تعني الدهشةetonnementمفاجأة يسببها شيء خارق،غيرعادي،وغير منتظر،أمام العقل الإنساني.لأن الإنسان،وهو يملك قدرة التفكير،لا يكتفي بأن يعيش،في هذا العالم فقط،بل إنه يستخدم عقله،فيما تزخربه ذاته من أسرار،وأيضا،في كل ما يحيط به،سواء أشياء وأحياء العالم الخارجي،أو علاقاته بالآخرين،بما فيها علاقات وعيه بوعيهم.
حينما يستعمل الإنسان،أسمى ما يتميز به عن الحيوان،يشعر باضطراب،وقلق معرفي،إزاء ما يظهرله من أسرار،وما هو غير واضح بالنسبة إليه.ومن هذا المنطلق،تدفع الدهشة أمام العالم وظواهره،الإنسان إلى الشروع في التفكير،أي التفلسف،في نفس السياق،قال الفيلسوف اليوناني القديم،أرسطو:إن الدهشة هي التي دفعت الناس إلى التفلسف.وقبله،صرح سقراط،في محاورة تيستاوس:ليس للفلسفة مصدرآخر غير الدهشة.
الدهشة باليونانية،تسمى:تومازاين،وهذا اللفظ،هو الذي جعل الفلاسفة اليونانيين،عند النقطة التي انبثقت وتولدت عنها الفلسفة،لأنها تدل على التغيير الجذري،والإنتقال الأساسي،الذي عرفه تاريخ البشرية،والمتمثل في الإنتقال من الميتوس إلى اللوغوس،أي من التفكير الأسطوري،الذي يعتمد السرد والحكي،في تفسيره للظواهر،إلى التفكير الفلسفي،بما فيه من تحليل ومنطق وحجاج...
في الأسطورة،تعني تومازاين،العجيب،وما يثيره من رعب،علامة على حضور الخوارق فيه،أما عند الفلاسفة اليونانيين،فإن غرابة ظاهرة من الظواهر،بدل أن تبعث على الإحساس،بقوى خارقة،كالأرواح الشريرة مثلا،لتفسير بعض الأمراض،أصبحت تطرح أمام الذهن الإنساني،في صيغة إشكال،فلم تعد الغرابة مصدرا للتعجب،وإنما أصبحت محركة للذهن،ودافعة إياه، إلى الإستفهام.
إن انطلاق التفكير،بسبب اندهاش الإنسان،أمام أسرار الحياة،والوجود،لا يتوقف عند الإندهاش فقط،بل يشكل ذلك حافزا له،للمضي في الطريق،ويكشف حقيقة ما أدهشه.وبالطبع فهذه الدهشة،تزول مباشرة،بمجرد معرفة،أسباب تلك الظاهرة،وعللها،أي بمجرد ما تتحول من المجهول،إلى المعلوم،ولهذا يقال:إن عرف السبب بطل العجب.
هكذا يمكن أن نستنتج،ونذهب إلى القول،مع الفيلسوف،الألماني شوبنهاور،في كتابه:العالم كإرادة وكتمثل:..كلما انحدرت مرتبة الإنسان من حيث العقل،كلما قلت غرابة الوجود بالنسبة إليه،فكل شيء يبدو له حينئذ حاملا في ذاته كيفية حدوثه وسببه...أما الدهشة الفلسفية فهي على العكس من ذلك...تفترض في الفرد درجة أعلى من العقل،رغم أن ذلك ليس هو شرط الدهشة الوحيد.
Schopenhuer'le monde comme volonté et comme représentation'PUF'1956'tom2'pp294et s
حينما يستعمل الإنسان،أسمى ما يتميز به عن الحيوان،يشعر باضطراب،وقلق معرفي،إزاء ما يظهرله من أسرار،وما هو غير واضح بالنسبة إليه.ومن هذا المنطلق،تدفع الدهشة أمام العالم وظواهره،الإنسان إلى الشروع في التفكير،أي التفلسف،في نفس السياق،قال الفيلسوف اليوناني القديم،أرسطو:إن الدهشة هي التي دفعت الناس إلى التفلسف.وقبله،صرح سقراط،في محاورة تيستاوس:ليس للفلسفة مصدرآخر غير الدهشة.
الدهشة باليونانية،تسمى:تومازاين،وهذا اللفظ،هو الذي جعل الفلاسفة اليونانيين،عند النقطة التي انبثقت وتولدت عنها الفلسفة،لأنها تدل على التغيير الجذري،والإنتقال الأساسي،الذي عرفه تاريخ البشرية،والمتمثل في الإنتقال من الميتوس إلى اللوغوس،أي من التفكير الأسطوري،الذي يعتمد السرد والحكي،في تفسيره للظواهر،إلى التفكير الفلسفي،بما فيه من تحليل ومنطق وحجاج...
في الأسطورة،تعني تومازاين،العجيب،وما يثيره من رعب،علامة على حضور الخوارق فيه،أما عند الفلاسفة اليونانيين،فإن غرابة ظاهرة من الظواهر،بدل أن تبعث على الإحساس،بقوى خارقة،كالأرواح الشريرة مثلا،لتفسير بعض الأمراض،أصبحت تطرح أمام الذهن الإنساني،في صيغة إشكال،فلم تعد الغرابة مصدرا للتعجب،وإنما أصبحت محركة للذهن،ودافعة إياه، إلى الإستفهام.
إن انطلاق التفكير،بسبب اندهاش الإنسان،أمام أسرار الحياة،والوجود،لا يتوقف عند الإندهاش فقط،بل يشكل ذلك حافزا له،للمضي في الطريق،ويكشف حقيقة ما أدهشه.وبالطبع فهذه الدهشة،تزول مباشرة،بمجرد معرفة،أسباب تلك الظاهرة،وعللها،أي بمجرد ما تتحول من المجهول،إلى المعلوم،ولهذا يقال:إن عرف السبب بطل العجب.
هكذا يمكن أن نستنتج،ونذهب إلى القول،مع الفيلسوف،الألماني شوبنهاور،في كتابه:العالم كإرادة وكتمثل:..كلما انحدرت مرتبة الإنسان من حيث العقل،كلما قلت غرابة الوجود بالنسبة إليه،فكل شيء يبدو له حينئذ حاملا في ذاته كيفية حدوثه وسببه...أما الدهشة الفلسفية فهي على العكس من ذلك...تفترض في الفرد درجة أعلى من العقل،رغم أن ذلك ليس هو شرط الدهشة الوحيد.
Schopenhuer'le monde comme volonté et comme représentation'PUF'1956'tom2'pp294et s
تعليق