تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كتابة الشعر لها ثلاثة أسس أولها الموهبة وهي القدرة على رسم الصور البديعة وملاحظة الأمور الصغيرة وعمق الإحساس بالأشياء ورؤية مالا يراه الآخرون والقدرة على أن يكون لسان حالهم وأن يعكس بشعره عواطفهم وآمالهم وأحلامهم .
وثانيها أن يكون ملما بعلوم اللغة العربية من صرف ونحو وبلاغة وبيان وبديع واشتقاق وغيرها .
وثالثها أن يكونا ملما بعلم العروض وهو صناعة يعرف بها صحيح أوزان الشعر العربي وفاسدها ومايعتريها من العلل.
وأنا حقيقة أريد أن أبسط الأمر لكم لذلك لن أدخل في التفاصيل المعقدة المملة هنا والأسماء الكثيرة للحركات والأوزان والعلل وغيرها مع أنني أنصح كل من يريد تعلم الشعر العربي على أصوله أن يتعلمها ولعلي أقوم بعرضها فيما بعد .
لقد نظم العرب الشعر على ستة عشر بحرا أي وزنا وكل بحر منها يتألف من تفعيلات محددة ومجموع التفعيلات المختلفة في كل بحور الشعر عشر تفعيلات وهي : فعولن مفاعيلن مفاعلتن فاع لاتن فاعلن فاعلاتن مستفعلن متفاعلن مفعولات مستفع لن .
وتلحق بهذه التفعيلات علل أو تغيير يسمى بالعلل سنتعرف عليها مع شرح كل بحر من البحور الشعرية .
وينتهي البيت الشعري بما يسمى القافية وحرف الروي ويجب التزامهما من أول القصيدة إلى آخرها.
وسأبدأ الآن بشرح مبسط للبحر الوافر
يتألف البحر الوافر من ستة تفعيلات على قسمين ويسمى عادة الشطر الأول صدرا والشطر الآخر عجزا ً.
وتفعيلاته هي :
مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ | ---------- | مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ |
وإذا فرضنا أن الحركة تكون بالشكل التالي – وأن السكون تكون بالشكل التالي ه فإن وزن البحر الوافر يكون
- - ه - - - ه | - - ه - - - ه | - - ه – ه | ---------- | - - ه - - - ه | - - ه - - - ه | - - ه - ه|
مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ | ----------- | مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ |
وأما علل البحر الوافر أو جوازاته الشعرية فهي تسكين اللام من مفاعلتن فتصبح مفاعيلن
ومثال البحر الوافر معلقة عمرو بن كلثوم الشهيرة التي يقول فيها
أبا هند ٍ فلا تعجلْ علينا ----- و أنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الراياتِ بيضاً ----- ونصْدرهن حمراً قد روينا
وسأقطع البيت الثاني من أجل التمرين فيكون كما يلي
بأنْنا نوْ | رد رْ رايا | تِ بيضنْ | -----| ونصْدرهنْ | نَ حمرنْ قدْ | روينا
مُفاعلْتُن | مُفاعلْتُنْ | فعولن | ---------------| مُفاعَلَتُنْ |مُفاعلْتُن | فعولُنْ
ويسمى البحر الوافر بكامل تفعيلاته من غير جوازات تاما وأما إذا حذفنا آخر تفعيلة في الصدر وآخر تفعيلة في العجز وهما تسميان العروض والضرب فيكون البحر الوافر مجزوءاً ومثاله قول الشاعر
هي الدنيا إذا كملتْ ------ وتمَّ سرورها خَذَلَتْ
توضيح حول البيت الشعري والجوازات الشعرية
قبل أن أنتقل إلى بحر آخر لابد لي من توضيح بعض النقاط المتعلقة بالبيت الشعري وبالجوازات الشعرية لنتمكن جميعا من فهم ماسنكتب لاحقاً .
ذكرت فيما سبق أن البيت الشعري يتألف من أجزاء أوتفعيلات تنتهي بقافيه وأن البيت الشعري يتألف من شطرين أومصراعين الأول يسمى صدراً والثاني عجزاً وقلت أن آخر جزء من الصدر يسمى العروض وآخر جزء من العجز يسمى الضرب . وأما ماتبقى من البيت الشعري فيسمى الحشو ومثال ذلك
أناجي الله في صوت | كئيب | ------- وسهم الحب يقتلني | ويمضي |
حشو | عروض | ----- حشو | ضرب |
وذكرت أن البحور الشعرية تتألف من عشر تفعيلات وهذه تصيبها تغييرات نسميها جوازات شعريه وهي على نوعين زحافات وعلل .
