عزيزي نبيل:
هاأنذا في الإسكندرية ، الورق أمامي و صدى حديثك عن المغامرة والتجريب و التدفق يتردد في الغرفة ، استغرقت محاولة الكتابة ليلة طويلة مليئة بالقلق، و بأطياف شحاتة التي حدثتك عنها و قد جاءت المقدمة هكذا:
(قالت البنت رحمه- الحمراء كالتفاحة لأبيها عبد اللطيف الملوانى وهى تكب دمعا- إن محمود زعلوك قطع طريقها كعادته بل ومد يده ليمسك صدرها أمام أصحابه! تقلبت حصوات المرارة كالسكاكين في أحشائه فتلوى و دخل الحمام عدة مرات. لما جاء محمد - ابنه البكرى - خلا به في معطن الجمل وكاشفه بأن الوضع استفحل ورسم له الخطة! امتلأ وجهه بالشر، و في نفس الليلة سهر مع غريمه في المقهى أمام فيلم على القمر الأوربي، كان محمود زعلوك فرحا يشم في محمد رائحة أخته التفاحة ! قال في داخله: لم تخبره لأنها تلذذت و أعجبها الحال! انتابته رغبة قاتلة في أن يظل معه:- لن أنام الليلة ، ابحث لنا عن مكان نكمل فيه الليل.
-: تعالى إلى دارنا ، الكل نائم و لدى في حجرة الجلوس شيشة و تعميرة و شاي.
كان الأب جالسا فوق سريره يحدث صورة زوجته الميتة ويسند موضع الألم الممض و يفرك سيجارة بين أصابعه ثم يبعثر التبغ فوق الملاءة.
سمع صوت الباب يفتح و يغلق فقفز كالذئب الجائع بالبلطة . رأى محمود الغدر لابدا في الأربع عيون! : أنا ...
أسكته بصفعة و غاص بالنصل في الرقبة الطويلة الملفوفة مثل كوز الذرة. سقط على الأرض يتشحط في دمه و سقط محمد بجواره يرتجف . فصل الرقبة و رماها في ملاقى الحمام ، خرط الجثة كما يخرط قشر البطيخ للبط الأخضر و ألقاها في النيل! اندفع - متجاهلا سنواته الستين - يغسل الأرض بالدلو و يزيل الآثار قبل أن يوقظ رحمة وشحاتة. تمنى لو قام شحاتة بالمهمة كلها ، لكنه في الحادية عشرة و لا يريد أن يلقيه في الأتون! البكرى لا يسيطر على أعصابه وكل مافيه يصطك. عيان ، ناشف يخطف اليومية بالعافية. شخط فيه :- فز اصلب طولك و اسحب الجمل على برمبال!)
سبقتك يا بلبل قبل أن تهز شفتيك ثم تمطهما وتقول: تقليدية ! قلتها لنفسي ، ليس هذا فقط ، إنها تفتتح القصة مبكرا للغاية و ستأتي خلفها أحداث متراكمة بسرد و وصف طويلين و مملين !
ستكون أكثر تماسكا لو جرت الوقائع بعد استقرار الأسرة
، و يمكن أن يتداعى فصل سمديس على هيئة ذكريات ! أو إشارة سريعة عفوية و يصح أن ندخره كمفاجأة ترفع الحرارة!
نبيل :
لم تجب بعد: - أيكتب الإنسان مدفوعا برغبة تلقائية و بسيطة أم يتكلف و يخشى العواقب ؟ يهمني رأيك ، أنت الوحيد الذي لا يسأل- عقب قراءة إحدى قصصي - ماذا أقصد؟
عموما إليك البداية الثانية التي نكتشف فيها شحاتة و نفرش الحصير:
(كان العيال يلعبون أمام الجامع حين دخل في الحلقة غلام يبدو أطول منهم جميعا ، شارك في اللعبة و حفظ الأسماء في ثوان ، لفت انتباههم إليه أيضا ذلك الجمال الذي يشع من وجهه ، و يتركز في عينيه العسليتين. و قد انعقدت –على الفور- صداقة قوية بينه و بينهم رغم عنفه و اهتياج أعصابه ، و لن ينسوا ذلك اليوم الذي وقفت احدى النساء تحدق في وجهه ثم سألتهم : - ابن من هذا الولد ؟ أدار وجهه ، لكنها ظلت واقفة ، وقال لهم في اليوم التالي إنها أخذته إلى دارها لتحتضنه و تلتهم شفتيه ثم أعطته نقودا و طعاما، ذكر أن اسمه شحاتة عبد اللطيف الملوانى من سمديس. استفسر الولد سعد عيسى عما جاء به إلى البلد فسكت كأن لم يسمع!)
