-لم تتمّي الواحد والعشرين من عمرك وأصبت بنوبة قلبية؟؟!!
- وهل للمرض سنّ قانوني؟
- بدأتِ بالتحسّن ..يومين بالكثير وتخرجين من المستشفى..لكن أخبريني ما الذي أودى بك إلى هذا الحال؟وأصابك بهذه الصدمة؟
-لأنني أردت التفلّت من قيود غرفتي الصغيرة..من ألعاب الطفولة..من قفص أبي..أردت أن أكبر..
- لم أفهم..
ولا أنا..حسابات الحريّة معقّدة..والخيال لا تجمعه مع الواقع أيّ عمليّة حسابية
-إجتاحني الفضول ..اسمحي لي أن أخلع ردائي الأبيض..وسمّعات الطبيب لأسمع قصّتك..
-هربت من إقامتي الجبرية في سجن الأمان..من مدينتي الصغيرة إلى الغاب.. لم أكن أعرف أن التمدّن هو قناع لإنسان بدائي متوحش..
كنت أظنّ أن ما كان يحدثني أبي به هو قصّة لفيلم رعب حضره في الظلام..
وأن البراءة التي تولد مع الأطفال تكبر معهم..
ليتني ما غادرت غرفتي الصغيرة... ولا قصص الكارتون....
...مشيت في الشوارع المضاءة..ظننت أن النور يقود إلى النور، وإذا بي أصل إلى الظلام الكامن في قلب النور.
شاب غريب يبتسم لي ، وآخر يغمز بعينيّ الذئب.
أكملت طريقي وأنا متجاهلة كل شيء ، مصدّقة الإعلانات المروّجة للحضارة التي لطالما كانت قضية التلفاز وشغله الشاغل.
بدأ الليل يتسرّب لحظة بعد لحظة ، وبدأت الضباع تخرح من المغارة ..
تسارعت نبضاتي . حجب الخوف مساحات قلبي كلّها.
تجاوزت تلك الفتاة التي نسيت نصف ملابسها في المنزل ، والأغاني الصاخبة المزعجة.
أما الرجل الذي كان يترّنح - خارجا من إحدى الحانات ، والليل بالكاد بدأ- هو ما جعلني أسلك أوّل دهليز أراه هربا منه.
"أيّ جنون أتى بي إلى هنا ؟!أعيدوني إلى غرفتي الصغيرة..أريد أبي.."
لم أسمع أنا نفسي صراخي من صخب نبضات قلبي المتخبّطة ، وكأنها تهرب من طوفان ما ،
فجأة سمعت صوتا ما ، شاب أنيق سمع بكائي.
سألني السبب . أخبرته أنّني تائهة.. عرض علي أن يوصلني..شيء ما في داخلي رفض..قلت بلطف "شكراً" ، ثم طلبت منه ، أجري اتصال هاتفي لدقائق. فابتسم ..ابتسامة ماكرة ، وإذا بسيارة تقترب ، نزل منها شابّان ، ألقا التحيّة عليه ، ثمّ نظرا إليّ بطريقة غريبة .فرحوا وكأنهم عثروا على وجبة العشاء.
أصابني الذعر. لم أعد أقوى على الوقوف . بصوت ساخر طلبوا مني الركوب في السيارة . رفضت ، حاولت الهرب.إذا بأحدهم يشدّني من ذراعي ، وفي يده الاخرى شيء يلمع ، ليس ذهبا ، بل سكينا . كلّ ما أذكره بعدها أنه تراءى لي صوت أبي ، وطيف لرجل شرطة.
- وهل للمرض سنّ قانوني؟
- بدأتِ بالتحسّن ..يومين بالكثير وتخرجين من المستشفى..لكن أخبريني ما الذي أودى بك إلى هذا الحال؟وأصابك بهذه الصدمة؟
-لأنني أردت التفلّت من قيود غرفتي الصغيرة..من ألعاب الطفولة..من قفص أبي..أردت أن أكبر..
