[align=center]زيارة ديمقراطية للحاج " أبو غريب "[/align]
[align=center]بقلم: مصطفى بونيف[/align]

[align=justify]فكـــرت في مرة من المــرات أن أزور العراق الشقيق..وخصوصا أني سمعت أن بوش قد زرع الديمقراطية هناك زرعا ، لدرجة أنه يمكنك أن تنظر إلى أشجارها من زجاج النافذة..وسمعت أن الشعب هناك يأكل ديمقراطية ، ويشرب ديمقراطية ، حتى أنه عندما يدخل إلى المرحاض يصرف ديمقراطية وبلا رائحــة !!! ، وسمعت أن الناس هناك يتفاءلون بصورة "كونداليزا رايس "
ويعلقونها في كل مكان ...ويعتبرون يوم الغزو عيدا قوميا للحرية والعدالة ، وأن الحكومة التي أقامها "رامسفلد " هناك ، لا يوجد لها مثيل في العالم العربي ، من حيث صرامتها في الحفاظ على كرامة العراقيين وصون حرياتهم ..وأن بغداد من شدة أمنها ، أصبحت قبلة للسياحة والاستجمام...فحزمت حقائبي ، وحجزت مقعدا في الطائرة المتوجهة إلى عاصمة الرشيد...
وبعد ساعات من التحليق ..أعلنت مضيفة الطيران وصولنا إلى أجواء بغداد...استجمعت أنفاسي ، ورميت بصري إلى زجاج النافذة...فشاهدت دخـــانا كثيفا..قالت المضيفة " لا تقلقوا هنا يجري تصوير فلم حربي ، يوثق معركة تحرير بغداد.." ابتسمت في براءة وقلت "الحمد لله"...
حطت الطائرة في أرضية المطار..ووجدت في استقبالنا جنود المارينز...ولأني لا أتقن الأنجليزية لم أفهم ما الذي طلبوه مني عند نقطة تفتيش..وعرفت من خلال مترجم أنهم يطلبون مني نزع ثيابي ..قلت في قرارة نفسي "الجو حار جدا " ، ثم خلعت قميصي ، وسروالي ، ووقفت بالشورت ..بنفس راضيـــة ..!!!
وفجــأة سمعت صوت انفجار مهول..فأخبرني المترجم أنها مجرد طلقات ابتهاج بحضوري إليهم ، ففرحت كثيرا لحرارة الاستقبال ...وسرعان ما صرخ جندي أمريكي يشبه الخروف " جزائري ..جزائري ، أوقفوه ".فقلت مبتسما وبطيب نية : - ما بك يا رجل هل رأيت أعراض أنفلونزا الطيور ؟...حملوني بسرعة الريح ، على شاحنة عسكريـــة...
ســـألت المترجم الذي كان يجلس بقربي : - إلى أين سيذهبون بنا ؟ ، فقال : - أبو غريب ..!!
في البداية كنت أعتقد أن أبو غريب اسم لولي من أولياء الصالحين ..فقمت أنادي " مدد يا سيدي أبو غريب مدد " ،،،وصلنـــا إلى زاوية الشيخ "أبو غريب" ...استغربت كيف يحيطون هذا المبنى المبارك بكل هذه الأسلاك الشائكـــة...، دخلنا من بوابة يحيط بها سواد كثيف ..وسرعان ما سمعت صوت الصراخ من الداخل ..فقمت أصرخ وألبي " لبيك يا أبا غريب لبيك"
ولأني كنت ألبس الشورت فقط نسيت الدراهم في جيب السروال ...
دخـــل بي الجنود إلى غرفة ضيقة ..حمراء...درجة حرارتها 50 درجة ...وطلبوا مني البقاء في قاعة الانتظار ...لم أكن أعتقد أنها قاعة انتظار لجهنم ، وإنما حسبتها حماما معدنيا لعلاج الرومتيزم ...
وبعد ساعة من الانتظار ، دخل ضابط ..وقال لي بالعربية " لماذا أتيت من الجزائر؟" ..فأجبت بسرعة :"من أجل السياحـــة " ،،، فقالي لي :" السياحـــة أم المقاومـــة ؟" ، أرعبني سؤاله المباشر فأجبت بهدوء وترو : " مقاومة ماذا يا سيدي ، جئت لأشم رائحة الحرية في بغداد ، وأعود إلى أبناء بلدي لأحكي لهم عن الديمقراطية الحقـيقيـة " ...وفجأة قاطعني وهو يصرخ " هل لك علاقة بتنظيم القاعدة ؟" ...ولأني كنت أجهل الأخبار ..أجبته" قاعدة ماذا سيدي ؟ ..القاعدة الوحيدة التي أعرفها أن كان وأخواتها تبقي المبتدأ مرفوعا ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها "..لم يتقبل الضابط إجابتي فصرخ مرة أخرى : - هل لك علاقة بالزرقاوي ؟...فأجبت "لا أستاذي لم يكن اسمه الزرقاوي ، كان الشيخ حسن .." ، انبهر الرجل وقال مندهشا وقد جحظت عيناه : " تريد أن تقول أن شيخ القاعدة عندكم ، اسمه الشيخ حسن ؟"...