كثيرون من أصدقائي الكتاب لا يحبون عرض أعمالهم قبل نضجها !عفوا أنت لست عاديا ، لديك حس فني و خبرة بالأعمال الشامخة، و أعترف أنني استفدت منك في ليال طويلة قضيناها في نقاش ، وأنقذتني من حفر نقدية عميقة كنت سأقع فيها .
البداية الثانية أقرب إلى ذوقك ! لازال الوقت مبكرا لأقرر.
أشرع الآن في الدخول إلى وسط القصة التابع للبداية الثانية، انتبه كيف ألمحت إلى الحادثة في براعة ودون ترهل، و هي الكلمة التي يرددها النقاد إذا عجزوا عن تسفيه العمل:
(انجذب شباب برمبال إلى رحمة الحمراء ، وقالوا إنها دم مخلوط بالقشدة، ولم تمض أسابيع حتى تزوجت في أغنى العائلات ، و عرف الناس قصتها مع الشاب القتيل فقالوا : - بنت ناس و مؤدبه.
وقروا عم عبد اللطيف إلى درجة الوقوف حين يمر مع الجمل ، ولدت حكايات عن بطولته و قلبه الجامد الذي لا يخاف من العفريت، قال نفر من الأعيان: لو تجرأ واحد من سمديس و نزل من أجل الثأر فلن نتنازل عن هدم بلدهم و جعلها كوما كفريا. لم تطمع واحدة في محمد الملوانى و قلن لبعضهن: عيان ومايل ، لو كان الولد شحاته هو الكبير!
لكنه لن يكبر على غير أوان ، سيبرطع كالعفريت ، و سيضج منه الخلق حين يضرب العيال و يسرق الحمير المربوطة و يلعب حواجبه للنساء . حاول أبوه أن يخنقه يوم دخل خزانة فرن- منجذبا إلى طاجن سمك– و لحسه ثم أرسله يجري على سيفه كعجلة إلى صاحبته !بكت الولية على غداء الرجل و العيال الجائعين في الغيط ، لكنها إزاء جديته في قتل ابنه ضحكت و أخذته من يده. انتابته موجة بكاء شديدة و استمر جسده يهتز.
احتوى القرد بين ذراعيه و قال : - ربنا أكرمنا هنا يا ابني ، لازم نحترم نفسنا!)
أنا معجب بفقرة الوسط ، فيها تكثيف و إثارة و تصاعد ، لكنك تحدثت عن التدفق الابداعى ، ولكى أثبت لك قدرتي عليه دعنى أقدم وسطا آخر يرتبط بالمقدمة الأولى لمجرد الاستعراض أو لمجرد التسلية ، فالقرية ليس فيها ما يحرك الركود و يزيح الملل ، أعرف معاناة الوقت الثقيل و إيقاع الحياة البطئ الغلس ، تعال إلى الإسكندرية يا صديقي، هه اسمع:
( لم يعثر على جثة محمود زعلوك بتاتا ، و من ثم حفظت القضية ، لكن أبناء عمومته اهتدوا إلى الحقيقة بفضل شذرات من كلام أصدقائه ، و صدر القرار بقتل شحاتة لأن أخاه في حكم الميت و لن تكون حرقته كحرقة المعجبانى معبود النساء! بدأوا يتسللون من الخلف ، و يخبون في المساقى و المقابر ، تنبه لهم الخفراء وضربوهم كالكلاب و ربطوهم بالسلبة ثم رموهم في حجرة السلاح!
جاء عمدة و أعيان سمديس و عاتبوا عمدتنا
فامتلأ بيته بالثائرين منا و تداخلت الأصوات، و قال مشيرا بالصمت :- نحن لسنا هفية يدوس حدودها كل من هب و دب.سوف أسلم العيال الصيع إلى مركز الشرطة . بعد صلاة الجمعة و قف عبد اللطيف الملوانى صائحا: أنا ممنون لكم يا اخوانى و لكل ما قمتم به من أجلى ، لكنني لا أحب أن أورطكم في نزاع فاسمحوا لي بالرحيل.
