تأصيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالستارالنعيمي
    أديب وكاتب
    • 26-10-2013
    • 1212

    تأصيل

    تأصيل
    هنيئا له ..سيركبُ صهوة الفرس الأصيل فتغنيه عن الكثير مما حوله من مرفقات الحياة على كوكب الأرض ؛تغنيه عن الزهور وألوانها وريّاها وعن انبلاج الصبح وعن جمال القمر وشقشقة العصافير على عالي الشجر وعن صفاء البحر ..
    عن ترانيم الطيور عن المباخر والبخور وتغنيه عن الشعر والأدب والفن ‘عن القصائد العشر الطوال وما فيها من غزل وتشبيب ‘عن لوحات دافنشي وعن شعر هوميروس وأوديسته ‘عن ترانيم بحيرة البجع فقد سلبت التاج الملكي من رأس أميرة البجع
    ها هي تصعد الى عاليات النجوم المتلألئة لتحجز كرسي الجمال والحسن الذي ينتظرها منذ يوم ولادتها.. إنها الأصالة بعينها

  • عبدالستارالنعيمي
    أديب وكاتب
    • 26-10-2013
    • 1212

    #2

    ترنيمة المطر

    كانت غرفة الاستقبال مبنية من قوالب طينية للجدران ‘والسقف مرفوع بجذوع الأشجار المعمرة والتي تكثر في قريتهم ثم طبقة من القصب وعليها طبقة من الطين المدمج بالتبن وفائدة التبن هنا كي لا يتشقق الطين فيتسرب الماء الى تحت
    عند انتصاف الليل نمت في فراش وثير وبجانبي صاحبي (المضيف) الذي راح يتلمس جوانب أغطيتي خشية من البرد ‘ والمطر ينزل كرذاذ الثلج حتى اختفت الأضواء للرائي ..
    بعدما هدأ المكان انتبهت لأصوات غريبة فخرجت الى باب الغرفة أتفقد مصدر تلك الأصوات فوجدت مصدر تنقيط لماء المطر من قصبة خارجة عن البناء فتقع النقاط على آنية غسل اليدين النحاسية فتبعث إيقاعات متساوية ‘ثم المصدر الآخر كان لحفيف الريح بين أفانين دوحة عظيمة قريبة من مكان رقادنا حتى شعرت أن صوت الريح موسيقا تشبه أنينا ينبعث من القبور وأشبه بترانيم مقام الصبا ؛فامتزج الصوتان ليشكلا سمفونية عذبة على مسمعي وأرجو أن تصدقني لما أقول في تلك الساعة المتأخرة من الليل كنت ملتفا بالأغطية السميكة جالسا قرب الباب لأستمع وبلذة عارمة الى سمفونية الطبيعة التي قام بعزفها وإيقاعها ثنائيا الطبيعة الريح والمطر


    تعليق

    • عبدالستارالنعيمي
      أديب وكاتب
      • 26-10-2013
      • 1212

      #3

      البحر

      كما للبر أزهار ملونة فهنا للبحر أيضا أزهاره الخاصة تنبت على جوانبه الشاسعة ومن جميع الجهات بألوان فيروزية وبالأزرق الفاتح أو بلون اللازورد ‘كجزر المالديف نهارا تضيء شواطئها الأعشاب البحرية الخلابة وليلا ترى بحرا من النجوم المتلألئة ذات اللون الأزرق الفاتح وكأن البحر مرآة عاكسة لصور نجوم السماء اللازوردية وفي الحقيقة أنها نجوم البحر الملونة التي تجعلك شاعرا أو رساما رغما عنك لما فيها من صور الحياة البهيجة ولوحات طبيعية رائعة
      وسواحل البحار المكتظة بالناس والإنارة تبدو ليلا كما الورود والأزهار تسيج رياض البر وهنا تتضاءل الشاعرية لدخول الصناعة في تزيين سواحل البحار
      أما أنت أيها القمر المشرئب على دنيا البحار والصحار فتظل الأجمل والأجمل لا الزهور تعادل جمالك ولا النجوم لملونة تضاهي لآلئ عقدك المنفرطة بساعة لقائنا الجميل وكأنها ضياء مصابيح تطايرن من شُعل


