المحكمة
كانت هناك قرية تقع في الجليل، وكان أهلها البسطاء يتميزون بالطيبة، وقد جدوا واجتهدوا في سبيل معيشتهم فنجحوا وطوروا قريتهم بعد أن قرروا بان " خير بلدهم لبلدهم " بمعنى أن على المواطن حين يريد أن يشتري سلعة ما، أن يشتريها من المصالح المقامة في بلدهم، وهكذا دفعوا بمصالحهم الاقتصادية إلى الأمام، وبالرغم من أن الكثيرين من شبابها تهربوا من أداء الخدمة الإجبارية المفروضة عليهم بمختلف الأساليب، منها تمثيل حالة المرض أو الجنون أمام المسؤولين العسكريين الذين يقررون فيما إذا كان الشاب المطلوب صالح للخدمة أم لا، ومنهم من دخل السجن، إلا أن هناك أيضاً من قرر أن يخوض التجربة كي يبني مستقبله من خلال الخدمة، وقد نجح الشاب " مهيب رضوان" وراح يتدرج في المناصب العسكرية تبعاً لجهوده الكبيرة حتى أصبح جنرالاً وأضحت بعض الأوساط تضرب به المثل كنموذج للشاب العصامي .
وفي إحدى الإجازات قرر أن يقوم بزيارة عمة "جمال"وهناك وجد عمة مهموماً فسأله عما يعانيه فأعلمه بان السلطات تنوي مصادرة أرضه وكانت السلطات الإسرائيلية قررت ضمن عشرات القوانين التي شرعتها في تلك الفترة مصادرة الأراضي العربية وكان من بين هذه القوانين،القانون العثماني الذي يجيز مصادرة الأراضي التي تحتوي على نسبة عالية من الصخور مبررة خطوتها هذه بأن المواطن غير مستفيد منها في حين إن الدولة يمكنها أن تستصلحها وتزرعها بالأشجار فتضفي جمالاً على الطبيعة وتفيد بها المواطنين حيث يتسنى لهم الذهاب لقضاء فترات من الاستراحة هناك
شرح العم "جمال " لابن شقيقة "مهيب" ما وجههه من ادعاءات وأعلمه بأن جلسة الاعتراضات في "محكمة الصلح في عكا"ستكون يوم الأربعاء القادم، وأنه أوكل أفضل المحامين للدفاع عن حقه، فاستشاط "مهيب" غضباً وأخذ يصر على أسنانه وقال:
- وماذا ستفعل؟!
**********************
حرص الجنرال "مهيب" على الذهاب مع عمه إلى المحكمة وهو بلباسه عسكري الذي يظهر على كتفه رتبته المرموقة ، وفي الطريق قال لعمه بنبرة واثقة :
- شوي ..شوي على القاضي.
وفي المحكمة بعد أن وقف الحضور احتراما للقاضي وهيبة المحكمة وجلسوا، قرأ القاضي فحوى القضية وطلب من المدعي العام الحديث فقرأ المدعي العام ما جاء في التبليغ من إن الأرض جبلية وليست هناك إمكانية من قبل المواطن في استصلاحها في حين إن الدولة يمكنها أن تستصلحها لصالح مواطنيها عامة وهذا يعود على المواطنين بالفائدة ومن بينهم صاحب الأرض نفسه لأنه سيصبح بإمكانه وأسرته أن يذهبوا إليها لقضاء أوقات ممتعة في أحضان الطبيعة
وما أن أنهى المدعي العام كلامه حتى وقف محامي الدفاع وقال:
- لا بأس أنا على استعداد أن أقف إلى جانب موكلك
انفرجت أسارير العم "جمال" وقال لنفسه حقاً إن العدالة في هذه الدولة تأخذ مجراها ولكن القاضي واصل حديثه قال:
- إن مساحة الأرض تبلغ (30) دونماً فتعالوا لنقسم الأرض بشكل عادل (15) لكل طرف
وهنا صرخ السيد "جمال ":
*عاد السيد جمال ليتحدث بصوتٍ عالٍ.
- لن أقبل.
عليك أن تختار نصفها أو لا شيء!
وهنا طلب "مهيب" حق الكلام فقال له القاضي وهو يشير له بيده :
- أنا الجنرال" مهيب رضوان" قدمت من تضحيات الكثير مما ساهم في حفظ الأمن في الدولة وإنقاذ حياة الكثيرين من المواطنين وأرى في مصادرة الأرض التابعة لعمي ألكثير من التنكر للجميل.. الإجحاف والظلم
وهنا وقال القاضي بلهجة تنم عن غضب شديد:
وقال القاضي مقاطعاً:
أنا هنا أعمل ما هو مفيد للدولة ولا فرق عندي كونك ضابطاً في الجيش أو مخرباً فلسطينياً
صعق الجنرال من قول القاضي فقال له:
هل أنت ثمل؟!
وحدث هرج ومرج فهدد القاضي الجنرال باستدعاء حراس المحكمة لإخراجه بالقوة من القاعة وتقديمه إلى المحكمة ما لم يعتذر!!!.