التف المصلون حوله و صمموا على بقائه و إجارته و زفوه إلى داره بل و رتبوا شبابا يلازمون شحاتة كظله ! )
أتصورك تتسلم خطابي من مكتب البريد على الجسر و تفتحه في الطريق لتأكل سطوره بسرعة ، ثم تعود إلى شرفة بيتكم فتجلس مع كتبك و جهاز الراديو و تعاود القراءة كلمة كلمة ، تبتسم ، و تعبس ، و تضحك بصوت عال . هاأنذا كافحت بطالتك لمدة نصف ساعة!
الفجر دنا ، و لم أعد قادرا على فتح عيني. ثمة نهايات تريد أن تولد، لن أكتبها الآن ، بل سأخبرك- فقط - بالخطوط العريضة لاثنتين منها تخلقتا توا:
يمكن أن تنتهي الحكاية بجلسة عرفية ، و يفتى المحكمون أن القتيل لوث شرف الملوانى و استحق القصاص و ليس للزعالكه حق عند الملوانيه! و هكذا يتاح لبطلنا أن يعيش آمنا وسط معجباته.
النهاية الثانية قاتمة ، تفترض أن شحاتة النمرود ضاق بالحرس و الحبس ، فغادر خلسة إلى قرية تعيش فيها أرملة لعوب!
ليس صعبا إذن أن يرصده أصحاب الدم و يجعلوا جسده الجميل كالغربال لأنه ابتعد عن هذا البلد الذي يحميه !
عزيزي نبيل:
سأنام ، و لتستعد لحوار طويل لدى وصولي ، كن على ثقة أنني لا أتمسك بأي واحدة منهما، فربما تولد الثالثة و الرابعة عندما أستيقظ طازجا! كما لا أستبعد – كنوع من التجريب – أن أجعلها بلا نهاية من أصله.
أما البداية و الوسط فان مسلكي لن يتغير: قد تصير البداية وسطا و العكس بالعكس ، و قد يتراءى لي أن أضيف أو أحذف أو أدمج أو حتى ألغى القصة تماما !
هاأنذا في الإسكندرية ، الورق أمامي و صدى حديثك عن المغامرة والتجريب و التدفق يتردد في الغرفة ، استغرقت محاولة الكتابة ليلة طويلة مليئة بالقلق، و بأطياف شحاتة التي حدثتك عنها و قد جاءت المقدمة هكذا:
(قالت البنت رحمه- الحمراء كالتفاحة لأبيها عبد اللطيف الملوانى وهى تكب دمعا- إن محمود زعلوك قطع طريقها كعادته بل ومد يده ليمسك صدرها أمام أصحابه! تقلبت حصوات المرارة كالسكاكين في أحشائه فتلوى و دخل الحمام عدة مرات. لما جاء محمد - ابنه البكرى - خلا به في معطن الجمل وكاشفه بأن الوضع استفحل ورسم له الخطة! امتلأ وجهه بالشر، و في نفس الليلة سهر مع غريمه في المقهى أمام فيلم على القمر الأوربي، كان محمود زعلوك فرحا يشم في محمد رائحة أخته التفاحة ! قال في داخله: لم تخبره لأنها تلذذت و أعجبها الحال! انتابته رغبة قاتلة في أن يظل معه:- لن أنام الليلة ، ابحث لنا عن مكان نكمل فيه الليل.
-: تعالى إلى دارنا ، الكل نائم و لدى في حجرة الجلوس شيشة و تعميرة و شاي.
كان الأب جالسا فوق سريره يحدث صورة زوجته الميتة ويسند موضع الألم الممض و يفرك سيجارة بين أصابعه ثم يبعثر التبغ فوق الملاءة.
سمع صوت الباب يفتح و يغلق فقفز كالذئب الجائع بالبلطة . رأى محمود الغدر لابدا في الأربع عيون! : أنا ...
