توظيف اللّغة السينمائية في القصّة القصيرة/منقول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    توظيف اللّغة السينمائية في القصّة القصيرة/منقول

    (V )
    توظيف اللّغة السينمائية
    في القصّة القصيرة*

    *هذا الفصل من كتاب "العين السّاردة" لنبيل درغوث
    أصبحت الصورة تحتل حيّزا كبيرا في حياة الإنسان فهي تحيطه وتحاصره في كل مكان سواء في المنزل أو في الشارع أو في العمل. إن الحياة المعاصرة تشهد مرحلة صعود وتنام غير مسبوقين لحضور الصورة في حياتنا بحيث أصبحت ذات تأثير ملموس في مجمل ممارسات حياتنا.
    تتميّز الصورة بطابع رمزي و اختزالي فما يقوله السرد في صفحات يمكن للسينما مثلا أن تقوله في مشهد أو لقطة واحدة. و هي كما يذكر محمد اشويكة:
    "[تتقاطع] مع مجموعة من الحقول المعرفية التي يغلب عليها طابع السرد كالرواية والمسرح والقصص الشفهية الشعبية...التي تعتمد على خصائص الحكي كالزمان والمكان والحدث والعقدة والشخصيات...إن الفيلم السينمائي نوع من الحكي يقدم نفسه عبر تسلسل من الصور. يكون المتفرج أمام واقعة معينة في زمان ومكان محددينوأمام أشخاص يخلقون الحدث ويساهمون في تطويره وتعقيده وحله...عبر لغة سمعية بصرية خاصة"[1]. سنحاول في قراءتنا لقصص الرياحي رصد تجليات الصورة السينمائية وكيفية توظيف تقنياتها في الكتابة السردية.

