إيه يا سياب لو عشت في أيامنا هذه ماذا كنت ستكتب عن بغداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الملا محمود
    استاذ متقاعد ومترجم
    • 27-09-2020
    • 575

    إيه يا سياب لو عشت في أيامنا هذه ماذا كنت ستكتب عن بغداد

    القصيدة هذه وجدت ترجمتها في إحدى الكتب ( لم اترجمها أنا ) بغداد مبغى كبير
    كتب السياب هذه القصيدة عام 1960
    كان السياب يصف الأحوال السياسية السيئة أبان فترة العهد الملكي وكذلك أيام حكم قاسم , اضف له تعرضه للنفي بسبب بعض الضغوط وسوء حالته الصحية وما لحق بالبلد من أزمات اجتماعية وسياسية

    لن أضيف شرحا مفصلا بل الذي يخطر ببالي بالذات أن السياب في البداية كان شيوعيا ولكن عندما شاهد الفساد الخلقي لذلك التنظيم انفصل عنهم وبرر موقفه في قصائد غير تلك التي ذكر فيها حفصة العمري في قصيدة المعبد العريق ففي تلك كان يصطف مع الشيوعيين ومجزرتهم في الموصل عام 1959 حين فشل ثورة الشواف وترهيبهم للأهالي والمجازر التي ارتكبوها , وقبلها في فعاليات القبح والسوء ( مؤتمر أنصار السلام ) الذي عقدوه في الموصل , ووفر لهم قاسم كل وسائل النقل كالقطارات وما شابه لنقلهم .. أي أن قاسم كان يساند هؤلاء ويدعمهم بشكل واضح ومفضوح حقدا منه على الروح الوطنية التي يتمتع بها أهل الموصل قاطبة ومن ضمنهم ضباط الموصل ,, ففي حينها قدم إلى الموصل ما يقارب 3000 عنصر من هؤلاء شراد الآفاق وكانوا متعمدين بشكل ممنهج في الإساءة لمدينة الموصل وأهلها فثار عليهم الأهالي لكن لم تلبث فترة من الزمن وقام العقيد الشواف وأعلن عصيانه على حكومة بغداد فحدث في الموصل نتيجة قمع انتفاضته تلك أسوء ما حدث خلال فعاليات مجاميع أنصار السلام فكانت المأساة التي يندى لها جبين البشرية

    كنت حينها أسكن الريف مع أبي وأخوتي في بادية الجزيرة , ونحن في الريف تعرضنا للأذى نتيجة أعمال طائشة وفقدان الأمن - فخسرنا بعض الممتلكات

    الذي يهمني الآن بعد سيطرة كل من هب ودب وجاء على ظهر دبابة المحتل , حيث شعارهم الواضح الفسوق والبهتان - فلا وطنية صحيحة عندما يكون ولائك لعقيدة خارج بلدك
    آه ثم آه في حينها عندما حصل الاعتداء على بلدي في عام 2003 من قبل أمريكا وغزوها للعراق
    ماذا كنت أقول .... ؟
    أعلم جيدا أن عقارب الساعة لا ترجع للوراء وأن ما تم تدميره في أيام لا يمكن بناؤه في عشرين سنة قادمة هذا لو كان المسؤول حريصا
    أما لو كان عهرا ( وهو ما حصل ) فلن يُنبى البلد مجددا حتى قيام الساعة أو لنقل مستحيل
    لأن صاحب القرار في أكثر الاحتمالات سيكون " منزوع الضمير "
    كنت أقول طالما حصل ما حصل ونحن لسنا قادرين على إرجاع السلطة الشرعية أو سلطة شرعية بديلا عنها , دع الأميركي يحكمنا بالمباشر
    لأنه كنت أشعر في قرارة نفسي أن من يأتي سيكون سيئا بل أسوأ من الأميركي ذاته وليعذرني التاريخ على هذا القول

