معماري الفقراء, حسن فتحي المنجز التكنولوجي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد رشيد
    جليس المبدعين
    • 03-01-2010
    • 63

    معماري الفقراء, حسن فتحي المنجز التكنولوجي

    [frame="6 80"] حسن فتحي المعمار المبدع [/frame]



    مقدمة :
    شخصية مثيرة للجدل فهو في عيون بعض النقاد والمعماريين معماري الفقراء وعند بعضهم الاخر قدم نتاجا معماريا ناجحا وفشل في تقديم عمارة مجتمع فهي ليست عمارة فقراء لانها اهملت الجانب الاجتماعي من الفلسفة العملية المعمارية ورغم ذلك لقب بـ ( شيخ المعماريين) و(معماري الفقراء) وهذا اللقب هو رمز جامع لفلسفتة المعمارية التي قضى عمره الطويل ( 88 عاماً ) يدافع عنها , هو إنشاء بيت تتوافر له أربعة صفات أساسية : الكلفة الرخيصة , والبساطة الأنيقة , والراحة , والجمال في الوقت الذي نجد فيه أن أعمال المعماريين بصفة عامة لا تمس عمارة الفقراء بشيء كما أن مناهج التعليم المعماري تغفل هذا الشق من عمارة الأغلبية الساحقة وتقتصر على عمارة الخاصة والأغنياء سواء في صورة قصر أو فيلا أو قصر مؤتمرات .شملت شخصية حسن فتحي المعمارية العالم الهندسي وأصبح محط لأنظار المعماريين الوافدين إلى مصر من كل أنحاء العالم وكان له أتباعه وتلامذته . [النعسان, عبد الرحمن بن حمزة].وقد كان الحسن فتحي فكره الخاص والذي ينطلق من :
    1- عمارة الفقراء : حيث يقول " ان فقراء العالم الثالث هم عملائي الحقيقيون "
    2- البناء بالجهود الذاتية : وهنا يقول " لا شك أن رجلاً واحداً لا يستطيع أن يبني بيته , ولكن يستطيع عشرة رجال أن يبنوا عشرة بيوت لو تعاونوا , ومع الوقت يبنون قريتهم "
    وكان يرى أن صيغة المقاولات ليس لها مكان في عمارة الفقراء .
    3- تكنلوجيا البناء المتوافقة : وهو التوافق بين التكنولوجيا والبيئة الطبيعية وما تحويه من مواد طبيعية وما يسود فيها من مناخ , والتوافق مع ثقافة المجتمع في المستوطنات المختلفة وتقاليدها الفنية والروحية وظروفها الاجتماعية والاقتصادية .
    وهنا يجري البحث عن طراز الحياة الذي يتفق مع البيئة الطبيعية ويحل مشكلات ملايين البشر من ذوي الدخل المحدود أو ممن ليس لهم دخل كما أن الأمر يتطلب خلق عصر جديد تكون فيه التكنولوجيا المتوافقة في خدمة الانسان وليس العكس .

    اولا : المصادر الفكرية لعمارة حسن فتحي
    1. العمارة الإسلامية للمساجد
    يقول حسن فتحي: "إذا خلت العمارة من الناحية الوجدانية لأصبحت ميكانيكا". فمبنى المسجد يعبر عن انفتاحه في اتجاهين بتصميمه وتكويناته المعمارية في الاتجاه الأول رأسيا، للاتصال بالسماء عن طريق القبة، والاتجاه الثاني أفقيا نحو مكة المكرمة طريق القبلة.
    كما يقول: "إن المساجد التقليدية لها باب واحد أساسي في الواجهة العمومية يرمز إلى وحدانية الخالق عز وجل، والذي سيقوم المسلم بالصلاة بين يديه في الداخل، أما عن القبة، فإن علماء الآثار يسمون تجويفها بالباب الوهمي في العمارة الفرعونية، أو (عتبة الأيدية) لأنه إذا كان الجسم لا يستطيع الولوج من القبلة إلى الكعبة، فإن الروح يمكنها أن تلج إليها من خلالها".
    2. حسن فتحي الإنسان وتصوره للجمال قبل التصميم
    اعتقد حسن فتحي في التآلف بين الطبيعة والإنسان، لذلك كان شديد الاهتمام بأن يكون عمله ضمن البيئة، وليس دخيلا عليها. آمن بضرورة الجمال كهدف عند التصميم، كما آمن بالقيمة التراثية الكامنة وراء استخدام الأشكال التقليدية في العمارة، فهي - بنظره - تجسيد لإحساسه بقيم معمارية وجمالية وبيئية استقرت في وجدان الإنسان. [راشد ,زينب] جاء اهتمامه بالريف من خلال والدته التي عشقت الريف، وتمنت أن تعيش فيه طيلة عمرها، ورسمت له صورة رومانسية رسخت في وجدانه، من هنا بدأت عاطفته تتجه نحو الفلاح المصري الضعيف الذي يعيش في مساكن متواضعة، وبدأ عقله يفكر في الأسلوب الأفضل لإسكان هؤلاء المساكين، حسب تعبيره.
    حسن فتحي رومانسي بطبعه، يهوى الموسيقى الكلاسيكية، ويعزف على الكمان، ويلبس العباءة الصوفية الحرماء، انتقل من مسكنه في الزمالك إلى مسكنه في منزل (علي لبيب) الذي شيد على العصر المملوكي، والمعروف برقم 4 درب اللبانة. لقد امتدت رومانسية حسن فتحي إلى حد بنائه مسرحا في قرية القرن الجديدة، أقيمت عليه بعض العروض الريفية تحت أضواء الشعلات النارية.
    3. الأصالة والتطوير :
    إننا نحتاج إلى فهم مكان وضع العمارة في حركة تطور الحضارة الانسانية وأن نعترف بان العمارة تشمل الإنسان والتكنولوجيا وليس التكنولوجيا وحدها , فالمحك في تقييم أي مخطط هو الإجابة على السؤال : هل هو للإنسان أم لشيء آخر.


