا ، شا قا و طويلا.
    ورغم الألم العاصر والحفر المتربصة، كان السعيد يتشبث بيد، ويمسك كيس الطحين بيد، ويسير بقدم ويبحث عن الأمان بالأخرى،ويصعد ، يصعد ، يلهث ويتلوى ليوزع الألم على جسده النحيل بالعدل والقسطاس ،فالضعيف مغرم دوما بالعدل يحبه ، يعشقه ويشتاق إليه .


    وصل السعيد أمام الباب، دق بإحدى رجليه وقد انكسرت رقبته تماما ومالت إلى الأمام ، ويبس حلقه وتفحم ،وانتظر صابرا ، وبعد لحظات سمع حفيف رجلي الزوجة السعيدة قادمة ،وصوتها ينساب .
    - من بالباب ، من هناك، راق أو مشعوذ أو طلاب ؟.
    - افتحي، افتحي يا عزيزتي أنا حماركم.
    وتدفق الضوء باهرا ، وسقط الكيس السعيد يلهث.


    الضيف حمراوي 16/04/2010
    التعديل الأخير تم بواسطة الضيف حمراوي; الساعة 16-04-2010, 11:16.
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    أديبنا الغالي : الضيف الحمراوي:
    كتبت في سطور ..صفحات من المعاناة اليوميّة ، لهذه الفئة المتعبَة من الناس،
    حيث اللقمة المجبولة بالعرق والدم..
    وصفتَ ببراعةٍ قهر رجلٍ أضنته الحياة ، ومازال يعطي..
    كم هو جميل ما وصفت ؟؟؟
    دُمتَ بسعادةٍ....تحيّاتي ......

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    يعمل...
    X