أعيدوني إلى غرفتي الصغيرة..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    أعيدوني إلى غرفتي الصغيرة..

    -لم تتمّي الواحد والعشرين من عمرك وأصبت بنوبة قلبية؟؟!!


    - وهل للمرض سنّ قانوني؟


    - بدأتِ بالتحسّن ..يومين بالكثير وتخرجين من المستشفى..لكن أخبريني ما الذي أودى بك إلى هذا الحال؟وأصابك بهذه الصدمة؟


    -لأنني أردت التفلّت من قيود غرفتي الصغيرة..من ألعاب الطفولة..من قفص أبي..أردت أن أكبر..


    - لم أفهم..


    ولا أنا..حسابات الحريّة معقّدة..والخيال لا تجمعه مع الواقع أيّ عمليّة حسابية


    -إجتاحني الفضول ..اسمحي لي أن أخلع ردائي الأبيض..وسمّعات الطبيب لأسمع قصّتك..


    -هربت من إقامتي الجبرية في سجن الأمان..من مدينتي الصغيرة إلى الغاب.. لم أكن أعرف أن التمدّن هو قناع لإنسان بدائي متوحش..


    كنت أظنّ أن ما كان يحدثني أبي به هو قصّة لفيلم رعب حضره في الظلام..


    وأن البراءة التي تولد مع الأطفال تكبر معهم..


    ليتني ما غادرت غرفتي الصغيرة... ولا قصص الكارتون....


    ...مشيت في الشوارع المضاءة..ظننت أن النور يقود إلى النور، وإذا بي أصل إلى الظلام الكامن في قلب النور.


    شاب غريب يبتسم لي ، وآخر يغمز بعينيّ الذئب.


    أكملت طريقي وأنا متجاهلة كل شيء ، مصدّقة الإعلانات المروّجة للحضارة التي لطالما كانت قضية التلفاز وشغله الشاغل.


    بدأ الليل يتسرّب لحظة بعد لحظة ، وبدأت الضباع تخرح من المغارة ..


    تسارعت نبضاتي . حجب الخوف مساحات قلبي كلّها.


    تجاوزت تلك الفتاة التي نسيت نصف ملابسها في المنزل ، والأغاني الصاخبة المزعجة.


    أما الرجل الذي كان يترّنح - خارجا من إحدى الحانات ، والليل بالكاد بدأ- هو ما جعلني أسلك أوّل دهليز أراه هربا منه.


    "أيّ جنون أتى بي إلى هنا ؟!أعيدوني إلى غرفتي الصغيرة..أريد أبي.."


    لم أسمع أنا نفسي صراخي من صخب نبضات قلبي المتخبّطة ، وكأنها تهرب من طوفان ما ،


    فجأة سمعت صوتا ما ، شاب أنيق سمع بكائي.


    سألني السبب . أخبرته أنّني تائهة.. عرض علي أن يوصلني..شيء ما في داخلي رفض..قلت بلطف "شكراً" ، ثم طلبت منه ، أجري اتصال هاتفي لدقائق. فابتسم ..ابتسامة ماكرة ، وإذا بسيارة تقترب ، نزل منها شابّان ، ألقا التحيّة عليه ، ثمّ نظرا إليّ بطريقة غريبة .فرحوا وكأنهم عثروا على وجبة العشاء.


    أصابني الذعر. لم أعد أقوى على الوقوف . بصوت ساخر طلبوا مني الركوب في السيارة . رفضت ، حاولت الهرب.إذا بأحدهم يشدّني من ذراعي ، وفي يده الاخرى شيء يلمع ، ليس ذهبا ، بل سكينا . كلّ ما أذكره بعدها أنه تراءى لي صوت أبي ، وطيف لرجل شرطة.



    - أنقذوك في الوقت المناسب .


    - الحمد لله..خاصة أن والدي سامحني على ما فعلت


    - لقد كان خائفا عليك جدا.