    ثانيا : المقومات المفاهيمية والبعد النظري
    1. التكنولوجيا المتوافقة ومزج عمارة الطين
    كانت أفكار حسن فتحي قد بدأت في الانتشار مع نهاية الثلاثينات. وفي منتصف الأربعينات رأى المسؤولون عن مصلحة الآثار المصرية أن نظريته التي تقوم على التكنولوجيا المتوافقة ومزج عمارة الطين بالعمارة العربية والاسلامية وقبلهما الفرعونية يمكن أن تكون أكثر ملائمة لقرية جديدة يخطط لبنائها في البر الغربي بمدينة الأقصر. القرية كانت ستستغل لتهجير أبناء القرنة الذين يقيمون فوق تلة أثرية أصبحت مصدر دخلهم الوحيد تقريبا، فهم يستخرجون الآثار من تحت بيوتهم ويبيعونها مما يهدر ثروة حضارية لا يجب الاستهانة بها . تحمس فتحي للفكرة ورأى أنها تتيح له فرصة تحقيق حلمه على نطاق واسع. لحظات البداية كانت حماسية بالنسبة له لكنه قوبل برفض باغته، ومع ذلك ظل يقاوم ربما لاقتناعه بأن البيروقراطية وعقباتها مقدور عليها، لكن الأمر اختلف بكل تأكيد عندما جاء الرفض من حيث لايتوقع.
    في بداية الأربعينات ظهرت في انجلترا عمارة "البدائية الجديدة" قامت فلسفتها على الموائمة بين الطبيعة والبيئة وإعادة الاعتبار إلى الحائط الحامل والقباب والعقود. وقبلها بعشرات القرون كان البناء بالطين معروفا على نطاقات واسعة وظهرت أكبر تجلياته في حدائق بابل و سور الصين العظيم بل أنه لايزال مستعملا حتى الآن في اليمن. استحضار النماذج التاريخية جعلنا نستعيد ما قاله البعض عن مجىء حسن فتحي متأخرا بفكره عمرها أكثر من خمسة آلاف عام.
    ولم يكن الأمر لديه مجرد حرفة لكنه كان قد أخذ على عاتقه مهمة تحويل الهندسة إلى فلسفة وهوية". العبارات تحتاج إلى تفصيل، فتوضح فاطمة ناعوت:" كانت لنظريته عدة منطلقات، منطلق اقتصادي يركز على مساعدة الفقراء، وآخر فلسفي يحاول التقريب بين الإنسان والبيئة، ومنطلق الفردانية لكي يواجه فكرة التشابه بين البنايات التي لا يمكن التمييز فيما بينها إلا باستخدام الرقم، ومنطلقات اخرى عديدة من بينها الرجوع للهوية واستنهاض الفكرة العربية ".
    كان فتحي إذن يحاول مواجهة الحداثة التي تنتصر للوظيفة على حساب الجماليات، وبينما روجت الحداثة المعمارية لمقولة أن المنزل مجرد ماكينة للمعيشة كان فتحي ينحاز للخط المنحني أكثر من الخط المستقيم لأن الأخير من وجهة نظره هو خط الوظيفة أما الأول فخط الجمال، لكن كيف يمكن تبرير الفشل؟ سؤال ترد عليه بقولها:"هناك أسباب عديدة، منها ما نتج عن عدم تناسب نظريته مع البيئة وعدم اعتراف الطبيعة العربية بفكرة فريق العمل بينما كانت نظريته تقوم في أحد جوانبها على ذلك. وكان دائما يؤكد أن فردا لايستطيع وحده أن يبني عشرة بيوت لكن في استطاعة عشرة أفراد ان يقوموا ببناء عشرة منازل. اضافة إلى ذلك هناك عوامل ترتبط بالمتضررين من المقاولين وتجار مستلزمات البناء. ولأن الحكم على نجاح أو فشل نظرية معينة لا يمكن أن يكون دقيقا إلا بعد عقود، فقد جاء الانفتاح الاقتصادي في السبعينيات ليقضي على ماتبقى منها. لقد فشل فتحي لأنه كان ضد توجهات الانفتاحيين من أصحاب رؤوس الأموال الضخمة". [الحضري, إيهاب]