    1) "الكاميرا" الثابتة / غير المتحرّكة
    استعمل كمال الرياحي ما يسمّى ب "الكاميرا القلم" (Camera-stylo) لنقل بعض المشاهد بلغة سينمائية من خلال تركيزه على تقنيات "عدسية" لالتقاط مواضيع الوصف.
    فقد تراوح الوصف البصري بين نقل صورة المكان والأشياء وملامح الشخصية. وهذه الموصوفات صورت بجزئيتها الدقيقة عبر عين الراوي الذي بدوره نقلها للقارئ مضخما إياها تضخيما متعمدا، ومن هذه الموضوعات الموصوفة الأماكن و الشخصيّات..
    "توقفت سيارة التاكسي في سفح الجبل الذي تتكئ عليه بيوت القرية بأبوابها الضيّقة وحجارة "الترش" الصفراء. نزل الرجل بلحفته المذهّبة ووقف ينتظر ذيل معطفه ثبّت شاشيته الحمراء حتى تطلّ من تحت اللحفة الكبيرة ، أمسك بالعصا البنّية المنقوشة. ودفعها أمامه وألحق بها قدميه، في خطى ثابتة متّزنة.. توقّف الرجل، ورفع كفّ يده اليسرى إلى جبينه يحجب بها الشمس التي تقرفصت فوق الجبل ورمت بحبالها النارية على القرية النائمة"(قصّة "غول الصّبايا" م.نوارس الذاكرة، ص 90)
    هذا الوصف لا يخفي استنارته بتقنيات عدسة "الكاميرا" التي تستعمل في هذا المشهد تقنية "اللقطة العامة"(Plan Général)[2]التي تقدم مجموعة صور مسترسلة تصورها الكاميرا
    مرة واحدة في ديكور واحد: صورة سفح الجبل والقرية + صورة الرجل الذي نزل من سيارة التاكسي ونوعية ملابسه وألوانها + صورة الشمس فوق الجبل. فعبر "الكاميرا القلم "اختزل الرياحي عدة صور في صورة واحدة وهذا الاختزال توفره عدسة الكاميرا وتقنياتها المختلفة. ومن هذه التقنيات اللقطة السينمائية التي تركز علىالتكثيف والإيحاء والرمز:
    "بدأت الشمس تهدّد بالشروق وتتوعّد بالظهور وبان الرجل أكثر بكوفية شامية منقطة وسروال مشدود حول كعبتيه ولحية ثائرة يبدو عليها الكثير من العناد.." (قصّة "سردوك" م.نوارس الذاكرة، ص 52)
    هذا المشهد الوصفي يعتمد تقنية سينمائية معروفة هي "اللقطة الكبرى" (Gros Plan) التي تلتقط فيها عدسة الكاميرا شيئا واحد بشكل مكبر لاغية المساحة والبعد[3].
    تقرب هذه الكتابة السينمائية لعين القارئ/المشاهد تفاصيل وجزئيات هامة من الموضوع الموصوف و هو هنا لباس ذلك الرجل صاحب اللحية الثائرة الذي يفضح لباسه انتماءه الطبقي و الاجتماعي.
    وكما يستعين الرياحي في قصّه باللقطة/الصورة التي تقدم موصوفات من أشياء ووجوه شخصيات بصفة مقربة جدا حيث تظهر فيها جزئيات دقيقة مكبرة. نمثّل لذلك بقوله :
    "تساقطت قطرات المطر ثقيلة موجوعة على جسد الرجل الضخم، تقارب حاجباه وبانت تجاعيد جبينه المارد سخطا وهو يسرع الخطا نحو "الفيرما"..."(قصّة "المفاجأة" م. نوارس الذاكرة، ص41 )
    هذه الأجزاء الدقيقة جدا التقطتها عين الراوي لتقدمها للقارئ مضخمة تضخيما متعمدا.
    وذلك بغرض إثارة الانتباه إلى بعض التفاصيل مثل سخط وضجر الرجل الضخم من حياته الحاضرة وذلك من خلال تجاعيد جبينه وهذا التفصيل من الصورة يوحي بنفسية هذا الرجل.إن هذه الطريقة في الوصف تقنية تُسمى في السينما "اللقطة الكبيرة جدا"[4](Très gros plan) أو اللقطة التفصيلية. مثلما شاهدنا في القصّة عندما تم تسليط العدسة/العين على تلك السلسلة الحاملة لصليب صغير ذهبي.
    "لما رفع رأسه داهمته ملامح شقراء لا تحمل من شرقه شيئا...تداعب صليبا ذهبيا صغيرا يرقص في سلسلة دقيقة طوقت رقبتها المرمرية".(قصّة "النخيل المذبوح" م.سرق وجهي-ص 51)
    يبدو هذا التفصيل تعلّة لإظهار جمال رقبة تلك الفتاة الأجنبية الشقراء وليكشف لنا الراوي عن رقبتها المرمرية. وان دلت هذه اللقطة التفصيلية على شيء فهي تدل على الثقافة السينمائية للكاتب (الرياحي، وهو متحصل على شهادة في السينما) وتشبعه خاصة بأفلام "ألفراد هيتشكوك" الذي يجزئ الجسد ويقسمه إلى أعضاء وكل عضو يأخذ حيزا هاما في البناء الدرامي مثل فيلم "سايكوز" لنفس المخرج. فقد تعلم الكاتب من السينمائيين الكبار أمثال "لوي بينيال"
    و "ميشال أنجلو أنطونيوني" و "هيتشكوك"كيف أن "الجسد يمكن أن يعرّي ويكشف عن حميميّته عندما يحجب بواسطة الاستعارة مثلا أو بطرق أسلوبية أخرى"[5].