أسكته بصفعة و غاص بالنصل في الرقبة الطويلة الملفوفة مثل كوز الذرة. سقط على الأرض يتشحط في دمه و سقط محمد بجواره يرتجف . فصل الرقبة و رماها في ملاقى الحمام ، خرط الجثة كما يخرط قشر البطيخ للبط الأخضر و ألقاها في النيل! اندفع - متجاهلا سنواته الستين - يغسل الأرض بالدلو و يزيل الآثار قبل أن يوقظ رحمة وشحاتة. تمنى لو قام شحاتة بالمهمة كلها ، لكنه في الحادية عشرة و لا يريد أن يلقيه في الأتون! البكرى لا يسيطر على أعصابه وكل مافيه يصطك. عيان ، ناشف يخطف اليومية بالعافية. شخط فيه :- فز اصلب طولك و اسحب الجمل على برمبال!)
سبقتك يا بلبل قبل أن تهز شفتيك ثم تمطهما وتقول: تقليدية ! قلتها لنفسي ، ليس هذا فقط ، إنها تفتتح القصة مبكرا للغاية و ستأتي خلفها أحداث متراكمة بسرد و وصف طويلين و مملين !
ستكون أكثر تماسكا لو جرت الوقائع بعد استقرار الأسرة
، و يمكن أن يتداعى فصل سمديس على هيئة ذكريات ! أو إشارة سريعة عفوية و يصح أن ندخره كمفاجأة ترفع الحرارة!
نبيل :
لم تجب بعد: - أيكتب الإنسان مدفوعا برغبة تلقائية و بسيطة أم يتكلف و يخشى العواقب ؟ يهمني رأيك ، أنت الوحيد الذي لا يسأل- عقب قراءة إحدى قصصي - ماذا أقصد؟
عموما إليك البداية الثانية التي نكتشف فيها شحاتة و نفرش الحصير:
(كان العيال يلعبون أمام الجامع حين دخل في الحلقة غلام يبدو أطول منهم جميعا ، شارك في اللعبة و حفظ الأسماء في ثوان ، لفت انتباههم إليه أيضا ذلك الجمال الذي يشع من وجهه ، و يتركز في عينيه العسليتين. و قد انعقدت –على الفور- صداقة قوية بينه و بينهم رغم عنفه و اهتياج أعصابه ، و لن ينسوا ذلك اليوم الذي وقفت احدى النساء تحدق في وجهه ثم سألتهم : - ابن من هذا الولد ؟ أدار وجهه ، لكنها ظلت واقفة ، وقال لهم في اليوم التالي إنها أخذته إلى دارها لتحتضنه و تلتهم شفتيه ثم أعطته نقودا و طعاما، ذكر أن اسمه شحاتة عبد اللطيف الملوانى من سمديس. استفسر الولد سعد عيسى عما جاء به إلى البلد فسكت كأن لم يسمع!)
كثيرون من أصدقائي الكتاب لا يحبون عرض أعمالهم قبل نضجها !عفوا أنت لست عاديا ، لديك حس فني و خبرة بالأعمال الشامخة، و أعترف أنني استفدت منك في ليال طويلة قضيناها في نقاش ، وأنقذتني من حفر نقدية عميقة كنت سأقع فيها .
البداية الثانية أقرب إلى ذوقك ! لازال الوقت مبكرا لأقرر.
أشرع الآن في الدخول إلى وسط القصة التابع للبداية الثانية، انتبه كيف ألمحت إلى الحادثة في براعة ودون ترهل، و هي الكلمة التي يرددها النقاد إذا عجزوا عن تسفيه العمل:
(انجذب شباب برمبال إلى رحمة الحمراء ، وقالوا إنها دم مخلوط بالقشدة، ولم تمض أسابيع حتى تزوجت في أغنى العائلات ، و عرف الناس قصتها مع الشاب القتيل فقالوا : - بنت ناس و مؤدبه.
وقروا عم عبد اللطيف إلى درجة الوقوف حين يمر مع الجمل ، ولدت حكايات عن بطولته و قلبه الجامد الذي لا يخاف من العفريت، قال نفر من الأعيان: لو تجرأ واحد من سمديس و نزل من أجل الثأر فلن نتنازل عن هدم بلدهم و جعلها كوما كفريا. لم تطمع واحدة في محمد الملوانى و قلن لبعضهن: عيان ومايل ، لو كان الولد شحاته هو الكبير!