أما الزحاف فهي التغييرت التي تصيب التفعيلات في غير العروض والضرب أي تكون في الحشو وإذا حدثت فهي غير ملزمة للشاعر فلا يلتزم بها إلى آخر القصيدة .
وتنقسم إلى نوعين الزحاف المفرد والزحاف المركب ولن أذكر أنواعها الآن ولكن مع شرح كل بحر من البحور .الشعرية . والنوع الثاني من التغييرات فهو
العلل وتدخل في العروض والضرب وهي ملزمة للشاعر وعليه التزامها حتى نهاية القصيدة .
والعلل نوعان علل زيادة وعلل نقص وسأعرضها عليكم مع شرح البحور المختلفة .
وعودة الآن للبحر الوافر
البحر الوافر له عروضتان :
الأولى فعولن ويكون ضربها فعولن أيضاً ومثالها
إذا غابت كأن الشم |س غابت | ===== وحل الليل أياماً | بأرضي |
|- - ه – ه | ===== | - - ه – ه |
|فعولن | ===== | فعولن |
والعروضة الثانية مجزوءة صحيحة وهي مفاعَلَتُنْ وتكون هذه في البحر الوافر المجزوء كما ذكرت سابقاً حيث يكون العروض مفاعلتن ولها ضربان :
الأول مفاعلتن مثلها ومثال ذلك
هي الدنيا إذا كملتْ ===== وتم سرورها خذلتْ
هيدْدنيا | إذا كملت | ====== وتمْمَ سرو | رها خذلت |
مفاعلْتُنْ | مفاعلَتُنْ | ====== | مفاعلًتُنْ | مفاعلَتن |
والضرب الثاني مفاعيلن أي بتسكين الحرف الخامس من مفاعلتن ويسمى ضربا معصوباً ومثاله
أعاتبها وآمرها ==== فتغضبني وتعصيني
أعاتبها | وأامرها | ==== |فتغضبني | وتعصيني |
- - ه - - - ه | - - ه - - - ه | === | - - ه - - - ه | - - ه - ه - ه |
مفاعلتن | مفاعلتن | ====| مفاعلتن | مفاعيلن |
ملاحظة
الإشارة - تدل على حرف متحرك والإشارة o تدل على حرف ساكن
وأخيرا فإن الزحاف او التغيير في الحشو الذي يصيب البحر الوافر فهو
1- العصب : وهو تسكين خامس حرف من التفعيلة مفاعلتن وهو حرف اللام فتصبح مفاعيلن
2- العقل : وهو حذف الحرف الخامس المتحرك من مفاعلتن فتصبح مفاعلن وهذا الجواز صالح ولكنه قليل جدا .
أساسيات علم العروض
سأتكلم في بعض أساسيات علم العروض وقد أرجأت الحديث عنها حتى لايكون موضوعا مملاً في البداية . لكنه أمر هام لايد من دراسته حتى نفهم الجوازات الشعرية التي سنتعرض لها لاحقاً .
ذكرت سابقاً أن البيت الشعري يتألف من تفعيلات يتركب منها الوزن الشعري وذكرت أن عدد هذه التفعيلات في كل البحور هو عشر تفعيلات وجميع هذه التفعيلات العشرة تتألف من : أسباب وأوتاد وفواصل .
فما معنى هذه التسميات ؟
1- السبب : هو اجتماع حرفين وهو نوعان
أ- سبب خفيف : ويتألف من حرف متحرك يليه حرف ساكن ومثاله : هبْ – لي ...
ب- سبب ثقيل : ويتألف من اجتماع حرفين متحركين مثل : لِمَ – لَكَ ...
2 – الوتد : وهو اجتماع ثلاثة أحرف وهو نوعان :
ا – وتد مجموع : يتألف من حرفين متحركين يليهم حرف ساكن ومثاله : على – غزا – نعمْ .....
ت- وتد مفروق : يتألف من حرفين متحركين يتوسطهما حرف ساكن ومثاله : مات – قام – أين ...
3 - الفاصلة : وهي اجتماع ثلاثة أو أربعة أحرف متحركة يليها حرف ساكن فإن كانت ثلاثة أحرف متحركو يليها ساكن سميت فاصلة صغرى ومثالها : عملوا – كتبوا ...