    2) "الكاميرا" المتحرّكة/المتجوّلة
    إن حركة عين الراوي الواصفة هنا مثل "عين الكاميرا"(Oeil de caméra) وهي تتنقل في أرجاء المكان ناقلة صور مكوناته.
    "تمشّى أمام الملعب يجس بقدميه عشب الممر الندي. خير بعد دقائق من المشي أن يجلس لنافورة مهجورة، تأمل في الحشائش الخضراء والأوراق المهملة وقوارير "البيرة" وعلب "الجعة" المداسة التي علقت بحوضها...تابع بعينيه منظف الشوارع وهو يستند إلى عربته محملقا في سيدة تقف في توتر بمحطة الميترو مداعبة شعرها المسحور بالألوان...لاحت له نخلة طويلة ابتدأها الموت..."
    (قصّة "النخيل المذبوح" م.سرق وجهي- ص 47)
    نلاحظ في هذا المقطع انصهار عين الراوي وعين الشخصيات وعين الكاميرا في عين واحدة هي الأخيرة مصورة الأشياء والشخصيات التي اعترضت حقل بصرها المتحرك. و من ثم فالرياحي يستعين بعين الكاميرا المتجوّلة و التي تسمّى في اللغة السينمائية "ترافلينغ" (Travelling) وهي حركة تنتقل فيها الكاميرا داخل ديكور يكون مسرحا للقطة أو المشهد[6].
    حركة العين الواصفة هنا تشبه حركة عدسة الكاميرا المثبتة على قاعدتها وهي تتنقل ببطئ تصور حوض النافورة والأشياء الموجودة فيه كالقوارير والعلب والأوراق والحشائش.
    فقبل هذا كانت الكاميرا سائرة بتتبعها تنقل الشخصية أمام الملعب وهي تجس بقدميها (الشخصية) عشب الممر وتسمى هذه التقنية السينمائية "ترافلينغ المرافقة"[7]Travelling d’accompagnement)) ثم بعد مسح عين الكاميرا لحوض النافورة تنقل
    (عين الكاميرا) بشكل جانبي منظف الشوارع متتبعة نظره الذي حوّل بدوره عين الكاميرا إلى تلك السيدة المتوترة بمحطة الميترو لتستقر هذه "العدسة" على النخلة الطويلة. فكل هذا التحريك للكاميرا يسمى بالرؤية الشاملة[8](Panoramique).
    بينما مثلت تقنية "الزوم" Zoomأو"الترافلينغ البصري"[9](Travelling optique)علامة دالة على موقف بعينه من خلال تركيز عين الكاميرا على شيء معيّن
    "يجد التاكسي تنتظره يضرب بعصاه الأرض فتنكسر إلى نصفين يلقي بها...يركب السيارة.
    ويمضي. فتبقى العصا المكسورة ملقاة على الأرض والخلق من حولها مشدوهين تارة ينظرون فيها وتارة يرفعون رؤوسهم نحو بيت الطاهر الموصد بابه وبهم أسئلة محمومة".
    (قصّة "غول الصّبايا" م.نوارس الذاكرة- ص 95)
    نلاحظ أنّ الكاميرا تتعمّد تقريب العصا المكسورة شيئا فشيئا حتى تتضح وفيها الكاميرا لا تتحرك من مكانها لتصوير الموضوع مكبرا أمام الناظر بل من خلال حلقة عدسة التصوير Objectif التي تسوى بطريقة تقرب الموضوع المصور البعيد تدريجيا وتكبره ويصاحب هذا الزوم على العصا المكسورة الملقاة على الأرض تصويرا بشكل جانبي، تصور فيه عين الكاميرا بابا موصدا لبيت. وهذا ما يطلق عليه المعجم السينمائي "الترافلينغ الجانبي" (Travelling latéral): يصف ديكورا معينا أو حركة بشكل جانبي عموديا أو أفقيا أو دائريا[10].


    3) "المونتاج" Le Montage
    يتمتع "المونتاج" بأهمية كبيرة في العمل السينمائي، فهو "العنصر المميز للغة السينمائية وتتمثل أهميته في طاقاته التعبيرية المتنوعة عبر تاريخ الفن السابع مقارنة بوسائل التعبير الأخرى"[11]والمونتاج عملية ترمي إلى جعل اللقطات في موضع يحدده المخرج وذلك عن طريق عملية ترتيب مشهد بجانب الآخر حسب نظام وديمومة معينين للقطات[12].
    فمن خلال المونتاج يمكن أن نتعرف على التوجهات الإيديولوجية للمؤلف ورؤيته للوجود[13].
    وذلك عن طريق إيصال اللقطات إلى القارئ/المتفرج عبر تضمين وجهة نظر معينة، أو إحساس ما داخل الخطاب القصصي. وهذا نجده في قصّة "الذبيحة والركن"[14]
    "صفعها بشدّة في ركن المحلّ القذر، أسندت رأسها إلى الزاوية الحادة وسترت عريها بالورق الرمادي الخشن.مسك السكين الكبيرة، تأمّل ساقيها السمراء، تابع تلك النبال التي تنهض من تحت الجلد، شعر قاس كالإثم، تأمّل المفصل جيّدا، ثمّ هوى بها على فخذ البقرة الذي كان أمامه على "القرضة" سحبت هادية ساقيها وتكوّرت أكثر في زاوية المجزرة ثم سألته:
    - لماذا تفعل هذا كل مرّة؟!" (سرق وجهي- ص72)
    إنّ طريقة المونتاج المستعملة في هذه اللقطات ترمي إلى سرد حركة معينة بواسطة ربط مشاهد متنوعة تهدف في كليتها إلي إعطاء مجموع له معنى ما. اللقطة الأولى تُصفع فيها "هادية" ثم يمسك صافعها سكينا كبيرا ويتأمل مفصل ساقيها ليهوي بالسكين في اللقطة الثانية على فخذ البقرة الموجود على "القرضة".أما اللقطة الثالثة تسحب "هادية" ساقيها متكورة في زاوية المجزرة ثم تفتح حوارا مع هذا الرجل. فمن خلال اللقطة الأولى يقوم المؤلف بحيلة فنية توهم القارىء/المتفرج أن هذا الرجل بتأمله ساقي "هادية" وهو يهوي بالسكين سيقطعهما. وعبر تمرير المؤلف للقطة الثانية والثالثة تكتمل الخدعة السينمائية (Trucage) على قطع فخذ البقرة.
    وهذا النوع من المونتاج يقوم على المقاربة الرمزية لعدة لقطات مسخرة الخدع البصرية مشيرة عبر مقارنتها (اللقطات) إلى دلالتها الجامعة. وتسمى طريقة المونتاج هذه:
    "المونتاج المتوازي"[15]Montage parallèle)).
    إن المونتاج ليس بعمل بسيط يرتكز على التقطيع والإلصاق، بل عملية تقنية وفنية تخضع لعدة ضوابط من خلالها يمكن لعملية المونتاج أن تقدم الفيلم بشكل مشوه غير فني أو أن تجعل منه تحفة بصرية[16] .فالسرد في السينما، هو التصوير ولغة السينما، هي الصورة والحركة. ويجسد كل هذا المشهد اللاحق :
    "نزل الرجل وتاه وراء غيمة سيجارة "سردوك" التي نفث دخانها في عمق الرؤية..."
    (قصّة "سردوك" م.نوارس الذاكرة، ص 54)
    هذا المشهد هو إدماج لقطتين مع بعضهما البعض وتسمى هذه الطريقة بالمونتاج