كانت هناك قرية تقع في الجليل، وكان أهلها البسطاء يتميزون بالطيبة، وقد جدوا واجتهدوا في سبيل معيشتهم فنجحوا وطوروا قريتهم بعد أن قرروا بان " خير بلدهم لبلدهم " بمعنى أن على المواطن حين يريد أن يشتري سلعة ما، أن يشتريها من المصالح المقامة في بلدهم، وهكذا دفعوا بمصالحهم الاقتصادية إلى الأمام، وبالرغم من أن الكثيرين من شبابها تهربوا من أداء الخدمة الإجبارية المفروضة عليهم بمختلف الأساليب، منها تمثيل حالة المرض أو الجنون أمام المسؤولين العسكريين الذين يقررون فيما إذا كان الشاب المطلوب صالح للخدمة أم لا، ومنهم من دخل السجن، إلا أن هناك أيضاً من قرر أن يخوض التجربة كي يبني مستقبله من خلال الخدمة، وقد نجح الشاب " مهيب رضوان" وراح يتدرج في المناصب العسكرية تبعاً لجهوده الكبيرة حتى أصبح جنرالاً وأضحت بعض الأوساط تضرب به المثل كنموذج للشاب العصامي .
وفي إحدى الإجازات قرر أن يقوم بزيارة عمة "جمال"وهناك وجد عمة مهموماً فسأله عما يعانيه فأعلمه بان السلطات تنوي مصادرة أرضه وكانت السلطات الإسرائيلية قررت ضمن عشرات القوانين التي شرعتها في تلك الفترة مصادرة الأراضي العربية وكان من بين هذه القوانين،القانون العثماني الذي يجيز مصادرة الأراضي التي تحتوي على نسبة عالية من الصخور مبررة خطوتها هذه بأن المواطن غير مستفيد منها في حين إن الدولة يمكنها أن تستصلحها وتزرعها بالأشجار فتضفي جمالاً على الطبيعة وتفيد بها المواطنين حيث يتسنى لهم الذهاب لقضاء فترات من الاستراحة هناك
شرح العم "جمال " لابن شقيقة "مهيب" ما وجههه من ادعاءات وأعلمه بأن جلسة الاعتراضات في "محكمة الصلح في عكا"ستكون يوم الأربعاء القادم، وأنه أوكل أفضل المحامين للدفاع عن حقه، فاستشاط "مهيب" غضباً وأخذ يصر على أسنانه وقال:
- محام؟!! ولما المحامي؟!! أنا سأذهب معك إلى المحكمة وسأريك ماذا سأفعل.
- وماذا ستفعل؟!
- سوف أجعل السماء تنزل على رؤوسهم!.
- سوف أريك كيف أجعلهم يشعرون بأن الأرض ستبتلعهم من شدة الخجل.. لا بد ان القاضي غبي لا يعلم مَن أكون،ألا يدري بان هذه الأرض تتبع لنا
**********************
حرص الجنرال "مهيب" على الذهاب مع عمه إلى المحكمة وهو بلباسه عسكري الذي يظهر على كتفه رتبته المرموقة ، وفي الطريق قال لعمه بنبرة واثقة :
- إن علقة هذا القاضي معي ستكون ساخنة سأجعله يطأطئ رأسه ويقدم اعتذاره!!
- شوي ..شوي على القاضي.
وفي المحكمة بعد أن وقف الحضور احتراما للقاضي وهيبة المحكمة وجلسوا، قرأ القاضي فحوى القضية وطلب من المدعي العام الحديث فقرأ المدعي العام ما جاء في التبليغ من إن الأرض جبلية وليست هناك إمكانية من قبل المواطن في استصلاحها في حين إن الدولة يمكنها أن تستصلحها لصالح مواطنيها عامة وهذا يعود على المواطنين بالفائدة ومن بينهم صاحب الأرض نفسه لأنه سيصبح بإمكانه وأسرته أن يذهبوا إليها لقضاء أوقات ممتعة في أحضان الطبيعة
وما أن أنهى المدعي العام كلامه حتى وقف محامي الدفاع وقال:
- إن الدولة أخذت بما فيه الكفاية من أراضي المواطنين ، وأن موكله سيعمل على استصلاح أرضه بقوته الذاتية .فأرجو منحه فرصة يتم خلالها امتحان موكله
- لا بأس أنا على استعداد أن أقف إلى جانب موكلك
انفرجت أسارير العم "جمال" وقال لنفسه حقاً إن العدالة في هذه الدولة تأخذ مجراها ولكن القاضي واصل حديثه قال:
- إن مساحة الأرض تبلغ (30) دونماً فتعالوا لنقسم الأرض بشكل عادل (15) لكل طرف
وهنا صرخ السيد "جمال ":
- مستحيل إن الأرض أرضي ولن أتنازل عن شبر واحد منها.
*عاد السيد جمال ليتحدث بصوتٍ عالٍ.
- لن أقبل.
عليك أن تختار نصفها أو لا شيء!
وهنا طلب "مهيب" حق الكلام فقال له القاضي وهو يشير له بيده :
- تفضل
- أنا الجنرال" مهيب رضوان" قدمت من تضحيات الكثير مما ساهم في حفظ الأمن في الدولة وإنقاذ حياة الكثيرين من المواطنين وأرى في مصادرة الأرض التابعة لعمي ألكثير من التنكر للجميل.. الإجحاف والظلم
وهنا وقال القاضي بلهجة تنم عن غضب شديد:
- ماذا تقول ؟!! أنك تهين العدالة وهذا لا يليق في مركزك وسوف أصفح عنك هذه المرة
وقال القاضي مقاطعاً:
- أنت هنا مواطن كأي مواطن عادي الجميع متساوين أمام العدالة وعلى الحق أن يأخذ مجراه
أنا هنا أعمل ما هو مفيد للدولة ولا فرق عندي كونك ضابطاً في الجيش أو مخرباً فلسطينياً
صعق الجنرال من قول القاضي فقال له:
هل أنت ثمل؟!
وحدث هرج ومرج فهدد القاضي الجنرال باستدعاء حراس المحكمة لإخراجه بالقوة من القاعة وتقديمه إلى المحكمة ما لم يعتذر!!!.
تعليق