من كان يدري
أن يوما ما سيأتي وأبحث عن دفاتر قديمة
عشش فيها الغبار و الصدأ
وبهتت الكلمات فيها
فصارت كأوراق الخريف ذبولا
وأنني سوف أنسى أني طلقت الحب
طلاقا بالثلاث ..طلاقا بائنا غير رجعي
وأني سوف أعيده صاغرا
ذليلا وأزفه إلي عنوة
مثنى وثلاث و رباع
وأن نبضي سوف يعود أشد و أقوى
وأن دمي سيسري متدفقا في الشرايين
من كان يدري
أن الليل سوف يعود ليلا كما كان
في منتهى البهاء و الصفاء و النقاء ..
وأنني سوف أكون له سميرا
حتى الهزيع الأخير
ونديما حتى السحر
وأن الفجر سيبزغ من جديد مبتسما
ليحمل لي شذا
و أن الصبح سينطق ثغره ندا
لم أكن أدري أن الأفق
سوف يورد من جديد
وأن عشبي سيخضر
و مرجي سيزهر
وأوراق شجري ستينع
من كان يدري أن الريح العاتية
ستصير نسيما عليلا
و هدير المياه
لحنا شجيا ..
من كان يحلم بأني
سوف أعود أنا كما كنت ..
من الأزل .. من الأبد .. من الفنا ..
وأن طيفك سيحمل لي كل السنا
وأن تقويما جديدا سيبدأ
وتأريخا آخر قد بدأ
سأعلن أمام الملأ أن حفلا سيدوم
عاما أو قرنا
أو عمرا أو دهرا ..
وسأذبح الذبائح ..
و أمد السماط ليأكل البشر ..
والدواب
و الوحوش
و الهوام ..
كل هذا لأني لم أدر يوما أنني
سأجثو أمام الحب مادا معصمي ..
مستسلما لقيود وأغلال من حديد ..
لم أدر يوما ما أنني ..
و بكل بساطة ..
سأحب وأعشق من جديد .
تعليق