    2. التكنولوجيا المتوافقة في فكر حسن فتحي
    كانت أبحاث حسن فتحي تدور حول ثلاثة أمور: عمارة الفقراء، والبناء بالجهود الذاتية، وتكنولوجيا البناء المتوافقة. فماذا تعني التكنولوجيا المتوافقة؟ المقصود بهذا التعريف هو التوافق بين التكنولوجيا والبيئة الطبيعية وما تحويه من مواد، وما يسود فيها من مناخ. كما يعود اللفظ إلى التوافق مع ثقافة الجماعة وتقاليدها الفنية والروحية وظروفها الاجتماعية والاقتصادية. لذلك فإن ما هو متوافق مع منطقة، قد يختلف عما هو متوافق مع منطقة أخرى من هذه البلاد، نظرا لاختلاف البيئة، ومن هنا يتضح أن جذور فكر حسن فتحي تمتد مكانا إلى التربة المحلية، وزمانا إلى الأصالة والتراث عبر العصور.

    سنكمل انشاء الله تعالى الموضوع في وقت قريب
  • إيهاب فاروق حسني
    أديب ومفكر
    عضو اتحاد كتاب مصر
    • 23-06-2009
    • 946

    #2
    الزميل الفاضل
    أحمد رشيد
    أشكرك على تقديم هذا النموذج الرائع
    المهندس حسن فتحي
    وإن كان البعض يراه قد فشل في نشر فكره
    إلا أني أرى غير ذلك
    والدليل أن ثمة مجموعة من القرى والمدن الجديدة التي أنشئت وفق هذا الطراز
    ومنها الجونة
    ومنها مشروع مدينة هرم سيتي بالسادس من أكتوبر
    وغيرها من المدن
    فالذي أراه أن المستقبل لهذا الفكر
    تحية لك بعطر الزهور
    إيهاب فاروق حسني

    تعليق

    • احمد رشيد
      جليس المبدعين
      • 03-01-2010
      • 63

      #3
      الزميل القدير ايهاب فاروق حسني
      بالفعل نحن بحاجة الى هذا الفكر المتوافق مع البيئة وان معماري رائد مثل حسن فتحي رحمه الله جدير فكره بالمواصلة والمتابعة من قبلنا نحن جيل الابناء فهو اسس لمدرسة فكرية راقية ونحن علينا ان نكمل
      وانا شخصيا اود ان اقول لك اننا في جامعة بغداد كثيرا ما نورد امثلة هذا المعماري الفذ من اساتذتنا في قسم العمارة ومنذ المرحلة الثانية ووصولا الى الدكتوراه كلا يطرح من وجهة نظره عمارة حسن فتحي
      نعم قد يكون هناك اخفاقات وهذا طبيعي جدا ولكن الاهم من ذلك لماذا لا نكمل المشوار ونصحح الخطأ
      اني اقف باجلال للمعمار حسن فتحي حينما اعلم انه والمعمارين يركضون في عصر وراء طروحات العمارة الحديثة وهو يبحث لوحده معارضا نحو عمارة المكان
      الكل يتجه نحو عمارة عالمية وهو يبحث عن عمارة محلية تحمل مقومات المكان
      لله درك من معماري وتغمدك الله في رحمته مما حققته للفقراء ولو كنت صاحب قرار لاسست باسمك جمعية تحمل مبادئك
      شكرا لمرورك وبانتظار المزيد من تقييمك ونقدك

      تعليق

      يعمل...
      X