وإن كانت أربعة أحرف متحركة يليها ساكن سميت فاصلة كبرى ومثالها : شجرةٌ وتكتب شجرتن – حكمهم – ظلمهم ...
وقد جمعت الأسباب والأوتاد والفواصل بكل أنواعها بالجملة التالية :
لمْ أرَ على سطْحِ جبلن سمكتن .
ملاحظة: أصل هذه التسميات جاءت من الخيمة فبيت الشعر هو الخيمة والسبب هو الحبل الذي تربط به الخيمة والوتد هو الخشبة التي يشد بها السبب والفاصلة هي الحاجز في الخيمة .
وعودة الان إلى التفعيلات العشرة فقد يتساءل أحدكم مالفرق بين فاعِ لاتنْ التفعيلة الرابعة وبين فاعلاتن التفعيلة السادسة على الترتيب ولماذا فصلت العين عن اللام في الأولى ووصلت في الثانية والجواب أن الأولى فاعٍ لاتُنْ تتألف من وتد مفروق وهو فاعٍ وسببين خفيفين هما لا وتنْ بينما فاعلاتن تتألف من سبب خفيف هو فا ووتد مجموع هو علا وسبب خفيف هو تن .
وكل منهما يأتي في بحر مختلف عن الآخر فتأتي فاع لاتن في بحر المضارع فقط وتأتي فاعلاتن في عدة بحور منها بحر الرمل والخفيف .وكذلك الأمر بالنسبة للتفعيلة مستفعٍ لن وللتفعيلة مستفعلن فالأولى تتألف من سبب خفيف هو مس ووتد مفروق هو تفعٍ وسبب خفيف هو لن والثانية تتألف من سببين خفيفين هما مس وتفْ ووتد مجموع هو علنْ .
وهذه التفعيلات العشرة منها أربع أصيلة هي فعولن – مفاعلن – مفاعلتن – فاعٍ لاتنْ
والستة الباقية فروع وضابط الأصل ماكان أوله وتد مجموع أو مفروق .
وضابط الفرع ماكان أوله سبب خفيف أو ثقيل .
وأنا أذكر هذه المعلومات فإني مدرك لصعوبة فهمها في البداية ولكن لابد منها لفهم الشعر وتفعيلاته وتركيبها والفرق بين البحور المختلفة ولفهم الجوازات الشعرية بأنواعها وأنا واثق أنكم ستجدون الأمر سهلا بعد شرح أوزان البحور الشعرية .
سأتم الآن الحديث عن البحر الوافر مستفيدا مما ذكرته في الموضوع السابق فأقول البحر الوافر كان أصلاً يوزن هكذا
- - ه - - - ه| - - ه - - - ه| - - ه - - - ه || - - ه - - - ه| - - ه - - - ه | - - ه - - - ه
|مفاعلتن | مفاعلتن | مفاعلتن | === | مفاعلتن | مفاعلتن | مفاعَلَتُنْ
ولكنه منذ ولادته ولد معلولاً بعلةٍ تسمى القطف والعلة كما شرحت سابقاً هي تغيير يصيب العروض أو الضرب من البيت الشعري . فما معنى القطف ؟
القطف : هو علة من علل النقص وهو حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة مفاعلتن مع تسكين ما قبلها فنحذف تن ونسكن ماقبلها فتصبح مفاعلْ وهي تساوي فعولن
|- - ه – ه | والبحر الوافر لا يكون إلا مقطوفا أي وزنه
مفاعلتن مفاعلتن فعولن ====== مفاعلتن مفاعلتن فعولن
الملاحظة الأخيرة على مجزوء الوافر أي
مفاعلتن مفاعلتن ==== مفاعلتن مفاعلتن
فإذا دخل عليه الزحاف وهو تسكين الحرف الخامس في كل تفعيلاته انقلب إلى بحر الهزج لذلك يجب أن تكون هناك تفعيلة صحيحة واحدة على الأقل في مجزوء البحر الوافر لكيلا يختلط ببحر الهزج .
وأخيرا أورد هنا البيت الشعري الذي عارضني فيه الشاعر علاء اسما عيل في قصيدتي كرهت الحب وهو على البحر الوافر راجيا الجميع محاولة تقطيعه للتمرين
فصنْ عن كلِّ لائمةٍ هوانا ==== وصُنْ سِرَّ الهوى فالسرُّ باقي
توفيق الخطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن كتابة الشعر لها ثلاثة أسس أولها الموهبة وهي القدرة على رسم الصور البديعة وملاحظة الأمور الصغيرة وعمق الإحساس بالأشياء ورؤية مالا يراه الآخرون والقدرة على أن يكون لسان حالهم وأن يعكس بشعره عواطفهم وآمالهم وأحلامهم .