      تعليق

      • عبدالستارالنعيمي
        أديب وكاتب
        • 26-10-2013
        • 1212

        #4

        بنات نعش

        تعلق نظري بالخطاف الذهبي للنجوم السبعة (بنات نعش) وأنا أرقد في فراشي فسمعت النجمة الأخيرة تقول :سأغلب مَن أمامي حتى لو كنتُ عرجاء كما يدّعون ‘لأني لا أريد شقيقتي أن تموت قبلي
        ثم نجمةُ المئزر تقول نفس الكلام لأختها التي سبقتها في السير الى مقبرة الخلود.. وهكذا حال الباقيات من السبع حتى وصل الأمر الى النجمة(القائد) الي تقودهن وهي تقول إياكن أن تسبقنني الى دفن نعش أمي فأنا أحمله وأدفن معها فضجّت النجوم من حولها ..‘ حتى انتبهت الى ضجيج أصوات أحفادي من حولي
        ( هَي هَي.. جدنا نائم وعيناه مفتوحتان ) فقال أحدهم شاهدت مثل هذه الحالة في التلفاز
        دعوني أعالجها ؛ فمدّ يده الرقيقة الى جفنيّ وأسدلهما لتغمضا إغماضتهما الأخيرة ..


        تعليق

        • عبدالستارالنعيمي
          أديب وكاتب
          • 26-10-2013
          • 1212

          #5
          هدير المرافئ

          قبل تساقط الثلوج ارتفعت أصوات تلاطم الأمواج على المرافئ القريبة وبدأت أناث طيور البحر تهيج هيجانا وتطلق أصواتا غير طبيعية وكأنهن سقين سُلافًا من رحيق مفلفل والذكور على الشاطئ تناديها أن انزلي لا يحطمنك المطر وجنوده وهم لا يشعرون
          إنها تنذر بحالة غير مألوفة لأن الصمت الفجائي لف المكان والكل أصبح في آذانه وقرا ينتظر ساعة الصفر
          استطلعت من الشباك فإذا بالأرض تلبس الرداء الأبيض الناصع وكأنها عروس تنتظر زفافها من البحر الهادر لكن الضيوف تأخروا بسبب انقطاع الطرق وينتظرون ريثما الجرافات تزيح الثلوج عن الشوارع فتبدأ رقصات النوارس والبط والأوز على أطراف البحر مستبشرة بقدوم أفراخها الجديدة

          تعليق

          • عبدالستارالنعيمي
            أديب وكاتب
            • 26-10-2013
            • 1212

            #6
            يا صغيري

            عندما ينغمس الليل في جوف الظلمات وتعشعش الأحزان في صدري لا أجد من حولي من يسندني ..يظهر وجهك القمري الضحوك أبدا فيدغدغ بؤبؤ عيني بلمسة خفيفة ويقول :
            عُد يا صغيري كما كنت ولا تشعر بالألم فأنت أقوى من الآلام والأحزان ؛ فتنزاح عن صدري الأحزان وأشعر بالأمان والاطمئنان بين يدي حورية الجنان
            وعندما تنخر جسمي مخالبُ الموت في قبضة المرض يصعد عويلي الى عنان السماء لا يسمعني أحد ولا يشعر بآلامي غير التي تربِت على أكتاف حزني لتقول : لا تحزن إن الله معنا
            إنها فضل يمنه الله علي ؛أرسلَها لتخفف عني الآلام والأحزان والأسقام

            تعليق

            • عبدالستارالنعيمي
              أديب وكاتب
              • 26-10-2013
              • 1212

              #7

              فراق

              أيها الليل الحزين في مَ حزنكَ وبكاؤك بعيون الزهور ونعيب الطيور وسكون الأشجار وجزر البحار ؛فردّ عليّ بهدوء بلا غرور ؛ذلك من فراق حبيبتي الشمس وغيابها عني حيث غمرني الظلام بفراقها وغزت أفكاري الأوهام ..هل فارقتني الشمس الى الأبد! هل رحلت الى عالم آخر ..كوكب آخر هل كسفت هل.. هل..
              عودي يا حبيبتي فلا حياة لي بلا ضيائك وابتسامتك العريضة في كل صباح فعند عودتك تتفتح الأزهار والقدّاح وتنشد الأطيار وترقص المرافئ والبحار ويغني المنشد بين الغواني الملاح على القيثار..
              قد أشرقت شمس الضحى تحت السماء الصافية
              هيا نغني للضياء بصحة وعافية
              نطهّر الأنفاس فينا بالنسيم وبالصَبا
              وعيون الكسالى لا تزال غافية

              تعليق

              • مها راجح
                حرف عميق من فم الصمت
                • 22-10-2008
                • 10970

                #8
                الخط صغير جدا
                اتمنى تكبير الخط لقراءة النصوص المبدعة
                رحمك الله يا أمي الغالية

                تعليق

                • عبدالستارالنعيمي
                  أديب وكاتب
                  • 26-10-2013
                  • 1212

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                  الخط صغير جدا
                  اتمنى تكبير الخط لقراءة النصوص المبدعة
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  المشكلة في متصفح الملتقى وإلا الخط أعتيادي مقروء في عدة منتديات أخرى ؛ ورغم ذلك سأكبر الخط بعض الشيء
                  أشكر لك التنبيه أ مها راجح
                  مع التقدير

