عذرا غزة ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ندى كمال
    عضو الملتقى
    • 07-06-2007
    • 88

    عذرا غزة ...

    توطئة:
    لو دعيت يوما إلى زيارة الأسلاك الشائكة التي تفصلك عن موطنك
    و كان بينك و بين الوصول لأرضك سلك حديديّ مهترئ
    و لكنك تعلم أنه أرفع منك شأنا...
    ما السؤال الذي سيطرأ على ذهنك؟
    و ما الشعور الذي سيختلج في صدرك؟

    ******************

    فكأنما كلّ الحجب عن عينيّ قد رفعت
    و كل حنين الأرض استقر في دمي
    يجتاحني...فيطالب باستعادة هوية ...
    مني يوما قد أُسقطت

    ها هي كل أرضي تمتد أمامي
    بكل طهرها، و صدقها، و حزن صمتها
    بكل أفراحها و أتراحها و آلام شعبها
    بكل بقعة منها قد تضرجت بالدمّ
    بكل قبر فيها قد احتواه قلب أمّ
    تراءت لي ... بكل حنيني لها
    و كل انتظارها...
    و فوهات بنادق حراسها

    قد أجبروني على الابتعاد
    و جعلوا بيني و بينك سورا شائكاً
    و رصاصةً في القلب قد أحالته كوم رماد...

    فكأنما كل أشواقي استحالت خيمة تؤويني
    ترفعني عاليا يملؤها الأمل
    ثم تُدَكُّ حصونُها، فتُرديني
    جسدا متهالكا قد ملَّ السقم
    ثوبا ممزقا قد احترف الألم...
    فأمسيتُ هالكا
    و أصبحتُ هالكا...

    فجئت إليكِ...
    و ها أنا أقف بأسواركِ
    لأسجل اعترافا ، برقيَّة اعتذار و ندم !
    فأرجوكِ سامحيني...
    فأنا الذي نصرتُكِ شعرا
    أنا الذي تباكى على الأطلال دهرا
    أنا ذاك الذي ليس يتقن إلا النواح
    ذاك الذي أشبع الدنيا صراخا :
    حي على الجهاد
    حي على الفلاح
    و لما يتقن بعد حمل السلاح !!!

    قد جئت إليكِ...فإلى نفسي أعيديني
    و علميني كيف أعيش بين جنباتكِ حرًّا
    كيف أستجمع كلَّ حزني...فأشهره في وجه العدو حجرا
    كيف أحيل منفاي وطنا و فخرا ؟!!!
    علميني...
    كيف رغم الأم ... أتفن فنَّ السرور؟
    و كيف كل جنازة تضحي جسرا للعبور...نحو عالم حقا أجمل!!


    علميني...
    ثم سرًّا واعديني...
    فهذا جسدي صرتي تملكيه
    خذيه فاحتويه...
    و عند هبوب العاصفة...
    ابحثي عنه بين الأشلاء...فانتشليه
    علَّك تجدين فيه بقية طهرٍ و عزَّة
    علَّه يوما يستحق انتماءً إلى وطن...
    ذاك الذي أسموه غزَّّة

    انتهى
  • مراد الساعي
    أديب وكاتب
    • 18-06-2007
    • 504

    #2
    الأخت الجليلة اشاعرة القديرة// ندى كمال

    هزّني ذلك الصوت الصارخ أمام الأسوار

    وهذا الحنين الجامح نحو الأوطان ، التي يمتد إليها بصرك ولكن قدمك لا تطأها رغما عنكِ

    ما اقصى هذا الشعور

    وما اقصى ذلك العدو الجبان

    القلوب تغشاها الثورات والنيران وتنتظر شفاء الغليل

    ليعود كل شيء إلى مساره الصحيح

    وسوف يعود

    نعم سيعود طال أم قصر الزمان

    فالتاريخ شواهده كثيرة

    والعزيمة لن تخور



    تحيتي وتقديري لقلمك الباهر


    مراد الساعي
    ما أكتبهُ لا يعني بالضرورة تعبيراً عنْ حياتي الخاصة
    بل محض خيال ، و رؤية ، أو تجربة حياتية ومعايشة إنسانية.
    فهذهِ أشعاري وأفكاري، أقولُ وأكتبُ ما أعتقدهُ وأظل مقتنعاً به ، لأنّي أؤمن بهِ .
    مراد الساعي​

    تعليق

    • ندى كمال
      عضو الملتقى
      • 07-06-2007
      • 88

      #3
      أستاذي مراد الساعي

      يحيا داخلنا الأمل ولا يموت

      و لكنها اليأس الذي يجااااهد ليغلب قلوبنا

      شكرا لكم مروركم و إطراءكم

      بارك الله فيكم

      تعليق

      • على جاسم
        أديب وكاتب
        • 05-06-2007
        • 3216

        #4
        السلام عليكم

        استاذة ندى كمال

        لا اريد حتى لحظة التخيل بهذه الاسلاك الشائكة

        فوطني لا يعيش بسلام مع هذه الاسلاك

        فهي اسلاك موجعة مميتة

        فعلا قد احترت في الاجابة على تلك التوطئة

        شكرا على هذا النص

        تقديري لكِ اختي

        تشكرات
        عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
        يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
        فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
        فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

        تعليق

        • جوتيار تمر
          شاعر وناقد
          • 24-06-2007
          • 1374

          #5
          العزيزة ندى......

          عنوان يدخل المتلقي منذ البدء في جو من الحزن / تتبعت خطاك في النص / لامست الاسلاك تلك / عدت لحرفك وجدتك تعبثين بالممكن وتعيدين تشكيل نظامه / بحكائية تستقي حيوتها وحركتها من عفوية نابعة من واقع مؤلم موجع اليم / وتحفر في تعدد المحمولات اللحظة الرائدة / التي تعانق فيها الروح نسائم الوطن .


          محبتي لك
          جوتيار

          تعليق

          • ندى كمال
            عضو الملتقى
            • 07-06-2007
            • 88

            #6
            أستاذ علي جاسم ... بارك الله بمروركم العطر

            جوتيار !
            لست أدري ماذا أقول ... قد حللت ضيفا دائما بين سطوري
            أدامك الله عزيزي

            تعليق

            يعمل...
            X