    أي أن كل صورة تأخذ مكان السابقة وتنبعث منها[17].
    تضفي هذه التقنية شعرية على السرد القصصي و تخرج به من فجاجة الواقعي إلى شفافية الشعري و رهافته. كما تعلن عن التقنية عن المشاعر الدفينة لسردوك و العلاقة الصدامية التي تربطه بالرجل الذي أكلته غيمة الدخان. إنها رغبة سردوك الدفينة في محو ذلك الرجل من الوجود و إغراق ذاكرته و ذكرياته التي جمعته به في غيمة النسيان و استبدال صورته بصورة أخرى يمكن أن تخرج من وراء الغيمة مثل عملية المونتاج تماما.
    enchaînéFondu
    *هذا الفصل من كتاب "العين السّاردة" لنبيل درغوث

    [1]محمد أشويكة، الصورة السينمائية: التقنية والقراءة- سعد الورزازي للنشر- المغرب 2005-ص-ص 96-97

    [2]المرجع نفسه -ص 42

    [3]المرجع نفسه– ص 44

    [4]المرجع نفسه،ص44

    [5]الهادي خليل، العرب والحداثة السينمائية، دار الجنوب للنشر ، تونس 1996-ص85

    [6]محمد اشويكة- الصورة السينمائية ص 50

    [7]المرجع نفسه - ص 51

    [8]المرجع نفسه - ص 55

    [9]المرجع نفسه - ص 53

    [10]المرجع نفسه - ص 51

    [11]Roger Boussinot, l’encyclopédie du cinéma les savoirs, Bordas, Paris 1995, P 1454
    عن كمال الرياحي، خصائص الكتابة الروائية عند واسيني الأعرج (كتاب مخطوط)

    [12]المرجع نفسه– ص1454

    [13]كمال الرياحي، خصائص الكتابة الروائية عند واسيني الأعرج (كتاب مخطوط)

