" حيلتي وفتيلتي " تعبير شعبي يقال بمعني هذا كل ما عندي وأثمن ما أملكه. وقد نشأ تعبير " الحيلة والفتيلة " من عادة شعبية كانت تقوم بها العروس عندما تزف إلي عريسها فكان ضمن جهازها رزمة فتائل ورزمة " دكك " ( تكك ) وعند وصولها إلي منزل عريسها في المساء تعمد إلي سراج البيت فتنزع فتيلته وتضع مكانها إحدي فتائلها وتشعلها بنفسها رمزاً لنور عهد جديد وحياة مشرقة بالأمل. وكان علي العريس المتلهف إلي عروسه أن يتصبر فلا يقترب منها حتي ينتهي احتراق الفتيلة وبالطبع كان طول الفتيلة يجعل العريس يتجرع مرارة الصبر. ومن هنا نشأ تعبير شعبي آخر يقال عن المرأة كثيرة الكلام التي تهوي المماحكة والجدال وهو " أف ما أطول فتيلتها ". وكانت تقاليد ذلك الزمان توجب علي العروس أن تصنع لشنتيانها ( الشنتيان نوع من السراويل عبارة عن ثوب عريض متهدل من أعلاه ضيق ملتحم بالساقين من أسفله كان يلبسه الرجال والنساء في الماضي ) " دكة " من الحرير ورزمة دكك احتياطية ( الدكة أو التكة علي الإبدال وهي كلمة معربة قديماً من اللغة الآرامية وتعني رباط السراويل من الأعلي ) وكانت والدة العروس توجهها أن تحتال في عقد دكتها بحيث يصعب فكها وكان عرفاً مرعياً أنه لا يجوز للعريس قطع الدكة فكان يستعين أحياناً بأظافره وأحياناً بأسنانه ليتمكن من حل العقدة التي كانوا يسمونها " حيلة " فكلما تأخر العريس في حل " حيلة " العروس كان ذلك رمز حيائها وتعففها.. أين ذلك الزمن الجميل زمن الحياء الذي ولي ولن يعود ؟.
مراجع :
- غرائب اللغة العربية للأب روفائيل نخلة - بيروت - 1960 - مادة " دكة ".
- في الزوايا خبايا لسلام الراسي - بيروت - 1974 .
- قاموس المصطلحات والتعابير الشعبية لأحمد أبو أسعد - بيروت - 1987 - مادة " شنتيان "
[/align]
تعليق