#كليلة_ودمنة_فلسطين (2)
#القصة
#رفرفة_الصمود
تشتهر غزة بمجموعة من العصافير
العصفور الدوري والبلبل والسنونو والحسون والوروار وكلها محاصرة في غزة رغم أنها تستطيع الهجرة الى سيناء أو تعود إلى موطنها في يافا وحيفا ولكنها تأبى الهجرة لأنها صاحبة ولاء وصاحبة انتماء ولا تعرف الخيانة ولا الهزيمة ،وتشمت بتلك الطيور المدجنة والتي تدعي أنها نسور على اكتاف نذل أو جبان...
*****
في صباح غزة المحاصر، اجتمعت العصافير الخمسة فوق غصن شجرة زيتون لا تزال تقاوم الجفاف والقصف.
#قال العصفور الدوري:
يا إخواني، كثير منّا يستطيع الطيران بعيدًا، إلى سيناء أو إلى بيارات يافا، لكنني لا أستطيع أن أترك هذا التراب الذي فيه عشّ أمي وأغنية أبي.
#رد البلبل، بصوته العذب لكن بنبرة حزينة:
أنا أيضًا أشتاق لغناء فوق غصن ليمون في حيفا، لكن كيف أغني وقمري في غزة يئن؟ صوتي هنا شهادة، لا أرفعه فوق غير هذه الأرض.
#قال السنونو، وهو الطائر الرحّال:
أنا ابن السفر، ولكني هذا العام لم أهاجر. رأيت الأطفال يرسمونني على الجدران، فقلت: لا أرحل قبل أن أراهم يطيرون مثلي في سماء الحرية.
#أومأ الحسون بجمال ريشه وهزّ رأسه:
نحن خلقنا لنغني لا لنخون، وأنا رأيت بعض الطيور التي كانت تدعي أنها نسور، تجثو على أكتاف الجبناء، تنعق في وجوهنا و #تقول: لا فائدة من البقاء.
#ضحك الوروار وقال:
دعهم ينعقون، نحن أصحاب الأرض، نحن من نأكل الديدان لا من نعيش عليها. لو خُنّا العش، فمن يحفظ الدفء للأجيال؟
#سكت الجميع لحظة، ثم #قال الدوري وهو ينظر إلى سماء غزة الرمادية:
قد يكون جناحنا صغيرًا، لكن قلوبنا بحجم البحر. نحن لم نُخلق لنهاجر، بل لنصمد.
و #انطلقت العصافير تغني فوق أنقاض المدينة...
تغني لا لتُسكت صوت القصف، بل لتذكّر الجميع أن الولاء لا يطير.
#القصة
#رفرفة_الصمود
تشتهر غزة بمجموعة من العصافير
العصفور الدوري والبلبل والسنونو والحسون والوروار وكلها محاصرة في غزة رغم أنها تستطيع الهجرة الى سيناء أو تعود إلى موطنها في يافا وحيفا ولكنها تأبى الهجرة لأنها صاحبة ولاء وصاحبة انتماء ولا تعرف الخيانة ولا الهزيمة ،وتشمت بتلك الطيور المدجنة والتي تدعي أنها نسور على اكتاف نذل أو جبان...
*****
في صباح غزة المحاصر، اجتمعت العصافير الخمسة فوق غصن شجرة زيتون لا تزال تقاوم الجفاف والقصف.
#قال العصفور الدوري:
يا إخواني، كثير منّا يستطيع الطيران بعيدًا، إلى سيناء أو إلى بيارات يافا، لكنني لا أستطيع أن أترك هذا التراب الذي فيه عشّ أمي وأغنية أبي.
#رد البلبل، بصوته العذب لكن بنبرة حزينة:
أنا أيضًا أشتاق لغناء فوق غصن ليمون في حيفا، لكن كيف أغني وقمري في غزة يئن؟ صوتي هنا شهادة، لا أرفعه فوق غير هذه الأرض.
#قال السنونو، وهو الطائر الرحّال:
أنا ابن السفر، ولكني هذا العام لم أهاجر. رأيت الأطفال يرسمونني على الجدران، فقلت: لا أرحل قبل أن أراهم يطيرون مثلي في سماء الحرية.
#أومأ الحسون بجمال ريشه وهزّ رأسه:
نحن خلقنا لنغني لا لنخون، وأنا رأيت بعض الطيور التي كانت تدعي أنها نسور، تجثو على أكتاف الجبناء، تنعق في وجوهنا و #تقول: لا فائدة من البقاء.
#ضحك الوروار وقال:
دعهم ينعقون، نحن أصحاب الأرض، نحن من نأكل الديدان لا من نعيش عليها. لو خُنّا العش، فمن يحفظ الدفء للأجيال؟
#سكت الجميع لحظة، ثم #قال الدوري وهو ينظر إلى سماء غزة الرمادية:
قد يكون جناحنا صغيرًا، لكن قلوبنا بحجم البحر. نحن لم نُخلق لنهاجر، بل لنصمد.
و #انطلقت العصافير تغني فوق أنقاض المدينة...
تغني لا لتُسكت صوت القصف، بل لتذكّر الجميع أن الولاء لا يطير.