وثانيها أن يكون ملما بعلوم اللغة العربية من صرف ونحو وبلاغة وبيان وبديع واشتقاق وغيرها .
وثالثها أن يكونا ملما بعلم العروض وهو صناعة يعرف بها صحيح أوزان الشعر العربي وفاسدها ومايعتريها من العلل.
وأنا حقيقة أريد أن أبسط الأمر لكم لذلك لن أدخل في التفاصيل المعقدة المملة هنا والأسماء الكثيرة للحركات والأوزان والعلل وغيرها مع أنني أنصح كل من يريد تعلم الشعر العربي على أصوله أن يتعلمها ولعلي أقوم بعرضها فيما بعد .
لقد نظم العرب الشعر على ستة عشر بحرا أي وزنا وكل بحر منها يتألف من تفعيلات محددة ومجموع التفعيلات المختلفة في كل بحور الشعر عشر تفعيلات وهي : فعولن مفاعيلن مفاعلتن فاع لاتن فاعلن فاعلاتن مستفعلن متفاعلن مفعولات مستفع لن .
وتلحق بهذه التفعيلات علل أو تغيير يسمى بالعلل سنتعرف عليها مع شرح كل بحر من البحور الشعرية .
وينتهي البيت الشعري بما يسمى القافية وحرف الروي ويجب التزامهما من أول القصيدة إلى آخرها.
وسأبدأ الآن بشرح مبسط للبحر الوافر
يتألف البحر الوافر من ستة تفعيلات على قسمين ويسمى عادة الشطر الأول صدرا والشطر الآخر عجزا ً.
وتفعيلاته هي :
مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ | ---------- | مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ |
وإذا فرضنا أن الحركة تكون بالشكل التالي – وأن السكون تكون بالشكل التالي ه فإن وزن البحر الوافر يكون
- - ه - - - ه | - - ه - - - ه | - - ه – ه | ---------- | - - ه - - - ه | - - ه - - - ه | - - ه - ه|
مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ | ----------- | مُفاعَلَتُنْ | مُفاعَلَتُنْ | فَعولُنْ |
وأما علل البحر الوافر أو جوازاته الشعرية فهي تسكين اللام من مفاعلتن فتصبح مفاعيلن
ومثال البحر الوافر معلقة عمرو بن كلثوم الشهيرة التي يقول فيها
أبا هند ٍ فلا تعجلْ علينا ----- و أنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الراياتِ بيضاً ----- ونصْدرهن حمراً قد روينا
وسأقطع البيت الثاني من أجل التمرين فيكون كما يلي
بأنْنا نوْ | رد رْ رايا | تِ بيضنْ | -----| ونصْدرهنْ | نَ حمرنْ قدْ | روينا
مُفاعلْتُن | مُفاعلْتُنْ | فعولن | ---------------| مُفاعَلَتُنْ |مُفاعلْتُن | فعولُنْ
ويسمى البحر الوافر بكامل تفعيلاته من غير جوازات تاما وأما إذا حذفنا آخر تفعيلة في الصدر وآخر تفعيلة في العجز وهما تسميان العروض والضرب فيكون البحر الوافر مجزوءاً ومثاله قول الشاعر
هي الدنيا إذا كملتْ ------ وتمَّ سرورها خَذَلَتْ
توضيح حول البيت الشعري والجوازات الشعرية
قبل أن أنتقل إلى بحر آخر لابد لي من توضيح بعض النقاط المتعلقة بالبيت الشعري وبالجوازات الشعرية لنتمكن جميعا من فهم ماسنكتب لاحقاً .
ذكرت فيما سبق أن البيت الشعري يتألف من أجزاء أوتفعيلات تنتهي بقافيه وأن البيت الشعري يتألف من شطرين أومصراعين الأول يسمى صدراً والثاني عجزاً وقلت أن آخر جزء من الصدر يسمى العروض وآخر جزء من العجز يسمى الضرب . وأما ماتبقى من البيت الشعري فيسمى الحشو ومثال ذلك
أناجي الله في صوت | كئيب | ------- وسهم الحب يقتلني | ويمضي |
حشو | عروض | ----- حشو | ضرب |
وذكرت أن البحور الشعرية تتألف من عشر تفعيلات وهذه تصيبها تغييرات نسميها جوازات شعريه وهي على نوعين زحافات وعلل .