    أعرف..طوال عمره كان كذلك ، لكني فهمت خوفه على أنه أسر ، ليتني ما تركت حجرتي الصغيرة ، لم أعد أريد أن أكبر ، ما أدفأ حضنك يا أبي! ما أوسع جناحك!



    24/4/2010
    في انتظار ..هدية من السماء!!
  • سعاد عثمان علي
    نائب ملتقى التاريخ
    أديبة
    • 11-06-2009
    • 3756

    #2
    ايتها البراءة الجميلة
    عودي لحضن ابيك
    إنه الدفيء,,والغذاء الروحي...والماء العذب
    محاولة جميلة يااختاه...لكنك بحاجة للتاني والكتابة اكثر
    قصة مكتوبة بالأسلوب المباشر..بينما نحتاج في القصة لشيء من التشويق
    والغرابة والحبكة ..ومن ثم الإنفراج
    مع اطيب أمنياتي القلبية
    سعادة
    ثلاث يعز الصبر عند حلولها
    ويذهل عنها عقل كل لبيب
    خروج إضطرارمن بلاد يحبها
    وفرقة اخوان وفقد حبيب

    زهيربن أبي سلمى​

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      لن أعيدك أنستى ، بل أقول لك تمسكى بحريتك بالقدر الذى يمنعك أن تكونى
      فريسة لأى من كان ، و أنت قادرة بما زرعه أبوك فيك من قيم ، ومثل .. قادرة
      على اختيار الطريق !!

      معبرة وواضحة المعنى .. و إن كانت دعوة للخوف ، و طلب العودة إلى زمن البراءة .. ليس هناك براءة محلقة ، بل هى الأرض بكل ما تعنى ، ومنذ أول جريمة على الأرض ، كانت أيضا امرأة ، و كان الصراع بين الأخوين !!

      كانت أفضل بسمة العزيزة ، و سوف تكون القادمة أيضا أفضل و أفضل
      هيا .. و لن أنسى أن أقول .. القراءة بسمة .. القراءة هى مفتاح الإبداع !!

      تقديرى و احترامى
      sigpic

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        بسمة الرائعة ذات المشاعر الرهيفة جميلة معاني الحنين إلى الطفولة .. والذكريات التي اعتادها الإنسان على مدى مشوار العمر ..
        ذكرتني قصتك بقصتين لي : "اليوم سنأكل توتا" و قصة "على المصاطب" .. أدعوك لزيارتهما .. نفس الحنين أيضا لكن من منظور آخر ..
        الغالية بسمة : فقط أريد أن أركز على ما قاله ابأستاذ ربيع .. القراءة .. القراءة الكثيرة .. ومن ثم سينهض قلمك بسرعة الصاروخ أكثر لأن النس حينما تتشبع بالقراءة تحتاج لصياغة هذه الخبرة الشخصية المستقلة بأسلوب و تقنية خاصة بك .. ولذا ستتضح لك طريقتك الشخصية التي سريعا ما تتجمل بالممارسة والخبرة والتجربة ..
        سعيد أنا بقلمك يسمتنا الرائعة ..
        تحياتي لك وتقديري ..
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • بسمة الصيادي
          مشرفة ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3185

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة
          ايتها البراءة الجميلة
          عودي لحضن ابيك
          إنه الدفيء,,والغذاء الروحي...والماء العذب
          محاولة جميلة يااختاه...لكنك بحاجة للتاني والكتابة اكثر
          قصة مكتوبة بالأسلوب المباشر..بينما نحتاج في القصة لشيء من التشويق
          والغرابة والحبكة ..ومن ثم الإنفراج
          مع اطيب أمنياتي القلبية
          سعادة

          يا أهلا بالأخت الجميلة الحنونة سعاد
          وحشتني أيام الإرهاب هههه
          معك في كل ما قلتيه..هذه أول مرّة اكتب بهذه المباشرة
          لكن لا مانع من التغير خاصة إن كان الغرض هو التركيز على نقطة ما
          أنهيت القصة في اللحظة التي أنزلتها فيها..لا أدري لما كان الإستعجال؟
          في المرّة القادمة سأركّز أكثر.. كم أ.سعاد أنا عندي؟
          شكرا لك على تواجدك السلمي ..للمرة الأولى ههههه
          تحيتي ومحبتي الدائمة
          في انتظار ..هدية من السماء!!

