أمّك ..أم أبيك؟؟
وقفت أمام قاضي الحيرة... تدور الزوابع في رأسي الصغير..
أراهما أمامي..محاولةً أن أختزل أحدهما من الصورة..فلا أستطيع..
ويتردد السؤال.. وتستعيد العواصف نشاطها..أيُّ غضبّ هذا؟
مدّ..وجزر..وشاطئ يرفسني بعيدا.. جزر من الذكريات تجتاح المكان..وتغرق في آن واحد..
أمواج الحضن الدافئ تبتعد... وأخرى غريبة تتقترب..
"أريدها معا"..قلتها واثقة من نفسي و من الزلزال المترنّح تحت قدميّ..
"-لا... على ظلّ الفراق أن يجتاح كلّ المكان.."
-أمّك ستسافر..وأنا باقٍ..أنا الوطن...أنا الأمان..فابقي معي أنت وأخيك الصغير..حددي مصيره ومصيرك..
- والدك سيبقى وسط الخراب..مع زوجة رسمت الطريق وهي قادمة قريبا..ابقي معي..فأنا الحضن الدافئ..أنا الإبتسامة الحنونة التي تشفي الجراح.."
ويقول صوت بداخلي:أيّ عين من عينيك ستختارين؟
صمتٌ..تلاه ليلٌ أسود..فما عدت أرى أمامي، سوى علامات إستفهام..وأنا عاجزة تماما عن النطق..
سأدع صمتي يقرر.. لتجرفني السيول حيث تشاء..
.
.
"حملوني في قلوبهم..لتنتهي التضحية على عتبة الباب..كلاهما في طرف..وأنا دائما في الوسط..حيث الغرق أضمن.."
كفاكما.. تقطّعت يداي..كلّ منكما يحاول جذبي إليه..كلّ منكما يحاول قتلي..ألا تكفيني طعنات السؤال..
لا أريد أيّا منكما..سأطمر نفسي في رمال الغياب..أو أبني كوخا صغيرا وأتلاشى في عتمته..
.
.
وفي زوايا الوحدة....يبقى السؤال:أمّك أم أبيكِ؟
25/4/2004
تعليق