ثلّاجة الموتى😔

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فادي شعار
    نقطة ساخرة
    • 04-04-2009
    • 254

    ثلّاجة الموتى😔


    (ثلّاجة الموتى)
    ➖➖➖➖➖➖

    في ثلّاجة الموتى تحت الصفر بعشرين شهر كنتُ الجثّة، وكنتِ على وتر القهر تعزفين بعد منتصف الليل معزوفة "زومبي"، وكلانا جاحظ العينين بين الجثث، وخلفنا خفافيش تثير الرماد فينكشف الجمر..
    وحين ألملم تهوّري المبعثر، وتقلّب مزاجي المكسّر، وتقلّبي بين الممات والحياة على فوّهات الناي الحزين، أطلب منك أمنيَّتي الأخيرة ألّا تلومي ازدواجيّة مواقفي، ففي صفحات الهوى رعديد، وفي ساحات النزال صنديد كالــ "دون كيشوت".
    وأن لا تلومي برجي الجوزاء الذي يكبِّل أنفاسي بزوبعة الحياة، ويعصرني بإعصار المصير، فيلتفّ كثعبان حول أضلعي، فأنهار شلّالات وأنهاراً من الكآبة، أنا جمرة ملتهبة وقطع مثلّجة حبيسة في كأس الأوغاد..
    أنا تعبٌ حين أراك سنبلة خاوية من الحَبِّ والحُبّ، لكأنّك مباركة بالابتلاءات.
    أنا تعبٌ حين يبدأ قلبي يدندن بترانيم القحط، وحين يبدأ قلمي يخطّ عجاف الكلمات، وتتساقط حروفي جفافاً في احتضاري، ويُردم تراب العويل على قصيدتي الجدباء القاحلة...
    فهل الشمس غابت واختفى النجم وغارت الينابيع؟! وتطايرت أوراق الرزنامة؟ واضمحلّ تقويم العزّ؟ وهل ضاع تاريخُ طفلٍ عاشقٍ دوَّن اسمكِ في كرّاسةٍ لحظة هجوم الأنجاس على المدينة!؟
    لم يبق في المدينة بعد الاجتياح إلّا الفاسدون فقد أحرقوا تلك الكرّاسة!!
    ولم يعد غصن الزيتون ينبض بالزيت، ولم تعد تفرش موائد الرحمن بالمودّة، فالكلّ بات يصارع الغلاء، فــ كرة الثلج تكبر، وكرة الحقد تكبر، كرة الاستغلال تزداد، كرة الاستبداد تنبض واللقمة ممزوجة بالدماء...
    والقهوة ممسوخةٌ، طحلٌ بلا هال...
    لم أعد أستيقظ على "والضحى والليل إذا سجى"...
    بات الفجر صاخباً وأصبحتْ أوصالي متعبة ...
    متعبٌ يا سيّدة القمح، يا زهرة الليمونة، ويا غصن الياسمين، يا بلاد التين والزيتون، هل بات الإسراء فيك ألماً وتعباً؟؟؟
    تُرى متى سيكون المعراج؟!!! ولملمة الجراح؟ ومتى يفوح التفّاح؟!
    أم سأظلّ وإيّاكِ نُنْحَرُ مرّات ومرّات ونُزجّ جثثاً في ثلّاجة الموتى تحت الصفر بعشرين شهر، ثمّ ننادي أيّان يبعث الزهر...
    فادي شعار
    sigpic
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    أديبنا الجميل فادي شعار
    مرحبا بعودتك الميمونة .. قرأت سريعا ولي عودة ان شاء الله لقراءة أخرى متأنية
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • mmogy
      كاتب
      • 16-05-2007
      • 11282

      #3
      حالة من اليأس والإحباط والتعب تجاه الواقع القاسي والمأساوي الذي يعيشه الأديب .. وصورة مظلمة ومريرة للواقع ، حيث مشاهد الدمار والهلاك والفشل في إيجاد الأمل والسعادة.

      لقد برع الكاتب في استخدامً مكثف للصور البصرية والمتشابكة ، ما يجعلنا نعيش الصورة العامة للواقع المظلم وما يعزز ذلك اننا جميعا نعيش هذه الأجواء المظلمة
      مشاهد الوحدة واليأس والتعب تجعلنا نشعر بالحزن والاكتئاب.

      مصطلح "ثلّاجة الموتى" و"زومبي"، يُظهر مدى الفجور والفوضى التي يعيشها العالم اليوم ، ويوحي بفقدان الحياة والأمل .
      الصور الباردة والمظلمة تعكس حالة الانعزال والفقدان التي يشعر بها الإنسان اليوم .

      لكن متى ستأتي نهاية الألم والمعاناة ، ومتى ستزدهر الزهور من جديد ..
      و في النهاية ، يبحث عنه الكاتب ... عن الأمل والخلاص ،
      وهذا التعبير عن الألم والأمل يمثل محاولة للبحث عن الحلول والنهاية الإيجابية في وسط الظروف الصعبة .
      شكرا لأديبنا الجميل فادي شعار
      متمنيا من الله أن يكشف عنه وعنا جميعا الغمة والهم والحزن وأن يرفع عنه البلاء ويبحث في نفوسنا المل إلى غد أفضل
      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

      تعليق

      • فادي شعار
        نقطة ساخرة
        • 04-04-2009
        • 254

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة mmogy مشاهدة المشاركة
        حالة من اليأس والإحباط والتعب تجاه الواقع القاسي والمأساوي الذي يعيشه الأديب .. وصورة مظلمة ومريرة للواقع ، حيث مشاهد الدمار والهلاك والفشل في إيجاد الأمل والسعادة.