- لم أفهم..
ولا أنا..حسابات الحريّة معقّدة..والخيال لا تجمعه مع الواقع أيّ عمليّة حسابية
-إجتاحني الفضول ..اسمحي لي أن أخلع ردائي الأبيض..وسمّعات الطبيب لأسمع قصّتك..
-هربت من إقامتي الجبرية في سجن الأمان..من مدينتي الصغيرة إلى الغاب.. لم أكن أعرف أن التمدّن هو قناع لإنسان بدائي متوحش..
كنت أظنّ أن ما كان يحدثني أبي به هو قصّة لفيلم رعب حضره في الظلام..
وأن البراءة التي تولد مع الأطفال تكبر معهم..
ليتني ما غادرت غرفتي الصغيرة... ولا قصص الكارتون....
...مشيت في الشوارع المضاءة..ظننت أن النور يقود إلى النور، وإذا بي أصل إلى الظلام الكامن في قلب النور.
شاب غريب يبتسم لي ، وآخر يغمز بعينيّ الذئب.
أكملت طريقي وأنا متجاهلة كل شيء ، مصدّقة الإعلانات المروّجة للحضارة التي لطالما كانت قضية التلفاز وشغله الشاغل.
بدأ الليل يتسرّب لحظة بعد لحظة ، وبدأت الضباع تخرح من المغارة ..
تسارعت نبضاتي . حجب الخوف مساحات قلبي كلّها.
تجاوزت تلك الفتاة التي نسيت نصف ملابسها في المنزل ، والأغاني الصاخبة المزعجة.
أما الرجل الذي كان يترّنح - خارجا من إحدى الحانات ، والليل بالكاد بدأ- هو ما جعلني أسلك أوّل دهليز أراه هربا منه.
"أيّ جنون أتى بي إلى هنا ؟!أعيدوني إلى غرفتي الصغيرة..أريد أبي.."
لم أسمع أنا نفسي صراخي من صخب نبضات قلبي المتخبّطة ، وكأنها تهرب من طوفان ما ،
فجأة سمعت صوتا ما ، شاب أنيق سمع بكائي.
سألني السبب . أخبرته أنّني تائهة.. عرض علي أن يوصلني..شيء ما في داخلي رفض..قلت بلطف "شكراً" ، ثم طلبت منه ، أجري اتصال هاتفي لدقائق. فابتسم ..ابتسامة ماكرة ، وإذا بسيارة تقترب ، نزل منها شابّان ، ألقا التحيّة عليه ، ثمّ نظرا إليّ بطريقة غريبة .فرحوا وكأنهم عثروا على وجبة العشاء.
أصابني الذعر. لم أعد أقوى على الوقوف . بصوت ساخر طلبوا مني الركوب في السيارة . رفضت ، حاولت الهرب.إذا بأحدهم يشدّني من ذراعي ، وفي يده الاخرى شيء يلمع ، ليس ذهبا ، بل سكينا . كلّ ما أذكره بعدها أنه تراءى لي صوت أبي ، وطيف لرجل شرطة.
- أنقذوك في الوقت المناسب .
- الحمد لله..خاصة أن والدي سامحني على ما فعلت
- لقد كان خائفا عليك جدا.
أعرف..طوال عمره كان كذلك ، لكني فهمت خوفه على أنه أسر ، ليتني ما تركت حجرتي الصغيرة ، لم أعد أريد أن أكبر ، ما أدفأ حضنك يا أبي! ما أوسع جناحك!
- الحمد لله..خاصة أن والدي سامحني على ما فعلت
- لقد كان خائفا عليك جدا.
أعرف..طوال عمره كان كذلك ، لكني فهمت خوفه على أنه أسر ، ليتني ما تركت حجرتي الصغيرة ، لم أعد أريد أن أكبر ، ما أدفأ حضنك يا أبي! ما أوسع جناحك!
24/4/2010
تعليق