    [14]قصّة "الذبيحة والركن" من مجموعة "سرق وجهي" ص-ص 72-77

    [15]محمد اشويكة- الصورة السينمائية ص 73

    [16]المرجع نفسه - ص 73

    [17]المرجع نفسه - ص-ص 70-71


    د. وسام البكري
  • يسري راغب
    أديب وكاتب
    • 22-07-2008
    • 6247

    #2
    الدكتور وسام الموقر
    احترامي وكل التقدير
    افضل من كتب الدراما ادبا في العقود الاخيرة هو الروائي المصري اسامة انور عكاشة الذي اشتهر بخماسيته ليالي الحلمية وقبلها الشهد والدموع وهو من برع كاديب سينمائي اكثر من كونه اديب روائي
    تقراه في الحوار الدرامي وتستمتع به
    بالعكس منه كان نجيب محفوظ ادبا يعطي الفكرة ويتناولها السيناريست بالتشريح ويضع لها المخرج رؤيته الفنية
    حدث خلاف بين نجيب محفوظ وبين حسن الامام حول اسلوبه في نقل ثلاثية محفوظ الى السينما
    الكويتي خالد الصديق نقل رؤيته السينمائية من خلال قصة الطيب الصالح / عرس الزين
    كيف يمكن للسينما ان تتناول عمل روائي اخر للطيب ومن اجمل روائع الرواية العربية في موسم الهجرة الى الشنال
    هناك روائي مصري متخصص في قصص المخابرات المصرية هو صالح مرسي كان يكتب وعقله باتجاه السينما والتليفزيون
    احسان عبدالقدوس تحولت اغلب اعماله العاطفية الى السينما
    فيها لغة سينمائية
    بعض الكتاب لديهم حساسية المشهد السينمائي من خلال اعمالهم الروائية كيوسف السباعي
    الادباء الذين يتعاملون مع الكلمة بعيدا عن السينما يحتاجون لمبدع سينمائي
    الحركة السينمائية روائيا اسلوب يحتاج الى وقائع وخيال خصب
    يحتاج الى رشاقة في ربط الاحداث
    يحتاج الى مشاهد مدهشة ومحيرة ومثيرة للاسترسال
    هذا بعض من تجربتي الذاتية في القراءة والكتابة
    ودمت سالما منعما وغانما مكرما

    تعليق

    • أحمد عيسى
      أديب وكاتب
      • 30-05-2008
      • 1359

      #3
      عزيزي وأستاذي :

      - الكتاب مدهش بكل معنى الكلمة ، فدرغوث قام بتتبع أسلوب الرياحي ونسقه المتميز في القص ، وقام بتحليل كل كلمة ، تناول البداية ، والنهاية والعنوان ، البناء القصصي ، والرؤية السينمائية وتأثيرها .
      أعجبني بشدة أسلوبه في التحليل ، وقد استعنت بدراسته بعد الرجوع للمراجع الأصلية التي استقى منها معلوماته في تطبيق دراسته حول قصص عائدة . وهي تستحق ، ففيها تجلت الرؤية السينمائية التي تفرض نفسها وبقوة ، فكل حدث هو مشهد ، والأسلوب دائماً يتنوع ، وكأنك أمام حركة الكاميرا بكل أبعادها ، وكل تجليات الصورة السينمائية .
      يقولون أن هذا الزمن هو زمن الرواية ، لكني أجزم أن هذا هو زمن القصة القصيرة ، والمشهد السينمائي ..

      تحيتي أستاذي
      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

      تعليق

      • د. وسام البكري
        أديب وكاتب
        • 21-03-2008
        • 2866

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة يسري راغب مشاهدة المشاركة
        الدكتور وسام الموقر
        احترامي وكل التقدير
        افضل من كتب الدراما ادبا في العقود الاخيرة هو الروائي المصري اسامة انور عكاشة الذي اشتهر بخماسيته ليالي الحلمية وقبلها الشهد والدموع وهو من برع كاديب سينمائي اكثر من كونه اديب روائي
        تقراه في الحوار الدرامي وتستمتع به
        بالعكس منه كان نجيب محفوظ ادبا يعطي الفكرة ويتناولها السيناريست بالتشريح ويضع لها المخرج رؤيته الفنية
        حدث خلاف بين نجيب محفوظ وبين حسن الامام حول اسلوبه في نقل ثلاثية محفوظ الى السينما
        الكويتي خالد الصديق نقل رؤيته السينمائية من خلال قصة الطيب الصالح / عرس الزين
        كيف يمكن للسينما ان تتناول عمل روائي اخر للطيب ومن اجمل روائع الرواية العربية في موسم الهجرة الى الشنال
        هناك روائي مصري متخصص في قصص المخابرات المصرية هو صالح مرسي كان يكتب وعقله باتجاه السينما والتليفزيون
        احسان عبدالقدوس تحولت اغلب اعماله العاطفية الى السينما
        فيها لغة سينمائية
        بعض الكتاب لديهم حساسية المشهد السينمائي من خلال اعمالهم الروائية كيوسف السباعي
        الادباء الذين يتعاملون مع الكلمة بعيدا عن السينما يحتاجون لمبدع سينمائي
        الحركة السينمائية روائيا اسلوب يحتاج الى وقائع وخيال خصب
        يحتاج الى رشاقة في ربط الاحداث
        يحتاج الى مشاهد مدهشة ومحيرة ومثيرة للاسترسال
        هذا بعض من تجربتي الذاتية في القراءة والكتابة
        ودمت سالما منعما وغانما مكرما
        الأديب والمؤرخ القدير يسري راغب شراب

        لا أكتمك أني تفاجأت بتعقيبك الكريم لأني نقلتُ الموضوع فقط، لسببٍ واحد، وحضرتك سبقتني إلى ذكرهِ من خلال عرضٍ فني ممتع ومكثف لأنواع كتّاب القصة والرواية ومدى تأثرهم باللغة السينمائية. فلك كل تقدير.