    ===

    بدر شاكر السياب : بغداد مبغى كبير
    بغداد مبغى كبير
    احظ المغنّية
    كساعة تتكّ في الجدار
    في غرفة الجلوس في محطّة القطار
    يا جثة على الثرى مستلقية
    الدود فيها موجة من اللهيب و الحرير
    بغداد كابوس ردي فاسد
    يجرعه الراقد
    ساعاته الأيام أيامه الأعوام و العام نير
    العام جرح ناغر في الضمير
    عيون المها بين الرصافة و الجسر
    ثقوب رصاص رقشت صفحة البدر
    ويسكب البدر على بغداد
    من ثقبي العينين شلالا من الرماد
    الدور دار واحدة
    وتعصر الدروب كالخيوط كلّها
    في قبضة ماردة
    تمطّها تشلّها
    تحيلها دربا إلى الهجير
    وأوجه الحسان كلهنّ وجه ناهده
    حبيبتي التي لعابها عسل
    صغيرتي التي أردافها جبل
    وصدرها قلل
    ونحن في بغداد من طين
    يعجنه الخزّاف تمثالا
    دنيا كأحلام المجانين
    ونحن ألوان على لجها المرتجّ أشلاء و أوصالا
    بالأمس كان العيد عيد الزهور
    الزاد تحثوه الربى و الخمور
    والرقص و الأغنيات
    والحب و الكركرات
    ثم انتهى إلا بقايا طيور
    تلتقط الحبّ و إلاّ دماء
    مما نماه الحقل طير وشاء
    وغير أطفال يطوفون أور
    العيد من قال انتهى عيدنا
    فلتملأ الدنيا أناشيدنا
    فالأرض ما زالت بعيد تدور
    بالأمس كان العيد عيد الزهور
    واليوم ما نفعل
    نزرع أم نقتل
    أهذه بغداد
    أم أن عاموره
    عادت فكان المعاد
    موتا و لكنني في رنّة الأصفاد
    أحسست ماذا صوت ناعوره
    أم صيحة النّسغ الذي في الجذور
    Baghdad the city in verse
    Brothel

    Baghdad is a gigantic brothel
    (The female singer Lawahiz
    Like a clock ticking on the wall
    In the sitting hall of a train station).
    Oh thou corpse lying on the earth,
    The worms eat it — a wave of fire and silk.

    Baghdad is a nightmare
    (A corrupted ruin imbibed by the somnolent,
    Its hours are days, its days years, the year a yoke,
    The year a seething wound in the heart).
    “Does’ eyes between al- Rusafa and the bridge” —
    Bullet- holes decorating the face of the full moon.
    On
    Baghdad the moon pours down

    A cascade of ashes from both eyes’ sockets:
    All the houses are a single house,
    All roads are squeezed, like threads,
    Into one rebellious fist
    Stretching away and crippling,
    Making them a road into a midday heat.
    The faces of all beautiful girls are the face of Nahida
    (My beloved whose saliva is honey,
    My little girl, her buttocks hills,
    Her breasts, summits).
    In
    Baghdad we are a clay

    That the potter soaks into a statue,
    A world for dreams of madmen.
    We are colors on her shaking gulf, corpses, and limbs.
    Yesterday there was a festival, the festival of roses:
    Th e provisions scattered by hills, wines as well,
    Dances and songs,
    Love and sounds of laughter.
    Then everything ended save for the remaining birds
    Pecking at seeds, save for blood
    The field had grown — the bird is the informer —
    Save for children wandering in the city of
    Ur:

    “This is the festival — who said our festival has ended?
    Let’s fill the world with our songs,
    The earth still rotates by festivals,
    Yesterday there was a festival, the festival of roses
    And today? What will we do today?
    Shall we sow or kill?”
    Is this
    Baghdad?

    Or has
    Gomorrah returned

    And the hereafter has come as death
    And I resound with chains.
    I felt . . . what? The sound of the noria
    Or the cry of sap in the roots?
    وقل ربي زدني علما
    حسابي توتير : https://x.com/alrobaey51
    مدونتي في قوقل : https://mohammad-al-mullah-mahmood.blogspot.com/
يعمل...
X