أما الزحاف فهي التغييرت التي تصيب التفعيلات في غير العروض والضرب أي تكون في الحشو وإذا حدثت فهي غير ملزمة للشاعر فلا يلتزم بها إلى آخر القصيدة .
وتنقسم إلى نوعين الزحاف المفرد والزحاف المركب ولن أذكر أنواعها الآن ولكن مع شرح كل بحر من البحور .الشعرية . والنوع الثاني من التغييرات فهو
العلل وتدخل في العروض والضرب وهي ملزمة للشاعر وعليه التزامها حتى نهاية القصيدة .
والعلل نوعان علل زيادة وعلل نقص وسأعرضها عليكم مع شرح البحور المختلفة .
وعودة الآن للبحر الوافر
البحر الوافر له عروضتان :
الأولى فعولن ويكون ضربها فعولن أيضاً ومثالها
إذا غابت كأن الشم |س غابت | ===== وحل الليل أياماً | بأرضي |
|- - ه – ه | ===== | - - ه – ه |
|فعولن | ===== | فعولن |
والعروضة الثانية مجزوءة صحيحة وهي مفاعَلَتُنْ وتكون هذه في البحر الوافر المجزوء كما ذكرت سابقاً حيث يكون العروض مفاعلتن ولها ضربان :
الأول مفاعلتن مثلها ومثال ذلك
هي الدنيا إذا كملتْ ===== وتم سرورها خذلتْ
هيدْدنيا | إذا كملت | ====== وتمْمَ سرو | رها خذلت |
مفاعلْتُنْ | مفاعلَتُنْ | ====== | مفاعلًتُنْ | مفاعلَتن |
والضرب الثاني مفاعيلن أي بتسكين الحرف الخامس من مفاعلتن ويسمى ضربا معصوباً ومثاله
أعاتبها وآمرها ==== فتغضبني وتعصيني
أعاتبها | وأامرها | ==== |فتغضبني | وتعصيني |
- - ه - - - ه | - - ه - - - ه | === | - - ه - - - ه | - - ه - ه - ه |
مفاعلتن | مفاعلتن | ====| مفاعلتن | مفاعيلن |
ملاحظة
الإشارة - تدل على حرف متحرك والإشارة o تدل على حرف ساكن
وأخيرا فإن الزحاف او التغيير في الحشو الذي يصيب البحر الوافر فهو
1- العصب : وهو تسكين خامس حرف من التفعيلة مفاعلتن وهو حرف اللام فتصبح مفاعيلن
2- العقل : وهو حذف الحرف الخامس المتحرك من مفاعلتن فتصبح مفاعلن وهذا الجواز صالح ولكنه قليل جدا .
أساسيات علم العروض
سأتكلم في بعض أساسيات علم العروض وقد أرجأت الحديث عنها حتى لايكون موضوعا مملاً في البداية . لكنه أمر هام لايد من دراسته حتى نفهم الجوازات الشعرية التي سنتعرض لها لاحقاً .
ذكرت سابقاً أن البيت الشعري يتألف من تفعيلات يتركب منها الوزن الشعري وذكرت أن عدد هذه التفعيلات في كل البحور هو عشر تفعيلات وجميع هذه التفعيلات العشرة تتألف من : أسباب وأوتاد وفواصل .
فما معنى هذه التسميات ؟
1- السبب : هو اجتماع حرفين وهو نوعان
أ- سبب خفيف : ويتألف من حرف متحرك يليه حرف ساكن ومثاله : هبْ – لي ...
ب- سبب ثقيل : ويتألف من اجتماع حرفين متحركين مثل : لِمَ – لَكَ ...
2 – الوتد : وهو اجتماع ثلاثة أحرف وهو نوعان :
ا – وتد مجموع : يتألف من حرفين متحركين يليهم حرف ساكن ومثاله : على – غزا – نعمْ .....
ت- وتد مفروق : يتألف من حرفين متحركين يتوسطهما حرف ساكن ومثاله : مات – قام – أين ...
3 - الفاصلة : وهي اجتماع ثلاثة أو أربعة أحرف متحركة يليها حرف ساكن فإن كانت ثلاثة أحرف متحركو يليها ساكن سميت فاصلة صغرى ومثالها : عملوا – كتبوا ...