        نعم أستاذنا العزيز .. إن الأثر السينمائي بدا واضحاً لدى كتّاب القصص العرب بعد شيوع الفن السينمائي بدءاً من الحبكة وطريقة الحوار، وليس انتهاءً بالتسلسل القصصي في شكل مَشاهد واضحة.

        ظهر لنا جيل من كتّاب الرواية الذين هم كتّاب سيناريو أيضاً، يُعِدّون رواياتهم سلفاً للمخرجين. وربما أضاف المخرج رؤيته الإخراجية على السيناريو، فنجد حركة الكاميرا ونوع الصورة، وطريقة الانتقال من مشهد إلى آخر ..

        وهذا ما نشهدهُ أيضاً لدى بعض الكتّاب الهواة الذين ترسّخت لديهم طريقة الكتابة الفلمية (لا أريد إطلاق السينمائية الآن) نتيجة تشبّعهم بحوارات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات .. ولكنْ هناك فارق كبير بين الهاوي والمحترف، وهو إن أدوات القص والسيناريو مكتملة لدى المحترف، فيميّز بين كتابة الفلم وكتابة المسلسل .. وربما يُضفي عليها أدوات قصّية جديدة يبتدعها بحكم تجربته ... وهذا هو التميّز فعلاً.

        لك كل شكر وتقدير أستاذنا الفاضل .. ودمتَ بصحةٍ وتوفيق.
        د. وسام البكري

        تعليق

        • د. وسام البكري
          أديب وكاتب
          • 21-03-2008
          • 2866

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
          عزيزي وأستاذي :

          - الكتاب مدهش بكل معنى الكلمة ، فدرغوث قام بتتبع أسلوب الرياحي ونسقه المتميز في القص ، وقام بتحليل كل كلمة ، تناول البداية ، والنهاية والعنوان ، البناء القصصي ، والرؤية السينمائية وتأثيرها .
          أعجبني بشدة أسلوبه في التحليل ، وقد استعنت بدراسته بعد الرجوع للمراجع الأصلية التي استقى منها معلوماته في تطبيق دراسته حول قصص عائدة . وهي تستحق ، ففيها تجلت الرؤية السينمائية التي تفرض نفسها وبقوة ، فكل حدث هو مشهد ، والأسلوب دائماً يتنوع ، وكأنك أمام حركة الكاميرا بكل أبعادها ، وكل تجليات الصورة السينمائية .
          يقولون أن هذا الزمن هو زمن الرواية ، لكني أجزم أن هذا هو زمن القصة القصيرة ، والمشهد السينمائي ..

          تحيتي أستاذي
          الأستاذ العزيز أحمد عيسى

          أشكرك لتعقيبك الكريم، وأؤيدك في ملحوظاتك، فليست المشكلة في الكتابة نفسها، بل في تجديد تقنيات الكتابة الفنية، وهذا لا يحصُل إلا إذا جدّدنا قراءاتنا في فنون الكتابة، ومنها الكتابة القصّية، أو كتابة السيناريو، أو استعمال تقنية ممتزجة بين القصة التقليدية والسيناريو أو بين التقليدية والمشهد السينمائي.

          وأيّاً كان .. فإنّي أؤيدك كل التأييد في أننا اليومَ نميل إلى كتابة المشهد السينمائي أو قراءته .. فبتأثير اللغة السينمائية الواضح في القارئ أيضاً تكتمل دائرة التواصل والإبلاغ أو التبليغ بشكل أوثق من من طرائق الكتابة الأخرى.

          أشجّعك على تكرار التطبيق النقدي .. واعلم أن الناقد لا بدّ من أن يستعين بأحدث النظريات والتطبيقات، ولا يكتفي بما مضى من تجارب، والتجديد في قراءاتك واضح فيما نقرأه لك.