خرج الضابط بعد أن أمرني أن أقف بقدم واحدة.. وقفت رافعا قدمي معتقدا أنها طريقة صوفية في زيارة الشيخ أبي غريب...وقفت ساعة كاملة على هذا الحال وأنا أقول "مدد يا شيخ مدد"..لتدخل بعدها ضابطة شقراء أمريكية ، عندما سمعتها تتكلم باللغة العربية قلت في قرارة نفسي : "لماذا يحاربون اللغة العربية عندنا ، مع أن أمريكا تعلمها لجنودها ؟"...
..ضابطة حسناء ...شعرها ذهبي يلمع ...وعيونها زرقاء كأنها السماء ...تذكرت حينها زوجة صديقي "إبراهيم " ..فهو كان يقول لي "زوجوني ابن عمي وقالوا لي هذه ابنة عمك ..!!!"...
سألتني الضابطة الحسناء :- لماذا جئت إلى هنا ؟
فأجبتها : - لزيارة الشيخ "أبي غريب" قدس الله سره ...
وبلهجـــة المستغربة قالت : هل أنت مجنون ؟... أنت في السجن ..أنت في المعتقل...
وبحسن نية ، سببها الثقة في الديمقراطية الأمريكية ..قلت لها : طيب !!أين هو العم الحاج أبي غريب ، أريد أن أراه ، وأسلم عليه .
صرخت الضابطة : - أنت إرهابي خطيـــر ، جئت من الجزائر لزعزعة الأمن العراقي .. أنت من أتباع الشيخ حسن ..أين هو ؟ ...فأجبتها : "في ثانوية الشيخ بوعمامة بعين وسارة .."
فانبهرت وبدت على وجهها علائم الدهشـــة "الشيخ بوعمامة أيضا ...إذن أنتم تنظيم خطير.."
فقلت لها : " الشيخ بوعمامة كان في المقاومة في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي .."، وما أن سمعت كلمة مقاومة ..حتى انقلب حسنها وجمالها إلى قبح وبشاعة ما رأيت لها مثيلا...
دنت مني قليلا وقالت : - هل سبق لك وأن جربت شعور إنسان عريان ؟
فأجبت : - نعـــم... في الحمـــام ...
فقالت : - ما رأيك أن تجربه الآن ؟....ولكن هنا و ليس في الحمام ...
شعـــرت بالإحراج ، والعرق يتصبب من جبيني خجلا وخوفا ...لم أتصور في حياتي أن أوضع في مثل هذا الموقف أبدا ...ولكنها كانت ملحـــة أن أقلع الشورت ...وكنت أمسكه بيدي وأقول لها باستعطاف " أرجوك..كل شيئ إلا الشورت!!"..وكانت تقول لي " انزع الشورت بهدوء وإلا أحضرت من ينزعه لك بالقوة .."
وأمــــام محاولـــة الاغتصاب هذه ..كنت أرفض بشدة ...
فصرخت "جاك ، كوجاك ، بيرجاك " تعالوا عروه ، واحلقوا له شعره كله ، ...
تقدم الثلاثــــة نحوي ...وأنا أرجوهم " عيب ...عيب ..لا..أرجوكم عيب ، سأبلغ السفير ، سأبلغ جامعة الدول العربية ، سأبلغ مجلس الأمن .." لم تنفع توسلاتي ..وقبل أن تحدث الكارثة ، أيقضتني والدتي ...
فتحت عيوني ..لأجد نفسي في غرفتي بالبيت ، وأمامي وجه أمي وهي تقول "بسم الله الرحمن الرحيم ..كل هذا لأنك ثقلت الأكل..."