وإن كانت أربعة أحرف متحركة يليها ساكن سميت فاصلة كبرى ومثالها : شجرةٌ وتكتب شجرتن – حكمهم – ظلمهم ...
وقد جمعت الأسباب والأوتاد والفواصل بكل أنواعها بالجملة التالية :
لمْ أرَ على سطْحِ جبلن سمكتن .
ملاحظة: أصل هذه التسميات جاءت من الخيمة فبيت الشعر هو الخيمة والسبب هو الحبل الذي تربط به الخيمة والوتد هو الخشبة التي يشد بها السبب والفاصلة هي الحاجز في الخيمة .
وعودة الان إلى التفعيلات العشرة فقد يتساءل أحدكم مالفرق بين فاعِ لاتنْ التفعيلة الرابعة وبين فاعلاتن التفعيلة السادسة على الترتيب ولماذا فصلت العين عن اللام في الأولى ووصلت في الثانية والجواب أن الأولى فاعٍ لاتُنْ تتألف من وتد مفروق وهو فاعٍ وسببين خفيفين هما لا وتنْ بينما فاعلاتن تتألف من سبب خفيف هو فا ووتد مجموع هو علا وسبب خفيف هو تن .
وكل منهما يأتي في بحر مختلف عن الآخر فتأتي فاع لاتن في بحر المضارع فقط وتأتي فاعلاتن في عدة بحور منها بحر الرمل والخفيف .وكذلك الأمر بالنسبة للتفعيلة مستفعٍ لن وللتفعيلة مستفعلن فالأولى تتألف من سبب خفيف هو مس ووتد مفروق هو تفعٍ وسبب خفيف هو لن والثانية تتألف من سببين خفيفين هما مس وتفْ ووتد مجموع هو علنْ .
وهذه التفعيلات العشرة منها أربع أصيلة هي فعولن – مفاعلن – مفاعلتن – فاعٍ لاتنْ
والستة الباقية فروع وضابط الأصل ماكان أوله وتد مجموع أو مفروق .
وضابط الفرع ماكان أوله سبب خفيف أو ثقيل .
وأنا أذكر هذه المعلومات فإني مدرك لصعوبة فهمها في البداية ولكن لابد منها لفهم الشعر وتفعيلاته وتركيبها والفرق بين البحور المختلفة ولفهم الجوازات الشعرية بأنواعها وأنا واثق أنكم ستجدون الأمر سهلا بعد شرح أوزان البحور الشعرية .
سأتم الآن الحديث عن البحر الوافر مستفيدا مما ذكرته في الموضوع السابق فأقول البحر الوافر كان أصلاً يوزن هكذا
- - ه - - - ه| - - ه - - - ه| - - ه - - - ه || - - ه - - - ه| - - ه - - - ه | - - ه - - - ه
|مفاعلتن | مفاعلتن | مفاعلتن | === | مفاعلتن | مفاعلتن | مفاعَلَتُنْ
ولكنه منذ ولادته ولد معلولاً بعلةٍ تسمى القطف والعلة كما شرحت سابقاً هي تغيير يصيب العروض أو الضرب من البيت الشعري . فما معنى القطف ؟
القطف : هو علة من علل النقص وهو حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة مفاعلتن مع تسكين ما قبلها فنحذف تن ونسكن ماقبلها فتصبح مفاعلْ وهي تساوي فعولن
|- - ه – ه | والبحر الوافر لا يكون إلا مقطوفا أي وزنه
مفاعلتن مفاعلتن فعولن ====== مفاعلتن مفاعلتن فعولن
الملاحظة الأخيرة على مجزوء الوافر أي
مفاعلتن مفاعلتن ==== مفاعلتن مفاعلتن
فإذا دخل عليه الزحاف وهو تسكين الحرف الخامس في كل تفعيلاته انقلب إلى بحر الهزج لذلك يجب أن تكون هناك تفعيلة صحيحة واحدة على الأقل في مجزوء البحر الوافر لكيلا يختلط ببحر الهزج .
وأخيرا أورد هنا البيت الشعري الذي عارضني فيه الشاعر علاء اسما عيل في قصيدتي كرهت الحب وهو على البحر الوافر راجيا الجميع محاولة تقطيعه للتمرين
فصنْ عن كلِّ لائمةٍ هوانا ==== وصُنْ سِرَّ الهوى فالسرُّ باقي
توفيق الخطيب