          ودمت مبدعاً.
          د. وسام البكري

          تعليق

          • أ.د رمضان الحضرى
            أديب وكاتب
            • 09-05-2010
            • 17

            #6
            موضوع هام يا دكتورنا وسام بيد أن هذا الموضوع قديم جديد حيث ان لغة التصويربدأت فى الاداب من وقت مبكر ففى وصية أم لابنتها صورت البيت الجديد بالعش وشبه امرء القيس الليل بالموج وهو نوع من التصوير الذى أسميه المصاحب حيث يوظف لتقريب المعانى أما التصوير السينمائى فان الأمر يختلف وقد أجاد الكاتب الانجليزى وليم بتلر ييتس فى كتابه نظرية الرواية الحديثة حين ربط بين تأثير الرواية على السينما وانعكاس أثار الصورة السينمائية على الكتابة الروائية وقد تأثر به كثير من نقاد الوطن العربى الذين كتبوا فى هذا الموضوع دراسة قيمة وتحتاج الدراسات الادبية العربية الى تأصيل مثل هذا النوع

            تعليق

            • فتحى حسان محمد
              أديب وكاتب
              • 25-01-2009
              • 527

              #7
              يا دكتور وسام طالبنا منذ وقت طويل ان نحدد للقصة القصيرة جدا والقصيرة بطول معقول يحقق ابسط قواعد القص من تسلية وامتاع ، ناهيك عن العظة والعلاج والتعليم والتسرية ، ولم يستحب احد بدعوى حرية الابداع. وان المبدع لا تحده حدود الإبداعية ولا لقصته ولا لغيره.
              وهو اعتقاد خطأ إذ أن جوهر الفرق بين القصة الروائية المقروءة ، والقصة الدرامية المشاهدة فى الفعل والطول المعقول ، وتكنيك الكتابة فى استعمال المضارع عند الدرامى وعدم الاسهاب فى الوصف واشياء اخرى .
              خذ عندك هذا الالتزام الفرض فى كل العالم أن الصفحة a4 تساوى دقيقة على الشاشة .
              الفيلم مدته القياسية 120 دقيقة ، تساوى 120 صفحة ، ولا يستطيع المؤلف أن يزيد عنها ، وإلا خضعت للمونتاج أى القص حتى يصل إلى الطول المحدد.
              كذلك حلقة المسلسل التليفزيوني مدتها 45 دقيقة ، تساوى 45 ورقة .
              ومدة المسلسل 30 حلقة فى 45 = 1350 دقيقة وورقه من السيناريو.
              والأدباء الروائيون لم يستطيعوا تحديد عدد ورقات القصة القصيرة جدا والقصيرة والروائية والملحمية وعجبى؟؟!
              على حرية الإبداع ، وكأن المؤلف الدرامى بعد هذا التحجيم لا يبدع ؟!!
              كما أن القصة الروائية أو الدرامية أساسها واحد ومكوناتها وأصولها وقوانينها وقواعدها ومعاييرها وشروطها وأهدافها واحدة . كما سبق أن قلت ، ولكن الروائيون لا يصدقون لأنهم لم يصلوا إلى فلسفة القصة كما عند الدراميين . فهم يكتبون بالبركة والفطرة السليمة دون أى منهج أو أسس غير الشائعة والمعروفة للعامة ، مثل البداية والعقدة زالنهاية او الحل ، وهذا كلام لا يسمن ولا يغنى من جوع .
              الاسس الصحيحة السليمة هى :
              البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
              والتغير حتمى من حال الى حال
              والنهاية حتمية تبنى على الزلة
              وغيرها الكثير
              والله الموفق
              التعديل الأخير تم بواسطة فتحى حسان محمد; الساعة 12-05-2010, 15:06.
              أسس القصة
              البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

              تعليق

              • د. وسام البكري
                أديب وكاتب
                • 21-03-2008
                • 2866

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أ.د رمضان الحضرى مشاهدة المشاركة
                موضوع هام يا دكتورنا وسام بيد أن هذا الموضوع قديم جديد حيث ان لغة التصويربدأت فى الاداب من وقت مبكر ففى وصية أم لابنتها صورت البيت الجديد بالعش وشبه امرء القيس الليل بالموج وهو نوع من التصوير الذى أسميه المصاحب حيث يوظف لتقريب المعانى أما التصوير السينمائى فان الأمر يختلف وقد أجاد الكاتب الانجليزى وليم بتلر ييتس فى كتابه نظرية الرواية الحديثة حين ربط بين تأثير الرواية على السينما وانعكاس أثار الصورة السينمائية على الكتابة الروائية وقد تأثر به كثير من نقاد الوطن العربى الذين كتبوا فى هذا الموضوع دراسة قيمة وتحتاج الدراسات الادبية العربية الى تأصيل مثل هذا النوع
                الأستاذ الفاضل الدكتور رمضان الحضري
                أشكرك لتشريفك الموضوع بمشاركتك الأولى في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.

                وننتظر إثراءك هذا الموضوع وفي غيره.