لكنه لن يكبر على غير أوان ، سيبرطع كالعفريت ، و سيضج منه الخلق حين يضرب العيال و يسرق الحمير المربوطة و يلعب حواجبه للنساء . حاول أبوه أن يخنقه يوم دخل خزانة فرن- منجذبا إلى طاجن سمك– و لحسه ثم أرسله يجري على سيفه كعجلة إلى صاحبته !بكت الولية على غداء الرجل و العيال الجائعين في الغيط ، لكنها إزاء جديته في قتل ابنه ضحكت و أخذته من يده. انتابته موجة بكاء شديدة و استمر جسده يهتز.
احتوى القرد بين ذراعيه و قال : - ربنا أكرمنا هنا يا ابني ، لازم نحترم نفسنا!)
أنا معجب بفقرة الوسط ، فيها تكثيف و إثارة و تصاعد ، لكنك تحدثت عن التدفق الابداعى ، ولكى أثبت لك قدرتي عليه دعنى أقدم وسطا آخر يرتبط بالمقدمة الأولى لمجرد الاستعراض أو لمجرد التسلية ، فالقرية ليس فيها ما يحرك الركود و يزيح الملل ، أعرف معاناة الوقت الثقيل و إيقاع الحياة البطئ الغلس ، تعال إلى الإسكندرية يا صديقي، هه اسمع:
( لم يعثر على جثة محمود زعلوك بتاتا ، و من ثم حفظت القضية ، لكن أبناء عمومته اهتدوا إلى الحقيقة بفضل شذرات من كلام أصدقائه ، و صدر القرار بقتل شحاتة لأن أخاه في حكم الميت و لن تكون حرقته كحرقة المعجبانى معبود النساء! بدأوا يتسللون من الخلف ، و يخبون في المساقى و المقابر ، تنبه لهم الخفراء وضربوهم كالكلاب و ربطوهم بالسلبة ثم رموهم في حجرة السلاح!
جاء عمدة و أعيان سمديس و عاتبوا عمدتنا
فامتلأ بيته بالثائرين منا و تداخلت الأصوات، و قال مشيرا بالصمت :- نحن لسنا هفية يدوس حدودها كل من هب و دب.سوف أسلم العيال الصيع إلى مركز الشرطة . بعد صلاة الجمعة و قف عبد اللطيف الملوانى صائحا: أنا ممنون لكم يا اخوانى و لكل ما قمتم به من أجلى ، لكنني لا أحب أن أورطكم في نزاع فاسمحوا لي بالرحيل.
التف المصلون حوله و صمموا على بقائه و إجارته و زفوه إلى داره بل و رتبوا شبابا يلازمون شحاتة كظله ! )
أتصورك تتسلم خطابي من مكتب البريد على الجسر و تفتحه في الطريق لتأكل سطوره بسرعة ، ثم تعود إلى شرفة بيتكم فتجلس مع كتبك و جهاز الراديو و تعاود القراءة كلمة كلمة ، تبتسم ، و تعبس ، و تضحك بصوت عال . هاأنذا كافحت بطالتك لمدة نصف ساعة!
الفجر دنا ، و لم أعد قادرا على فتح عيني. ثمة نهايات تريد أن تولد، لن أكتبها الآن ، بل سأخبرك- فقط - بالخطوط العريضة لاثنتين منها تخلقتا توا:
يمكن أن تنتهي الحكاية بجلسة عرفية ، و يفتى المحكمون أن القتيل لوث شرف الملوانى و استحق القصاص و ليس للزعالكه حق عند الملوانيه! و هكذا يتاح لبطلنا أن يعيش آمنا وسط معجباته.
النهاية الثانية قاتمة ، تفترض أن شحاتة النمرود ضاق بالحرس و الحبس ، فغادر خلسة إلى قرية تعيش فيها أرملة لعوب!
ليس صعبا إذن أن يرصده أصحاب الدم و يجعلوا جسده الجميل كالغربال لأنه ابتعد عن هذا البلد الذي يحميه !
عزيزي نبيل:
سأنام ، و لتستعد لحوار طويل لدى وصولي ، كن على ثقة أنني لا أتمسك بأي واحدة منهما، فربما تولد الثالثة و الرابعة عندما أستيقظ طازجا! كما لا أستبعد – كنوع من التجريب – أن أجعلها بلا نهاية من أصله.
أما البداية و الوسط فان مسلكي لن يتغير: قد تصير البداية وسطا و العكس بالعكس ، و قد يتراءى لي أن أضيف أو أحذف أو أدمج أو حتى ألغى القصة تماما !
تعليق