        لقد برع الكاتب في استخدامً مكثف للصور البصرية والمتشابكة ، ما يجعلنا نعيش الصورة العامة للواقع المظلم وما يعزز ذلك اننا جميعا نعيش هذه الأجواء المظلمة
        مشاهد الوحدة واليأس والتعب تجعلنا نشعر بالحزن والاكتئاب.

        مصطلح "ثلّاجة الموتى" و"زومبي"، يُظهر مدى الفجور والفوضى التي يعيشها العالم اليوم ، ويوحي بفقدان الحياة والأمل .
        الصور الباردة والمظلمة تعكس حالة الانعزال والفقدان التي يشعر بها الإنسان اليوم .

        لكن متى ستأتي نهاية الألم والمعاناة ، ومتى ستزدهر الزهور من جديد ..
        و في النهاية ، يبحث عنه الكاتب ... عن الأمل والخلاص ،
        وهذا التعبير عن الألم والأمل يمثل محاولة للبحث عن الحلول والنهاية الإيجابية في وسط الظروف الصعبة .
        شكرا لأديبنا الجميل فادي شعار
        متمنيا من الله أن يكشف عنه وعنا جميعا الغمة والهم والحزن وأن يرفع عنه البلاء ويبحث في نفوسنا المل إلى غد أفضل
        أشكر إطلالتك أستاذنا الفاضل محمد الموجي على النص المتواضع، و تحليلك الدقيق قد جعل فيه إشراقة ببهاء حضورك ...
        أسعد الله أوقاتكم بكل خير....
        الله يعطيك العافية يا رب...❤🌷
        sigpic

        تعليق

        • عايده بدر
          أديب وكاتب
          • 29-05-2009
          • 700

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فادي شعار مشاهدة المشاركة

          (ثلّاجة الموتى)
          ➖➖➖➖➖➖


          في ثلّاجة الموتى تحت الصفر بعشرين شهر كنتُ الجثّة، وكنتِ على وتر القهر تعزفين بعد منتصف الليل معزوفة "زومبي"، وكلانا جاحظ العينين بين الجثث، وخلفنا خفافيش تثير الرماد فينكشف الجمر..
          وحين ألملم تهوّري المبعثر، وتقلّب مزاجي المكسّر، وتقلّبي بين الممات والحياة على فوّهات الناي الحزين، أطلب منك أمنيَّتي الأخيرة ألّا تلومي ازدواجيّة مواقفي، ففي صفحات الهوى رعديد، وفي ساحات النزال صنديد كالــ "دون كيشوت".
          وأن لا تلومي برجي الجوزاء الذي يكبِّل أنفاسي بزوبعة الحياة، ويعصرني بإعصار المصير، فيلتفّ كثعبان حول أضلعي، فأنهار شلّالات وأنهاراً من الكآبة، أنا جمرة ملتهبة وقطع مثلّجة حبيسة في كأس الأوغاد..
          أنا تعبٌ حين أراك سنبلة خاوية من الحَبِّ والحُبّ، لكأنّك مباركة بالابتلاءات.
          أنا تعبٌ حين يبدأ قلبي يدندن بترانيم القحط، وحين يبدأ قلمي يخطّ عجاف الكلمات، وتتساقط حروفي جفافاً في احتضاري، ويُردم تراب العويل على قصيدتي الجدباء القاحلة...
          فهل الشمس غابت واختفى النجم وغارت الينابيع؟! وتطايرت أوراق الرزنامة؟ واضمحلّ تقويم العزّ؟ وهل ضاع تاريخُ طفلٍ عاشقٍ دوَّن اسمكِ في كرّاسةٍ لحظة هجوم الأنجاس على المدينة!؟
          لم يبق في المدينة بعد الاجتياح إلّا الفاسدون فقد أحرقوا تلك الكرّاسة!!
          ولم يعد غصن الزيتون ينبض بالزيت، ولم تعد تفرش موائد الرحمن بالمودّة، فالكلّ بات يصارع الغلاء، فــ كرة الثلج تكبر، وكرة الحقد تكبر، كرة الاستغلال تزداد، كرة الاستبداد تنبض واللقمة ممزوجة بالدماء...
          والقهوة ممسوخةٌ، طحلٌ بلا هال...
          لم أعد أستيقظ على "والضحى والليل إذا سجى"...
          بات الفجر صاخباً وأصبحتْ أوصالي متعبة ...
          متعبٌ يا سيّدة القمح، يا زهرة الليمونة، ويا غصن الياسمين، يا بلاد التين والزيتون، هل بات الإسراء فيك ألماً وتعباً؟؟؟
          تُرى متى سيكون المعراج؟!!! ولملمة الجراح؟ ومتى يفوح التفّاح؟!
          أم سأظلّ وإيّاكِ نُنْحَرُ مرّات ومرّات ونُزجّ جثثاً في ثلّاجة الموتى تحت الصفر بعشرين شهر، ثمّ ننادي أيّان يبعث الزهر...
          فادي شعار
          وكم تمتلئ ثلاجة الموتى بالأرواح الزاهدة في حياة لا تعرف معالم الحياة
          و بالأمنبيات حبيسة الأرواح دون جدوى التحقق
          معزوفة رائعة هنا بالحرف القيم
          يعرف كيف يعيد خطوط التماس بين القارئ وبين الكثير من الصور التي يراها تتحرك أمامه
          لم نخرج جميعنا من ثلاجة الحياة وما أشبيهها بثلاجة الموتى
          مبدعنا الراقي ا.فادي
          تقبل تقديري واحترامي
          عايده


          مدوناتي: صــ ــمــ ــت .... فراااغ
          http://aydy0badr.blogspot.com/

          تعليق

          يعمل...
          X