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            الزميلة القديرة
            بسمة الصيادي
            أحب البراءة
            نص يحكي قصة براءة تغتصب
            أراك تتقدمين شيئا فشيئا بسمة وهذه نقطة تحسب لك عزيزتي
            جاء الحوار جميلا ومعبرا
            اقرأي ثم اكتبي غاليتي
            ونحن ستقرأ لك
            تحياتي ومودتي
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • بسمة الصيادي
              مشرفة ملتقى القصة
              • 09-02-2010
              • 3185

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              لن أعيدك أنستى ، بل أقول لك تمسكى بحريتك بالقدر الذى يمنعك أن تكونى
              فريسة لأى من كان ، و أنت قادرة بما زرعه أبوك فيك من قيم ، ومثل .. قادرة
              على اختيار الطريق !!

              معبرة وواضحة المعنى .. و إن كانت دعوة للخوف ، و طلب العودة إلى زمن البراءة .. ليس هناك براءة محلقة ، بل هى الأرض بكل ما تعنى ، ومنذ أول جريمة على الأرض ، كانت أيضا امرأة ، و كان الصراع بين الأخوين !!

              كانت أفضل بسمة العزيزة ، و سوف تكون القادمة أيضا أفضل و أفضل
              هيا .. و لن أنسى أن أقول .. القراءة بسمة .. القراءة هى مفتاح الإبداع !!

              تقديرى و احترامى
              أستاذي هنا...يا أهلا بك سيّدي
              معك حقّ نحن على أرض الواقع أرض التانقضات..
              وعلينا مجابهة الحياة..لا التواري بعيدا في غرفة صغيرة..
              لكن يبقى للحنين -لزمن البراءة-صوت ينادي
              بعدما قرأت قصتّك الجميلة"وضيع ابن خائن..وتوابعه..!!"
              أحسست بجمال السرد المباشر و العفوي..مع أنني لم أصل إلى
              ذلك المستوى..لكنني قرأت وتأثرّت ..وكانت هذه القصة البسيطة..
              بالنسبة للقراءة فأنا بدأت لكن إمتحانات الجامعة تعيقني الآن..
              وإن شاء الله يكون هذا الصيف فصل القراءة..
              شكرا لك أيها الربيع الماطر.. يا أجمل فصل مرّ على القلم
              دمت بخير وسلام..
              في انتظار ..هدية من السماء!!

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                أهم ما حملت بسمة هو دخولك فى بطن الحدث فورا ،
                و هذا مما يعطى للعمل قيمة ، و أيضا دفعة للقارئ ، على
                القراءة ، و القراءة دون ملل أو خوف التعثر !

                ملامح الأسلوب بالطبع تطورت مع الوقت ، و أيضا المعجم اللغوى أتخم
                و ازدان كثيرا .. كانت هذه فى مجموعة البداية ، و كم شدتني !

                كوني بخير دائما
                sigpic

                تعليق

                • ريما ريماوي
                  عضو الملتقى
                  • 07-05-2011
                  • 8501

                  #9
                  شكرا أستاذي ربيع لأنك استرجعت لنا هذه القصة من الماضي,
                  يعني على الرغم من حلاوتها لاحتوائها على عنصر البراءة فيها,
                  ولكنني لا اخفيك يا بسمة انبهاري بحجم التطور الذي قطعتيه
                  من هذه القصة في بداياتك وحتى قصتك انثى الدم, أهنيك طبعا على
                  تقدمك الرائع في كتابة القصة,
                  أهدي الجميع أجمل تحياتي.
                  التعديل الأخير تم بواسطة ريما ريماوي; الساعة 12-07-2011, 09:18.


                  أنين ناي
                  يبث الحنين لأصله
                  غصن مورّق صغير.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X