                مع خالص التقدير.
                د. وسام البكري

                تعليق

                • د. وسام البكري
                  أديب وكاتب
                  • 21-03-2008
                  • 2866

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فتحى حسان محمد مشاهدة المشاركة
                  يا دكتور وسام طالبنا منذ وقت طويل ان نحدد للقصة القصيرة جدا والقصيرة بطول معقول يحقق ابسط قواعد القص من تسلية وامتاع ، ناهيك عن العظة والعلاج والتعليم والتسرية ، ولم يستحب احد بدعوى حرية الابداع. وان المبدع لا تحده حدود الإبداعية ولا لقصته ولا لغيره.
                  وهو اعتقاد خطأ إذ أن جوهر الفرق بين القصة الروائية المقروءة ، والقصة الدرامية المشاهدة فى الفعل والطول المعقول ، وتكنيك الكتابة فى استعمال المضارع عند الدرامى وعدم الاسهاب فى الوصف واشياء اخرى .
                  خذ عندك هذا الالتزام الفرض فى كل العالم أن الصفحة a4 تساوى دقيقة على الشاشة .
                  الفيلم مدته القياسية 120 دقيقة ، تساوى 120 صفحة ، ولا يستطيع المؤلف أن يزيد عنها ، وإلا خضعت للمونتاج أى القص حتى يصل إلى الطول المحدد.
                  كذلك حلقة المسلسل التليفزيوني مدتها 45 دقيقة ، تساوى 45 ورقة .
                  ومدة المسلسل 30 حلقة فى 45 = 1350 دقيقة وورقه من السيناريو.
                  والأدباء الروائيون لم يستطيعوا تحديد عدد ورقات القصة القصيرة جدا والقصيرة والروائية والملحمية وعجبى؟؟!
                  على حرية الإبداع ، وكأن المؤلف الدرامى بعد هذا التحجيم لا يبدع ؟!!
                  كما أن القصة الروائية أو الدرامية أساسها واحد ومكوناتها وأصولها وقوانينها وقواعدها ومعاييرها وشروطها وأهدافها واحدة . كما سبق أن قلت ، ولكن الروائيين لا يصدقون لأنهم لم يصلوا إلى فلسفة القصة كما عند الدراميين . فهم يكتبون بالبركة والفطرة السليمة دون أى منهج أو أسس غير الشائعة والمعروفة للعامة ، مثل البداية والعقدة زالنهاية او الحل ، وهذا كلام لا يسمن ولا يغنى من جوع .
                  الاسس الصحيحة السليمة هى :
                  البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
                  والتغير حتمى من حال الى حال
                  والنهاية حتمية تبنى على الزلة
                  وغيرها الكثير
                  والله الموفق
                  الأستاذ الفاضل فتحي حسان محمد
                  أودّ شكرك الشكر الجزيل لإضافتك الغنية بالمعلومات.
                  لا أُنكر أنني اطّلعت على الأسس التي وصفتها حضرتك بـ (الصحيحة، السليمة) لكتابة الرواية لدى الروائيين أو لدى الدراميين في هذا الملتقى وفي غيره من الملتقيات.

                  وأُشيد بإصرارك على رؤيتك في وضع الأسس العامة والخاصة لكتابة الرواية، والتي بحسب ما أظن إن لم تخنّي الذاكرة أنها مستنبطة من القصة القرآنية، واعذرني إذا خلّطتُ بين موضوعاتك الكريمة.

                  ولكن أسأل هل فعلاً هذه الأسس تعدّ خطوة إلى الأمام في التقنين (وضعها في قوانين) أم أنها ما تزال تقليدية وتحنّ إلى النمط التقليدي في بنائها ؟ مع اعترافي بأنّ سلسلة الأسس لديك لهيَ أوسع وأطول مما عهدناه في أسس القصة التقليدية.

                  وأما عن تحديد الطول، ففعلاً أراه بتواضع غير مجدٍ، ومع ذلك، أؤيدك فيما إذا كانت بطول لا يتناسب مع روح العصر ومتطلباته التي لا تدعْ مجالاً للانشغال بالرواية أكثر مما ينبغي.

                  ولكن قد لا ينطبق هذا على الكتابة الدرامية؛ لأنها تعتمد على الصورة والصوت وتقنياتهما، وإجادة التمثيل، فلربما زاد طولها على الضوابط المعروفة، والمُشاهِد لا يَملُّ منها.

                  الأستاذ فتحي حسان .. أشكرك الشكر الوافر لتعقيبك المثمر.
                  د. وسام البكري

                  تعليق

                  يعمل...
                  X