يقفون في صفين متوازيين ، يحملون كؤوسهم المليئة بالمشروب الأحمر المثلج ، أصواتهم كأنها كورال جماعي متناغم ، كل عدة أشخاص منهم يتحدثون في شان ما ، يتكلمون بألسنتهم وفي دواخلهم ، كل شخص منهم له ظل، كل ظل يتحدث إلى ظل الآخر ... حب، كره، يقظة ضمير، موت ضمير، غضب، رضا، تتفاعل مشاعرهم كما لونها ستتحول إلى قنبلة ستدمر كل شي ، يتقدم نحوهم رجل سبعيني ، شعره ابيض مجعد، يستعين بعكاز في مشيه، مستحدب الظهر، التجاعيد تغمر وجهه، يسير بينهم بثقل، يمشي دن أن يلتفت اليه احد حتى يصل إلى المنتصف، يتطلع إليهم ، يحاول إسماعهم صوته ولكنهم لا يسمعونه ، يلوح بيديه لبعضهم الا أنهم لا يرونه، يرفع يديه إلى السماء ويصرخ صرخة عاتية ثم يقول:
يتطلعون اليه ويصمتون ثم يستأنفون أحادثيهم ... يتقدم شخصان ويحملانه
ويلقيانه بعيدا، ثم يعودان لتنظيف المكان ، ترعد السماء ويسقط المطر فيدخلون إلى النادي ليكملوا أحاديث المساء.
- سأعود إليكم يوما.
يتطلعون اليه ويصمتون ثم يستأنفون أحادثيهم ... يتقدم شخصان ويحملانه
ويلقيانه بعيدا، ثم يعودان لتنظيف المكان ، ترعد السماء ويسقط المطر فيدخلون إلى النادي ليكملوا أحاديث المساء.

تعليق