شربت كوب ماء ..نفثت عن شمالي ثلاث مرات ، نمت على شقي الأيمن ، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ومن" بوش وكونداليزا رايس ودونالد رامسفلد "...وحمدت الله على ديمقراطية بلادي التي لم تنزع ثيابي عني. و "مدد يا أبا غريب مدد !!"[/align]
[align=center]بقلم: مصطفى بونيف[/align]
[align=justify]فكـــرت في مرة من المــرات أن أزور العراق الشقيق..وخصوصا أني سمعت أن بوش قد زرع الديمقراطية هناك زرعا ، لدرجة أنه يمكنك أن تنظر إلى أشجارها من زجاج النافذة..وسمعت أن الشعب هناك يأكل ديمقراطية ، ويشرب ديمقراطية ، حتى أنه عندما يدخل إلى المرحاض يصرف ديمقراطية وبلا رائحــة !!! ، وسمعت أن الناس هناك يتفاءلون بصورة "كونداليزا رايس "
ويعلقونها في كل مكان ...ويعتبرون يوم الغزو عيدا قوميا للحرية والعدالة ، وأن الحكومة التي أقامها "رامسفلد " هناك ، لا يوجد لها مثيل في العالم العربي ، من حيث صرامتها في الحفاظ على كرامة العراقيين وصون حرياتهم ..وأن بغداد من شدة أمنها ، أصبحت قبلة للسياحة والاستجمام...فحزمت حقائبي ، وحجزت مقعدا في الطائرة المتوجهة إلى عاصمة الرشيد...
وبعد ساعات من التحليق ..أعلنت مضيفة الطيران وصولنا إلى أجواء بغداد...استجمعت أنفاسي ، ورميت بصري إلى زجاج النافذة...فشاهدت دخـــانا كثيفا..قالت المضيفة " لا تقلقوا هنا يجري تصوير فلم حربي ، يوثق معركة تحرير بغداد.." ابتسمت في براءة وقلت "الحمد لله"...
حطت الطائرة في أرضية المطار..ووجدت في استقبالنا جنود المارينز...ولأني لا أتقن الأنجليزية لم أفهم ما الذي طلبوه مني عند نقطة تفتيش..وعرفت من خلال مترجم أنهم يطلبون مني نزع ثيابي ..قلت في قرارة نفسي "الجو حار جدا " ، ثم خلعت قميصي ، وسروالي ، ووقفت بالشورت ..بنفس راضيـــة ..!!!
وفجــأة سمعت صوت انفجار مهول..فأخبرني المترجم أنها مجرد طلقات ابتهاج بحضوري إليهم ، ففرحت كثيرا لحرارة الاستقبال ...وسرعان ما صرخ جندي أمريكي يشبه الخروف " جزائري ..جزائري ، أوقفوه ".فقلت مبتسما وبطيب نية : - ما بك يا رجل هل رأيت أعراض أنفلونزا الطيور ؟...حملوني بسرعة الريح ، على شاحنة عسكريـــة...
ســـألت المترجم الذي كان يجلس بقربي : - إلى أين سيذهبون بنا ؟ ، فقال : - أبو غريب ..!!
في البداية كنت أعتقد أن أبو غريب اسم لولي من أولياء الصالحين ..فقمت أنادي " مدد يا سيدي أبو غريب مدد " ،،،وصلنـــا إلى زاوية الشيخ "أبو غريب" ...استغربت كيف يحيطون هذا المبنى المبارك بكل هذه الأسلاك الشائكـــة...، دخلنا من بوابة يحيط بها سواد كثيف ..وسرعان ما سمعت صوت الصراخ من الداخل ..فقمت أصرخ وألبي " لبيك يا أبا غريب لبيك"
ولأني كنت ألبس الشورت فقط نسيت الدراهم في جيب السروال ...
دخـــل بي الجنود إلى غرفة ضيقة ..حمراء...درجة حرارتها 50 درجة ...وطلبوا مني البقاء في قاعة الانتظار ...لم أكن أعتقد أنها قاعة انتظار لجهنم ، وإنما حسبتها حماما معدنيا لعلاج الرومتيزم ...
وبعد ساعة من الانتظار ، دخل ضابط ..وقال لي بالعربية " لماذا أتيت من الجزائر؟" ..فأجبت بسرعة :"من أجل السياحـــة " ،،، فقالي لي :" السياحـــة أم المقاومـــة ؟" ، أرعبني سؤاله المباشر فأجبت بهدوء وترو : " مقاومة ماذا يا سيدي ، جئت لأشم رائحة الحرية في بغداد ، وأعود إلى أبناء بلدي لأحكي لهم عن الديمقراطية الحقـيقيـة " ...وفجأة قاطعني وهو يصرخ " هل لك علاقة بتنظيم القاعدة ؟" ...ولأني كنت أجهل الأخبار ..أجبته" قاعدة ماذا سيدي ؟ ..القاعدة الوحيدة التي أعرفها أن كان وأخواتها تبقي المبتدأ مرفوعا ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها "..لم يتقبل الضابط إجابتي فصرخ مرة أخرى : - هل لك علاقة بالزرقاوي ؟...فأجبت "لا أستاذي لم يكن اسمه الزرقاوي ، كان الشيخ حسن .." ، انبهر الرجل وقال مندهشا وقد جحظت عيناه : " تريد أن تقول أن شيخ القاعدة عندكم ، اسمه الشيخ حسن ؟"...
