الشُعَراءْ و النَاسْ...
(( من مجموعة ـ خلف زجاج قطــار ))
مَنْ ذَا الَّذِي يَسْحَبُ الشُّعَرَاءَ مِنْ أَقْلامِهِمْ
إِلَى سَاحَاتِ الْكِتَابَةِ؛ ثُمَّ إِلَى الْمَنَافِي..
مَنْ ذَا الَّذِي جَعَلَهُمْ يَتَوَاطَؤُونَ مَعَ الْكَلِمَاتِ
كَيْ يَنْسِجُوا الْخُبْزَ وَالزَّيْتُونَ وَالطَّلَقَاتِ..
مَنْ ذَا الَّذِي جَعَلَهُمْ مَصَابِيحَ
وَقَدَّرَ لَهُمْ أَنْ يَسِيرُوا فِي الْعَتَمَه؟؟
مَنْ ذَا الَّذِي دَخَلَ رُؤُوسَهُمْ -دُونَمَا اسْتِئْذَان-
لِيَكْتُبَ يَوْمِيَّاتِهِ عَلَى جُدْرَانِ ذِاكِرَاتِهِمْ بِشَوْق.
مَنْ ذَا الَّذِي انْتَهَكَ حُرْمَةَ قَصَائِدِهِمْ
وَلَوَّثَ أَحَاسِيسَهُمْ بأصابعِ الْمَطَابِعِ الرَّثَّه.
مَنْ ذَا الَّذِي صَفَّقَ لَهُمْ فِي الأُمْسِيَاتِ
ثُمَّ نَصَحَهَمْ بِالاغْتِرَابْ..
مَنْ ذَا الَّذِي أَسْرَجَ لَهُمْ ذِاكِرَاتِهِمْ
ثُمَّ اشْتَرَى تَذَاكِرَ السَّفَرْ
وَتَرَكَهَا مُمَدَّدَةً عَلَى طَاوِلَةِ الْكِتَابَهْ..
إِنَّهُ.. أَنْتُمْ..
الْحَقُّ ... وَالضَّمِير
الْجَنَّةُ... وَالسَّعِير
الْخُبْزُ... وَالشَّعِير
الشَّهِيقُ... وَالزَّفِير
الْفَقِيرُ... وَالأَمِير
كُلُّكُمْ..
تَنْقُلُونَ الصِّرَاعَ إِلَى رُؤُوسِهِمْ
ثُمَّ لا تَقْوَوْنَ عَلَى الْمَسِير.
اللَهُ لَمْ يَجْعَلِ الشُّعَرَاءَ أَنْبِيَاءَ
وَلَمْ يُعْطِهِمْ إِرْثَ الْبِلاد
إِنَّهُمْ...
ثُلَّةٌ مِنَ الأَتْقِيَاء
يَرْعَوْنَ مَصَالِحَ الْحُرِّيَّه
فَلا تَلُومُوهُمْ إِنْ وَهَنُوا
وَتَمَزَّقَ ثَوْبُ الْفِدَاء..
إِنَّهُ
-يَا صَاحِبِي-
عَصْرُ الْعُرَاةِ بِلا فَخْر ٍ.. بِلا حَيَاءْ.
إِنَّهُ عَصْرُ الْقُبَلْ.
ـــــــــــــــــ
تعليق