بقول المثل-3
صور تراثيه شعبية من وحي الأمثال الشعبية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
1- بطلع من ضيق بخش في زعبوبة لِبريق
يضرب هذا المثل للشقي الذي لا يجد فرصة حظ واحدة في الحياة ، فهو في سلسلة مشاكل تتضاربه ، تأخذه هذه وتلقيه تلك ، ولا يجد فرصة حظ واحدة في الحياة ، ولا فرجة أمل ، فيقال (بطلع من ضيق) ، أي المكان الضيق ، جسديا كان ذلك أم نفسيا ، و(بخش) أي يدخل في (زعبوبة لِبريق) ، وهي الأصبع الضيق الذي يسكب منه الماء ، وهو أضيق شيء في الأبريق.
2- مشنشلات الحلق صيادات الأنذال
والمعنى هنا أن التافه يغتر بالمنظر والمظهر الخارجي ، وكلما رأى امرأة ضربت نفسها بالشيطان الرجيم من مساحيق وألوان وملابس فاضحةإن كان (زلط ملط) أو (محزق ولزق) يقع في هواها ، ويتنازل عن كل شيء مقابل الوصل، وهي قد تكون ساقطة لا يليق بمحترم أن يقترب منها ..!!
وهؤلاء الأصناف من أولئك النسوة لا يقع فيهن إلا النذل ...!!!
وللمثل قياسات ومعاني أخرى كثيرة لها ظروفها وخصوصياتها
3- مَن عَد زلاّت صاحبه جفاه
هذا المثل يدلنا على شيء هام .. الصحبة ، أو الصداقة بئر كبير يتسع لكل الصغائر فتذوب في مياهه فتتلاشى فيه ، ويبقى ماؤه عذبا صافيا طيبا ، ومن جلس لصاحبه على (الوحده) أو (على الدقه) يعد عليه زلاّته ويفتش على ما ظهر منها وما بطن ، ويضعها تحت المجهر ، فقد جافاه .. وانتهت الصحبه الى عداوة أكيدة ، وينهانا المثل أن نتعامل بالصحبة والصداقة على عد الزلات ، والصيد بالماء العكر ....!!!!!!!
4- شجره خضره في بلاد غبره
يضرب هذا المثل للشاب الجيد أو الفتاة المهذبة وهم ينحدرون من أصول دنيئة ، وأهل على غير خلق ، وحصلوا على درجات علميه في عائلات جاهلة ، وما إلى ذلك .. فالأرض هنا تعني الأصل ، والأرض (غبره) أي قاحلة ، قابضة للنفس .. ومع ذلك تنبت في تربتها الرديئة ، تلك الشجرة الخضراء اليانعة .... !!!
5- مزرابه بودي لبعيد
المزراب: هو ماسورة توضع على السطح ، وتمتد إلى البير ، أو إلى مكان نريد وصول الماء المتكون من المطر إليه ، وهو هنا يعني ابن البلد أو القريب والحبيب ، الذي من المفروض أن يصيب خيره وفائدته أهله وأقرب المقربين اليه ، ولكن عندما (يودّي لبعيد) أي يفيد الغرباء والأبعدين عن منابعه وأصوله ، ومعنى المثل وهو:الذي يعطي خيره للغريب ، ويحرم منه القريب...!! وهذا الشخص هو : وزرابه بودي لبعيد...!!!!
6- حِرِد الثعلب عن الكرم ، زاد عنبه قنطار
يضرب هذا المثل للذين يخربون ، ويظهرون أنفسهم حماة البلاد وأنصار العباد ، ورجال الوطن الأوفياء ،فإذا ما أوقفوا للحساب... وآن الأوان لكف أيديهم ، يتظاهرون بالغضب وأنهم (يحملون الناس جميله)...!!! ، إذ لولاهم لخربت البلاد ، وانقرضت العباد..!!!
و(حِرِد): أي زعل الثعلب عن الكرم الذي كان يعيث فيه الفساد ، فزاد إنتاجه قنطارا...!!!!
7 ــ الخيل الأصايل هجروها ، والكُدُش في الميدان ترعى :
هجروها : تعني هنا قيدوها والمعنى الأقرب أنهم عزلوها ، أو اعتزلوها ، والكُدُش : جمع قديش ، وهو ما كان حصانا ، فأذلوه بالعمل حتى فقد ميزته وصار أقرب للبغل من الحصان ، ولم يعد ينفع لميادين الحرب والضرب والنزال ، والمعنى تقديم الذين لا يستحقون ولا يمتلكون الزمام إلى القيادة والصفوف الأولى ، ومنع من يستحقون ، ونتيجة ذلك الخراب الأكيد ...!!!
8 ــ دار الظالمين خراب ، ولو بعد حين :
أي أن للظالم يوما يستوفِ الله سبحانه وتعالى منه حقوق الآخرين ، ويهزم جنده ، ويقوّض دولته ، وأنه حيثما كان الظلم ، كان الانتقام ، ولو بعد حين ، حيث ذلك متروك لمشيئة الله عز وجل ، فلا يهنأ الظالمون في مقامهم ، والمثل يحذر من انتقام الله عز وجل وقال الشاعر :
وحق الله إن الظلم لؤم ، وإن الظلم مرتعه وخيمُ
إلى ديّان يوم الدين نمضي ، وعند الله تجتمع الخصومُ
9 ــ دارت عليك الدوره يا عوره :
أي حان دورك يا عوراء ، وعوراء هي من كانت بعين واحدة ، والمعنى هنا ليس الانتقاص من العاهة ، بل هو الانتقاص من شخصية غير الكفء الذي يتصدر مكان غيره ويبالغ بتقديم نفسه وإذلال الآخرين ، والمثل يقال من باب السخرية ممن يتبوأ مكانا أكبر منه بكثير ....!!!
10 ــ دخولك في بيت اللي ما بتعرفه قلة حيا :
ويضرب للمتطفلين الذين يفرضون أنفسهم على الآخرين ، والمثل يقبّح أولئك الناس لسوء فعلهم ، وثقل ظلهم ، واقتحامهم خصوصيات غيرهم ، وكل عملهم ذلك قبيح ...!!!
11 ــ الدراهم كالمراهم بتساوي للنذل مقدار :
أي أن المال يخفي العيوب ، ويرفع من لا يستحق فوق من يستحق ، فيصبح يتصدر الناس ومجالسهم ، ويقسم الناس بحياته ، وهو لا يملك من المواصفات إلا حصوله على المال ، وهو بالطبع لا يعطي من ماله لأحد شيئا ، في حين العالم ينشر مثل المصباح نور علمه على من كل حوله ، ويُعرض الناس عنه ...!!!
تعليق