خرج الضابط بعد أن أمرني أن أقف بقدم واحدة.. وقفت رافعا قدمي معتقدا أنها طريقة صوفية في زيارة الشيخ أبي غريب...وقفت ساعة كاملة على هذا الحال وأنا أقول "مدد يا شيخ مدد"..لتدخل بعدها ضابطة شقراء أمريكية ، عندما سمعتها تتكلم باللغة العربية قلت في قرارة نفسي : "لماذا يحاربون اللغة العربية عندنا ، مع أن أمريكا تعلمها لجنودها ؟"...
..ضابطة حسناء ...شعرها ذهبي يلمع ...وعيونها زرقاء كأنها السماء ...تذكرت حينها زوجة صديقي "إبراهيم " ..فهو كان يقول لي "زوجوني ابن عمي وقالوا لي هذه ابنة عمك ..!!!"...
سألتني الضابطة الحسناء :- لماذا جئت إلى هنا ؟
فأجبتها : - لزيارة الشيخ "أبي غريب" قدس الله سره ...
وبلهجـــة المستغربة قالت : هل أنت مجنون ؟... أنت في السجن ..أنت في المعتقل...
وبحسن نية ، سببها الثقة في الديمقراطية الأمريكية ..قلت لها : طيب !!أين هو العم الحاج أبي غريب ، أريد أن أراه ، وأسلم عليه .
صرخت الضابطة : - أنت إرهابي خطيـــر ، جئت من الجزائر لزعزعة الأمن العراقي .. أنت من أتباع الشيخ حسن ..أين هو ؟ ...فأجبتها : "في ثانوية الشيخ بوعمامة بعين وسارة .."
فانبهرت وبدت على وجهها علائم الدهشـــة "الشيخ بوعمامة أيضا ...إذن أنتم تنظيم خطير.."
فقلت لها : " الشيخ بوعمامة كان في المقاومة في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي .."، وما أن سمعت كلمة مقاومة ..حتى انقلب حسنها وجمالها إلى قبح وبشاعة ما رأيت لها مثيلا...
دنت مني قليلا وقالت : - هل سبق لك وأن جربت شعور إنسان عريان ؟
فأجبت : - نعـــم... في الحمـــام ...
فقالت : - ما رأيك أن تجربه الآن ؟....ولكن هنا و ليس في الحمام ...
شعـــرت بالإحراج ، والعرق يتصبب من جبيني خجلا وخوفا ...لم أتصور في حياتي أن أوضع في مثل هذا الموقف أبدا ...ولكنها كانت ملحـــة أن أقلع الشورت ...وكنت أمسكه بيدي وأقول لها باستعطاف " أرجوك..كل شيئ إلا الشورت!!"..وكانت تقول لي " انزع الشورت بهدوء وإلا أحضرت من ينزعه لك بالقوة .."
وأمــــام محاولـــة الاغتصاب هذه ..كنت أرفض بشدة ...
فصرخت "جاك ، كوجاك ، بيرجاك " تعالوا عروه ، واحلقوا له شعره كله ، ...
تقدم الثلاثــــة نحوي ...وأنا أرجوهم " عيب ...عيب ..لا..أرجوكم عيب ، سأبلغ السفير ، سأبلغ جامعة الدول العربية ، سأبلغ مجلس الأمن .." لم تنفع توسلاتي ..وقبل أن تحدث الكارثة ، أيقضتني والدتي ...
فتحت عيوني ..لأجد نفسي في غرفتي بالبيت ، وأمامي وجه أمي وهي تقول "بسم الله الرحمن الرحيم ..كل هذا لأنك ثقلت الأكل..."
شربت كوب ماء ..نفثت عن شمالي ثلاث مرات ، نمت على شقي الأيمن ، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ومن" بوش وكونداليزا رايس ودونالد رامسفلد "...وحمدت الله على ديمقراطية بلادي التي لم تنزع ثيابي عني. و "مدد يا أبا غريب مدد !!"[/align]
تعليق