                  تعليق

                  • عبدالستارالنعيمي
                    أديب وكاتب
                    • 26-10-2013
                    • 1212

                    #10
                    الليل يا سلمى

                    الليل يا سلمى يعاتبني ويقول لي أين سلماي التي ‘والبدر يسائلني أين وكيف أختي ‘
                    والورد يناشدني هات صديقتي والعنادل حزينة لا تغني
                    ‘أما الشمس لمّا سمعت عويلهن تأخرت عن الشروق لئلا ينكشف حزنهم للآخرين فتمتلئ الطبيعة حزنا ورثاء

                    فقال البدر سئمت هذا الليل كم هو طويل لكن النسيم العليل تهدهد كي لا أحزن
                    والزهور ضمت مياسمها بين تويجاتها الملونة كي تشارك الآخرين أحزانهم
                    حتى انبلج الصباح فأشاح الكون عن الليل الحزين فالجميل لاح


                    تعليق

                    • عبدالستارالنعيمي
                      أديب وكاتب
                      • 26-10-2013
                      • 1212

                      #11
                      الليل يا سلمى

                      الليل يا سلمى يعاتبني ويقول لي أين سلماي التي ‘والبدر يسائلني أين وكيف أختي ‘
                      والورد يناشدني هات صديقتي والعنادل حزينة لا تغني
                      ‘أما الشمس لمّا سمعت عويلهن تأخرت عن الشروق لئلا ينكشف حزنهم للآخرين فتمتلئ الطبيعة حزنا ورثاء

                      فقال البدر سئمت هذا الليل كم هو طويل لكن النسيم العليل تهدهد كي لا أحزن
                      والزهور ضمت مياسمها بين تويجاتها الملونة كي تشارك الآخرين أحزانهم
                      حتى انبلج الصباح فأشاح الكون عن الليل الحزين فالجميل لاح

                      تعليق

                      • عبدالستارالنعيمي
                        أديب وكاتب
                        • 26-10-2013
                        • 1212

                        #12

                        أندروميدا

                        سركون زميلي في الدراسة المتوسطة كان نصرانيا يدعوني الى حضور محاضرة في درس الإنكليزي فكانت أمه معلمة وعلى طاولة الطعام كانت ابنتها أندروميدا تجلس بجوارها ؛سألت الأم عن معنى اسم أندروميدا فقالت:
                        أندروميدا هي ابنة كيفاوس الملك وأدى تكبر زوجة الملك كاسيوبيا إلى أن تتباهى بأن ابنتها أندروميدا أجمل بكثير من حوريات البحر فأرسل بوسيدون (إله البحر) وحش البحار لتدمير إثيوبيا، كنوع من العقاب الإلهي. وفي محاولة لاستلطاف الوحش، قيّد الملك ابنته على الصخور كقربان، وقبيل أن يتمكن الوحش من اختطاف الأميرة، نزل البطل بيرسيوس من السماء على حصانه المجنح وأنقذها من الموت وتزوجها فأصبحوا من النجوم (كوكبة نجمية)
                        كانت السلاسل التي استخدمت لتقييد أندروميدا لا تزال بادية للعيان على الصخرة في فترة الفتح الروماني سنة 63 ق.م وقد نقلت إلى روما بوصفها إحدى عجائب العالم
                        بناءً على أوامر حاكم فلسطين الروماني


                        تعليق

                        • عبدالستارالنعيمي
                          أديب وكاتب
                          • 26-10-2013
                          • 1212

                          #13
                          غروب عام 1967
                          السماء مكفهرة سوداء ؛فالسواد هنا بسبب الطيور العائدة الى وكناتها وقد فرشت أجنحتها السوداء أسرابا تحت المطر المنثال على وجهي شعرت بالبرد قليلا فنادتني أمي التي تقف بجوار تنور الطين لتصنع لنا خبزا بيديها الرقيقتين :
                          ـ حبيبي اصعد على التنور إنه مكان دافئ فجلست حيث أمرت وهبّت علي روائح شذية ،،رائحة التراب الممطور كالمسك يفوح فيملأ نفوسنا طيبا وحبّا ‘‘ورائحة وحرارة جمر التنور الممزوجة بريح الخبز المستوي ..ثم منظر الغروب والعصافير المغطية لسمائنا ومع تلك الروائح الزكية ..
                          كل ذلك اجتمع وختم على قلبي ختما أبديا لن ينسى رغم السنين الطويلة والأعجب صوت الطائرة فوق الغيوم يكمل سمفونية الغروب حتى هذا الوقت كلما أسمع ذلك الصوت أتذكر منظر الغروب



                          تعليق

                          يعمل...
                          X